الأستاذ نور الدين مدني لك التحية *افتقدنا إطلالتك عبر صحيفة (السوداني) لكننا سعدنا أن وجدناها في صحيفة (المشهد الآن).. أنا من المتابعات لكتاباتك بمختلف أشكالها، لكن لي وداً خاصاً مع زاويتك المقروءة (كلام الناس السبت)، التي تتناول فيها قضايا اجتماعية وحياتية مهمة. *هكذا بدأت ع. س رسالتها الالكترونية، وهي تقول: أود أن تشاركني الكتابة في قضية مهمة هي أشبه بالحرب العاطفية الباردة التي تهدد استقرار الأسر، وتسهم في الموت البطيء للمشاعر والأحاسيس الجميلة، وهي قضية الطلاق العاطفي أو الجفاء أو التصحُّر العاطفي سمِّه ما شئت. *هذه الحالة تتجسّد عندما تكون هناك قطيعة سرية لا يعلمها الناس، ولا يعرفها إلا الزوجان، فالحياة تبدو في الظاهر مستقيمة للبعض، ولكنها في الواقع هي معوجة، فمنهم من يخرج مع زوجته إلى المناسبات العائلية، هي ترتدي أجمل ما عندها من ثياب، ويبدو هو في كامل أناقته وهندامه في حال يتمناه الكثير من الناس. *لكنهما عندما يعودان إلى البيت يخلعان هذا المظهر الاجتماعي ويخلعان أيضاً كل ما هو جميل بينهما، حتى عندما يباشران حقوقهما الشرعية فإنهما يؤديانها كأنه واجب مفروض عليهما، يحرمها من الأحاسيس العاطفية وحلو الكلام ويقصد أن لا تسمع منه كلمة جميلة، ويعتقد أن المرأة عندما يعطيها حقها ويوفر لها المأكل والمشرب، فهذا هو المهم لاستمرار العلاقة الزوجية. *هكذا انحازت ع. س للمرأة لاشعورياً رغم أن المسؤولية مشتركة لأنهما - سوياً - يقتلان الكثير من الأحاسيس التي تكون سبباً في سعادتهما.. ذكرتني ع. س بطرفة يبدو أن من ألفتها امرأة أيضاً، تقول الطرفة إن أحد الذين يغيبون عقولهم ظل يردد على مسامع زوجته: يا روحي، يا حياتي، يا حبي.. وعندما فاجأته زوجته بسؤاله مالك يا راجل في شنو؟!! قال لها بعفوية: نسيت اسمك!! *الزواج ليس رمزاً للمظهر الاجتماعي والحصول على رضا المجتمع والأهل.. الزواج شراكة اجتماعية قائمة على المحبة والمودة والاحترام المتبادل، تتكامل فيها الأدوار، ولابد من درجة من المرونة والصبر على الأخطاء والضغوط العامة والنفسية. *صحيح بعض الرجال قساة تجاه زوجاتهم، لا يكادون يشعرونهن بوجودهن، ولكن على الزوجات أن يعترفن أيضاً بأن بعضهن أكثر قسوة تجاه أزواجهن حتى وإن لم يقصرن في حقوقهم الشرعية؛ لذلك قلنا إن المهم ليس الإشباع المادي، وإنما لابد من إحياء الحميمية والرحمة والاحترام المتبادل. * إنها مشكلة حقيقية تعاني منها عشرات بل مئات الأسر في المجتمع، عنف عاطفي متبادل أو من طرف تجاه الآخر، يؤدي إلى حالة شاذة أشبه بالطلاق العاطفي الذي يهدد الاستقرار الأسري في مقتل.