إذا كسب المرتزقة الفاشر يعني ذلك وضع حجر أساس دولة العطاوة    قائد السلام    واصل تحضيراته في الطائف..منتخبنا يؤدي حصة تدريبية مسائية ويرتاح اليوم    عيساوي: البيضة والحجر    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    ماذا قال دكتور جبريل إبراهيم عن مشاركته في مؤتمر مجموعة بنك التنمية الإسلامي بالرياض؟    دعم القوات المسلحة عبر المقاومة الشعبية وزيادة معسكرات تدريب المستنفرين.. البرهان يلتقى والى سنار المكلف    انجاز حققته السباحة السودانية فى البطولة الافريقية للكبار فى انغولا – صور    والي الخرطوم يصدر أمر طواريء رقم (2) بتكوين الخلية الامنية    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    شاهد بالفيديو.. في مشهد خطف القلوب.. سيارة المواصلات الشهيرة في أم درمان (مريم الشجاعة) تباشر عملها وسط زفة كبيرة واحتفالات من المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة مفتوحة الى منتسبى الحركة الاسلامية السودانية -2- ... بقلم: عوض سيد أحمد
نشر في سودانيل يوم 24 - 04 - 2010


بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الموضوع : " رسالة مفتوحة الى منتسبى الحركة الاسلامية السودانية , حلقة (2) "
نواصل ما انقطع فى الحلقة (1) :
سبق أوضت أن الرسائل الواردة الى , .... أخدت فى مجملها اتجاهين , سأواصل التعليق عليهما بإذن الله تعالى كما سبق وعدت :
* الاتجاه الأول : عن هذا أشرت الى أطرف الرسائل , وأكثرها غرابة , والتى تقول : " وضح أنه من خلال متابعتك للانقاد مند قيامها , ورصدك الدقيق لكل ما اقترفته من جرائم متنوعة , وظلم وفساد كثير , وخراب وتدمير كامل للبلاد والعباد , .... اعتمدت فى التدليل على ذلك كله على أناس من الانقاد أو قريبين منها , ...كأنك تريد أن تقول للناس : " شهد شاهد من أهلها " .... ولكنك قد لا تعلم أن هؤلاء الذين استشهدت بهم , وأن هذه العملية برمتها تدخل فى تعاليم : " المدرسة الجديدة " ( التى اشرت اليها فى رسائلك )........ أى هم مكلفون للقيام بهذا الدور ....... الخ .......... وكنت قد علقت على هذا الرأى بالآتى : "....... مع الوضع فى الاعتبار, اننا كمسلمين , هدفنا الأول والأخير هو : " البحث عن الحقيقة ولا شىء غير الحقيقة "..... فكل اتهام لابد له من دليل قاطع , والا يظل اتهام لا غير " ........ ولكن هذا لا يمنع من التعليق ونجملهة فى الآتى :
* أولا : يكفى فى هذا المقام , أن ما وصل الى علمنا من هولاء الاخوة الكرام , ونشروه للناس كل الناس , يمثل بحق واقع حقيقى ومعاش , .... ولاشك أنهم قدموا بذلك خدمة كبيرة وجليلة بكشفهم لمثل هذه الحقايق الدامغة للناس, ..... ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجازى كل حسب نيته .
* ثانيا : ان مثل هذا الاتهام قد تكرر قوله وسمعنا مثله تماما ابان عملية : " المفاصلة " المشهورة قبل أكثر من عقد من الزمان , فقد طالعتنا مقالات لاناس معروفين , .... شككوا هم أيضا فيها وقالوا عنها : " أنها لا تعدو كونها تمثيلية الهدف الأساسى منها هو افساح المجال لمشروعهم , كى يشق طريقه دون أى عقبات تعترضه . "
ويدخل فى ذلك كل عمليات التمويه : " من سجن وملاسنة "...... ثم الخروج وقيام حزب فى صورة " معارض " .... ليجد وضعه الكامل ضمن المعارضين , وتبنى اطروحاتهم . ... أو ربما المبادرة بها لتأكيد الجدية , لحين ايجاد الفرصة المواتية للحد من فعاليتها , .... وهو المطلوب !!!!!!!!!!
