هاجم قائد شرطة دبي "ضاحي خلفان تميم" قناة الجزيرة القطرية واتهمها بتشويه صورة العالم العربي، وكتب قائد الشرطة الإماراتي في تغريدته على موقع "تويتر" مساء السبت قال فيها: "لم تحطم قط قناة تلفزيونية صورة الأمة العربية كما حطمتها قناة الجزيرة من وجهة نظري"، متابعاً: "أحياناً أتصور أن الجزيرة فاقدة الذاكرة وأحياناً أراها فاقدة النظر". وتأتي هذه التغريدة بعد ساعات من مهاجمته لجماعة الإخوان المسلمين، حيث قال تعليقاً على قرار حصول الجماعة على ترخيص "جمعية" في مصر: "كانوا جماعة وصاروا اليوم جمعية. ومن بعد بكرة محل بحد بقالة". وتابع قائد شرطة دبي أن "الإخوان صمدوا طويلاً لأنهم (كانوا) يواجهون حكومات في السابق أمّا الآن فإنهم يواجهون الشعب لذلك سيكون انهيارهم حتمي". لقد وضع ضاحي خلفان في عبارته الأخيرة أصبعه كجراح ماهر على الدمل الذي استشرى في العالم العربي. لقد بات جليا أن الشعب المصري بكامله هب في ثورة تالية لإنهاء حكم الأخوان المسلمين. فالأخبار تتالى من مصر أن نساء القيادات الإسلامية يتصارعن على مجوهرات سوزان مبارك وحاشية حسني، وأول من استولى على بعض هذه المجوهرات الثمينة زوجة محمد مرسي نفسها مما دفع بقية "أمهات المؤمنين" للمطالبة بالمثل. بينما القيادات الإسلامية البرلمانية من الذكور يطاردون القصور والفنادق والفلل التي نزعت من أبناء حسني وحاشيته، حتى السيارات الفاخرة قامت عليها معارك. لقد سقط إخوان مصر في نفس الخندق الذي سقطت فيه الحركة الإسلامية في السودان أي في اللصوصية. فكيف نفسر هذه اللصوصية؟ هل الأخوان المسلمون يختلفون عن السلفيين الوهابيين الخوارج الذين وصفهم الإمام علي "وآخرهم يكونوا لصوصا سلابين"؟ كثير من القراء أو المسلمين التقليديين يظنون أن الأخوان المسلمين شيء يختلف عن السلفيين الوهابيين. وهذا خطأ كبير. لقد ثبت بما لا يقبل الشك أن حركة أو ظاهرة الأخوان التي نشأت في مصر تمت برعاية بريطانية سعودية منذ 1922م. ولقد أفرجت السعودية في العام الماضي عن صورة نادرة لحسن البنا منحنيا يقبل يد عبد العزيز آل سعود!! بينما ضرب في السابق جدار من حديد كأن يكون لهذه الحركة المصرية أية علاقة بالسعودية!! حتى دار الوثاق البريطانية تغلق ملف حسن البنا ولا تسمح بفتحه، وهذه النقطة ذات دلالة كبيرة. وعموما، يدار تنظيم الأخوان المسلمين في مصر بأسلوب ماسوني، يستحيل على أي عضو فيه مهما علا منصبه فهم كيف يدار. وإذا تركنا التاريخ جانبا، وتمعنا في مضمون أدبيات الأخوان المسلمين، تصيبني الدهشة أن بعض أو كثير من المفكرين السودانيين يمدحون البنا أو يترحمون عليه وكأنه ظاهرة فكرية ضخمة. وقد يكون هذا من قبل المجاراة، أو إرسال إشارة ما، ولكن حسن البنا، وخذ معه أسماء كبيرة مثل سيد ومحمد قطب، هم بالسذاجة الفكرية الغثة حيت لا تستطيع أن تتم لهم كتابا. بتعبير آخر أكثر مباشرة، الأخوان المسلمين لم يؤلفوا أية شيء كخارطة طريق تميزهم في تناول التراث الإسلامي أو كأن يقدموا منهجية تعيد قراءة وفهم التاريخ الإسلامي أو كأن يحدثوا مصالحة ما بين الماضي والحاضر. كل المحللين والباحثين الذي هم أفضل من كاتب هذه المقالة علما، يضعون الأخوان المسلمين في التصنيف الإسلامي في خانة: السلفية الوهابية. وهنا يجب أن تحذر من كلمة سلفيين. لأن جميع المسلمين سلفيون، فخذ مثلا أهل السنة والجماعة الأشعرية، يأخذون الأصول في العقيدة من أبي الحسن الأشعري (260-324 ه = 874-936م)، وفي الفروع من أبي حنيفة، ومالك، والشافعي وبن حنبل، أما التصوف فيأخذونه من الجنيد البغدادي!! فأول شيوخ المذاهب السنية ولد عام 80 ه وتوفى عام 150 هجرية. ولعلك تسأل ما الشيء الذي كان ما قبل عام 80ه؟ هل بدأ الإسلام من عام 80ه؟ ستجد أن مدرسة أهل البيت النبوية في المدينةالمنورة هي التي غرزت الدين. إجمالا نقول، إضافة للكتاب والسنة النبوية، يأخذ المسلمون دينهم عبر رواية الصحابة والتابعين (تنحصر فترة التابعين في الأعوام 50-150ه). إذن عقلا، ومنطقا، لا يمكنك أخذ دينك إلا ممن سبقوك أي السلف –هذه بديهية- وهذا هي إشكالية لفظة السلفية التي حشوها بكثير من الشروط والقيود والإسقاطات حتى أصبحت مصطلحا يختلف عليه. وإذا أخذنا الشيعة، فهم يأخذون دينهم عن السلسلة الذهبية أي عن محمد، فعلي، فالحسن والحسين، وتسعة من أولاد الحسين – فالشيعة ليست سلفيين بالعموم بل بالخصوص ويأخذون دينهم مباشرة من بيت النبوة الذي سلف والذي ما زال قائما إلى يوم القيامة. ولكن للوهابية فنون وفنون في فن الكذب والخداع والمكر والدهاء، مارست الوهابية خدعة جديدة حين رفعت شعار السلفية – وكأن كافة المسلمين من سنة أشعرية وشيعة ليسوا سلفيين!! هذه الخدعة بالرغم من سذاجتها واستحالة صمودها أمام النقد لكنها مرت على أصحاب الغفلة الذين يقتاتون بالريال السعودي. جوهر الخدعة السعودية هو تكفير أهل السنة الأشاعرة سرا والعمل بجد ومكر على إنهاء هذه المذاهب الأربعة، بينما في العلن يدعون الانتماء لأهل السنة والجماعة الأشاعرة ويعطلون ويحرفون تفكيرهم بجرهم نحو معارك مفتعلة ضد الشيعة فحواها أن الشيعة يشتمون الصحابة. ولكن شتان ما بين الدراسة والتحليل والنقد والشتم!! فمن حق أي مسلم دراسة تاريخ المسلمين وفي إمكانه نقد الصحابة واستخلاص العبر. لذا من فضح عمر بن الخطاب على إنه مصاب بالأبنة (اللواط) هم السعوديون وليس علماء الشيعة ولا حتى جمهورهم. أنظر الخدعة: يقولون الشيعة تقول كذا..!! وهذا التكتيك المخادع الماكر يذكرني بأسلوب إحدى معارفي البريطانيات. طلبت منها طلبا، فعادت، وتقول لي أن صديقتها نصحتها وبتقول فيك كذا وكذا. ليست "هي" التي تقول كذا وكذا، إنما بل "صديقتها" .. شوف الذكاء – تشتمني بلسان صديقتها!! وهذا هو الأسلوب السعودي – يشتمون ويجرحون رموز السنة الأشاعرة من الصحابة بوضع الشتائم على لسان الشيعة!! وفي الفقرات التالية سنثبت لكم أن تحقير الصحابة هو فكر أصيل في فكر الوهابية وفكر شيخهم بن تيمية!! بما أن الفكر الوهابي مأخوذ جملة وتفصيلا من فكر بن تيمية وتلاميذه، وبما أن فكر بن تيمية وتلاميذه يمت إلى فكر الخوارج، فالخوارج لا يحترمون لا عمر، ولا أبا بكر ولا عثمان ولا حتى أبا الحسن علي، كفروهم بالجملة!! وهكذا هو فكر بن تيمية حين تطاول على الإمام علي وبنوه وكفر الإمام علي ووضعه في النار صراحة في منهاجه التعيس، بينما كان يحط من قدر الخلفاء الثلاثة باستحياء خوفا على حياته. هذا هو موقف نعاثل نجد الوهابيين من الخلفاء الأربعة مثل موقف شيخهم بن تيمية الذي يقول في عمر: إن عمر له غلطات وبليات! وأي بليات! – رغبوا في تحطيم عمر بن الخطاب أحد رموز السنة الأشعرية في سعيهم إحلال المذهب الوهابي محل المذاهب الأربعة. كفر قضاة المذاهب الأربعة بن تيمية حين حرّم الأخير زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد نودي عليه بدمشق أن من اعتقد عقيدة ابن تيمية حُلّ دمه وماله. قال ابن حجر العسقلاني في كتابه الدرر الكامنة ج1 ص147: (ونودي بدمشق: من اعتقد عقيدة ابن تيمية حل دمه وماله خصوصا الحنابلة. فنودي بذلك وقرئ المرسوم وقرأها ابن الشهاب محمود في الجامع ثم جمعوا الحنابلة من الصالحية وغيرها واشهدوا على أنفسهم أنهم على معتقد الشافعي). قال ابن حجر الهيثمي في الفتاوى الحديثية ص 203: (وإياك أن تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزية وغيرهما، ممن اتخذ إلهه هواه وأضلّه الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله)، وقال عنه أيضا في ص99 – 100 (ابن تيمية عبدٌ خذله الله، وأضلّه، وأعماه، وأصّمه وأذلّه، وبذلك صرح الأئمة وبيّنوا فساد أحواله، وكذب أقواله ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي الحسن السبكي وولده التاج والشيخ الإمام الغز بن جماعة وأهل عصرهم وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية ولم يقصر اعتراضه على متأخري الصوفية بل اعترض على مثل عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما كما يأتي. والحاصل أنه لا يقام لكلامه وزن بل يرمى في كلّ وعر وحزن ويعتقد فيه انه مبتدع ضالٌ مضل جاهل غال، عامله الله بعدله وأجارنا من مثل طريقته وعقيدته وفعله آمين …حاصل كلام ابن تيمية وهو يناسب ما كان عليه من سوء الاعتقاد حتى في أكابر الصحابة ومن بعدهم إلى أهل عصره وربما أداه اعتقاده ذلك إلى تبديع كثير منهم …وقد كتب إليه بعض أجلاء أهل عصره علما ومعرفة سنة خمس وسبعمائة من فلان إلى الشيخ الكبير العالم إمام أهل عصره بزعمه أما بعد فإنا أحببناك في الله زمانا وأعرضنا عما يقال فيك إعراض الفضل إحسانا إلى أن ظهر لنا خلاف موجبات المحبة وبحكم ما يقتضيه العقل والحس وهل يشك في الليل عاقل إذا غربت الشمس؟! وإنك أظهرت أنك قائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والله أعلم بقصدك ونيتك ولكن الإخلاص مع العمل ينتج ظهور القبول وما رأينا آل أمرك إلا إلى هتك الأستار والإعراض باتباع من لا يوثق بقوله من أهل الأهواء والأغراض. فهو كسائر زمانه يسب الأوصاف والذوات ولم يقنع بسب الأحياء حتى حكم بتكفير الأموات ولم يكفه التعرض على من تأخر من صالحي السلف حتى تعدى إلى العصر الأول ومن له أعلى المراتب في الفضل، فيا ويح من هؤلاء خصماؤه يوم القيامة! وهيهات أن لا يناله غضب وأنى له بالسلامة وكنت ممن سمعه وهو على منبر جامع الجبل بالصالحية وقد ذكر عمر بن الخطاب (رض) فقال: أن عمر له غلطات وبليات! وأي بليات! وأخبر عنه بعض السلف أنه ذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه في مجلس آخر فقال: أن عليا أخطأ في أكثر من ثلاثمائة مكان! فيا ليت شعري من أين يحصل لك الصواب إذا أخطأ عليّ بزعمك كرم الله وجهه وعمر بن الخطاب؟ والآن قد بلغ هذا الحال إلى منتهاه والأمر إلى مقتضاه ولا ينفعني إلا القيام في أمرك ودفع شرك لأنك قد أفرطت في الغي ووصل أذاك إلى كل ميت وحي وتلزمني الغيرة شرعا لله ولرسوله ويلزم ذلك جميع المؤمنين وسائر عباد الله المسلمين بحكم ما يقوله العلماء وهم أهل الشرع وأرباب السيف الذين بهم الوصل والقطع إلى أن يحصل منك الكف عن أعراض الصالحين رضي الله عنهم أجمعين. انتهى، واعلم انه قد خالف الناس في مسائل … في أمثال ذلك من مسائل الأصول مسألة