مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    وفاة "محمد" عبدالفتاح البرهان في تركيا    شاهد بالفيديو.. الفنانة شهد أزهري تعود لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي بنيولوك جديد وتقدم وصلة رقص مثيرة خلال حفل خاص بالسعودية على أنغام (دقستي ليه يا بليدة)    شاهد بالصورة والفيديو.. فنانة سودانية تحيي حفل غنائي ساهر ب(البجامة) وتعرض نفسها لسخرية الجمهور: (النوعية دي ثقتهم في نفسهم عالية جداً.. ياربي يكونوا هم الصاح ونحنا الغلط؟)    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تسخر من الشباب الذين يتعاطون "التمباك" وأصحاب "الكيف" يردون عليها بسخرية أقوى بقطع صورتها وهي تحاول تقليدهم في طريقة وضع "السفة"    شاهد بالصورة والفيديو.. (فضحتونا مع المصريين).. رجل سوداني يتعرض لسخرية واسعة داخل مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهوره داخل ركشة "توك توك" بمصر وهو يقلد نباح الكلاب    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    واصل تحضيراته في الطائف..منتخبنا يؤدي حصة تدريبية مسائية ويرتاح اليوم    عيساوي: البيضة والحجر    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    دعم القوات المسلحة عبر المقاومة الشعبية وزيادة معسكرات تدريب المستنفرين.. البرهان يلتقى والى سنار المكلف    انجاز حققته السباحة السودانية فى البطولة الافريقية للكبار فى انغولا – صور    والي الخرطوم يصدر أمر طواريء رقم (2) بتكوين الخلية الامنية    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل تجسس علي عثمان على السوريين لصالح مؤامرة دول الخليج!؟

نزلت قطر فجأة بثقلها المالي الاستثماري المباشر في سوريا في 22 نوفمبر 2005م حيث أنعقد في فندق الشيراتون الدمشقي أول مؤتمر استثماري سمى وقتها "المؤتمر الأول للتعاون الاستثماري السوري- القطري". ثم بلغت الاستثمارات القطرية حتى 2011م ست مليار دولارا!! فجأة انقلبت قطر على سورية 360 درجة عام 2011م!! ما هو السبب؟ وكيف نبرر أو نفسر هذا الانقلاب؟ بالمقابل، عقد علي عثمان محمد طه عشرين اتفاقية اقتصادية مع سوريا في 10 من نوفمبر 2006م. ثم وضع علي عثمان هذه الاتفاقيات في سلة الزبالة!! لماذا؟ هل هنالك علاقة ما بين الحدثين؟
يعتبر الاقتصاد السوري اليوم بدءا من منتصف السبعينيات من أقوى الاقتصاديات العربية الحقيقية. وهنا لا نعني ب "القوة الاقتصادية" ريع البترول الذي يترجم عادة إلى احتياط بنكنوتي ورقي يسمى الدولار، أو اليورو، أو حتى تخزين معدن نفيس مثل سبائك الذهب!! بل نعني ب "القوة الاقتصادية" امتلاك الثروات الحقيقية بشرية أو مادية، والقدرة على التصنيع والتخليق اعتمادا على عبقرية الذات الخلاقة، إلى أن بلغت سورية حد الاكتفاء الذاتي وتجاوزته في كل المجالات إلى نقطة التصدير في بعض السلع الإستراتيجية مثل القمح رغم المحاصرة والمقاطعة الغربية والعربية "الخفية" لها منذ منتصف السبعينيات!!
مساحة سورية 186,475 km2كلم مربع (مائة وست وثمانون ألف) وتكبرها مساحة السودان (قبل الانفصال) ب 13.5 ضعف!! وعدد سكان سورية نصف عدد سكان السودان!! ومع ذلك نقارن ما بين البلدين!!
نقلا عن الويكبيديا العربية والغربية المنحازة ضد سوريا: تعتبر الزراعة من أهم مقومات الاقتصاد السوري، تبلغ مساحة مجمل الأراضي الصالحة للزراعة 32% (حوالي 60 ألف كلم مربع) وتشكل 26% من مجموع الدخل القومي، ويعمل بالمجال الزراعي فقط دون الصناعات المعتمدة على الزراعة وفق الإحصاءات الرسمية لعام 2007 نحو مليون مواطن. تعتبر سوريا ذات اكتفاء ذاتي من القمح الضروري لصناعة الخبز إلى جانب الشعير والقطن وتعتبر البلاد العاشرة عالميًا في إنتاج القمح (وسورية البلد العربي الوحيد الذي يصدر القمح!!) والأزهار .. وتقوم بتصدير هذه المنتجات، كذلك فإن البلاد تشتهر بزراعة الزيتون وتعتبر السادسة عالميًا في إنتاجه، إلى جانب العديد من الأشجار المثمرة كالتفاح والكرز والخوح والفستق والتين والمشمش وعسل النحل وسائر أنواع الخضار والفواكه، وتقوم بتصدير الفائض منها خصوصًا إلى دول الخليج الفارسي، كما تسعى لتحقيق الاكتفاء في ميادين أخرى.
أما تربية الحيوان فهناك عدة نماذج منها، هناك بعض البدو في المناطق الشرقية من البلاد يعيشون بشكل رئيسي على تربية الماعز والإبل والغنم وبيع منتجاتها، أما في الريف السوري فهناك العديد من مزارع الأبقار أو مداجن الدجاج إلى جانب تربية الضان. يقدر عدد الأبقار بحوالي 1.165 مليون رأس تنتج 1.516 مليون طن من الحليب و62 ألف طن من اللحوم، أما عدد الضان فيصل إلى حوالي مليوني رأس تنتج 750 ألف طن من الحليب و184 ألف طن من اللحوم و23 ألف طن من الصوف. أما الدجاج فيبلغ عدده حوالي 120 مليون دجاجة تؤمن حوالي 4000 مليون بيضة سنويًا، وينتشر صيد الأسماك في المناطق الساحلية ومناطق الأنهار والبحيرات ويصل الإنتاج السنوي منه إلى 17 ألف طن. وقد رُصِدَت في موازنة الدولة العامة لعام 2010 سبعون مليون دولار لتنمية الثروة الحيوانية.
