الدوحة : 24 أكتوبر 2011 سجلت دول المغرب العربي حضورا ملحوظا في مهرجان الدوحة السينمائي " ترايبيكا في دورته الثالثة المقرر إنطلاقها في 25 وحتى 29 من شهر أكتوبر المقبل وقد فسر البعض ذلك بنسمات الربيع العربي التي هبت على المنطقة العربية من مغربها حتى مشرقها ولأن الشرارة كانت من شرف تونس فقد حظيت تونس دول منطقة شمال إفريقيا بحضور لافت في دورة المهرجان لهذه السنة وقد أشارت المديرة التنفيذية للمهرجان أماندا بالمر إلى أن إدارة المهرجان في الدورة الثالثة قررت توسيع نطاق المسابقة، خاصة بعد أن تم الإطلاع على أهمية الأفلام المرشحة، وتبين أنها تستحق قدراً أكبر من الاهتمام. فضلاً عن زيادة عدد الأفلام التي قدمتها منطقة شمال إفريقيا." إنه عام الربيع العربي"، تقول أماندا وتضيف نحن سعداء لرؤية الأفلام العربية من مختلف الفئات تصل إلى مرحلة النضوج، وتعبر عن الأصوات الحقيقية وتروي القصص من مختلف أنحاء العالم العربي". فعلى سبيل المثال لا الحصر شارك فيلم الكلمة الحمراء للمخرج التونسي إلياس بكار في مسابقة الافلام العربية فئة الافلام الوثائقية وهو فيلم يلقي نظرة على أحداث الثورة التونسية التي شهدت خروج الرئيس زين العابدين بن علي من السلطة. هذه الثورة التي مثلت أولى خطوات التونسيين نحو الديمقراطية والتعددية الثقافية ويقدم الفيلم شهادات لبعض المواطنين من مختلف الأوساط الاجتماعية المطالبين بالكرامة والحرية ورافضين أساليب القمع والظلم التي كانت سائدة في عهد النظام البائد. وللإشارة فإن فيلم الكلمة الحمراء هو إنتاج قطري تونسي سويسري ولقطر النصيب الاكبر في تمويل الفيلم بحسب ما صرح به مخرج الفيلم إلياس بكار . وفي فئة الافلام الروائية حظي كل من فيلم ( نورمال ) طبيعي للمخرج االجزائري مرزاق علواش الذي يروي خيبة أمل الشباب الجزائريين الراغبين في التعبير عن أفكارهم وآرائهم وعن إنسداد الافق أمامهم من أجل تحقيق طموحاتهم وتفجير طاقاتهم ومواهبهم ,إلى جانب فيلم قداش تحبني للمخرجة الجزائرية فاطمة زهرة زمزوم و فيلم أغنية المهرّب للمخرج الجزائري رباح عامور زايميشي. وفيلم عمر قتلني للمخرج االمغربي رشدي زم . كما أن فيلم " الذهب الاسود " الذي سيدشن ليلة إفتتاح مهرجان الدوحة السينمائي الدولي أنتج شراكة بين كل من مؤسسة الدوحة للافلام وشركة كوينتا للإعلام لصاحبها المنتج التونسي طارق بن عمار وفرنسا و يضم الفيلم نخبة من الفنانيين المغاربة إلى جانب نخبة من نجوم السينما العالمية من بينهم الممثل الإسباني أنطونيو بانديراس وفريدا بينتو وقد صور القسم الأكبر من مشاهد الفيلم في تونس و باقي المشاهد تم تصويرها قي قطر . وعن هذه الشراكة القطرية االشمال إفريقية قال المخرج التونسي إلياس بكار إن الشراكة مع شمال إفريقيا شراكة رابحة لان هذه المنطقة تمتلك ثقافة سينمائية وتاريخا عريقا في السينما يمتد لأكثر من 60 سنة وقطر تمتلك الرؤية والطموح وأعتقد أن هذه كلها عوامل هامة لإنجاح أي شراكة. مضيفا إن مؤسسة الدوحة للأفلام أصبحت تمثل سندا