احاديث الحرب والخيانة.. محمد صديق وعقدة أولو!!    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    وزارة الخارجية تنعي الجمهورية الإسلامية الإيرانية    (بي ياتو ناحية ؟؟)    كباشي يزور جوبا ويلتقي بالرئيس سلفاكير    عبر تسجيل صوتي.. شاهد عيان بالدعم السريع يكشف التفاصيل الكاملة للحظة مقتل الشهيد محمد صديق بمصفاة الجيلي ويؤكد: (هذا ما حدث للشهيد بعد ضربه بالكف على يد أحد الجنود)    شاهد بالفيديو.. لاعب سوداني يستعرض مهاراته العالية في كرة القدم أمام إحدى إشارات المرور بالقاهرة ويجذب أنظار المارة وأصحاب السيارات    بالصور.. الفريق أول ركن ياسر العطا يستقبل الأستاذ أبو عركي البخيت    اعلامي تونسي يرشح الترجي للتتويج بالأميرة السمراء    قال ديمقراطية قال!!!    بالفيديو.. شاهد الفرحة العارمة لسكان حي الحاج يوسف بمدينة بحري بعودة التيار الكهربائي بعد فترة طويلة من الانقطاع    سعر الدولار في السودان اليوم الإثنين 20 مايو 2024 .. السوق الموازي    سعر الجنيه المصري مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    والى ولاية الجزيرة يتفقد قسم شرطة الكريمت    علي باقري يتولى مهام وزير الخارجية في إيران    موعد تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه    الحقيقة تُحزن    شاهد بالفيديو هدف الزمالك المصري "بطل الكونفدرالية" في مرمى نهضة بركان المغربي    إنطلاق العام الدراسي بغرب كردفان وإلتزام الوالي بدفع إستحقاقات المعلمين    مانشستر سيتي يدخل التاريخ بإحرازه لقب البريميرليغ للمرة الرابعة تواليا    الجنرال في ورطة    (باي .. باي… ياترجاوية والاهلي بطل متوج)    الإمام الطيب: الأزهر متضامن مع طهران.. وأدعو الله أن يحيط الرئيس الإيراني ومرافقيه بحفظه    "علامة استفهام".. تعليق مهم ل أديب على سقوط مروحية الرئيس الإيراني    إخضاع الملك سلمان ل"برنامج علاجي"    السودان ولبنان وسوريا.. صراعات وأزمات إنسانية مُهملة بسبب الحرب فى غزة    الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    عبد الواحد، سافر إلى نيروبي عشان يصرف شيك من مليشيا حميدتي    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صَاحِبُ التَّاتْشَرِ وَالعَسْكَرُ وَالسِّمْبِرُ .. بقلم: د. فَيْصَلْ بَسَمَةْ
