عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. في مباراة فوق الوسط بقليل فاز الهلال على أهلي شندي بهدفين لهدف. قدم الهلال بالأمس مستوىَ فوق الوسط، وهو وضع مقبول نسبياً بالنظر لما يسمونه ب ( عقدة الهلال في شندي) التي لا أجد لها مبرراً منطقياً. سجل الهلال هدفه الأول من كرة مرت أمام المرمى لتصل إلى كاريكا الذي عالجها بطريقة جيدة، لكنها لم تكن مثالية. وبسبب عدم تقدم مدافع الأهلى شندي - الذي اصطدمت الكرة بجسمه- للأمام قليلاً ولجت الكرة الشباك. أما الهدف الثاني فجاء نتيجة تحرك جيد من نزار الذي تلقى تمريرة السمؤال المحسنة التي لم يفلح مدافعا الأهلي في التعامل معها. ويُحسب لنزار تسديده السريع ليسجل هدفاً في الزاوية الضيقة. وفي لقطة شبيهة أضاع كاريكا فرصة هدف ثالث عندما وصلته الكرة بنفس الطريقة التي استلم بها نزار كرة الهدف. لكن كاريكا آثر أن يتحرك بالكرة خطوة للأمام وعكسها للزميل، في الوقت الذي كان يمكنه فيه أن يسدد مباشرة على طريقة نزار نفسه، لتضيع الكرة منه. رغم هذا الخطأ في التصرف، إلا أن كاريكا قدم مبارة جيدة تحرك خلالها كثيراً واجتهد أكثر. خيراً فعل الجهاز الفني بإعادة بويا وأطهر لدكة البدلاء واشراك السمؤال وكابو، رغم هفوة الأخير التي تسببت في هدف الأهلي الوحيد. قبل المباراة أبدى المحلل القدير السادة تخوفاً غير مبرر من تغيير الظهيرين مرة واحدة في مباراة اعتبرها صعبة. والواقع أنني لم أجد لذلك التخوف سنداً لسبب بسيط هو أن بويا تحديداً ليس بالظهير الذي يمكننا أن نبكي على غيابه. فهو بصراحة لم يعد يقدم ولا يؤخر. دفاعياً لديه ( جلطات) لا تخطئها العين. وهجومياً لم نره في يوم يمرر بدقة أو يعكس كرة يستفيد منها زملاؤه المهاجمين. أما أطهر فهو أفضل حالاً من بويا، لكنه أيضاً لا يعكس بالدقة المطلوبة. لذلك وجدت في خطوة خالد ومحمد الفاتح بتغيير الظهيرين ما يستحق الإشادة وفرحت بما فعلاه. لا ننكر أن كابو وقع في خطأ كبير بعدم تحركه السريع باتجاه الكرة المشكوك في ملامستها ليد المهاجم ياسر قبل أن يستحوذ عليها ويسكنها ليسددها بطريقة مثلى في شباك جمعة. لكن الخطأ لا يُلام عليه كابو وحده، بل يشاركه فيه أحد قلبي الدفاع ( أوتارا) الذي لم يتحرك سريعاً لتقديم العون للظهير كابو. لم نشعر بوجود الأهلي شندي إلا في العشر دقائق الأخيرة من اللقاء. قبل ذلك بدا أداؤهم خجولاً جداً. لكن في الدقائق الأخيرة تحمسوا وتحركوا بقوة لإدراك التعادل. ونعيب عليهم انفعالهم الزائد والرغبة المتأخرة في تحقيق التعادل. وفي واحدة من اللقطات التي تعكس دائماً عدم استفادة لاعبينا من سنوات ركضهم في الملاعب وتحويلها إلى خبرات تراكمية تفيدهم في رحلتهم مع الكرة، ارتكب أحد لاعبي الأهلي مخالفة عنيفة في الزمن بدل الضائع. كان الزمن بدل الضائع خمس دقائق احتج عليها البعض، فإذا بلاعب الأهلي شندي يضيع منها الكثير. بدأت اللقطة بخطأ طفيف من كابو على خط التماس لم يحتسبه الحكم،. وحين أقول " خطأ طفيف" أعني أنه أمر يخضع لتقدير الحكم في احتسابه أو تجاهله، لأن التدخل لم يكن شديد العنف. وبدلاً من استفادة لاعب ا لأهلي من زمنه رأيناه يتدخل بعنف مفرط على كابو ليضيع على فريقه فرصة استغلال حالة الحماس والاندفاع باتجاه مرمى الهلال. عندما رأيت ( فورة) لاعبي الأهلي خلال العشر دقائق الأخيرة، تساءلت في قرارة نفسي " أين كان هؤلاء القوم طوال أكثر من ساعة مضت"! لاعبونا لا