الغلاء في السودان سجل أرقاماً قياسية لم يألفها الناس في الماضي القريب او البعيد . ووعد الحاكمين بتوفير لقمة العيش الكريم التي عادة ما تنتهي إلى سراب ذكرني بأبيات من الشعر للشاعر الساخر احمد مطر أنقلها لكم لأن ماجاء فيها ينطبق علي من حكم السودان منذ 23 سنة ومازال. وفيما يلي القصيدة.وعنوانها (أين صاحبي حسن؟!) زار الرئيس المؤتمن بعض ولايات الوطن وحين زار حيّنا قال لنا: هاتوا شكاواكم بصدقٍ في العلن ولا تخافوا أحدًا فقد مضى ذاك الزمن فقال صاحبي حسن: يا سيدي أين الرغيف واللبن؟ وأين تأمين السكن؟ وأين توفير المهن؟ وأين من يوفر الدواء للفقير دونما ثمن؟ يا سيدي لم نر من ذلك شيئًا أبدًا اقال الرئيس في حزن: أحرق ربى جسدي أكلّ هذا حاصل في بلدي؟! شكرًا على صدقك في تنبيهنا يا ولدي سوف ترى الخير غدًا وبعد عام زارنا ومرة ثانية قال لنا: هاتوا شكاواكم بصدقٍ في العلن ولا تخافوا أحدًا فقد مضى ذاك الزمن لم يشتك الناس فقمت معلنا أين الرغيف واللبن؟ وأين توفير السكن؟ وأين توفير المهن؟ وأين من يوفر الدواء للفقير دونما ثمن؟ معذرة يا سيدي وأين صاحبي حسن؟!!! واخيرا للغافلين اقول، لقد أسس محمد صلى الله عليه وسلم نظاما شرعيا قانونيا.. وحدد الأطر الرئيسية لنظام اقتصادي فريد.. وأعطى للنفس البشرية قيمتها («من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً».. صدق الله العظيم). وأصّل للعلاقات الاجتماعية («المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله».