لوّح القيادي بالمؤتمر الوطني، وزير المالية الأسبق عبد الرحيم حمدي بإمكانية مغادرته للحزب، ووجه انتقادات للقطاع الاقتصادي بالحزب الحاكم لتمسكه بسياسة تقليل الاستهلاك. وقال حمدي في منبر مركز طيبة برس أمس، (الجماعة ديل بغشونا والاقتصاد عملية عقلانية، وليست هناك خيارات)، وأضاف (ما تسمعوا كلام الاستقرار الاقتصادي)، واستهجن تمسك القيادات بذلك في أضابير السياسة، وشدد على ضرورة تغيير السياسات لضمان دخول اموال المستثمرين وخروج أرباحهم، ووصف الخيارات التي اختارتها وزارة المالية لسد العجز بالسيئة، ولفت الى اعتمادها على الضرائب غير المباشرة بنسبة كبيرة. وفي رده على سؤال حول استفادة منسوبي النظام الحاكم من عمولات صفقات احتياجات البلاد بسبب الحصار، قال حمدي (نحتاج لتضحيات كبيرة كمؤسسات)، وتابع (والكومشنات هذا هو القطاع الذي سير البلاد)، وأردف (عملوها المضاربين وديل المشّو الإقتصاد). وسخر وزير المالية الأسبق من الانتقادات التي تعرض لها بسبب هجومه على الحكومة باعتباره قيادي في الحزب الحاكم، وذكر (نحن نقول آراءنا داخل الدوائر الحكومية، ولولم يعجبهم ذلك يرفدونا)، وزاد (لو ما سمعوا كلامنا حنمشي)، وكشف عن عدم دعوته للمشاركة في الحوار الوطني، وقال (مافي زول اتذكرني في موضوع الحوار والحمد لله). طالب بتغيير السياسات المالية والنقدية وتحرير الصرف عبد الرحيم حمدي يهاجم بنك السودان ويشكو من الحصار الداخلي هاجم الخبير الإقتصادي، وزير المالية الأسبق عبد الرحيم حمدي، بنك السودان المركزي، ووصف الحصار الداخلي بأنه أكبر من الخارجي، وشدد على ضرورة التحرير الكامل لسعر الصرف، واتهم المركزي بخنق الاقتصاد. وقال حمدي في منبر مركز طيبة برس، حول (رفع العقوبات.. المسارات والمآلات) أمس، (بنك السودان محاصرنا حصار شديد وماعارفين نرفعو وماعندنا زول زي ترامب عشان يرفعو لينا). وأضاف (نحن حاصرنا أنفسنا داخلياً بسبب السياسات الخاطئة لاعتماد المركزي على سياسة الانكماش منذ الأزمة المالية العالمية)، ولفت الى أن كل الدول عملت على إنعاش اقتصادها وخلق الوظائف، وحمل البنك المركزي مسؤولية الركود التضخمي الذي ذكر أنه تضاعف (3) مرات، وكشف أنه ارتفع الى 30% تقريباً. وحذر حمدي من خطورة تدهور الاقتصاد بسبب السياسة الانكماشية، وردد (هناك انهياركامل في هيكل تمويل الاقتصاد وانهيار شديد في الاقتصاد تسبب في الغلاء وارتفاع الأسعار والتضخم)، واقترح تشكيل مبادرة غير حكومية تضم حزب المؤتمر السوداني لبحث أزمة الإقتصاد. وتابع (المركزي يعدنا بمزيد من التضخم)، وشدد على أن سياسات سعر الصرف يجب ألا يضعها البنك، وطالب بتغيير السياسات المالية والنقدية، وانتقد اختيار وزارة المالية لزيادة الضرائب والجمارك ورفع الدعم واعتماد سياسية التقشف لسد عجز الموازنة. وفند حمدي تبريرات البنك المركزي لإصراره على السياسة الإنكماشية، ووصفها