يعرفون المثابرة ولا يلعبون جيداً إلا تحت صيحات الجماهير في الكثير من المناسبات. وهذه مشكلة كبيرة، لأن الجماهير نفسها أحياناً تبدو وكأن على رؤوسها الطير حين تتأخر فرقها. لاعبنا يفترض أن يطور ثقافة اللعب الاحترافي الذي لا يعرف تقدماً أو تأخراً، ولا يخضع لحقيقة اللعب بملعبك أو ملعب غيرك، ففي كل الأوقات يفترض أن يسعى اللاعب من أجل تقديم أفضل ما لديه. وإلا فلن تستطيع فرقنا مقارعة الفرق الخارجية في المنافسات الإقليمية. وهذا يقودني للقول أن الهلال نفسه ما يزال في حاجة للكثير حتى يقوى على المنافسة الخارجية. محلياً تمسك الأزرق بالصدارة بعد فوز الأمس. لكن تطلعاتنا لم تعد مجرد دوري ممتاز ظفر به الهلال كثيراً حتى شبع منه. ما تتطلع له القاعدة الزرقاء هو الألقاب الخارجية. وهذه لا يمكن تحقيقها بالشكل الحالي للفريق. لتحقيق لقب خارجي لابد من عمل جاد وتحركات سريعة لتطوير الكثير من الجوانب الفنية في الفريق، قبل بدء المشاركات الأفريقية. وما زلنا نطالب وبشدة بفتح الفرص للمزيد من اللاعبين الصغار حتى ينالوا حظهم لتعويض بعض المحترفين الفاشلين. والمتابع الجيد لابد أنه لاحظ بالأمس أن الصغير وليد علاء الدين كان أقل لاعبي الهلال أخطاءً في التمرير حتى لحظة خروجه مصاباً. فقد كثرت التمريرات الخاطئة خاصة في شوط اللعب الأول من العديد من لاعبي الأزرق، لكن وليد لم يمرر خطأً سوى في مناسبتين فقط طوال هذا الشوط. لهذا نتطلع لإشراك المزيد من الصغار في مقبل الأيام. و( الحلانا من ورطتي أوكرا وجابسون) يحلنا من باقي ( الورطات). فهل تسمعاني يا المعلم وحجازي! أتمنى ذلك. آخر الكلام: صفقت يداً بيد وأنا أطالع مانشيت صحيفة الزعيم الذي يقول" مخطط لئيم يعبر بالأزرق مطب شندي عبر جسر التحكيم". التحكيم صار شماعة الكل في هذا الزمن العجيب. بالأمس لم نلحظ للحكام أي أخطاء مؤثرة، بل قدموا مباراة جيدة. استغربت لاحتجاج مدير الكرة في الهلال الأخ عاطف النور الذي يبدو أنه لم يتفق مع فكرة تمديد اللعب لخمس دقائق إضافية، وقلت لماذا كل هذا الغضب من عاطف. فإذا بنا نفاجأ بمثل هذا المانشيت البائس الذي يستهدف التخدير والضحك على قراء جماهير الغريم ولا شي سوى ذلك. فأين هي أخطاء التحكيم المؤثرة التي عبرت بالهلال بالأمس بالله عليكم! ليس هناك أدنى شائبة على تحكيم الأمس. وبإستثناء لقطة هدف الأهلي شندي وشكوكي شخصياً حول ملامسة الكرة ليد اللاعب ياسر، لم أر أي خطأ لحكام الأمس. وحتى هذه لا أجزم حولها، لأن المشاهدة عبر صورة غير مثالية ومن زاوية واحدة لم تتح لنا الفرصة لاطلاق حكم نهائي حول ما إذا كان اللاعب قد ( لكز) الكرة بيده أم استخدم صدره. سجل الهلال هدفين لا غبار عليهما لم يحتج عليهما أي من لاعبي الفريق المنافس. فإذا بصحيفة الزعيم ( التي سعت لأن تكون ملكية أكثر من الملك) تخرج علينا بمثل هذا الهراء. وكمان أوصلوا الأمر لحد المخطط اللئيم! ولو تعلمون أنتم من تمارسون اللؤم. وعلى من؟! على جماهير ناديكم التي تحاولون خداعها والضحك على عقولها. وحتى لا يكون الأمر مجرد استخدام لمفردات كبيرة ورنانة تدغدغ عواطف البسطاء وتنشر الجهل بين الناس، نرجو من القائمين على أمر الصحيفة توضيح الحالات التي استندوا عليها في اطلاق مثل هذا الإتهام. عموماً لم استغرب من صحيفة تطلق على لاعب المريخ التش لقب ( إنيستا الكرة السودانية) الصدور بمثل هذا المانشيت، فهذا هو حال إعلامنا الرياضي للأسف الشديد.