العداوة بين الانسان والشيطان قديمة وأزلية منذ ان خلق الله تعالى أبونا آدم و أمر الملائكة بالسجود له فسجد جميع الملائكة ورفض أبليس السجود لآدم ومنذ ذلك الحين بدأت العداوة ، أسكن الله آدم الجنة هو وزوجه قال الله تعالي ( واذ قلنا ياآدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا" حيث شئتما ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ) فوسوس لهما الشيطان وأكلا من الشجرة التى نهاهما عنها ربهما، فبدت لهما سواءتهما وطفقا يخصفان عليها من ورق الجنة، وكان الشيطان سبب خروجهما من الجنة. أيام منى وعرفات أياماً مباركات وفيها الدعوات مستجابات ففى عرفات يباهى الله جل وعلا ملائكة الرحمة بعباده فهذا يوم حشر أصغر. ايضاً نزول شابيب رحمة ربنا التى سبقت غضبه الى العباد. ففى مزدلفة والمبيت الواجب بها اجتهاد لجمع الحصى لرجم جحافل الشيطان يوم النحر والايام التى تليه، ففى رجم الشيطان جهاد كبير فانحل ما كان معقوداً بالانفس من عقد الشيطان وأنبت ما كان موصولاً بالأيدى من حبل الشيطان ورجم كل مسلم جحافل الشيطان بعدد المسلمين الذين ارتادوا البيت الحرام منذ عهد المصطفى عليه افضل الصلاة وأتم التسليم والى ان تقوم الساعة بإذن الله ، فهذه حرب لا هوادة فيها حرب ضروس سلاحها الحصى وعتادها التوحيد. حمدت الله كثيراً اننا رجمنا الشيطان رجماً (وعدمناه طافى النار وعدنا سالمين غانمين سائلين الله ان يتقبل حجنا). وفى طريق عودتنا للديار شممت رائحة الشياطين بأنواعها ( جنون وأباليس، قرين , ريح أحمر , روحانى , أم الصبيان ... ألخ ) فتساءلت ملياً هل هذه شياطين مدرج المطار ام شياطين سافرت معنا مختبئة فى جناح الطائرة صن أير ولم يدركها الرجم فى منى ولكن تذكرت ان الشياطين كانوا يسترقون السمع قبل ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم ويسمعون خبر السماء ويتفرقون بالخبر وبعد ميلاد الهدى ملئت السماء حرصاً شديدا" وشهباً فكلما أراد ان يستمع منهم احد اتاه شهاب راجماً قال تعالي ( وانا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا" شديدا" وشهبا"، وإنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا" رصدا") جعل الله هذه الشهب رجوماً للشياطين وان أبليس أبوهم أخذ عهد من الله تعالى بان يكون من المنظرين وأن يؤخره الى يوم الوقت المعلوم وبعدها حلف بعزة ربنا أن يغوى عباده عن الصراط المستقيم وتوعده ربنا بالعذاب له ولمن تبعه ولكن ليس له سلطان على الذين آمنوا. قال تعالي :( قال رب فانظرني الي يوم يبعثون ، قال فانك من المنظرين ، الي يوم الوقت المعلوم، قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين، الإ عبادك منهم المخلصين، قال فالحق والحق أقول ، لأملان جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين) نسأل الله أن يسطر شهبا" راجمة متعددة علي شياطين الأنس من حولنا ويضيق عليهم الدنيا الفانية ويسلط عليهم عذاب يأجوج ومأجوج ، فالإستعاذة تكفينا شر شياطين الجن ولكن ماذا نعمل مع شياطين الأنس الذين كلما استعذت منهم وجدتهم في مجري الدم من عروقك وبين يمينك ومن خلفك وفي كل سبيل ترتاده فهم كثر في صور بني آدمين يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ويوشون في الناس ويضيقون عليهم أرزاقهم التي كتبها رب العباد فمنهم النمامون المتنطعون والمتشدقون و الكذابون الآفاكون وهنالك أهل الدسائس والشرك المنصوب والفخ المضروب وهلمجر ؟؟؟ من أصحاب الصنائع التي يخجل أبليس عن فعلها.