هل يعرف السودانيون أن أنتاج القمح السنوي في السودان لم يتعدى قط حدود نصف مليون طن منذ الاستقلال!! وإلى اليوم يستورد السودان حوالي 1.7 مليون طن من القمح بينما حاجته السنوية منه 2.2 مليون طن إذن ما ينتجه السودان من القمح (2.2 – 1.7 = 500 ألف طن)!!
يمتلك السودان 840000 كيلومتر مربع صالحة للزراعة – قارن ذلك بإجمالي الأراضي الصالحة للزراعة السورية بالمطلق وتبلغ 60 ألف كلم مربع!! ومع ذلك أعلنت سورية في عام 2010م (قبل المؤامرة) أن القمح المنتج والاحتياطي الاستراتيجي يكفي حاجة بلاده للخبز التمويني التي تصل خلال عام 2011 إلى 2.750 مليون طن من القمح، وأنتجت خلال العام الحالي 2.5 مليون طن قمح ولديها مليون طن احتياطي استراتيجي.
السودان ليس عضوا فاعلا بمنظمة إيكاردا ICARDA (لمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة، إيكاردا)، ولكنه يستعين بمركز بحوث منظمة إيكاردا المرتكز في سورية في موضوع القمح!!
http://www.icarda.org/donors
الوصلة أعلاه تريك قائمة المانحين الدوليين والدول الأكثر دفعا لمالية مركز إيكاردا البحثي الدولي في زراعة القمح وغيره!! ويعتبر القمح سلعة إستراتيجية في غاية الأهمية، وقد أركعت به واشنطون دول العالم المستهدفة في فترة الخمسينيات وحتى الثمانينيات!! ومصر أحد ضحايا الإستراتيجية الأمريكية حين تبيع واشنطون لمصر القمح بسعر أقل من تكلفته الحقيقية (dumping) في أمريكا، وأقل من سعر التكلفة الحقيقي محليا في مصر، وهكذا دمرت واشنطون زراعة القمح في مصر!!
ويمكننا ملاحظة أن منظمة إيكاردا لها مكتب تمثيلي أو تنسيقي في دبي لتغطية ما يسمى منطقة شبه الجزيرة العربية (الكويت، والبحرين والسعودية، وعمان، والأمارات وقطر) – وهذا المكتب التمثيلي التنسيقي في دبي يديره الدكتور الأردني فيصل توفيق عواوده كمنسق إقليمي (لبرنامج شبه الجزيرة العربية- إيكاردا).
وبالرغم أن ا"اليمن السعيد" (لاخضراره) يقع في شبه الجزيرة العربية، لكنهم قذفوا به من نادي الأغنياء "الصحراوي" لمجموعة أفريقيا الفقيرة لأسباب سياسية، قالوا مناخ اليمن يشبه مناخ فقراء أفريقيا وهذه لعمري كذبة كبيرة!! تقوم الزراعة في اليمن في سهول وسفوح المرتفعات الجبلية الباردة والغنية بمياه الأمطار.
وكذلك تنشط إيكاردا شكليا بمكتب تنسيقي مقره القاهرة تحت مسمى جنوب الصحراء ووادي النيل (السودان، مصر، أريتيريا، أثيوبيا واليمن)!!
هروب علي الشرهان ب "الهيئة العربية للإنماء الزراعي" لم يفهم أبعاده الزراعيون السودانيون الذين لم يقاتلوا إلا من أجل مرتباتهم وامتيازاتهم، أو لم يفهم السودانيون الدافع من تلك الرشاوى لشقيق عمر البشير وزوجته نور الهدى!!.
لذا سحبت دول الخليج بإشراف علي الشرهان "الهيئة العربية للإنماء الزراعي" من السودان ووضعتها في الإمارات ربطا ب "سرقة" مركز بحوث إيكاردا ومعامله وأرشيفه من سوريا!! علي الشرهان سيعقد قرانه قريبا بإيكاردا التي اغتصب بكارتها "الجيش السوري الحر" (!) في سوريا!! مايكل ديفلين رئيس وحدة خدمات المعلومات والتوثيق والاتصالات في إيكاردا، والدكتور نيكولاس جنرك ضابط مقترحات المشاريع في إيكاردا يدربون الإماراتيين لمدة ثلاثة أيام تلقى فيها المشاركون المعلومات الرئيسية عن ممارسة مهارات مختلفة في تقنيات الكتابة، واستعراض طرق الاتصالات العلمية وكيفية اقتراح الميزانية المناسبة لها مع ضمان الجودة وتعزيز التحليل العملي لنماذج مقترحات المشاريع!!
أما وزير البيئة والمياه الإماراتي بإمارة دبي رااشد أحمد بن القهد يقول لفيصل العواودة وزارتي تحت أمرك لنقل مركز إيكاردا الدولي للبحوث الزراعية من سوريا للأمارات!!
http://www.albayan.ae/across-the-uae/news-and-reports/2012-07-27-1.1696609
بتدمير سورية عنوة عبر بمخطط هادف ومدروس مسبقا بدءا من مارس 2011م من قبل دول الخليج، حقا سينتقل مركز بحوث إيكاردا الحقيقي بمعامله وأرشيفه العلمي على مدى أربعة عقود من سوريا إلى الإمارات!!
