عندما تسمع كلمة أميركا، تتبادر إلي الذهن و لايات أميركا المتحدات ! مستبعداً كندا و البرازيل و الأرجنتين و المكسيك ! فقد وفدإليها المغامرون من كافة أنحاء العالم، كما أن المستعمرون كانوا من بريطانيا العظمي و هي قد خبرناها ، رغم مخازيها أثناء الحملة الاستعمارية الكبري و بعدها ، إلا أنها تركت في مستعمراتها إرثاً جميلاً من الحكم الرشيد و المشوب بنزعةٍ إنسانية. لم يكن الاستعمار البريطاني شراًمحضاً. مع الاستقلال الأميركي جاء الاتحاد شيئاً فشيئاً، بعض المناطق أو الولايات تم شراؤها بالمال، مثل ولاية ألاسكا من روسيا! لقد أشرف علي كتابة الدستور الأميركي علماء و فلاسفة، أمثال جيفيرسون. لذلك جاء جميلاً كجمال عقولهم. و ما زال يجد الاحترام مع بعض التعديلاد الطفيفة ، وهو يؤكد علي فصل السلطات- الحكومة أو السلطة التنفيذية، السلطة التشريعية (الكونقرس، بغرفتيه)، القضاء (المحاكم و النيابة). كما يجد الاعلام القوي حظه من التقدير و النفوذ. فهو مراقب أمين.مثل السي إن إن و صحيفة الواشنطون بوست، و مجلات أضحت عالمية مثل النيوز ويك و التايم. مع الدستور أُستحدثت الكثير من القوانين مثل القانون الذي يوضح العلاقة مع الوشاة أو نافخي الصفارة "Whistle blower" إذا ماترجمتها حرفياً وهؤلاء أي فرد يجد أن ثمة مخالفة للقانون من قبل أي شخص بما في ذلك الرئيس الأميركي و هو ما نشهده حالياً علي قنوات التلفزيون- حيث أبلغ أحد الوشاة و من داخل البيت الأبيض عن مكالمة للرئيس ترمب مع رئيس أوكرانيا و كان تقديره أن ترمب قد جانف الصواب بل إرتكب مخالفة للقانون و عرض مصالح البلاد إلي الخطر، فهو قد بدأ يساوم الرئيس الأوكراني علي معلومات يمكن أن تشوه سمعة خصمه في الانتخابات القادمة( جو بايدن، أقوي المنافسين) وقد أثبت التحقيق الأولي صحة إدعائه بمقارنة ورقته مع سجل المحادثة. لقد كانت ورقة جيدة السبك و الصياغة بينت مكامن الخطأ، مما يدل علي أن الواشي علي معرفة بالقانون و هكذا الحال في غالب رجال و نساء المخابرات الأمريكية.فقد عرض ترمب علي الرئيس الأوكراني تمويل السلاح مقابل المعلومات.Tit for tat " هذه بتلك"مما يعني قانوناًالابتزاز- السلاح جد مهم لأوكرانيا للدفاع عن أراضيها ضد روسيا و لكن الرئيس الأوكراني قد تم إنتخابه لسعيه في محاربة الفساد ! لقد كان موقفاً حرجاً. تعتبر الاستعانة بجهة أجنبية في الانتخابات مخالفة للقانون الأميركي و من المدهش فهو ذات الاتهام خلال إنتخابات 2016 عندما سعي ترمب للاستعانة بروسيا لكشف الرسائل الالكترونية التي مسحت من حاسوب هليريكلينتون ، منافسته القوية في تلك الانتخابات و لم يخفي ترمب طلبه بمساعدة روسيا! و مضي ترمب في أثناء التحقيق الحالي ليطلب من الصين أن تحقق في مخالفات هنتر بايدن ، إبن السيد جو بايدن. و قد غير أسلوبه ليبدو كمن يسعي لمحاربة الفساد ! أي فساد إبن بايدن. تم في يوم الخميس الماضي(10-أكتوبر) توقيف إثنين من الروس لتورطهم مع محامي ترمب الخاص رودي جولياني – العمدة السابق لنيو يورك.