حاتم الجميعابي [email protected] ريحة البن البرنامج الذي أثلج صدر الشباب وتم عرض في شهر رمضان المعظم على قناة زول الفضائية ، أصبح حالة شبابية عامة بتعبيره عن إهتمامات الشباب في حقل الشعر والادب ، فأعاد إلى الشباب الروح الذي كان يفتقدها ومن خلال تعبيراته الثقافية المختلفة ، هذا البرنامج مثل قمة التجارب الشعرية في وسط هذا الجيل عبر نماذج شعرية مختلفة ، أكد فيه كثيراً من المهتمين بهذا الجانب على امتلاكهم للقدرات والمهارات في التعبير والإلقاء ، النماذج التي قدمها البرنامج كانت موفقه إلى حد كبير في تسيلط الضوء على قضايا الشباب بمختلف التوجهات والمكونات الثقافية المنحدرين منها . بذرت البرنامج كانت جامعة الجزيرة ، حيث الموطن الأصلي للخضرة والجمال وبساطة الأسلوب ، فالجامعة كانت وما تزال إحدى المنارات التي تفرخ الشباب في مختلف المناشط، فيحمد لهذه المجموعة ذلك التواصل الإجتماعي الكبير الذي خلق حالة عامة إستفاد من مجموع الشعب السوداني من خلال نسخة البرنامج الأولى في رمضان الماضي، والتي شدت إليها أذهان الكثيرين لأن يتواصل هذا البرنامج عبر القناة من خلال إلقائه الضوء على مختلف تجارب الشباب الشعرية وفي كل الأوساط والمواهب التي تعج بها ساحات الجامعات والمنتديات الثقافية المختلفة . البرنامج حظي بمشاهدة عالية خلال الشهر الكريم ، حيث تواصل مسلسل الإبداع ولم يقف على محطة قناة زول الفضائية فكان مسرح الفضاء الطلق على شارع النيل جوار برج الإتصالات فكان التلاقي الحميمي لهذه المجموعة مع متزوقي الشعر كل يوم سبت والذي درجت الكثير من المتابعين على الحضور في "سبت ريحة البن" ، فالسبت هنالك له مذاقاً خاصاً وبريحة البن يكتمل النزوع في إخراج كل مواهبنا الشعرية الشبابية ، وإلقاء الضوء على الكثير من التجارب الشعرية، والتنسيق مع مجموعة كبيرة من المنتديات الثقافية والجمعيات في الجامعات . يمثل هذا التلاقي في حد ذاته خطوة تعبيرية عن قيمة التواصل وعرض التجارب الشبابية المختلفة والمتنوعة والتي تعبر عن التنوع الذي يعيشه الشعب السوداني . تجربة ريحة البن تستحق التكريم أولاً من قبل القائمين على أمر الثقافة في هذا البلد، وجديرة بتسليط الضوء عليها إعلامياً ، بإعتبارها حالة تعبيرية عن واقع وهموم الشباب ، وجديرة كذلك بفرد مساحات واسعة وسط الشباب لدارسة هذا النموذج الذي قدمته جامعة الجزيرة ولم يكن حبيساً لها فقد أطل على كل السودان عبر قناة زول، وهي دعوة لإخراج النشاطات الثقافية داخل أسوار الجامعات للمتلقي وربطها بشعبها من خلال " إستضافات، وتقييم تجارب، ومناقشات" بمشاركة الوسائط الإعلامية المختلفة والمثقفين والأدباء، فهي دعوة لكل القنوات الفضائية التي تعدد وتنوعت أن تبرز هذه النماذج المختلفة الأنشطة (ثقافياً وإجتماعياً وسياسيا وإقتصادياً) لتحقيق أهداف ربط الجامعة بالمجتمع من خلال هذه النماذج الرائعة التي أعتقد بأن " ريحة البن" كانت أول نفض الغبار عن ما يدور في الجامعات السودانية التي ظلت ردحاً من الزمن تحاصر في الإبداع . تجربة "ريحة البن" حققت ربط الجامعات بالمجتمع من خلال الإبداعات الشعرية التي قدمها في النسخة الأولى من البرنامج خلال شهر رمضان الكريم، مثل هذا الربط توجهاً واعي من القائمين على أمر البرنامج ومجموعة (ريحة البن) في خلق حالة تواصل حميمي أفتقد لردحاً من الزمان في تسليط الضوء على التجارب الشبابية وما يدور في الجامعات السودانية من خلال المناشط المختلفة.