بسم الله الرحمن الرحيم بقلم: د. محي الدين تيتاوي انا وجيلي لم نجد حظنا من اللعب، فقد ولدت وقضيت فترة الطفولة في قرية نورها من النجوم والهلال لفترة أسبوعين في الشهر.. ونهارها خلوة ثم مدرسة ثم عمل في الحقل بحسب المراحل السنية.. ولهذا وعندما يحول أحفادي برامج التلفزيون.. لا اعترضهم وإنما أظل في مكاني اتفرج معهم في برامج الأطفال (طيور الجنة) وتوم وجيري..واضحك من مقالب توم في جيري ومقالب جيري الصغير في توم..والمرأة الساحرة صاحبة( المقشاشة) أو بلغة هذا العصر المكنسة الطائرة.. وصارت لي الآن معرفة واسعة وثقافة ببرامج الأطفال وعلى العكس مني فإنهم لا يطيقون أخبار القصف والتفجيرات وتظاهرات الربيع العربي وأخبار المآس والحروب والفيضانات والحرائق. وهذه الأيام صرت أربط بين قصص توم وجيري وبعض الأحداث التي تجري في عالم السياسة والصراعات بين الجماعات السياسية سواء حكومات ومعارضات أو كليهما من صراعات الداخل..ففي كل صراع بين جماعتين يمكن أن نرى ونشاهد ونحلل تداعيات تلك الصراعات.. بنطلقاتها وأهدافها وأساليبها ووسائلها.. فبمثلما يصاب توم بالأعباء والنصب جراء مقالب جيري عليه رغم صغر حجمه وقلة حيلته.. فإن المتصارعين يصابون بالنصب والتعب والأعياء جراء المطاردة والمقالب.. وتدخلات الساحرة ومكنستها الطائرة.. ولكن في نهاية الصراع يفوز جيري على توم بذكائه الوقاد وحركته السريعة. توم يتمتع بغباء شديد رغم مظهره العام وشنباته التي تشير إلى الوقار وحيله العديدة التي تكون مفضوحة لدى جيري الصغير المتكبر الذي يدبر لتوم في كل مرة وموقف مكيدة تجعل منه مضحكة للأطفال ويلوذ جيري بالفتحة الصغيرة التي تعتبر المدخل الآمن له بعيداً عن بلوغ يد توم عليه.. عموماً أنا استمتع جداً لمغامرات جيري مع توم ومقالبه عليه مما يظهر حجم الغباء الذي يتمتع به (توم) في كل مطاردة تقع بينهما.. لا سيما إذا اتلف توم أدوات الساحرة ومعدات بيتها.. وهكذا اشعر بأنني صرت تماماً مثل احفادي وحفيداتي الصغار.. أهو تعويض على ما فات والعوض على الله .