ودعما للمواهب العربية الشابة ومهرجان " ترايببكا " السينمائي الذي تنظمه كل عام اصبح يشكل منصة فنية هامة لعرض أعمالهم السينمائية فهو بمثابة فرصة ثمينة لتفجير الطاقات وساحة لإلتقاء المبدعين العرب. تقدم مسابقة الأفلام العربية لعام 2011 مجموعة متنوعة من الأفلام، وتتضمن 14 فيلما سبعة منها أفلام روائية وأخرى وثائقية، تتمحور مواضيعها حول الطفولة والحب و الإضطرابات والثورات في المنطقة العربية، بالإضافة إلى الأفلام التي تكشف عن الطبيعة الإنسانية وما يختلجها من مشاعر وأحاسيس . وقد أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام في وقت سابق عن قائمة الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة المشاركة ضمن مسابقة الأفلام العربية في مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي، وذلك رغبة منها بعرض أفلام ذات جودة عالية أنتجت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال العام الماضي. و من المقرر أن يرأس لجنة التحكيم الخاصة بالأفلام الروائية والمؤلفة من خمسة أعضاء، المخرج السوري محمد ملص . وفي فئة الأفلام العربية الروائية تم ترشيح كما سبق ذكره كل من فيلم طبيعي للمخرج الجزائري مرزاق علوا ش وفيلم إنسان للمخرج اللبناني جان كلود قدسي وقلب أحمر للمخرج الكردي العراقي هلكوت مصطفى وفيلم الشوق للمخرج المصري خالد الحجر و" قداش تحبني للمخرجة الجزائرية فاطمة زهراء زموم وفيلم عمر قتلني للمخرج المغربي رشدي زم وفيلم أغنية المهرّب للمخرج الجزائري رباح عامور زميشي . أما في فئة الأفلام الوثائقية فقد تم ترشيح فيلم الكلمة الحمراء للمخرج التونسي الياس بكار كما سبق ذكره وفيلم إختفاءات سعاد حسني الثلاثة للمخرجة اللبنانية رانيا اسطفان وفيلم توق للمخرجة الفلسطينية لينا العابد وأفلام من عسقلان للمخرجة اللبنانية ليلى حطيط سلاس وفيلم العذراء والأقباط وأنا للمخرج المصري نمير عبد المسيح وفيلم بنات البوكس للمخرجين التونسيين لطيفة ربانة دوغري وسالم الطرابلسي و في الطريق لوسط البلد للمخرج المصري شريف البندري وتضم المسابقة التي تقام ضمن المهرجان للعام الثاني على التوالي ، عروضاً عالمية أولى لثمانية أفلام، وتوسعت حالياً لتشمل فئتين، واحدة للأفلام الروائية وأخرى للوثائقية ولكل منها لجنة تحكيم مستقلة. وقد أضيف للمسابقة عدد من الجوائز الجديدة هي أفضل فيلم عربي روائي ، أفضل مخرج فيلم عربي روائي، أفضل أداء في فيلم عربي روائي ، أفضل فيلم عربي وثائقي وأفضل مخرج فيلم عربي وثائقي. كما سيقدم المهرجان جائزتين من اختيار الجمهورلأفضل فيلم روائي، وأفضل فيلم وثائقي، وتبلغ قيمة الجائزة لكل منهما 100 ألف دولار. وقد أشار المخرج السوري محمد ملص الذي يرأس لجنة تحكيم الافلام الروائية الطويلة أن المسابقة تمنح الأفلام التي أنتجت في المنطقة منصة عالمية لعرضها، كما ستفتح أمامها الأبواب لمزيد من الانتشار و التوزيع خارج نطاق العالم العربي، وهى القضية وصفها با لأساسية لصناعة السينما فى المنطقة.
