في الوقت الذي فقد فيه النظام البائد معظم أسلحته في عرقلة مسيرة الثورة السودانية، وبدا شركاء الثورة العمل بحرية لبناء السودان المستقبل تحت ظل التغيير، وإنزال كل أهداف الثورة لأرض الواقع، بدأ أنصار النظام البائد حملة شرسة ضد الجهود التى تهدف الي التكريس لمدنية الدولة ومن بينها الجهود التى يقوم بها *المركز القومى للمناهج والبحث التربوي* برئاسة مدير إدارة المناهج الدكتور عمر القراي وخبراء آخرون في مجال التربية والتعليم وإعداد المناهج. بعد سقوط النظام اختار (عمر القراي) الحاصل على شهادة الدكتورة في المناهج والتوجيه التربوي من جامعة أوهايو مواصلة عمل الثورة عبر جبهة العمل الاستراتيجي لإصلاح دمار المناهج الذي أحدثه حكم الإنقاذ البائد عبر تهيئة أوضاع ادارية في وزارة التربية والتعليم تسمح بادخال فلسفة جديدة في التعليم وفق مناهج تربوية وتعليمية توصل إليها خبراء التعليم الحديث في أغلب الدول المتقدمة في نظمها الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية، فلسفة تقوم على منهج يَسير من حيث الكم وعميق من حيث الكيف، هذا التوجه المدني الاستراتيجي الذي تحاربه قوى الظلام عبر حملات إعلامية مدفوعة الأجر يقوم على مسألة بسيطة وواضحة وهي: "تشكيل البنية التعليمية للتلميذ أو الطالب بحيث يستطيع أن يعلم نفسه وأن يظل مُتعلما طوال حياته، باحثا عن المعرفة ومنفتح الذهن للتعامل مع كل الظواهر الطبيعية والبشرية" وليس فلسفة تعليمية تقف ضد الدين كما يدعي أنصار الهوس الديني. نحن في *حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق)* ندرك أن هذه الحملة ذات الأغراض الدنيئة الرخيصة يقف خلفها الإسلام السياسي فى محاولة يائسة للحفاظ علي مشروعه الايدولوجى المقيت وموارده المنهوبة من شعبن وتكريسا لسلطاته الرمزية المكتبسة في زمن الغفلة،ان هذه الحملة المغرضة قديمة في تاريخنا السياسي تتجدد كلمت لاحت بوارق الاستنارة إلي وبدأ ان آفاق الإستقرار والتطور والازدهار للدولة السودانية قد بدأت تتشكل. اننا في حركة (حق) نتضامن مع استراتيجية عمر القراي التربوية في هذا اللحظات الثورية من عمر فترتنا الإنتقالية نؤكد لكل مكونات الثورة عامة ومجلسي السيادة والوزراء وقوى إعلان الحرية والتغيير عامة، أن النضال السياسي لتفكيك فساد دولة الإنقاذ يتطلب منا فتح جبهات العمل الفكري في كل المستويات لإنارة عقول شعبنا لمقاومة ومحاربة الخطاب التكفيري، وأن لا نجعل النظم التربوية ومناهج تعليم السودانيين حتى بعد إنتصار الثورة وسقوط حكم الطاغية أسيرة للفهم الخاطئ لايديولوجيا الإنقاذ التي حاربت الوعي و الاستنارة وأغلقت مراكز الاشعاع الثقافى واتاحت الفرص المُختلفة والمتنوعة لنشر أفكار العنف والتطرف والهوس الديني في مختلف المناحى أن هذه الحملة الشرسة والممنهجة تهدف للحفاظ علي الركائز الفكرية لمشروع الإسلام السياسي بغية استدامة حكمه الجائر عبر تغبيش وعى السُودانين. حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) 7 مايو 2020