نشر في سودانيل يوم 27 - 06 - 2019

وَ لَمَّا طَالَ حُكْمُ المَلِكِ دُقْلُو المُلَّقَبُ بِحِمِيْدِتِي الغَانُونِي وَ بَطَشَتْ جُنُودُهُ المُرْتَزِقَةُ المُسَمَّاةُ بِالجَنْجَوِيْدِ أَو القَّتْلِ السَّرِيْعِ بِالعِبَادِ فِي بِلَادِ السُّودَانِ ، وَ قَتَلَتْ مِنْ السُّكَانِ مَا قَتَلَتْ وَ أَغْرَقَتْ فِي النِيْلِ مَنْ أَغْرَقَتْ وَ حَرَّقَتْ وَ دَمَّرَتْ وَ اغْتَصَبَتْ النِّسَاءَ وَ تَفَشَتْ السَّرِقَةُ وَ لَمْ تَتْرُكْ الجُنُودُ المُرْتَزِقَةُ شَيْئاً إِلَّا وَ نَهَبَتْهُ حَتَّىَٰ قِيْلَ أَنَّ النَّاسَ صَارَتْ تَخْشَىَٰ عَلَىَٰ أَرْوَاحِهَا وَ أَعْرَاضِهَا وَ مُمْتَلَكَاتِهَا وَ هَوَاتِفِهَا الجَوَّالَةِ وَ أَنْعَامِهَا ، وَ قَدْ قِيْلَ أَنَّهَا اسْتَبَاحَتْ البَلْدَاتِ وَ الفُرْقَانَ أَيَّاماً وَ لَيَالِي فَأَحْجَمَتْ النِّسَاءُ عَنْ الخُرُوجِ مِنْ بُيُوتِهِنَّ خَوفاً مِنْ الإِغْتِصَابِ ، وَ قِيْلَ أَنَّ الجَدَبَ وَ القَحْطَ حَلَا فِي المَدِيْنَةَ فَانْعَدَمَتْ فِيْهَا مَأَمَأَةُ الخِرَافَ وَ صِيَاحُ الدِّيُوكُ فِي الصَّبَاحِ حَتَّىَٰ قَالَ أَحَدُهُمْ:
قَاتَلَهُمْ اللَّهُ
المُرْتَزَقَةْ يَعْمَلُوا أَكْتَرْ مِنْ كِدَهْ
وَ لَمَّا ضَاقَتْ الدُّنِيَا بِمَا رَحُبَتْ عَلَىَٰ الجُمُوعِ ذَهَبَتْ جَمَاعَةٌ مِنْ سَاكِنِيِّ حَاضِرَةِ البِلَادِ الخُرْطُومْ مِنْ الَّذِيْنَ تَضَرَرُوا مِنْ مُمَارَسَاتِ الجُنُودِ المُرْتَزَقَةِ الجَنْجُويْدِيَّةِ إِلَىَٰ السِّمْبِرِيَّةِ الَتِّي تُقِيْمُ فِي شَجَرَةٍ ضَخْمَةٍ فِي إِحْدَىَٰ الضَّوَاحِي وَ نَادَتْهَا:
السِّمْبِرِيَّةْ أُمّْ قَدُومْ
فَخَرَجَتْ عَلَيْهِمْ السِّمْبِرِيَّةُ غَاضِبَةً وَ قَالَتْ:
أَوَّلاً مَا كَانَ فِي دَاعِي لِلنَّبَذْ
وَ تَانِي أنَا إِسْمِي سِمْبِرِيَّةْ وَ أُمّْ قَدُومْ دِي جِبْتُوهَا مِنْ وِيْنْ؟
وَ إِنْتُو مَالْكُمْ وَ مَالْ قَدُومِي ، وَ قَدُومِي دَهْ هُوَ يَا هُو البِأَكِلِّنِي وَ بِشَرِّبْنِي ، وَ قَدُومِي دَهْ هُو العَرَّفْكُمْ بِيّ وَ الجَابْكُمْ لَيّ ، وَ بَذَكِرّْكُمْ إِنُو الرَّاجِلْ بِعَرْفُو وَ بِمْسُكُو مِنْ قَدُومُو ، وَ قَالُوا المَا عِنْدُو قَدُومْ يِفَتِشْ لِيْهُو قَدُومْ
