14- البَصِيْرَة أُمْ حَمَدْ والبصارة تشمل العديد من المهارات، بما فيها الصناعات اليدوية والتطبيب، أما هنا فترد بمعنى النصح، والإرشاد، والحكمة. فبصارة (أم حمد) تصف حكمتها، وموعظتها الحسنة كما هو مفترض، ولكن خالفت أم حمد الظن الطيب، وصارت مضرباً للمثل في سوء التدبير وخطل المشورة. و(البَصِيْرَة أُمْ حَمَدْ) إمرأةٌ قرويةٌ عجوز، كانت مرجعاً لأهل قريتها، الذين كسبت ثقتهم بعد أن عالجت لهم، في السابق، بعض الأمور، فأصابت بمحض المصادفة، فصاروا يعولون على حنكتها وسداد رأيِها، متوهمين. وعندما أَدخل الثورُ رأسَه في الزير، ولم يستطع إخراجه منه أحد، هرع القوم (للبصيرة أم حمد) بحثاً عن حلٍ شافٍ لتلك المعضلة! فأوصت (البَصِيْرَة أُمْ حَمَدْ) بذبح الثور، وقطع رأسه، ففعلوا ما أمرتهم، ولكن ظل رأسُ الثور المذبوح عالقاً، كما هو، داخل الزير، فقالت (البَصِيْرَة أُمْ حَمَدْ): - إكسروا الزير، إذن، حتى تتمكنُوا من إخراج رأس الثور الذبيح. فلا الثور نجا، ولا الزير سلم. وصارت نصيحتُها مثلاً يُضرب، لتوصيفِ أقوال أصحاب الرأي الضَّال، ومُدَّعِي الحكمة!