وهكذا تتم أكبر عملية سطو على المستوى الإقليمي والدولي لجهود الشعب السوري في تطوير هذا المركز الدولي!! ولأن القمح سلعة إستراتيجية، لا يسعد المتآمرون من الأمريكان والصهاينة وغربان الصحراء كون سورية الدولة العاشرة في العالم في إنتاج القمح وتصديره أيضا!! لذا أوعزوا لعصاباتهم الإرهابية بطرد مركز إيكاردا من سوريا. أقرأ هذا الخبر:
عصابات "الجيش الحر" تغلق مركز إيكاردا الدولي ويتسبب بتسريح 5000 عامل سوري
بعد أكثر من خمس وثلاثين عاماً في خدمة البحث العلمي في سورية أجبرت إدارة المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) على مغادرة سورية بعد سلسلة من الاعتداءات وبإخلاء مقرها نهائياً على طريق حلب دمشق بعد السطو على سياراتها وتهديدات بقتل إدارتها.
وقال مصدر في إدارة إيكاردا طلب عدم نشر اسمه "قام مسلحو ما يسمى الجيش الحر بالسطو على جميع سيارات نقل العمال والموظفين ثم هددوا الإدارة بالقتل في حال استمر العمل في المركز ". وأضاف أنه في الأيام الأخيرة تم السطو بشكل يومي على باصات نقل العمال التي بلغ عددها نحو الخمسين باصاً، وتم خطف عدد من العمال قبل اطلاق سراحهم ".
ويبلغ عدد العمال والموظفين السوريين في الايكاردا نحو 5000 معظمهم من القرى والبلدات المحيطة بها حيث أبلغوا بالتوقف عن العمل بسبب غياب الأمن وضغوط المسلحين. يشار إلى أن إدارة المركز قامت في الأسابيع الأخيرة بنقل الخبراء غير السوريين إلى مراكز أخرى أو إنهاء عقودهم مع تصاعد أعمال العنف في البلاد، كما قامت قبل أيام بنقل وثائق ومتعلقات المركز إلى مقر تابع للإيكاردا في حي الأعظمية بحلب.
يشار إلى أن المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) أُسِّس في عام 1977، ويُعدّ المركز الذي يقع مقره في حلب بسوريا، واحداً من ستة عشر مركزاً لحصاد المستقبل تدعمها المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدوليةCGIAR ، ويرتبط المركز بعلاقات مع الجامعات السورية ومراكز التطوير الزراعي حيث ساهم بتطوير الزراعة في سورية وإنتاج سلالات نباتية مناسبة للبيئة السورية وغزيرة الإنتاج. وتقع منشآت الايكاردا على يمين أتوستراد دمشق – حلب على مساحة آلاف الهيكتارات التي قدمتها الحكومة السورية بموجب الاتفاق مع المنظمة الدولية.
المصدر: سورياناو، الخميس 7/5/2012م
http://www.syrianow.sy/index.php?d=12&id=3692
إنتاج القمح هو أحد أمثلة قوة سوريا الاقتصادية!! ماذا عن المجالات الأخرى!!
التعليم عندنا وعندهم!!
ينقسم التعليم في سوريا إلى مرحلتين هما مرحلة التعليم الأساسي وتشمل من الأطفال من عمر ست سنوات وحتى خمسة عشر عامًا وهي مكونة من حلقتين، ومرحلة التعليم الثانوي وتمتد من عمر الخمسة عشر عامًا وحتى الثمانية عشر وتحوي تخصصًا عامًا يشمل فرعين هما الفرع العلمي والفرع الأدبي وتخصصًا مهنيًا يشمل سبعة فروع هي الصناعي والزراعي والتجاري والسياحي والمعلوماتي والفنّي، وينتهي بنيل الطالب شهادة الثانوية العامة، والتي تؤهله بحسب معدله وبناءً على مفاضلة تصدرها وزارة التعليم العالي اختصاصه النهائي في الجامعة. ينص الدستور السوري على كون التعليم حقًا من حقوق كل مواطن، وهو إلزامي في المرحلة الأساسية ومجاني في جميع مراحل التعليم بما فيها التعليم الجامعي. تدير وزارة التربية والتعليم المدارس الحكومية وتشرف عليها وعددها مرتفع. وتقوم الوزارة كذلك بإصدار المنهاج الدراسي المعتمد وتجري تطويرات دائمة عليه، وقد صدرت آخر نسخة منه عام 2010، وهو موحد في المدارس الحكومية والخاصة على حد سواء، غير أنه من حق المدارس الخاصة إضافة بعض المواد إلى المنهاج.
وفق الإحصائيات الرسمية، تبلغ الأمية في سورية 14.2% عام 2007 والذي تزامن مع إعلان محافظات طرطوس والسويداء والقنيطرة مناطق خالية من الأمية!!
الصحة عندنا وعندهم:
النظام الصحي في سوريا يقوم على التكامل بين القطاع العام والقطاع الخاص، تقوم الدولة بإدارة 85 مستشفى في الجمهورية أغلبها تخصصي كبير الحجم إلى جانب حوالي 800 مستوصف صحي في المناطق الريفية. يضاف إلى هذه المشافي التابعة لوزارة الصحة، 12 مستشفى جامعي يتبع لوزارة التعليم العالي و18 مستشفى عسكري يتبع وزارة الدفاع. أما المشافي الخاصة فقد بلغ عددها عام 2008 حوالي أربعمائة مستشفى، إلى جانب عدد كبير من العيادات الصحية الخاصة التي يقوم بإدارتها الأطباء السوريين، وتخضع بمجملها لرقابة وزارة الصحة. أغلب المشافي الخاصة صغيرة الحجم وتخصصية بإطار معيّن، وتبلغ نسبة مشاركتها في القطاع الصحي بشكل عام بحوالي 25%، غير أنها ترتفع عمّا كانت عليه سابقًا، بسبب تخفيف القيود حول الاستثمار في المجال الصحي. تقتطع الحكومة جزءًا من رواتب الموظفين العاملين في القطاع العام، كتأمين صحي في المنشآت الصحية التابعة لها، وتنص القوانين المرعيّة أنه على شركات القطاع الخاص أيضًا تسجيل عمالها في التأمينيين الصحي والاجتماعي سواءً أكان ذلك في مؤسسات القطاع العام والخاص.
