*لازلنا نعيش أجواء إطلاق سراح بعض منسوبي القوى السياسية الذين ضمتهم المعتقلات بُعيد إعلان ميزانية الإفقار والتجويع التى قدمها الفريق الركابي فأربك حياتنا وجوّعنا مع أطفالنا ، فلم يترك أمامنا من سبيل سوى الإستجابة لدعوة الحزب الشيوعي المبرأة من أي عنف ليخرج الشعب ويقدم مذكرة إحتجاجية للسيد/ والي ولاية الخرطوم ، بعد إعلان وزير الداخلية السيد/ بابكر دقنة الذى أبدى إستعداده بمنح تصاديق للتظاهر ، وكانت خطوة منه جيدة ووقتها كتبنا ألح وزير الداخلية إن صدق ،وكان أن تجمعت قوى المعارضة فى تحالف بعد تباعد مسافات طال عليها الأمد ، وتجسّد الأمر فى واقعنا الراهن بكل تشعباته التى نعايشها اليوم ، وأهمها أن الفريق صلاح قوش الذى أقر بأنه فى هذه الدورة سيفكر خارج الصندوق. *وأخطر مافي الأمر التصريح الذى أصدره للصحف مدير الأمن والمخابرات الجديد حين قال: إننا أطلقنا سراح منسوبي أحد أحزاب تحالف قوى المعارضة ، وإننا لن نطلق سراح من تبقى من السياسيين حتى يتحسن سلوك أحزابهم ) بادئ ذي بدء إن الفريق صلاح قوش بالتأكيد لايجهل أن هذه الاحزاب مارست نشاطها وفق قانون ومسجل الاحزاب السياسية ، هذا من حيث الشكل ، وموضوعاً فإن الدستور الإنتقالي 2005 ووثيقة الحقوق فيه ، تكفل حق التظاهر وحقوق التنظيم والتعبير ، وكل المواكب التى سيرتها قوى تحالف المعارضة قد نادت شعاراتها بسلمية الإحتجاجات ، بل إن المتظاهرين كانوا يمنعون تعطيل سير العربات ويصرون على سلمية المسيرة بكل السبل ، فلماذا يريد سعادة الفريق صلاح قوش أن يتسلم شهادة حسن السير والسلوك الحزبية حتى يطلق سراح البقية المتبقية من المعتقليين السياسيين ؟ او بالأصح لماذا ينتظر من( الأحزاب أن ترعى بي قيدها)؟! *وهذا المنطق الذى يطالب به السيد الفريق كأنه يريد من كل تحالف المعارضة أن يكون مؤتمر وطني؟ وهذا مالن يكون ، إذ أننا وجدنا المؤتمر الوطنى نفسه قد تفرَّق أيدي سبأ ، فهنالك الشعبي والاصلاح الان والسائحون ، فلو أن هؤلاء المنشقون وجدوا مايدفعهم للبقاء فى الحزب الحاكم لما إنشقوا عنه ، فبأي حق يريد من المعترضين مبدأً ان لايطلق سراحهم مالم يتحسن سلوك احزابهم ؟فى ذات الوقت الذى أطلق سراح بعض قادة الاحزاب وكأن المعارضة ( خشم بيوت ) وهم متواثقون على تحالف واحد ؟!على أية حال ماإستبشرنا به من سلوك رئيس الجهاز الجديد لانريد قراءته من باب تفكيك محاولة وحدة المعارضة ، فمن مصلحة النظام والبلد كلها ان تولد معارضة متحدة فى مواجهة حكومة موحدة ، والمحتاج اليوم لحسن السير والسلوك السياسي هو الحكومة أكثر من المعارضة ، ونعم للتفكير خارج الصندوق .. وسلام يااااااوطن.. سلام يا نعم لإطلاق سراح بروف / حيدر الصافى وعبدالغني كرم الله واحمد محمد خيرالله وحذيفة عبدالرسول من الإخوان الجمهوريين وكافة المعتقليين السياسيين ، فخارج الصندوق مخرج للبلاد أرحم من داخل الصندوق ..وسلام يا.. الجريدة الأربعاء 21/2/2018
