الخرطوم (رويترز) - تقضي السودانيات جزءا كبيرا من ساعات الصيام في شهر رمضان في اعداد أصناف الطعام والشراب التقليدي لمائدة الافطار. ومن أنواع المشروبات التي يختص بها السودانيون دون غيرهم مشروب الابري الذي يطلق عليه سكان المدن أيضا اسم "الحلومر". ويصنع الحلومر من رقائق من طحين الذرة تعد في المنازل السودانية خلال شهر شعبان الهجري استعدادا لقدوم شهر رمضان. وقالت سودانية تدعى ميادة عاصم "الابري أو بمعنى أصح الحلومر يشكل مصدر رئيسي في صينية الافطار. نحن السودانيين نعتز بهذا المشروب ونفضله على المشروبات الغازية الاخرى. في رمضان الابري يشكل لنا نسبة 90 في المئة بدلا عن باقي المشروبات. نراه منذ صغرنا مع أجدادنا ونحن ان شاء الله.. للجيل الذي يلينا." وتوضع رقائق طحين الذرة في الماء ثم تصفى ويضاف اليها السكر ومجموعة كبيرة من التوابل والاعشاب منها القرفة والزنجبيل والهال والتمر هندي والكركديه. وقالت سودانية أخرى تدعى سيدة محمد "الواحد لما يبل الابري يملا الجردل (الدلو) ويجهز مائه وتشيل الكمية المرغوبة وتسكبها في الجردل.. تضع الكمية في الجردل وتصب عليها الماء ثم تنتظر زمنا.. نصف ساعة أو ثلث ساعة.. وبعد ذلك تصفيه.. وتضيف اليه السكر وتقدمه للضيوف." ويجمع السودانيون على أن مشروب الحلومر يمنع الشعور بالعطش خلال ساعات الصيام الطويلة وخصوصا في فصل الصيف. ويقولون أيضا ان له مزايا أخرى في تسهيل الهضم. وقال سوداني يدعى محمد عمر "الحلومر عادة يكون طحين الذرة يسوى في شكل كسرة ويطبخ ويوضع في الماء وعصيره مفيد جدا جدا لانه يخلط بتوابل. هذه التوابل مفيدة لالام المعدة للصائم.. بالنسبة لانتفاخ المصران." وتتجمع نساء العائلة أو القرية السودانية يوميا خلال شهر رمضان لاعداد الحلومر في جلسات تسمى "العواسة" يتبادلن فيها الحديث ويرددن بعض الاغنيات الشعبية. لكن الرقائق التي يصنع منها المشروب أصبحت تنتج وتباع على نطاق تجاري أيضا. وقال بدال (بقال) في الخرطوم يدعى ماجد الشريف "الحلومر أصبح شيء عادي في المتاجر مع العصائر الاخرى مثل التانج وقمر الدين وعصير الجوافة والبرتقال. اسمه حلومر.. يعني من الحلاوة والمرارة شوية يعني.. حلاوة.. في شهر رمضان." ويقول البعض أن مشروب الحلومر يستمد اسمه من السودان نفسه فهو "حلو" بخيره وأرضه الخصبة ذات الثروات المدفونة و"مر" بما يعانيه كثير من سكانه من جوع وفقر وصراعات