وَ مِنْ هِنَا وَ جَاي يَا تَنَادُونِي بِالأُخْتِ الكَرِيْمَةْ سِمْبَرِيَّةْ يَا تَانِي مَا عِنْدِي مَعَاكُمْ كَلَامْ
فَوَجَمَتْ الجَمَاعَةُ مِنْ قَولِ السِّمْبِرِيَّةِ ثُمَّ بَعْدَ ذَٰلِكَ نَظَرَتْ السِّمْبِرِيَّةُ إِلَىَٰ الجُمُوعِ غَاضِبَةً وَ مُسْتَفْسِرَةً:
نَرْجَعْ لِلمَوضُوعْ
الجَابْكُمْ لَيّ شِنُو؟
مَالِكُمْ بِتْكُورْكُو؟
فِي شِنُو؟
وَ كُورَاكُ أَهْلُ السُّودَانِ هُوَ الصِّرَاخُ عِنْدَ النَّاطِقِيْنَ بِهَا ، وَ لَمَّا لَاحَظَتْ الجَمَاعَةُ عَلَامَاتِ الغَضَبِ عَلَىَٰ وَجْهِ السِّمْبِرِيَّةِ قَالَتْ لَهَا بِصَوتٍ لَيْسَ فِيهِ حِدَّةٌ:
إِنْتِي زِعِلْتِي يَا سِمْبِرِيَّةْ وَ لَا شِنُو؟
ثُمَّ أَرْدَفَتْ مُسْرِعَةً:
يَا أُخُتْ
يَا كَرِيْمَةْ
فَرَدَتْ السِّمْبِرِيَّةُ قَائِلَةً:
المَا بِخَلِّيْنِي أَزْعْلْ شِنُو وَ إِنْتُو عَارْفِيْنْ أَنَا هَاجَرَتْ وَ هَجِيْتْ مِنْ البَلَدْ دِي وَ بِقَىَٰ الخَرِيْفْ ذَاتُو مَا بِجِيْبْنِي لِيْهُو عَشَانْ حِكَايَةْ القَدُومْ دَهْ
وَ هَي دِي بِاللَّهِ بَلَدْ يِطِيْرُو لِيْهَا
بَلَدْ ضَارْبَةْ
بَلَدْ تُمْسَاحَهَا وَرَلْ
طَيَّبَتْ الجَمَاعَةُ مِنْ خَاطِرِ السِّمْبِرِيَّةِ وَ قَالَتْ لَهَا:
خَلَاصْ أَمْسَحِيْهَا لِيْنَا فِي وَشَنَا
وَ دِي آخِرْ مَرَةْ نَقُولْ لِيْكِي السِّمْبِرِيَّةْ أُمّْ قَدُومْ
صَمَتَتْ السِّمْبِرِيَّةُ أُمّْ قَدُومْ هُنَيْهَةً وَ تَنَهَدَتْ ثُمَّ أَفْرَدَتْ جِنَاحَيْهَا وَ سَأَلَتْ الجَمَاعَةَ بِنَبَرِةٍ غَاضِبَةٍ:
أَهَا فِي شِنُو؟
فَقَالَتْ لَهَا الجَمَاعَةُ:
إِنْتِي لِسَهْ زَعْلَانَةْ؟
يَا سِمْبِرِيَّةْ
يَا أُخُتْ
يَا كَرِيْمَةْ
فَتَمْتَمَتْ السِّمْبِرِيَّةُ بِصَوتٍ خَفِيْضٍ:
يِنَبِذُوكْ وَ يَسْأَلُوكْ إِنْتِي زِعِلِتِي
قِصَةْ عَجِيْبَةْ
هُنَا جَاءَ صَوتٌ مِنْ بَيْنَ الجَمْعِ صَائِحاً:
أَهَا أَنِحْنَا مَا حَ نَقُولْ لِيْكْ السِّمْبِرِيَّةْ أُمّْ قَدُومْ لَكِنْ قَدُومِكْ دَهْ حَ تَودِيْهُو وِيْنْ
فَالَتَفَتْ السِّمْبِرِيَّةُ إِلَىَٰ مَصْدَرِ الصَّوتِ قَائِلَةً:
قُلْتَ شِنُو؟
فَجَاءَهَا الرَّدُ مِنْ الجَمْعِ:
يَا سِمْبِرِيَّةْ
يَا أُخُتْ
يَا كَرِيْمَةْ
مَا فِي حَاجَةْ
الزُّولْ دَه فَاكَةْ مِنُو
وَ أَشَارَ بَعْضٌ مِنْ الجَمْعِ إِلَىَٰ شَخْصٍ قَذَرِ الثِّيَابِ وَ ضَعِيْفِ البِنْيَةِ يَقِفُ بَعِيْداً مُسْتَهْزِئِيْنَ وَ سَاخِرِيْنَ وَ رَفَعُوا أَكُفُهُمْ أَعْلَىَٰ رُؤُوسِهِمْ وَ حَرَّكُوا أَصَابِعَهُمْ فِي حَرَكَةٍ دَائِرِيَّةٍ ثُمَّ غَمَزُوا بِأَعْيُنِهِمْ وَ عَضُّوا عَلَىَٰ شِفَاهِمْ وَ ضَرَبُوا الأَمْثَالَ لِلسِّمْبِرُيَّةِ وَ قَالُوا لَهَا:
المَجْنُونْ فِي ذِمَّةِ العَاقِلْ
وَ السَّكْرَانْ فِي ذِمَّةِ الوَاعِي
وَ السَّفِيْهْ نَبَّذْ البَاشَا
ثُمَّ أَضَافُوا وَ بِصَوتٍ مُوَحَدٍ:
وَ انْسِي المَوضُوعْ دَهْ
تَلَفَتَتْ السِّمْبِرِيَّةُ يُمْنَةً وَ يُسْرَةً فِي إِمْتِعَاضٍ ثُمَّ صَاحَتْ:
طَيِّبْ حَ أَنْسَىَٰ المَوضُوعْ دَهْ
لَكِنْ قَسَماً عَظَماً تَانِي البِقُولْ لَيّ أُمّْ قَدُومْ إِلاَّ أَزَعْمِطُو
وَ الزَّعْمَطَةُ هِيَ نَتْفُ الرَّيْشِ عِنْدَ النَّاطِقِيْنَ بِهَا
تَعَجَّبَتْ الجَمَاعَةُ مِنْ غَضْبَةِ السِّمْبِرِيَّةِ وَ لَمْ تَدْرِي مَا تَفْعَلُ فَوَجِمَتْ صَامِتَةً وَ لَمَّا طَالَ الصَّمْتُ وَ الوُقُوفُ صَاحَتْ السِّمْبِرِيَّةُ فِي الجَمْعِ غَاضِبَةً:
مُشْ تَوَرُونِي إِنْتُو عَايْزِيْنْ شِنُو؟
وَ جِيْتُو لِشِنُو؟
إِنْتُو قَايْلِيْنْ أَنَا مَا عِنْدِي شَغَلَةة غِيْرْكُمْ
فَرَدَتْ الجَمَاعَةُ:
جِيْنَا وَ عِنْدَنَا لِيْكِي سُؤَالْ
يَا أُخُتْ
يَا كَرِيْمَةْ
فَقَالَتْ السِّمْبِرِيَّةُ:
مُشْ تَسْأَلُوا سُؤَالْكِمْ وَ تَرَيْحُونَا
فَسَأَلَتْهَا الجَمَاعَةُ:
عِيْشْ أَبُونَا بِتِيْنْ بِيِقُومْ؟
يَا سِمْبِرِيَّةْ
يَا أُخُتْ
يَا كَرِيْمَةْ
فَطَنْطَنَتّ السِّمْبِرِيَّةُ هَامِسَةً:
صَمَتُوا دَهْراً وَ نَطَقُوا كُفْراً
هَسَهْ أَنَا أَجِي قَاطْعَةْ المَسَافَاتْ دِي كُلَهَا مِنْ بِلَادِ الصَّقِيْعِ البَارِدَةِ وَ المِيَاهِ المَجْنُونَةِ وَ الحِيْتَانِ الرَّاقِصَةِ وَ الفَتَيَاتِ الشَّقْرَوَاتِ ذَوَاتِ التَّنُورَاتِ القَصِيْرَةِ عَشَانْ تَسْأَلُونِي السُّؤَالْ البَايْخْ دَهْ
وَ أَنَا دَخْلِي شِنُو بِعِيْشْ أَبُوكُمْ
إِنْ شَاءْ اللَّهْ عِيْشْ أَبُوكُمْ تَاكْلُوا الزَّرَازِيْرْ أَو الجَرَادْ وَ تَعَدِّمُوا نُفَاخْ النَّارْ