* ثالثا : يمكن القول أن مثل هذه الأحاديث والأقاويل التى تتردد هنا وهناك , ويتداولها الناس فى مجالسهم ومنتدياتهم , لا تبعد كثيرا عن الواقع , .......... ولكن كما سبق القول , سوف تظل مجرد أحاديث وأقاويل , حتى تثبت بالدليل القاطع لتصبح واقع وحقيقة ثابته , .... وكما هو واضح فان مثل هذا العمل , حتى لو وأقول ( لو ) افترضنا حدوثه , ألا يدخل فى معنى المكر السىء : (( ولا يحيق المكر السىء الا بأهله )) ؟؟؟؟؟؟؟ صدق الله العظيم .
الاتجاه الثانى : هذا الاتجاه له وجهة اخرى سبق تعرضنا لها فى الحلقة (1) قلت فيها : " هناك نوع آخرمن الرسائل تكاد تكون شخصية موجهة لى بصفة خاصة وهى الأخرى وردت من أكثر من قارىء , ..... تقول فيما معناه : " ....... تتبعنا لمواضيعك كلها المنشورة : بموقع ............... لاحظنا أنها أخذت منحا مغائرا لكل ما كتب عن الانقاد مند قيامها فى 30/6/1989 , ..... ان اتجاهك فى الكتابة ينم عن شخص ألمت به حالة شديدة الوطئة , .... جعلته يتفرد بهذا المنهج , الذي يتجه فى بحثه عن السبب الكامن وراء العلة , والذي يعنى فيما يعنى أن هناك علة خطيرة ومرض عضال ألم بالبلاد والعباد , وانعكس ذلك فى ظواهر خطيرة وعلل ظاهرة وخفية , ........ تتبعها الكتاب المختلفون وتناولوها فى اصداراتهم , ..... وكانت كل محاولاتهم لا تعدوا كونها عملية : " عرض لمرض " .... أى توالى واستدامة عرض العلل الكثيرة لهذا المرض العضال دون البحث عن سببه, ........... فجاء نهجك مغائرا تماما , ..... اد توجه من أول وهلة الى البحث عن أسباب هذه العلل أى الى : " عملية التشخيص " .......... الخ ماجاء فى هذه الرسائل . وقد أصابت هذه النظرية لب الحقيقة مما استدعى انزال الرسالة الأولى التى تؤيد ذلك , ...... وفيما يلى نتابع ملاحظات ومداخلا هذا الاتجاه , ... ونختار من بينها رسالة طويلة واردة من أحد أفراد هذا الاتجاه التى تكاد تكون شاملة ومغطية لكل الرسائل الأخرى , نجملها فيما يلى :
* يقول هذا معرفا بنفسه : أكتب لك يا أخى , ... أنا أحد ضحايا التشريد الذي أطلقت عليه دولة ما يسمى : " الانقاد "..... زورا : " الصالح العام "... اننى أنتمى من حيث المولد الى العاصمة الثانية : " أمدرمان " .... فقد ولدت وترعرعت فيها ,.... وكذلك والذي ولد وترعرع فيها , .... وكان موظفا بالدولة , وقضى عمره كله فى خدمة بلده , وكان محبوبا من جميع أقرانه فى العمل وخارج العمل ,... وكان يمتلك منزلا كبيرا ورثه عن والده , يضم العائلة كلها , ..... وقد اهتم بتعليمى , فاجتزت بفضل الله تعالى كل المراحل من تعليم عام وعالى بنجاح كامل , وأصبحت موظفا بالدولة كوالذي ,..... وقد كان بالنسبة لى يمثل القدوة , ونعم القدوة ,......