الذي أصبح عبئاً علي ترمب المأزوم. بل ورطه أكثر وهو يحسب أنه يحسن صنعاً. لقد كان له دور في إبعاد سفيرة أميركا في أوكرانيا ، كما تم منع سفير أميركا لدي الاتحاد الأوروبي من الادلاء بشهادته أمام الكونقرس قبل ساعات فقط من مواعيده ! مما يبين إضطراب البيت الأبيض و الذي يبدو بأنه ملئ برجال و نساء من شاكلة ترمب، فقد نجح في إختيار من يوالونه بينما إمتنع الكثير من الرجال و النساء الجيدون من العمل مع ترمب !الذي يطلب الولاء لشخصه.وهكذا يمضي ترمب في مخالفاته للقانون ، مما يعد جريمة .إيقاف العدالة Obstruction of justice. سيمضي التحقيق مع ترمب إلي نهاياته وقد أثبت بأنه لا يصلح للرئاسة و متردداً في قراراته مثل سحب قواته من سوريا ،مم أدي للغزو التركي. وهو يمضي في سكة ترمب ليمسح قراراته،لا ليأتي بالجديد من الأفكار. فهو يريد أن يبني جداراً جميلاً كما قال !و عندما إنتقده البابا رد عليه بعنف . فهو يبدو كصبي في الخامسة عشر! قانون التأمين الصحي الذي أدخل به أوباما حوالي 50 مليوناً في مظلته ، إتفاق إيران النووي، إتفاقية باريس للمناخ ! و حتي حائطه الجميل لم يستطع أن يبنيه ! وفي عجرفته من أموال المكسيك ! ترمب يهاجم الأشخاص و ليس سياساتهم و بعبارات غير لائقة مثل جو الكسلان أو النائم ! و آدم شيت، بدلاً من آدم شيف ! كلمة شيت تعني الفضلات البشرية أو فضلات الحيوانات الأخري! و لعل إساءته للقارة الافريقية بأنها حفرة خراء، كانت كافية لتوبيخه، لقد إفتقدنا مانديلا القوي الذي كان سيرد عليه. آدم شيف رجل صادق و شجاع يقف أمام ترمب في صلابة و لا يرد علي ترهاته. يركز الديمقراطيون علي مخالة واحدة و هي موضوع أوكرانيا كسباً للوقت وهي تكفي لعزله- لقد ثبت بأن ترمب لا يشبه أميركا الجميلة –أرض الأحلام و تنكر لماضيه فقد أتي من أسكتلندا أبويه كلاجئيين إقتصاديين (من أجل تحسين أوضاعهم المالية) و قد ساعد زوجته بمنح الجنسية لأبويها بينما يدعو لوقف برنامج منح الجنسية بطريقة التسلسل . لقد إنتهي ترمب – حتي إن أكمل فترته الأولي و لم يتم عزله فقد برز ثلاثة من الحزب الجمهوري لمنازلته في الانتخابات القادمة و هو أمر نادر الحدوث ! لا أحد ينافس الرئيس في دورته الثانية ! يبدو ترمب كدكتاتور من العالم الثالث و هو لا يخفي إعجابه بحكام من شاكلة ديتورتي ، رئيس الفلبين، أو رئيس كوريا الشاب الطائش او بوتين القوي! لقد شبهه بعض النقاد كزعيم عصابات المافيا! وهو يبدو كذلك ! فقد سمع العالم رجل المخابرات وهو يحكي عما دار بينه و بين ترمب ، من رغبته في ضمان ولائه له أي لترمب، لذلك فقد تم إستبعاده للمنصب الذي ظل فيه خلال عهد أوباما و من سبقه. تزدادىمشاكل ترمب يوماً إثر يوم و يزداد شراسة في هجومه علي الأشخاص بدلاً من السياسات و هو بذلك يشد الحبل علي عنقه و يزيد في تورطه في جرائم أخري مخالفاً للقانون.إنه لا يتردد في الكذب و في قلب الحقائق – لقد أحصوا كذباته التي فاقت 12000 كذبة! و يا له من رجل يشوه صورة أميركا الجميلة ، أرض الأحلام و الثروة.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.