لا يتوانى (محمد) في الذهاب الى المنتزهات ليستمتع بألعاب الصغار متى أراد ذلك في براءة متناهية، يمتطي الحصان ويلعب ب(سيارات الصدام) وغيرها من الالعاب التي تخص الاطفال مثل (البلي استيشن)!! ولا يتوقف عند هذا الحد بل يشاهد كل برامج ومسلسلات الاطفال، يندمج دون ان يلتفت الى من هم حوله في حلقات (توم وجيري) و(بات مان) و(سيف النار) و(دراغون بول) و(النمر المقنع) وحتى المسلسلات الخاصة ب(الصغيرات) (سالي) و(نساء صغيرات) ويحفظ اغنيات مقدمة (المسلسلات) و(فلة) على كثرتها..إذ ان (محمد) لا يتوارى خجلا من ممارسته لألعاب الاطفال ومشاهدته لمسلسلاتهم.. ولا ننفي ان من (الجنس اللطيف) منهن ايضا من تشاهد مسلسلات الاطفال ولكن ليس بالصورة المبالغ فيها عند الجنس الآخر!! (محمد) نموذج لكثيرين هم في مثل حالته تماما متشبعون بروح الطفولة، ومهووسون بأشياء الصغار بكل تفاصيلها، ولو انها غير مناسبة معهم ولا تشبههم، كأنهم بذلك يتشوقون لإسترجاع ذكريات طفولتهم.او انهم يريدون ان يعيشون طفولة اخرى غير التي عاشوها في الماضي. وكثير منا اصبح لا يستغرب أذا شاهد احدهم يمسك ب(البلي استيشن)معظم الوقت ولا يسمح للاطفال بمشاركته، أو من هو في فرح يمتطي (سيارة تصادم) وسط الصغار متفوقا عليهم في اللعبة، او ان رأي آخر محدقا طوال الوقت في شاشة التلفزيون يشاهد (افلام الكرتون) لأنها ببساطة صارت مشاهد عادية، ولكن بالتأكيد لها اسبابها ومبرراتها، المنطقية وغير المنطقية! أغلب الذين استطلعتهم (الرأي العام) برروا ذلك بالفراغ الكبير الذي يشعرون به في اوقات كثيرة، خاصة الغارقون في بحر(العطالة) وبينهم (موظفون) يعشقون هذه الالعاب وافلام الكرتون ويشعرون بالراحة وهم يمارسون الالعاب او يشاهدون افلام (الكرتون) ويجلسون امام الشاشة بعد دوامهم لمشاهدة مسلسلات الاطفال، وآخرون قالوا انهم لا يستعيدون في طفولتهم ولكنهم يريدون ان يستمتعوا بها باعتبار ان تكنلوجيا الالعاب والمسلسلات كانت غير موجودة في زمانهم.. وخلاف هؤلاء من اجبرهم الاطفال في البيت للمشاهدة قسرا فأدمنوها حتى النخاع. ليس عيبا ان نجد من يشاهد مسلسلات الاطفال او يمارس العابهم، ولكن كونهم يزاحمون الاطفال في العابهم ومسلسلاتهم فهذه اصبحت (ظاهرة) لاتضر في شئ سوى انها تأخذ وقت من كانت له مسئولية ، عملا كان او دراسة.