تعلمت على يديه الكثير الكثير مما أفادنى فى حياتي العملية , وخارج عملى ,.... وكنا نعيش حياة طيبة سعيدة وسط أهلنا , وجيراننا , وكعادة أهل السودان , كان منزلنا يضم فى داخله ديوانا كبيرا بسور منفصل , أقامه جدى للضيوف, ...... وكانوا يأتوننا من قريته التى جاء منها للعاصمة ,..... كانوا يأتوننا من قديم الزمان : فرادى وجماعات منهم من يأتى للعلاج , ومنهم من ياتى لمواصلة تعليمه , ومنهم من يبحث عن عمل , ..... وكل يعيش معنا كاسرة واحدة , بكل أريحية , وكنا ونحن صغار , نقعد معهم ونسر أيما سرور لحكاويهم , وقفشاتهم ,.... وقد تعلمنا منهم الكثير الكثير , وخاصة كبار السن منهم ,.... وظل هذا الوضع كما هو دون انقطاع حتى بعد موت جدى , وكنا كلنا جميعا سعداء , ...... بل ان جدى كان يغضب غضبا شديدا عندما يعلم ان أحد اقربائه حضر العاصمة وأجر مكانا للاقامة به بدلا عن الاقامة عندنا , ... وكان يعد ذلك عيبا كبيرا ,
* ذهبت صباح يوم الى للعمل كالعادة , وفوجئت كغيرى بالطامة الكبرى : " الاستغناء عن الخدمة " ..... وبدأة بذلك عملية التشريد من العمل دون أى جريرة أو دنب يرتكب من الضحايا ,... ومن أين جاء هذا القرار ؟؟؟؟ .... من دولة ما يسمى " الانقاد " !!!!!!!! ....... والتى استبشرنا بها خيرا , ... ولمادا لا نستبشر , فقد أعلنت للعالم كله أنها لم تقدم على فعلها هذا ( استلام السلطة عن طريق قوة السلاح ) .... الا لتطبيق شرع الله , وتنزيل تعاليم الرسالة الخالدة على الأرض , ..... ومن منا لا يهفو ويتشوق الى ذلك ؟؟؟؟؟؟
* كانت الصدمة حادة وعميقة على , وعلى أهل بيتى , وجيرانى وكافة معارفى ,....... لم أتردد , أخدت قرارا ونفذته فى التو والحال , ووفقت فيه أيما توفيق , وحمدت الله كثيرا على ذلك .
* وجدت نفسى فى بلد بعيد , بعيد , .... ولكن فى وضع وظيفى مريح , يمثل غاية ما يتمناه الانسان ,..... وفى منطقة تتوفر فيها كلما يزيل ويبعد هواجس وسلبيات الاغتراب ,........ اجتمعت الأسرة كلها هناك وسط جيرة محترمة , ومسجد جامع , .... أزال تماما كل الهواجس فيما يتعلق بتنشئة ومستقبل الاطفال , .... وكان ذلك من فضل الله علينا .