كما يوجد 65 مصنعا للأدوية تتركز معظمها في ريف دمشق وحلب، وتحتل سوريا المركز الثاني عربيًا من حيث الصناعة الدوائية وتقوم بالتصدير لدول الخارج، أما بعض أنواع الأدوية التي لا تقوم المعامل السورية بإنتاجها تستورد وتشكل 9% فقط من مجموع حاجات سوريا للدواء.
http://syrianow.sy/index.php?d=3&id=4681
http://syrianow.sy/index.php?a=s
الصناعة والثروات المعدنية:
تعتبر سوريا بلدًا صناعيًا من الدرجة الأولى. وهذا التقييم لا يتفق مع تقييم ويكبيديا أو صندوق النقد الدولي أو بنكه. بل تقييم كاتب هذه المقالة. كل الصناعات التقليدية والحرفية والتحويلية هي من اختراع وتطبيق أبناء سورية وجامعاتها. فسورية محاصرة صناعيا وتكنولوجيا منذ منتصف السبعينيات. ونقول (للوزير الكريه الدقير!!!) ليست العبرة أن تستجلب التكنولوجيا الغربية كما تفعل دول الخليج (ويقلدها السودان بعبط شديد) بأسلوب ال “turnkey”، وهو مصطلح لا يخلو من السخرية المبطنة، حين يشيد لك الخبير الغربي كل شيء من الألف إلى الياء ثم يعطيك المفتاح لكي تديره!! طبعا هذا أكثر كلفة ولن يستفيد من هذا الأسلوب البلد الذي يطبقه!! بينما العبرة أن تقوم الصناعة على القدرات الذاتية لأبنائه – وهذا ما يحدث فعلا في سورية!!
الاستثمار الصناعي في سورية مقسوم بدوره إلى قطاعين، الاستثمار في القطاع العام الذي تديره الحكومة والاستثمار في القطاع الخاص الممثل بالمصانع والشركات الصناعية والمساهمة الخاصة أو المشتركة، تبلغ مساهمة القطاع الخاص الصناعي في الناتج المحلي 60%، وهو ما يعتبر نسبة مرتفعة خصوصًا في ظل تحوّل البلاد إلى "نظام السوق الاجتماعي". يعتبر القطاع الصناعي في سوريا تطور تطورا كبيرا، وقد بلغت نسبة النمو عام 2007 6.5% وهو ما يعتبر نسبة مرتفعة. تعود نسبة النمو المرتفعة بشكل أساسي إلى توافر البنية التحتية للإنتاج ممثلة بالمدن الصناعية المقامة في مواقع عديدة في الجمهورية، إلى جانب القوانين المحفزّة للاستثمار.
أبرز الصناعات السوريّة هي الصناعات النسيجية من غزل وحلج ونسج، إلى جانب الصناعات الهندسية المعتمدة على الإنشاء والتعمير، والصناعات الغذائية والصناعات المتعلقة بالأثاث المنزلي والأخشاب والبلاط والرخام، إلى جانب الصناعات الكيميائية المتعلقة بتكرير النفط أو صناعة الاسمنت واستخراج الفوسفات والغاز الطبيعي. هناك مصنع لصناعة السيارات المحلية تدعى "سيارة شام" انطلق عام 2007، ومصنع آخر لتجميع سيارة سابا الإيرانية. تعتبر الصناعات الإلكترونية عمومًا ضعيفة وتستورد البلاد أغلب احتياجاتها منها، رغم وجود الشركة العربية السورية للصناعات الإلكترونية المدارة من قبل الحكومة، وتسعى هذه الشركة لتطوير هذا النوع من الصناعات في البلاد.
يأتي على رأس الثروات الباطنية في سوريا النفط، وتحتل البلاد المركز السابع والعشرين عالميًا بإنتاجه. يتم استخراجه من محافظة الحسكة ويكرر محليًا في مصفاة حمص ومصفاة بانياس ويبلغ معدل الإنتاج 400 ألف برميل يوميًا. كما أنه لا يحقق اكتفاءً ذاتيًا من حيث حاجة البلاد للوقود،[228] رغم اكتشاف آبار جديدة في محافظة اللاذقية. أما الغاز فهو مكتشف في الحسكة ومحافظة إدلب ومحافظة حمص ومحافظة دير الزور ويبلغ الإنتاج اليومي منه 28 مليون متر مكعب، يستخدم 80% لإنتاج الكهرباء أما الباقي فلاحتياجات السوق المحلية الأخرى، وهناك اكتشافات أخرى للغاز ما يؤشر إلى تطور مستقبلي داعم للاقتصاد السوري مستقبلاً في هذا المجال. هذه الحقول للغاز في الشواطئ البحرية وفد تنافس احتياطيات قطر والسعودية الخ، لذا المؤامرة لتدمير سورية بشار الأسد بدءا من مارس 2011م.
أما ثالث أهم الثروات الباطنية في سورية فهو الفوسفات، وقد بلغ حجم الإنتاج منه عام 2010م 3.6 مليون طن يصدر معظمه، وكمياته قابلة للزيادة مع احتمال وجود المزيد منه في مناطق البادية وخصوصًا شرق تدمر. وقد درت عائدات الفوسفات على الخزينة العامة للدولة حوالي 9 مليارات ليرة سورية عام 2010م. هناك عدد من الصناعات المرتبطة بالثروات الباطنية كصناعة الأسمدة والاسمنت، غير أنها لا تزال في طور النمو، أما فيما يخص الطاقة، فقد بلغ إنتاج البلاد عام 2010م 45.9 مليار كيلوواط ساعي (ميجاوات)، يستهلك القسط الأكبر محليًا ويصدر الباقي إلى لبنان. (لاحظ السودان يفتخر بسد مروي وينتج 12 ميجاوات!)