وَ إِنْ شَاءْ اللَّهْ أَبُوكُمْ ذَاتُو يُودِرْ وَ مَا يَجْمَعْ أَو يَطِيْرْ وَ يَقِعْ فِي البِيْرْ
وَ بَعَدِيْنْ أَنَا جِنِّي وَ جِنَّ الكِسْرَةْ وَ مَا بَكَجِّنْ شِي فِي الدُّنِيَا دِي ذَي الكِسْرَةْ وَ المِلْحَاتْ
أَنَا مَا زُولَةْ كِسْرَةْ رَهِيْفَةْ أَنَا زُولَةْ رُزْ وَ مَكَرُونَةْ وَ بَاسْطَةْ نَضِيْفَةْ وَ الرَّغِيْفْ ذَاتُو خَلّيْتُو مِنْ زَمَنْ سِيْحَةْ
وَ لَمَّا إِسْتَفْسَرَتْ الجُمُوعُ عَمَّا طَنْطَنَتْ بِهِ السِّمْبِرِيَّةُ أَجَابَتْ السِّمْبِرِيَّةُ فِي إِضْطِرَابٍ وَ لَعْثَمَةٍ:
أَنْسُوا المَوضُوعْ دَهْ
وَ اعْتَبْرُونِي مَا قُلَتْ حَاجَةْ
بَعْدِيْنْ بِصَرَاحَةْ مَا عَارْفَةْ
وَ لَو عَارْفَةْ مَا بَقُولْ لِيْكُمْ
وَ البِعَرِّفْنِي أَنَا شِنُو؟
وَ أَنَا دَخْلِي شِنُو؟
عِيْشْ أَبُوكْمْ وَ لَا عِيْشْ الجَنّْ الأَحْمَرْ
إِنْتُو فَاكْرِيْنِي أَنَا دَارْسَةْ زِرَاعَةْ
وَ لَا قَايْلِيْنْ أَي زُولْ جَايّ مِنْ الجَزِيْرَةْ مُزَارِعْ
بَعْدِيْنْ أَسْمَعُوا إِشْمَعْنَىَٰ أَنَا مِنْ دُونْ الطِّيْرْ؟
مَا عِنَدَكَمْ حَبِيْبْ وَ كِلِنْقَةْ أَبْصَلْعَةْ وَ أَبْ كِيْجِنْكُو وَ أَب سِعِنْ وَ الرَّخَمْ وَ الجِرْوِلْ وَ القَطَا وَ الوِزِيْنْ وَ القُمْرِي البِتْغَنُو لِيْهُمْ هَذَا عَدَا الغُرَابْ وَ الحِدَيَّةْ
هُنَا غَضِبَتْ الجَمَاعَةُ مِنْ إِجَابَاتِ السِّمْبِرِيَّةِ المُسْتَفِزَّةِ فَصَاحَتْ فِي وَجْهِ السِّمْبِرِيَّةِ:
أَسْمَعِي يَا سِمْبِرِيَّةْ
يَا أُمّْ قَدُومْ
أَكَانْ لِحَبِيْبْ دَهْ بَطْنُو غَرِيْقَةْ وَ بَتَاعْ دَبَايْبْ أَمَّا كِلِنْقَةْ أَبْصَلْعَةْ فَمِنْ الكَوَاسِرْ وَ مَا عِنْدُو أَمَانْ ، وَ كَانْ لِأَبْ كِيْجِنْكُو وَ أَب سِعِنْ وَ الرَّخَمْ فَدِي طِيُورْ عَوَالِيْقْ مِصَاقْرَةْ المَقَابِرْ وَ الجِيْفْ ، وَ كَانْ جِيْتِي لِلجِرْوِلْ وَ القَطَا وَ الوِزِيْنْ وَ القُمْرِي فَدِيْلْ لَا بُودُو وَ لَا بِجِيْبُو وَ مَا فَاضِيْنْ مِنْ الحَكْحَكَةْ وَ السَّمَاحَةْ وَ الغُنَا وَ النَّقَزِي وَ إِنْتِي عَارْفَةْ إِنُو الغُرَابْ شُومْ وَ الحِدَيَّةْ مَا عِنْدَهَا شَغَلَةْ غِيْرْ خَتِفْ سَوَاسِويْنَا وَ جِدَادْنَا وَ شَرْمُوطْنَا المَشْرُورْ فِي الحُبَالْ
