[email protected] يروى في التاريخ انه عندما دخل التتار الاراضي الاسلامية لم يشعر بهم الخليفة العباسي (المستعصم بالله) الا عندما اقتربوا من العاصمة بغداد بمسافة خمسين كيلو متر فقط،اين كانت عيونه واستخباراته؟ مع ان الجيش التتري قطع مئات الكيلو مترات حتى وصل مشارف بغداد...بل اين الشعب المسلم؟ لماذا سمح بمرور هذا الجيش الضخم دون اعتراضه ولو من باب المناوشة بغرض التعطيل...الاجابة على هذه التساؤلات اخوتي، كان ذلك بسبب الغفلة والركون الى الدنيا واتباع الشهوات والرهبة من العدو مع انه كان متوغلا في ارض غريبة عليه ووسط مناطق شاسعة مأهولة بالسكان الذين يخبرون دروبها اكثر من القادمين اليها من الخارج مما يجعلهم في موقع مميز لو ارادوا الدفاع ولكنه الخنوع والانكسار وترك فريضة الجهاد والتي هي ذروة سنام الاسلام...هذا التاريخ يعيد نفسه اليوم في السودان ،فبعد انفصال الجنوب ها هي نيفاشا اخرى تطل علينا هذه المرة من اثيوبيا تحت مسمى (ميثاق اديس ابابا)،فبعد ان حسم الجيش امر جنوب كردفان وقبلها ابيي هاهم سياسيو (الانابيب) الذين ظهروا علينا كالنبت الشيطاني يوقعون وثيقة الخزي والانكسار مع ما يسمى بقطاع الشمال بالحركة الشعبية سماحا له بممارسة النشاط السياسي بالشمال عقب الانفصال بل يسمحون لاربعة الاف ونيف من الجنود الاثيوبيين من دخول الاراضي السودانية تحت الفصل السابع لمجلس الامن في وصاية جديدة على اهل السودان...كل ذلك لماذا؟انها الرهبة من امريكا نفس الرهبة التي حلت بالعباسيين وهم يرون التتار يدنسون باقدامهم النجسة ارض الخلافة الاسلامية ولا يفعلون شيئا...انها ذاتها دورة التاريخ تعيد نفسها فهاهو عرمان يتشدق بان الاتفاق جيد ولكن العبرة في التفاصيل،كيف لا يكون جيدا وقد احيا املك في قيام السودان العلماني بعد ان بلغت روحك حنجرتك وضاقت عليك الارض بما رحبت حينما اجمع الناس على وفاة حزبك (اكلينيكيا) في الشمال بعد الانفصال،ولعمري موقف هذا الرويبضة يذكرني بالوزير (مؤيد الدين العلقمي)،ذلكم الخائن الذي سلم بغداد لهولاكو نكاية في اهل السنة ببغداد ونكاية في خليفة المسلمين على امل ان يكون في مجلس الحكم التتاري بعد اجتياح بغداد،ولكن ماذا كان مصيره ...انه مصير كل خائن عميل لاعداء بلاده فقد ذل الوزير وذاق الهوان من صعاليق التتار ،قيل انه في اخريات ايامه كان عساكر التتار يدفعون دابته وهو راكب عليها ليحثوه على الاسراع في استفزاز مغيت حتى ان امرأة مسلمة شاهدت هذا المنظر فقالت له هل كان العباسيون يعاملونك هكذا،فوجم الرجل واحس بالكدر ومن ساعتها اعتكف بمنزله حتى مات ذليلا كسيرا بعدما كان كبير الوزراء...ستكون نهايتك هكذا ايها العميل عرمان بل كل العملاء والمنكسرين الذين ساهموا في وثيقة اديس ابابا التي لا ارى فيها خيرا للسودان وانما ارضاءا ورهبة من امريكا ممثلة في(رايسها) و(هيلاريها)،ودونكم تجربة نيفاشا فلا هي حفظت وحدة السودان ولا جلبت السلام..ولكنها ذادت فوق الرهب رهبة وفوق الانكسار انكسارا... ليت عمري هل من (قطز) أو (ايوبي) جديد ليعيد لهذه الامة هيبتها وليحفظ بيضتها .