بلغت قيمة الصادرات السوريّة عام 2010م حوالي 10.5 مليار دولار نصفها تقريبًا مع الأقطار العربية وعلى رأسها العراق والمملكة العربية السعودية وحوالي 30% من الصادرات إلى دول الاتحاد الأوروبي أما سائر النسب توزعت على كوريا الجنوبية والصين والولايات المتحدة الأمريكية. أما واردات البلاد بلغت قيمتها 15 مليار دولار حوالي 16% منها من الدول العربية على رأسها مصر والمملكة العربية السعودية وحوالي ربع الواردات جاءت من دول الاتحاد الأوروبي في حين كان نصيب الدول الأوروبية الأخرى نسبة 18% وتوزعت سائر النسب على الصين وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية والبرازيل. وعمومًا فإن الواردات السورية تنتمي إلى القطاع التقني والمعدات والآليات الصناعية الثقيلة إلى جانب بعض المواد الخام.
التصنيع الحربي، أو الكلفة الحربية فلجيش السوري هو الجهاز النظامي الرسمي للدفاع عن البلاد، وبموجب الدستور السوري فإن رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة، في حين يعتبر وزير الدفاع نائبه ويعين من قبله رئيسًا للأركان. يعتبر الجيش السوري الجيش السادس عشر عالميًا من حيث الحجم ويحل ثانيًا على المستوى العربي بعد الجيش المصري (ملحوظة: ربما تفوق الجيش العربي السوري على الجيش المصري!! سقط الجيش المصري في شراك البزنس بعد أن طالته يد مبارك وثم يد الأخوان مبكرا جدا!!). الخدمة العسكرية إلزامية بموجب الدستور السوري لكل ذكر له أشقاء ذكور تجاوز الثامنة عشرة من عمره ويمكن تأجيلها لأسباب دراسية، وتبلع مدتها عامًا ونصف العام.
شارك الجيش السوري في عدد من الحروب أبرزها ضد إسرائيل منها حرب 1948 وحرب 1967 وحرب الاستنزاف وتلتها حرب تشرين عامي 1973 و1974 والتي أفضت إلى استعادة القنيطرة عاصمة الجولان الذي احتلته إسرائيل إبان حرب 1967. كذلك فقد تدخل الجيش بناءً على تفويض جامعة الدول العربية عام 1976 في الحرب الأهلية اللبنانية، وشارك خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 في المعارك ضد إسرائيل، كما كان طرفًا في بعض المعارك الأخرى التي دارت خلال الحرب كحربي التحرير والإلغاء التي وضعت حدًا للحرب الأهلية اللبنانية.
ترسانة الجيش مستوردة من الاتحاد السوفيتي ومن ثم من روسيا إضافة إلى الصين وإيران، وهي تشمل صورايخ سكود-س وسكود-د القادرة على أن تطال إسرائيل، إضافة إلى صواريخ اس-300 المضادة للطائرات الحربية ومقاتلات ميج 31 (يملك الجيش السوري 550 طائرة عسكرية)، التي تعتبر البديل عن طائرات إف-15 الأمريكية الصنع؛ وصواريخ ياخنوت البحرية الروسية الإستراتيجية، والعديد من الدبابات والأسلحة الفردية المختلفة. هذا إضافة للتصنيع الحربي السوري الذي يعتبر من الأسرار العسكرية حتى عام 2006م إلى حين انتصار حزب الله بالسلاح السوري على إسرائيل 2006م فأنتبه "أهل البيت" الأبيض!!.
هذه ملامح قليلة عن سورية التي يرغبون تحطيمها!! أحد أهم العصافير التي يرغبون في اصطيادها عبر المؤامرة الغربية الصهيونية الخليجية، إضافة لتفكيك الجيش السوري، هو تحطيم البنية التحتية الصناعية لسورية!! وحين عقد علي عثمان محمد طه عشرين اتفاقية مع سورية، تفاءلنا خيرا، ولكن الرجل وضع هذه الاتفاقيات في الأدراج: كلام الليل يمحوه النهار!! وبما أن علي عثمان له سجل حافل في المؤامرات التي تقودها عادة المخابرات، مثل محاولة اغتيال حسني مبارك، لا نستبعد أن تكون هذه الاتفاقيات هي "كشف حال" للدولة السورية لصالح دول الخليج. وعبر التفاؤل السوري في خطها القومي، هنالك الكثير ربما تقوله في الجلسات الخاصة المغلقة أكثر مما يقال في المؤتمرات الاقتصادية المفتوحة. وتشير المؤشرات في مدينة القصير أن تلك الأنفاق العديدة في أسفل المدينة وحتى أسفل الحدود السورية اللبنانية تم إعدادها قبل سنوات من تفجير سورية!! قد تم بناء هذه الأنفاق ربما منذ 2005م.
وقوف السودان ومشاركته في الإطاحة بالقذافي ونظامه هو مؤشر آخر لصحة تحليلنا، بالتجسس على الدولة السورية. لذا فور بدء "الأزمة الثورية" السورية المصطنعة في مارس 2011م وقف "كرت" السودان بقوة متدرجة (؟) مع السعودية وقطر ودول الخليج ضد سورية – والدليل: رجل الدفاع الشعبي الذي خبرته العسكرية لا تتعدى الG3 والكلاشنيكوف ينصح بشار الأسد وجها لوجه: أن يتفاهم مع دول الغرب!! فكان الرد السوري صاعقا، ماذا حصدتم بالتفاهم مع الغرب سوى قسمة الجنوب؟! وهذا ما يدلل أن رجال المؤتمر الوطني في واد، وسورية في واد آخر!! فمن أين يفهم كرت الدفاع الشعبي أن المرحوم حافظ الأسد بنى إستراتيجية طويلة النفس للقضاء على دولة إسرائيل لا ضربها فقط؟ فهل سرب رئيس وزراء سوريا السابق محمد ناجي عطري بعض الأسرار الإستراتيجية لعلي عثمان محمد طه بحسن نية؟ أنظر ومتى كان علي عثمان محمد طه وجوكياته يهتمون حقا بزراعة أو بصناعة، أو تسليح أو القضاء على دولة إسرائيل الخ، يفضلون مشروعات ال “turnkey” للرشاوى وقبض المعلوم، وتأسيس الشركات الخلفية والوهمية، والفنادق، والمطاعم الفاخرة على وزن فينيسيا. ولا أخفي عنكم تقديري الشخصي، ربما حتى إيران تخاف أن تعطي أسرارها الصناعية العسكرية لمواسير المؤتمر الوطني!! أااال تصنيع حربي أااال في السودان!! وربما استفادت إيران من التجربة السورية في السودان، ورغما من ذلك، يطلق المؤتمر الوطني "إشاعات بطرف خفي" أن "العلاقة مع إيران إستراتيجية!!". لكننا لم نسمع منهم أن ""العلاقة مع سورية إستراتيجية!! كيف تكون إستراتيجية وبلهاء السودان يركبون موجة العداء للراحل العظيم حافظ الأسد بجهل!! حافظ الأسد سحق مؤامرة الأخوان المسلمين 1982م في حماة المدعومة وقتها من السعودية والأردن والعراق وأمريكا وإسرائيل، كما يسحق أبنه بشار نفس الإخوان المسلمين ولكن على مقياس أكبر، أوصلها غربان الخليج إلى حرب عالمية ثالثة!!