الحسن والقبح التزم كل ما يرد عليها وأن مخالف الإجماع لا يكفر ولا يفسق، وأن ربنا سبحانه وتعالى عما يقوله الظالمون والجاحدون علوّ كبيرا محل الحوادث تعالى الله عن ذلك وتقدس وأنه مركب تفتقر ذاته افتقار الكل إلى الجزء تعالى الله عن ذلك وتقدس وأن القرآن محدث في ذات الله تعالى الله عن ذلك وأن العالم قديم بالنوع ولم يزل مع الله مخلوقا دائما فجعله موجبا بالذات لا فاعلا بالاختيار تعالى الله عن ذلك وقوله بالجسمية والجهة والانتقال وأنه بقدر العرش لا أصغر ولا أكبر تعالى الله من هذا القول الشنيع القبيح والكفر البواح الصريح وخذل متبعيه وشتت شمل معتقديه وقال إن النار تفنى وإن الأنبياء غير معصومين وإن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم لا جاه له ولا يتوسل به وأن إنشاء السفر إليه بسبب الزيارة معصية لا تقصر الصلاة فيه وسيحرم ذلك يوم الحاجة الماسة إلى شفاعته وأن التوراة والإنجيل لم تبدل ألفاظهما وإنما بدلت معانيهما) ا.ه . هل هنالك عاقل يقتدي بشيخ السعودية بن تيمية؟ هذه هي كتابات الحجرين (الحجر الهيثمي والحجر العسقلاني) في بن تيمية شيخ الوهابية الذي يسمونه شيخ الإسلام!! ورغم أن الحجرين من كبراء علماء الشافعية – يصفهم المخبول محمد صالح بن عثيمين على أنهما ليسا من أهل السنة والجماعة، فقط لكونهما فضحا شيخه. تمعن في النصوص السابقة جيدا - كل عبارة لها أبعاد وجولات وصولات في حياة بن تيمية ولاحظ تهجمه على الخليفة عمر وما قصد بن تيمية ببليات عمر إلا تلك الأبنة، ثم تهجم بن تيمية على الإمام علي وهو نفسه هجوم الخوارج على أمير المؤمنين. على سبيل المثال لا الحصر ابن تيمية يؤمن أن النار تفنى والأنبياء غير معصومين، وهكذا يؤمن كلاب آل سعود حين يقول بن باز: عصاتي أفضل من قبر محمد. لذا حين تراقب الأخوان المسلمين الجهلة كيف يشقشقون ستجد بن تيمية وتلاميذه على طرف ألسنتهم.. يستشهدون به بكثرة، ويمجدونه، ويفخمونه، بل يسمونه أيضا بشيخ الإسلام. حتى المنافق الطيب مصطفى يضع عنوان عموده الفارغ: "درر بن تيمية". بينما السرورية التي يقودها لفيف من الجهلة في السودان ليست سوى خليط من بن تيمية والقطبين. وأترك جانبا أن معظم رعاع الأخوان المسلمين يلوكون بإبن تيمية ويظنون الاستشهاد به كمال العلم وربما يعلمون إنه الجواز على صراط آل سعود. لذا لم يخطئ الباحثون أو المحللون في القضايا الدينية حين وضعوا الأخوان المسلمين في مصفوفة السلفية الوهابية. فالوهابيون لا يأخذون الأشعري في أصول العقيدة بل يأخذون بخرافات بن تيمية في العقيدة، أما الفروع فيليطون بها من الصحاح الستة وأوكلوا أمرها لشيخهم الألباني الذي ألف لهم الصحيح السابع، ولا يشيرون مطلقا إلى شيوخ المذاهب الأربعة، حتى بن حنبل يعتبرونه كلبا ميتا. أما أذيتهم للمتصوفة وتدمير أضرحتهم فهي ليست سوى تمرين سبقي لإزالة قبر النبي المصطفى من مسجده – هكذا يبغض سلفيو الوهابية النبي صلى الله عليه وآله وسلم – تذكر ذلك الخارجي الذي قال للنبي أعدل ووصفه النبي "كأن هذا منهم". ف "منهم" هذه ليست سوى السلفية الوهابية. انظر لمعجزة النبوة وعبقرية العبارة. تشير كل المؤشرات السياسية الواردة من مصر أن هنالك ثورة عاتية في الطريق وربما قد تحدث حرب أهلية. كما أن هي مصر لا غيرها هي الأرض التي زرع فيها آل سعود محمد رشيد رضا (صاحب المنار 1920م)، وحسن البنا (جمعية الأخوان المسلمين 