* ماذا بعد الاستقرار : اننى يا أخى أعتبر هذا الوضع الجديد, بل هذه النقلة العظيمة فى حياتي هى : منة من الله سبحانه وتعالى أكرمنى بها تعويضا للصدمة العاتية والعميقة التى حلت علينا, وأصابتنا فى الصميم ,........ وأصدقك القول أننى مند خووجى من بلدى العزيز ,..... ليس لى هم , أو شاغل , يشغلنى , غير التفكير فى : " هذه الحادثة الأليمة ".........انها كانت شاغلى الأول والأخير ,..... وهذا هو الذي جعلنى أعيش فى حالة حيرة مستديمة , لا تفارقني لحظة ,.....ان ما حصل للخدمة العامة فى بلدى يعد كارثة , ومصيبة من المصائب الكبرى ,.......... وكونه يحدث من دولة ترفع رأية الاسلام , ......فهذا مما ضاعف , وعمق جزور الحيرة !!!!!...... لمادا , ولأى سبب يحدث هذا ؟؟؟؟؟
* تعرفت على نفر غير قليل من الأخوة هنا , وكنا دائما نجتمع فى أوقات فراغنا , ونتبادل الأخبار , .... وبالمتابعة الدائمة , والمستمرة وقفنا على أشياء غريبة وخطيرة , متوالية الحدوث فى بلدنا الحبيب , ... نفصلها فيما يلى :
(1) التشريد : تمت عملية التشريد الجماعى , وغطت كافة قطاعات الدولة : من خدمة مدنية وعسكرية , وامتدت الى الهيئة القضائية, ..... وكانت النتيجة ,.... تشريد اعداد لايستهان بها من كبار رجال الدولة , من قضاة , وأطباء , ومهندسين , ..... وكبار الضباط من القوات المسلحة , والبوليس , وأجهزة الأمن المختلفة , ...... وامتد ذلك ليشمل معظم الكفاءت , وأصحاب المؤهلات والخبرات العالية من الخدمة المدنية ,....وشمل ذلك جميع الهيئات , والوزارات بما فيها الخارجية ,...... وتم ذلك كله بصورة تعسفية , ... دون أى جريرة أو دنب أرتكب من هولاء الضحايا , ..... بل كانت هذه العملية هى : " القمة فى الظلم والجور " ........ لم نسمع , أو نعلم لها مثيل فى عالمنا المعاصر ,... مما ترك الجميع فى حيرة ما بعدها حيرة , .......لمادا ؟؟؟؟؟ وكيف يحصل هذا من دولة ترفع رأية الاسلام ؟؟؟؟
* كلنا يعلم أنه لو كان للاستعمار فضيلة تحسب له , فقد ترك لنا أعظم , وأجل خدمة عامة ( مدنية / عسكرية ) ... كانت محل اشادة عظيمة داخليا وخاريا , ...... اد كانت تقودها , فى قطاعاتها الختلفة , كوادر قمة فى التأهيل والتدريب كل فى مجال عمله , ..... وكانت تتوارث ذلك , جيلا عن جيل , ..... ويحكم ذلك كلة قوانين ولوائح منفدة لها , تجعل من السودان دولة نظامية , لا تقل فى انضباطها , واستقلال وتكامل ادارة قطاعاتها المختلفة , عن أى دولة تامة التقدم , .....لمسنا ذلك من خبرتنا الطويلة هناك , .... مقارنة مع ما شاهدناه وعايشناه هنا , .............. وهذا مما يجعل الجرح عميقا , والتساؤل قائما , والحيرة أعمق !!!!!
(2) بيوت الاشباح : تابعنا هذه أيضا وكانت أم المصايب والبلاوى , والتردى المعيب , والأقبح فى سوءه وغذارته ,..... تابعناه فى وسائل : " الميديا المختلفة " أولا ,....... ثم شاهدنا وتعرفنا على بعضم ثانيا , وتم ثوثيق ذلك كله ,..... وأكثر ما يؤلم الانسان ويجعله فى حيرة دائمة تضاف الى حيرته السابقة , أمور منها :