فلو كانت علاقة المؤتمر الوطني مع سورية إستراتيجية لأعطوا الشعب السوري المبدع في كل شيء حق الدخول للسودان بدون فيزة مثل المصريين، لكن هذه الفيز وتلك الإقامات المفتوحة تعطى فقط للإخوان المسلمين السوريين وشاكلتهم من تونسيين مثل محمد الهاشمي صاحب المستقلة ومحمد عمر دولة، وسعودين سلفيين مثل بن لادن كومباني الخ وفي فترة التسعينات كان الدينار يستقر في يد آلاف من هؤلاء الضيوف الإسلامويين الأجانب ب "الرزم" وعليها ديباجة المطبعة الحكومية، هذه "الرزم" لا تمر ببنك السودان أو البنوك التجارية!! يسكنون الرياض والطائف الخ
أقرأ هذا الخبر الذي صدر في 19 مارس من عام 2009م:
أوضح رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري أن اجتماعات اللجنة العليا السورية السودانية المشتركة تهدف إلى الارتقاء بالعلاقات الثنائية ودفعها للإمام بما يجسد تطلعات وإرادة وتوجيهات قائدي البلدين السيد الرئيس بشار الأسد والرئيس السوداني عمر حسن البشير، مبديا ارتياحه لما تحقق من انجازات في التعاون المشترك وتحقيق زيادة في حجم التبادل التجاري والارتفاع الملحوظ فيه، وإن كان لا يلبي الطموح نظرا لإمكانات البلدين وغناهما وتنوع مواردهما ما يستدعي وضع اتفاقية إقامة منطقة تجارة حرة بين البلدين موضع التنفيذ بما يسمح بانسياب البضائع وتدفق السلع ذات المنشأ الوطني إلى أسواق البلدين والأسواق الإقليمية المجاورة، لافتا إلى ضرورة مراجعة مسيرة التعاون المشترك والوقوف على التحديات والصعوبات التي تواجهها بغية إيجاد الحلول العملية للصعوبات وخاصة مشكلة النقل الطرقي والبحري والجوي والتوجه نحو فتح خط نقل بحري منتظم بين المرافئ ودراسة إمكانية انضمام السودان إلى الشركة السورية - الأردنية للنقل البحري.
وأشار عطري إلى أن مجالات التعاون واسعة في الزراعة والري والنفط والصناعة والاتصالات، معرباً عن استعداد الشركات السورية ومساهمتها في تنفيذ مشروعات تنموية وخدمية في السودان في الري والسدود، واستصلاح الأراضي، والسكن، ومياه الشرب، والصرف الصحي، والطرق والجسور مؤكداً ضرورة تفعيل الاتفاقيات وخاصة المتعلقة بالازدواج الضريبي، وتشجيع حماية الاستثمارات، وإنشاء الشركة السورية السودانية للطرق والجسور، داعياً رجال أعمال البلدين والفعاليات الاقتصادية والتجارية إلى تفعيل مجلس رجال الأعمال المشترك بين البلدين. كما دعا عطري غرف الصناعة والتجارة إلى توثيق التعاون، وعقد الشراكات الاستثمارية والإنتاجية مرحباً بإقامة ملتقى الاستثمار السوداني في دمشق خلال الفترة القادمة.
من جانبه أكد السيد علي عثمان محمد طه في كلمته تقديره لمواقف سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد تجاه قضايا الأمة العربية بصفة عامة وتجاه السودان بصفة خاصة، وعبّر عن اعتزاز الشعب السوداني بمواقف سيادته القوية والصلبة وبدور سورية على الأصعدة الإقليمية والدولية ومكانتها المتميزة على صعيد النضال العربي وتمسكها بالثوابت الوطنية والقومية. وأعرب عن مساندة السودان لمواقف سورية وحقها الثابت في استعادة الجولان السوري المحتل وتحقيق السلام العادل والشامل.
وقال: إن اجتماع اللجنة العليا السورية - السودانية يشكل رسالة تضامن ومساندة ونصرة للسودان في مواجهة الضغوط والتحديات التي يتعرض لها ولاسيما الهجمة الامبريالية طمعا بثرواته وموارده مؤكدا إن هذه الموارد لن تكون إلا لأبناء السودان وأمته العربية.
ودعا عثمان محمد طه إلى تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين سورية والسودان وإيجاد الآليات المناسبة لتطويرها والارتقاء بها بما يعبر عن أماني وتطلعات البلدين ويجسد توجيهات قائدي البلدين الرئيسين الأسد والبشير. وثمّن في كلمته مساهمة سورية في دعم ودفع عملية التنمية التي يشهدها السودان في المجالات المختلفة مؤكداً أهمية الاستفادة من تجربة سورية في مجال الاكتفاء الذاتي والتصنيع الزراعي وإنشاء الشراكات الصناعية والاستثمارية مرحباً بمساهمة الشركات السورية في تنفيذ المشاريع التنموية والخدمية التي يقوم بها السودان في المجالات المختلفة.