1922م) ومحمد حامد الفقي ( رئيس جمعية أنصار السنة 1926م)، هي نفسها مصر الأرض والشعب اللذان سيخلعان الأخوان المسلمين من جذورهم إلى زوال. الشعب المصري واعي دينيا أفضل من الشعب السوداني، ويدرك جيدا ظاهرة الأخوان المسلمين. ضاحي خلفان مدير شرطة دبي لم يخطئ التحليل حين وصف بالدقة أن الأخوان المسلمين يواجهون شعبا كاملا وليس كما في السابق الحكومة. ويعبر ضاحي خلفان عن رؤية حكام الأمارات، وهي رؤية ثابتة وأصيلة وليس فيها مزايدة سياسية، لذا أفضل موقع لوضع قناة فضائية للمعارضة السودانية هي الإمارات. الشعب السوداني لن يستطيع خلع لصوص المؤتمر الوطني إذا لم يفهم الظاهرة الدينية في العمق. وليس أدل من سذاجة الشعب السوداني دينيا هو أن يلعب الملك فيصل بعقول رجال الدين والسياسة عام 1965م. وتكتمل الخدعة حين يلعب الشيخ الترابي بالشعب السوداني كما يشاء. مع الأسف اجتياح السلفية للسودان هو بمشيئة الترابي وإلى الآن هو الذي يحكم السودان وليس عمر البشير. فمديح عمر البشير لقطر ولحاكم قطر في تلك المقابلة الصحفية الأخيرة يشير إلى عقل جمعي منظم، وليس عقل فرد. فالترابي سلم قياده لموجة الأخوان المسلمين الإقليمية التي تقودها قطر في زياراته الأخيرة – وصمت، حتى صحيفته رأي الشعب لم يعد لها أهمية، لقد أمتلك الترابي (تأسلمت) كل الصحف. وصمت الترابي أو غيره لا يفسره إلا خجلهم أن شعاراتهم الإسلامية هي شعارات فارغة ولا يقوم لها أساس بمعزل من الإرادة الشعبية، وما يدور في الإقليم العربي يصيب أي متأسلم حركي بالكآبة، فالمعارضة الشعبية لكل ما هو إسلامي في الإقليم العربي على أشد وثاق، حتى أن المخابرات الفرنسية استغربت ماذا فعل بوتفليقة في الجزائر حتى نجت من "الربيع القطري"، فالجزائر خيبت أيضا فأل البغل القطري الصغير الذي هدد الوزير الجزائري "ستحتاجون لنا، لأن الدور عليكم!!". في تونس سقط المنافق الغنوشي وحركته في مأزق حقيقي!! قطر تمول الغنوشي وحركته هذا ما كشفه الشعب التونسي، وأيضا تمول قطر التونسي محمد الهاشمي صاحب المستقلة إضافة للسعودية وأصبح له حزب في تونس بتمويل قطري!! لقد أثار اغتيال العلامة الشهيد البوطي الشعب التونسي وخرج عن بكرة أبيه يندد بالإخوان، ويرفع صور حافظ الأسد، وإحدى شعاراتهم: حذاء بشار الأسد أشرف من ملوك ورؤساء أعراب الردة. كذلك هنالك مؤشرات قوية أن الذي أغتال الشهيد البوطي الأخوان المسلمين السوريون وليس السلفيون لأن الشهيد البوطي أعلن شرعا النفير الجماهيري لدعم الجيش العربي السوري من منبر المسجد الأموي. أي القتال واجب وفرض عين على كل فرد في الشعب السوري!! http://syrianow.sy/index.php?d=2&id=74081 وقطعا قطر تمول لصوص المؤتمر الوطني بما فيهم الشيخ الترابي الذي يدعي البراءة من قبض الأموال الخليجية. وعلى الشعب السوداني أن ينسى هذه القسمة المفبركة التي تسمى شعبي ووطني هذه من أكبر الكذبات التي أخترعها الترابي. ويبدو عموما أن الإسلاميين لن يستطيعوا أن يحكموا الشعوب العربية إلا عبر الأكاذيب، فقد انفجرت فضيحة في اليمن أن لقطر مكاتب سرية لتجنيد الفقراء اليمنيين للقتال في سوريا بخدعة. فأخوان اليمن بالتعاون مع قطر يخدعون اليمنيين الفقراء بعقودات تحت مسمى العمل في الجيش الأميري القطري، وبعد تدريبهم في قطر (يدربهم ضباط من حماس وأمريكان!!) يخدعونهم أن التدريب سيستمر في تركيا، ثم من هنالك يتم تحويلهم