ثُمَّ أَرْدَفَتْ الجُمُوعُ:
وَ بَعْدِيْنْ السُّؤَالْ دَهْ سَأَلَتُو كُلُّ الأَجْيَالِ مِنْ بِلَادِ السُّودَانِ لِكُلِّ السِّمْبِرِ الَّذِيْنَ قَدِمُوا إِلَىَٰ بِلَادِ السُّودَانِ وَ عَلَىَٰ مَرِ العُصُورِ وَ فِي كُلِّ فُصُولِ الخَرِيْفِ وَ دَايْماً يَأَتِي الرَّدُ مِنْ أَسْلَافِكِ السِّمْبِرِ بِأَرِيْحِيَّةٍ وَ أَدَبٍ وَ مَا فِي سِمْبَرِيَّةْ ضَنَّتْ عَلَىَٰ أَهْلِ بِلَادِ السُّودَانِ بِالإِجَابَةِ وَ لَا قَلَّتْ أَدَبَهَا ذَيِّكْ كِدَهْ ثُمَّ أَضَافَتْ الجُمُوعُ وَ بِلَهْجَةٍ حَازِمَةٍ:
المَفْرُوضْ عَلِيْكِي يَا سِمْبِرِيَّةْ أُمّْ قَدُومْ تَارِيْخِيّاً وَ أَخْلَاقِيّاً الإِجَابَةْ عَلَىَٰ هَذَا السُّؤَالْ
ثُمَّ أَرْدَفَتْ الجُمُوعُ:
وَ مَا فِي دَاعِي تَدِيْنَا دَرْسْ فِي الأَخْلَاقْ
وَ إِنْتِي قَايْلَةْ رُوحِكْ شِنُو؟
مَا إِنْتِي سِمْبِرِيَّةْ أُمّْ قَدُومْ ذَيِّكْ وَ ذَيّ أَيّ سِمْبِرِيَّةْ تَانِيَةْ
وَ مَيْتِيْنِكْ
وَ مَيْتِيْنْ أَبُو السِّمْبِرْ
وَ مَيْتِيْنْ قُدُومِكْ ذَاتُو
ذُهِلَتْ السِّمْبِرِيَّةُ مِنْ الإِجَابَةِ وَ الهُجُومِ ، وَ فِي هَذِهِ الأَثْنَاءِ سُمِعَ هَدِيْرُ مَاكِيْنَةِ سَيَّارَةٍ تُسَمَّىَٰ تَاتْشَرْ مِنْ مَارْكَةِ التُّويُوتَا اليَابَانِيَّةِ نُصِبَتْ عَلَىَٰ مُؤَخِرَتُهَا مُدْفَعاً دُوشَكَا وَ أَسْلِحَةً فَتَّاكَةٍ أُخْرَىَٰ يَقُومُ عَلَيْهَا فِتْيَةٌ ، وَ لَمَّا سَمِعَتْ السِّمْبِرِيَّةُ مَا سَمِعَتْ وَ رَأَتْ مَا رَأَتْ أَصَابَتْهَا الدَّهْشَةُ وَ الخَوفُ مَعاً ، وَ هُنَا اسْتَدْرَكَتْ السِّمْبِرِيَّةُ خُطُورَةَ المَوقِفِ وَ فَدَاحَةَ فِعْلِهَا وَ عَلِمَتْ أَنَّ عَلَيْهَا الإِجَابَةُ لَأَنَّ الإِجَابَةَ كَانَتْ تَارِيْخِيّاً مِنْ نَصِيْبِ أَجَدَادِهَا السِّمْبِرِ وَ أَنَّ هَذَا هُوَ قَدَرُهَا كَمَا أَنَّهَا أَدْرَكَتْ أَنَّ هُنَالِكَ عَوَاقِباً وَخِيْمَةٌ فِي حَالَةِ الإِمْتِنَاعِ فَأَجَابَتْ مُضْطَرِبَةً:
وَ اللَّهِ مَا عَارَفَةْ بِقُومْ بِتِيْنْ لَكِنْ فِي إِحْتِمَالْ يَقُومْ بَاكِرْ مَعَ العَسَاكِرِ
وَ لَمَّا نَطَقَتْ السِّمْبِرِيَّةُ بِإِسْمِ العَسَاكِرِ صَاحَتْ الجُمُوعُ:
تَانِي!