كما عقد السادة الوزراء مع نظرائهم السودانيين اجتماعات ثنائية تناولت قضايا التعاون في المجالات القطاعية وسبل تذليل الصعوبات التي تعترضها وبحث إمكانية عقد اتفاقيات ثنائية جديدة وتفعيل الاتفاقيات الموقعة.
وكان المهندس عطري وصل إلى الخرطوم أمس لترؤس اجتماعات اللجنة العليا السورية - السودانية على رأس وفد يضم وزراء: الاقتصاد والتجارة د.عامر حسني لطفي، ود.محسن بلال وزير الإعلام، ود.عادل سفر وزير الزراعة، والمهندس عمر غلاونجي وزير الإسكان، واللواء بسام عبد المجيد وزير الداخلية، وبشار الشعار وزير شؤون الهلال الأحمر السوري، ورئيسي اتحاد غرف الصناعة والملاحة البحرية، ود.فيصل المقداد نائب وزير الخارجية، حيث كان في استقباله علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني وعدد من الوزراء السودانيين وسفيرا البلدين.
وفي تصريح لصحيفة تشرين أوضح رئيس الجالية السورية في السودان محمود درويش أن الجالية السورية في السودان يعود وجودها لعام 1900 وهي قديمة جداً تجددت عام 1995 وتعمل في مجال التجارة والصناعة وتملك مصانع للنسيج والحديد والكابلات والبلاستيك إضافة إلى تجارة الأقمشة. وأشار إلى إن الجالية السورية الحالية عددها حوالي 300 شخص آملاً من اجتماعات اللجنة السورية - السودانية العليا أن تنظر في وضع هذه الجالية وخاصة ما يتعلق بعدم مقدرتهم الحصول على أقامات في السودان لأكثر من ثلاثة أشهر وصعوبة ذلك حيث يعاني السوريون من ارتفاع تكاليف الإقامة طالبا معاملتهم بالمثل كما يعامل السودانيون في سورية حيث يقيمون من دون حتى إقامة عمل ومعاملتنا على الأقل معاملة المصريين الذين يقيمون في السودان من دون إقامة. وأكد ضرورة حل هذه المشكلة حيث يصعب عليهم استقدام العمال والفنيين السوريين للعمل في مصانعهم.
انتهى الخبر هنا.
ونذكر القارئ الكريم زيارة رئيس الوزراء محمد ناجي عطري ووفده الرفيع المستوى هي في مارس من 2009م، بينما التوقيع على تلك الاتفاقيات العشرين في نوفمبر من 2006م، وبالرغم من مرور ثلاثة سنوات إلا أن العامل أو المستثمر السوري بل المقيم "كجالية سورية" يعاني من الحصول على فيزة إقامة!! ألا يعكس هذا عدم جدية الطرف السوداني في تطبيق وتفعيل الاتفاقيات العشرين!! وأن كل الهيصة السودانية تجاه سورية هو كشف حال الدولة السورية لصالح المؤامرة؟! قارن كل هذا بحسني مبارك الذي كان يدوس بحذائه اتفاقية الحريات الأربعة التي كان يصر عليها المؤتمر الوطني منذ نهاية التسعينيات من منظور إستراتيجي وتكتيكي لمساعدة أخوان وسلفيين مصر.
ونختم المقالة بملحوظة اقتصادية. نؤكد أن العامل الفني والمهندس السوري الصناعي أو الزراعي والسوريون قاطبة بلا استثناء، قيمة اقتصادية إضافية لأي بلد نامي مثل السودان كأن يحتضنهم، ليس فقط لكونهم متعلمين، وأن الأمية في سوريا تقارب الصفر، بل لملكة وموهبة الابتكار لدى الفرد السوري بالتحديد. هنا نصطدم بعقليتين، عقلية تلهث نحو التمويل الدولاري الورقي مثل عقلية علي عثمان محمد طه الذي حبا نحو أوسلو، فالرياض، فالدوحة فاسطنبول، والعقلية السورية التي تخلق وسائل وبيئة العمل.
وهنا يجب أن نسأل علي عثمان وأمثاله هل العمل الخلاق يخلق النقود الورقية، أم النقود الورقية تخلق العمل؟
اللهث خلف الدولار لا معنى له إلا لدى العجزة غير الموهوبين. إذا استطعت أن تبتكر كل أو معظم وسائل الإنتاج فما الحاجة كأن تلهث خلف التمويل الدولاري، ولماذا لا ترى حلا اقتصاديا سوى حصولك على الدولار؟ اقتصاديا، طبع النقود المحلية الورقية (الجنيه) لا معنى له إن لم تكن هنالك سلع تم صناعتها وإنتاجية!! هل لو جمعنا كل الجنيه السوداني وحرقناه هل يعني ذلك أننا خسرنا ثروة؟ كلا. ورق يعدم ثم يطبع. كذلك اللهث خلف الدولار لا معنى له إذا لم تضعه في محله الصحيح كما تفعل سورية: (وعمومًا فإن الواردات السورية تنتمي إلى القطاع التقني والمعدات والآليات الصناعية الثقيلة إلى جانب بعض المواد الخام) كما ذكرنا سابقا. ونسأل المؤتمر الوطني ماذا فعل بالدولار في فترة البترول قبل انفصال الجنوب؟ رأينا العجب، حليب سعودي سائل وبودرة، أجبان سعودية، طحينة وطحنية سعودية، وفول مدمس معلب سعودي وإمارتي ومصري، وخبز وحلويات سعودية، وصلصة تركية، وطماطم وفول مدمس ولحوم حبشية، ومنسوجات صينية وسعودية، ومياه معدنية سعودية، وأمواس تركية، وصابون حمام إماراتي سعودي، وبيض إماراتي، وتفاح لبناني وأمريكي، وكبريت هندي وباكستاني، وعدس مصري، وزيت طعام سعودي "صباح" وآخر مصري وإماراتي.. تملأ الأسواق!! وأترك جانبا الهتش أو الزبالة الصينية التي تفرح أهلنا في الريف!!