للقتال في سوريا قسرا. من يقوم بهذه الخدعة برلمانيون في حزب الإصلاح الأخواني وأيضا اليمنية الحاصلة ٍعلى جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، هل تصدق؟! http://syrianow.sy/index.php?d=2&id=74084 بما أن القمة العربية رقم 24 ستنعقد في الدوحة بعد يومين، وهي معدة خصوصا لذبح سوريا، وستكون بلا شك عرسا قطريا ب "إجلاس" أحمد معاذ الخطيب على كرسي سوريا الدائم بالجامعة العربية في زفة من المنافقين الذين يقبضون الريال القطري وعلى رأسهم وفد السودان برئاسة عمر البشير، فاجأ "العريس" أحمد معاذ الخطيب الجميع باستقالته من الائتلاف السوري. ولم تفلح محاولات البغل الصغير مع الخطيب ليتراجع عن استقالته – هذه الاستقالة أوجعت حتى وزير الخارجية الأمريكي كيري. وسبقت استقالة الخطيب من الائتلاف استقالة عشرة أعضاء مهمين. آخر المعارك في حلب وما حولها أن الجيش العربي السوري طحن العصابات المجرمة طحنا وأخذت تستسلم مجموعة بعد الأخرى، خاصة بعد أن أكد لهم الجيش العربي السوري أنه سيعاملهم بالقانون – هذه أوامر بشار الأسد!! إلى الآن لم تثبت للجيش العربي السوري ولو حالة واحدة خروجه عن أخلاقيات القتال. تباشير الهزيمة والاستسلام الجماعي دفع نبيل العربي لكي يطالب مجلس الأمن بان يعلن وقف إطلاق النار في سوريا فورا (!) وهذه الصرخة "النبيلة" تدل على أن بشار الأسد ربح الحرب. بعد تنظيف سوريا تماما من هؤلاء المجانين – سيصبح الشاب بشار الأسد بطلا قوميا بقامة عبد الناصر في عين الشعوب العربية، وهذا ما تخشاه الدوحة والرياض وتل أبيب وواشنطون!! رمية أخيرة: نقول للشيخ الترابي ومن لف لفه أن عدالة القضية السورية واضحة وأن من اعتدى، أو شارك، أو ساهم أو أيد تدمير سوريا وذبح شعبها شرعيا واخلاقيا مذنب، ولا يحتاج فهم عدالة القضية السورية عقل سربوني أو دكتوراه في الشريعة، ومع الأسف وقوفك ضد الشعب السوري ونظامه المقاوم سببه جشعكم لقبض الريالات القطرية والسعودية – وليس هنالك تفسير آخر سوى الريالات، ما أرخص الطالب والمطلوب! ونبشر الشعب السوداني، لقد انتهى الإسلام السياسي السعودي المتمدد طوال قرون على صدر المسلمين الشرفاء، لقد أنتهى وقُبُر في سوريا الأسد بلا رجعة، فهل فهم الشعب السوداني هذه النقطة التاريخية؟ وهل يفهم الدكتور نافع على نافع أن رفع الشعارات الإسلامية الجوفاء وحدها لن يقنع السودانيين ولا حتى معيز السودان في عالم يتثقف عبر الأنترنيت. حتى هذه الانترنيت أغلقتموه. فمثلا يا دكتور كيف ولماذا تغلق الهيئة القومية للاتصالات السودانية على كتب وفتاوى الشيخ الدجوي؟ هل الذي يجلس في هذه الهيئة سعودي وهابي نجدي يتطهر ببوله؟ هل نحن في السودان أم في السعودية؟ ثم قولك لن يحكم السودان إلا ناس يرتبطون بالله!! عجيب!! هل لديك جهاز يقيس هذا الارتباط؟ هل أنت أفضل من نبينا الذي قال: أمرت أن أحكم بالظاهر, والله يتولى السرائر!! أليست عبارتك فيها مسحة من فكر الخوارج؟ يا رجل الشعب السوداني مسلم وثقافته وتقاليده إسلامية إلى أن حلت لعنة آل سعود بالسودان بدءا من عام 1965م فأخذوا يدعون أن السودان يحتاج إلى مؤسسات دعوية. وليس هدفهم سوى الترويج للمخبول بن تيمية لكي نكون على دين آل سعود!! فهل كان اللصان ود بدر والعبيد فضل المولى في ارتباط بالله؟ نتمنى أن تنسحب من هذا السيرك الإسلامي قبل فوات الأوان. شوقي إبراهيم عثمان [email protected]
