بسم الله الرحمن الرحيم .. عندما بدأت طيران النظام السوداني بقصف المدن والقرى النوبية في الخامس من يونيو 2011 ، خرجت معظم الأصوات النوبية حتى تلك التي كانت تعارض بعض مواقف الحركة الشعبية لترفض وتستنكر العدوان الغاشم البربري على ولاية جبال النوبة/جنوب كردفان ، وتؤيد صراحةً وبقوة حق الحركة الشعبية ( قطاع جبال النوبة ) بقيادة عبدالعزيز آدم الحلو في الدفاع عن نفسها وعن الشعب النوبي الذي يقتل أمام أعين ومرآى العالم كله . غير أن هذا التأييد القوي لموقف الحركة الشعبية من أبناء جبال النوبة الشرفاء لم يمر دون ظهور أصوات شاذة نافرة تندد بحق الحركة الشعبية في الدفاع عن نفسها محملة اياها مسئولية اندلاع الحرب في جبال النوبة/جنوب كردفان ومن هذه الاصوات الغوغائية الضوضائية المسرطنة - صوت ( محمد مركزو كوكو - عمر منصور فضل - نور تاور كافي - وآخرين ) ، لكن لا تأثير اطلاقا لهذه الأصوات العقيمة على القضية النوبية التي سيكون فيها الشعب النوبي في نهاية المطاف هو المنتصر . أيها القارئ الكريم - لم يكن خافياً أن النظام السوداني هو الذي بدأ بالحرب وبالهجوم على الجيش الشعبي في جبال النوبة بحجة تجريده من سلاحه ، وصدرت تصريحات بهذا الخصوص من مسئولين عسكريين بعد احتلال الجيش السوداني لمدينة أبيي المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه .. لتبدأ الحكومة زحفها الدباباتي والطيراني الكيمائي بتاريخ الخامس من يونيو 2011 على مواقع الجيش الشعبي في جبال النوبة . ان الرد القوي من قبل الحركة الشعبية على الهجوم الحكومي الغادر لمواقع الجيش الشعبي لدليل واضح على حيوية هذه الحركة وقدرتها على التأقلم مع مختلف الظروف ، وتجاوز كل الصعاب والدفاع عن شعبها وأرضها .. وهذا الرد أيضا إنما حمل رسالةً واضحةً لنظام الخرطوم الآيل للسقوط مفادها أن الحل العسكري واستخدام النظام السوداني الطيران والمدافع الثقيلة والصواريخ ، سياسةٌ عقيمة لن تعيق الجيش الشعبي ومقاتليه عن حماية الشعب النوبي وأرضه المقدسة . يدلل رد الجيش الشعبي من أبناء النوبة بشكلٍ دامغ على أن روح الثأر في صدور مقاتليي النوبة لا تموت ، وأنه بمثابة رسالة صريحة لا غموض فيها ولا لبس عليها ، بأن مشروع المقاومة المسلحة وحمل السلاح وحده الكفيل بتحرير الأرض السودانية من جراثيم وجرذان الإنقاذ ، وإعادة الحقوق لأصحابها ومستحقيها . نعم كان رد القائد عبدالعزيز الحلو على العدوان الغاشم بمثابة درس لا ينسى ، واشارة قوية لحكومة البشير بأن الشعب النوبي لن يسكت على الانتهاكات والظلم الذي يتعرض له ، وهو بمثابة درس جديد ايضا يزرع الرعب في قلوب أهل المركز الذين يعيثون فساداً في الأرض ليكونوا عبرة لغيرهم ، وإنه ما زال في حوزة الجيش الشعبي المزيد من الوسائل والأوراق ، ولن تكن هزيمة جيش المؤتمر الوطني في أربعة محليات كبيرة بجبال النوبة إلآ حلقة في مسلسل الردع . ان العملية المقاوماتية التي قام بها القائد عبدالعزيز الحلو تشكل مسارا ملحميا عظيما لحركة التاريخ النوبي ومحطة هامة من محطات الحياة السياسية السودانية ، وستزرع في رحم المستقبل بذور مفاهيمها وقيمها ، وستتحول الى قاعدة اساسية لايمكن القفز فوقها وشطبها أو تجاهلها , وفي هذه العملية تعاظم الانجاز الكبير الذي سجله الجيش الشعبي في معركته المشرفة ضد قوات حكومة الخزئ والعار الخرطومي , فقد سقط جيش الانقاذ تحت الضربات الذكية والقوية لمقاتلي الجيش الشعبي الاقوياء الذين عاهدوا الشعب النوبي العظيم فصدقوا وابلوا بلاءا حسنا في دحرهم لعصابات الانقاذ ومليشياته , بالرغم من تحريك حكومة البشير بعض عديمي الضمائر والأخلاق النوبة ، وتحت مسميات مشروع التفتيت والوحدة الوطنية والأمن والاستقرار للإنقضاض على الروح الثورية العالية التي سادت ولاية جبال النوبة بعد هجوم الخامس من يونيو 2011 . أصبح من واجب كل نوباوي ونوباوية العمل بكل إمكاناته لتحرير أرضه والدفاع عن كرامته , وذلك عن طريق المطالبة بحق تقرير المصير السياسي والاقتصادي لولايتهم ، والوقوف خلف القائد عبدالعزيز الحلو , إذ أن الحالة المعنوية لدى المواطن النوبي في هذه الأثناء التي تقتل فيها الأبرياء العزل تختلف تماماً عن الحالة المعنوية التي كانت سائدة قبل 5 يونيو 2011 ، هذه الحالة بمثابة ذخيرة حية وزاد لجميع النوبة في مواجهتهم المستمرة والمفتوحة مع قوات ومليشيات المؤتمر الوطني التي لا تعر أي أهمية لحقوق الإنسان ولا للأعراف والمواثيق الدولية . نستطيع القول بكل فخر ان الجيش الشعبي في جبال النوبة اليوم في وضع ميداني قوي وعظيم وينظر اليه معظم أبناء النوبة بعين الرضى والإعجاب إلى الدماء التي قدموه فداءا للحرية وكرامة الإنسان النوبي , وتحرير الارض من قوى الغدر والعدوان . القبائل النوبية بكل جبالها ووديانها ومدنها وقراها وفرقانها مع القائد عبد العزيز آدم الحلو رئيس الحركة الشعبية بولاية جبال النوبة/ جنوب كردفان حتى التوصل إلى اتفاق سياسي حول القضايا المصيرية ، المتمثلة في علمنة الدولة ، التحول الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة في السودان عن طريق تفكيك النظام الحاكم في الخرطوم والقضاء على الشمولية في البلاد . والسلام عليكم والكفاح الثوري والنضالي مستمر حتى سقوط الشمولية الرجعية ..................