وبدلا من تفعيل الاتفاقيات العشرين مع سورية الخلاقة، سورية الاكتفاء الذاتي، سورية الحضارة ذات السبع آلف سنة، نجدهم هذه الأيام يبنون علاقة يقولون إنها إستراتيجية مع تركيا!! تركيا أردوغان التي تفكك المصانع السورية وتنهبها من حلب مثل أفضل لص!! تركيا العثمانية التي تغلق هذه الأيام مياه نهر الفرات حتى يموت الحلبيون بالعطش!! تركيا التي تتحالف مع إسرائيل لتفكيك العالم العربي كله ونهبه شراكة مع الاستعماريين الجدد.. ثم تركيا التي ستستثمر في قطاع الأدوية في السودان – هكذا يوهم نفسه علي محمود!! وماذا عن الخبرة السورية في صناعة الأدوية؟ الجواب: يشارك المؤتمر الوطني في تدميرها. أنظر الوصلة:
http://alakhbar.sd/index.php/economic/885-2013-05-28-05-18-06
وماذا عن مذبحة أم دوم؟! لمن يعمل المؤتمر الوطني؟ لأمن الشعب السوداني الغذائي أم للأمن الغذائي الخليجي وأمن الأجانب؟ يقول على محمود: إن تركيا ملتزمة بعملية التمويل والسودان عليه توفير الأراضي والمياه والمواقع المستهدفة بالولايات!! ألم نقل لكم هؤلاء مهووسون بالأسهل!! التمويل!! التمويل!!
http://www.sudantv.net/newsdeatails.php?zz=ODIzODg=
ويقول علي محمود في نفس الخبر: "موضحاً أن عمل الشركة (التركية) يستهدف الإنتاج والتصنيع والتسويق من القمح والسكر للاكتفاء الذاتي من القطن واللحوم وزيوت الطعام لأغراض الصادر!!".
أنظر لعبث العبارة والتوائها – "للاكتفاء الذاتي" ويختمها ب "لأغراض الصادر"!! أفقه أيها السوداني، نزل الأتراك فجأة بثقلهم مثل السعوديين نسبة لقانون الاستثمار الجديد الذي يروج له م. ويكيليكس ويشمل (من حق المستثمر إخراج كل ما ينتجه بدون قيود كأن يصدره للخارج!!). هذا إذا أحسنا الظن بالأتراك!! وإلا سوى "هيصة" كذابة لإحكام الحصار حول سوريا!! فإذا كان الخليجيون خاصة السعوديون ومن ضمنهم الأتراك أو أي مستثمر أجنبي من حقهم طبقا لقانون استثمار م. ويكيليكس لعام 2013م أن يصدر كل ما ينتجه في السودان، فماذا يتبقى للشعب السوداني لكي يستهلكه؟ ولماذا يعمل العامل أو المزارع أو الموظف للمستثمر الأجنبي براتب شهري يتفاوت ما بين 300 إلى 500 جنيه؟
محافظ البنك المركزى د.محمد خير الزبير (تلميذ صابر محمد حسن) يعترف أن الشراكة بين السودان وتركيا عمل إستراتيجي كبير لشراكة طبيعية حكومية بين السودان وتركيا، وقال ستنبثق منها شركات، مشيراً إلى أن الكرة الآن في ملعب السودان باعتبار تركيا جاهزة لعملية التمويل!! وقال سعود البرير رئيس اتحاد أصحاب العمل السوداني أن توجهات تركيا جادة في تعاونها الاقتصادي والتجاري مع البلدان، داعياً تركيا القيام بعملية البنيات التحتية والطرق مقترحا إيفاد وفد لتركيا لوضع الخطوط العريضة مع الحكومة التركية مباركاً الخطوة التركية مع السودان!! ونسأل البرير ببراءة ولماذا تعمل تركيا البنيات التحتية لدولة ما؟ لماذا هذا الهجص؟ هل البنيات التحتية من مهمات المستثمر الأجنبي الذي عينه على الأرباح فقط؟ أم أن البرير يرغب أن يخرج من المولد ب "حمصة"؟
وماذا قال وزير الزراعة الدكتور المتعافي حول "الموسم التركي"؟ أحتفظ برأيه الاقتصادي، وأشار فقط أن هنالك لجنة فنية (أسستها قطعا رئاسة الجمهورية ووزارة المالية وبنك السودان)!! وليس لوزير الزراعة في هذا الأمر لا ناقة ولا جمل، خاصة فيما يحدث في السودان تحت عنوان "الأمن الغذائي" للدول الأجنبية!! فهل يأتي يوم يلصقون جريمة الهجمة السعودية والتركية لصالح أمنهم الغذائي على شخص وزير الزراعة المتعافي؟ كما فعلوا مع عبد الرحيم حمدي، بينما المجرم الحقيقي صابر محمد حسن!!
نقول لقيادات المؤتمر الوطني إذا كانت كل وظيفتهم هي السمسرة وبيع السودان والسودانيين كيفما يتفق لهم، فأعتقد أن هنالك سماسرة محترفون في السوق يمكنهم أداء نفس الوظيفة بشكل أفضل منهم!!
السودان يحتل رقم 173 كأفسد دولة، ولا يسبقه ويتجاوزه في قائمة الفساد سوى ثلاث دول، أفغانستان (174)، وكوريا الشمالية (175)، والصومال (176) وتعتبر "الطيش"!! وتحتل تركيا في الفساد رقم 54، وطبقا لمقياس الشفافية تعتبر دولة فاسدة.
http://www.guardian.co.uk/news/datablog/2012/dec/05/corruption-index-2012-transparency-international
المقالة التالية هي: كيف يفكر السعوديون حول أمنهم الغذائي؟
شوقي إبراهيم عثمان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.