فَضَحِكَ صَاحِبُ التَّاتْشَرِ الجَالِسُ خَلَفَ مَقْوَدِ السَّيَّارَةِ وَ هُوَ يُلَّوُحُ بِعَصَاهِ ثُمَّ قَالَ وَ هُوَ يَنْظُرُ إِلَىَٰ كَامِيْرَاتِ التِّلِڨِزْيُونِيَاتِ العَالمِيَّةِ وَ عَدَسَاتِ المُصَوِّرِيْنَ:
آي تَانِي وَ تَالِتْ وَ رَابِعْ
وَ خَلِيْكُمْ مِنْ كَلَامْ السِّمْبِرْ وَ العِيْشْ وَ ابْقُوا مَعَايْ
وَ البَلَدْ دِي بَلِفَهَا عِنْدِي
وَ تَانِي مَا فِي غَتْغَتَةْ
دَايْرِيْنْ عِيْشْ هَدِيْكْ المَطَامِيْرْ
دَايْرِيْنْ بِتْرُولْ دُولَارْ هَادَاكْ بَنْكْ السُّودَانْ
دَايِرِيْنْ دَهَبْ هَادَاكْ جَبَلْ عَامِرْ
دَايْرِيْنْ مَجْمَجَةْ
هَدِي النَّقَعَةْ وَ دِي الذَّخِيْرَةْ
وَ كُلُّو بِالغَانُونْ
بَعْدَ ذَٰلِكَ نَزَلَ صَاحِبُ التَّاتْشَرِ وَ مَشَىَٰ بَيْنَ الجُمُوعِ مُلَوِّحاً بِعَصَاهِ لَهَا وَ لِلسِّمْبِرِيَّةِ ثُمَّ قِفْلَ رَاجِعاً وَ اتَّجَهَ نَحْوَ جُمُوعٍ أُخْرَىَٰ كَانَتْ قَدْ جُمِعَتْ لَهُ فِي سَاحَةٍ أُخْرَىَٰ نُصِبَتْ فِيْهَا رَايَاتٌ وَ مَايْكْرُوفَاتٌ كَانَتْ تَصْدَحُ بِأُغْنِيَّةِ يَقُولُ أَحَدُ مَقَاطِعِهَا:
دَخَلُوهَا وَ صِقِيْرَهَا حَامْ
وَ لَمَّا إِعْتَلَىَٰ صَاحِبُ التَّاتْشَرِ مَنَصَةً خَاطَبَ الحَشْدَ الآخَرَ قَائِلاً:
وَ اللَّهِ الأَمْرُ خَطِيْرٌ
هُنَالِكَ مُؤَامَرَاتٌ تُحَاكُ مَعَ السِّمْبِرْ
وَ لَازِمْ نِتْشَارَكْ وَ كُلَّنَا نَتَحَمَلْ المَسْئُولِيَّةْ
بَعِدِيْنْ سُبْحَانَ اللَّهْ الأَمْرْ دَهْ كُلُّو أَمْرْ رَبَّانُي
فَصَاحَتْ الجُمُوعُ:
اللَّهُ أَكْبَرْ
د. فَيْصَلْ بَسَمَةْ
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
////////////////////


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.