بأنها تبريرات خاطئة لأنه قابض على السياسات المالية، وذكر (تحت ضغوط سياسية تمت زيادة المرتبات، مما أدى الى زيادة توسع نقدي، والمركزي غير راضٍ عنه). واعتبر وزير المالية الأسبق أن البنك المركزي ليس لديه سلطة على العملة الصعبة، وقال (لأنو ماعندهم قروش يضخوها). وقلل حمدي من مخاوف بنك السودان المركزي من أن يؤدي تحرير سعر الصرف الى زيادة أسعار السلع في السوق، وقال (أسوأ ما يمكن أن يحدث قد حدث، والأسعار زادت ومستمرة في الإرتفاع)، وأرجع حدوث ذلك للمضاربات في السلع. وكشف الوزير الاسبق عن استمرار الخلافات حول تحرير سعر الصرف، وزاد (المركزي عامل سياسات غير قابلة للتصديق)، واستند على ذلك بتأكيداته أن سياساته ثابتة لا تتغير، بينما تغيرت 3 مرات فعلياً، وأرجع عدم مقدرة المركزي على التحكم في سوق النقد الأجنبي لعجزه عن توفيره، وكشف عن تعرض المركزي لضغوط شديدة لتغيير سياسات الاستيراد وشراء الذهب. ووصف حمدي ما تم مؤخراً تجاه سعر الصرف بأنه خاطئ لأن المركزي أضاف حافزاً إدارياً للسعر الإداري، فأصبح سعر الدولار مابين 15 – الى 16 جنيهاً، وأردف (ما عندو علاقة بالواقع والسوق تجاهل ذلك ووصل الى 18 و 20 جنيهاً ثم نزل بعد ذلك). حمدي: احتياطي السودان من العملة الصعبة يكفي (4) أشهر اشتكى الخبير الإقتصادي، وزير المالية الأسبق عبد الرحيم حمدي، من عدم وجود احصائيات رسمية، وشدد على أن اعلان احتياطي البلاد من العملة الصعبة حق كفله القانون، وقدر في الوقت ذاته أن الاحتياطي منها يكفي (4) أشهر، ودلل على ذلك بلجوء الحكومة الى شراء البترول بالعملة المحلية، وحذر من خطورة ذلك لأنه يؤدي الى تسريب وصفه بالخطير للعملة. وقال حمدي في منبر مركز طيبة برس أمس، (لجأت الحكومة الى شراء البترول بالعملة المحلية)، وكشف عن تفاصيل صفقة واحدة تم فيها اعتماد واحد بتكلفة 140 مليار جنيه مع بنك الخليج. واعتبر وزير المالية الأسبق أن مشكلة المعلومات مشكلة حقيقية، واضاف (نحن نعيش في عالم لا تحكمه أية حقائق، وهي واحدة من الأخطاء المستمرة، وفي اليوم الواحد نقرأ إحصائية واحدة من ثلاث جهات). ولفت حمدي الى أن البنك المركزي غير محصن من الضغوط، وذكر (يستجيب للضغوط، وبدلاً عن ذلك أفضل أن نعتمد على السياسات الحرة لفتح الاستثمار). وانتقد وزير المالية الأسبق مباهاة المؤتمر الوطني بالصمود في وجه الحصار الإقتصادي، وقال (نحن لم نُحبس من الأموال، ولم تكن هناك بطولة قاومنا فيها كأننا نصارع فيها بالسيوف والأناشيد، نحن اتجهنا شرقاً)، إلا إنه عاد ليوضح أن الحصار أخذ منحى وصفه بالمزعج خلال العامين الأخيرين بعد ما استهدف التحاويل فتسبب ذلك في سوء الوضع. ورأى حمدي أن أمريكا ليست لديها صفة قانونية لتنفيذ الحصار، وإنما تستخدم المقاصة بنيويورك لتوقيف الدولار المتوجه للسودان عندما يمر بها، وتابع (استخدمت الإرهاب والابتزاز).