* السودان دولة نظامية قائمة , لها قوانين محكمة , وقضاء مستقل يشهد لة العالم كله , ومحاكم , وسجون تقطى أرجائه كله , ....فلمادا يقاد الناس , ...لا , ..... بل يهجمون عليهم ليلا , ويزجون بهم فى أقبية مجهولة , غيرمعروفة , .. ودون توجيه أى اتهام لهم , ثم بعد ذلك يمارسون معهم أبشع , وأغدر أنواع التعديب , ... وصلت فى سوءها , وقبحها , وفجورها , .....الى أعمال : " يعف اللسان عن ذكرها " ....... ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم , ....( أنظر يا أخى , الدعوة القضائية التى رفعها : " العميد (م) محمد أحمد الريح لوزير العدل هناك ولم تجد أى استجابة ,...... موقع .............., ورسالة الكتور / فاروق محمد ابراهيم المرسلة للسيد رئيس الجمهورية عن طريق سفير السودان بمصر موقع ............... الخ )
* ملاحظة : ( اخى ان هذا العمل الممعن فى قبحه وبشاعته , ليس غريبا بالنسبة لى , كونه يحدث فى نظام شمولى , فقد قرأت كتب كثيرة , من مكتبة والدي ,.... وقفت فيها على الكثير الكثير , من جرائم هذه الأنظمة , فمالنا ندهب بعيدا , ... فهذه جارتنا العزيزة " مصر " عهد ( عبد الناصر ) ..... نجدأن ماجرى فيها وتم توثيقه , يفوق , أضعاف أضعاف , ما تم , فى حالتنا هذه , ......... واشير هنا لكتابين فقط هما : كتاب : " أيام من حياتى " .... للداعية الاسلامية : زينب الغزالى , .... وكتاب : " فى الزنزانة " للمستشار على جريشة )
* ولكن المؤسف يا أخى , ..... بل المصيبة الكبرى والبلية العظمى , .... ... أنه قد تأكد , وثبت للجميع , ان الدين اضطلعوا بهذا العمل هم أناس من التنظيم الحاكم , من جماعة : " الاخوان المسلمون "..... أى أناس من : " حملة الرسالة " ....... رسالة الاسلام , !!! ما هذا الذي يحدث ؟؟؟ ..... بل كيف يحدث هذا ؟؟؟؟ ......... وتذداد الحيرة ويتضاعف الغموض !!!!!!!
(3) مشكلة الجنوب وتحويلها الى حرب دينية :
يعلم الجميع أن أول تمرد بدأ كان عام 1955 أى قبل الاستقلال , واستمر بعد الاسقلال فى فترات متقطة , حتى توقيع اتفاقية عام 1972 فى عهد نميرى ,.... والتى أعطت لأهلنا فى الجنوب حكم أقليمى , فى أطار السودان الموحد , ... وتم للجنوب بموجب ذلك الاستقرار الكامل , ودام هذا الاستقرار لعقد من الزمن فقط ,.... .... ثم عاد التمرد مرة أخرى بسبب نقض النميرى للاتفاقية , ... واستمر حتى قيام الانتفاضة , وبعد الانتفاضة وصل أهل السودان الى قناعة كاملة , الا فائدة من الحرب البته ,....... وأن الحل يكمن فى طاولة المفاوضات , .... ومن ثم جرت محاولات جادة , انتهت باتفاقية ما يسمى : " الميرغنى/ قرنق " ... ووجدت هذه الاتفاقية استحسانا وقبولا من كافت قطاعات الشعب , ......وكانت بنودها كلها , تعبر تعبيرا صادقا عن أمانى وتطلعات الأمة السودانية بأسرها , ....... وكان فحواها , أن يجلس السودانيون ممثلين فى زعاماتهم ,....... يجلسون سويا للوصول لحل المشكلة حلا جزريا , دون أى تدخل أجنبى , .... وفى اطار : " سودان حر موحد " : ....يستظل بقيمنا الأصيلة , ... والتى تركناها وراء ظهورنا , دهورا , ........... والمتمثلة فى تعاليم ديننا الحنيف , والرسالة الخاتمة ,.... وهى دات المبادىء والقيم التى توصل لها الانسان بفطرته السليمة , بعد طول عنا , ........... ومطبقة فى العالم حولنا كما نعائشها تماما فى مهجرنا هنا " حقوق الانسان " : " المساواة الكاملة بين أبناء الأمة دون أعتبار لأديانهم وأعراقهم , .. ..... الحرية والعدالة المطلقة , ليس لأحد حق فى الوطن الأم , يعلو على الآخر , الا بقدار ما يقدمه من خير يعم الجميع , ............ أليس هذا ما جاءت به الرسالة الخاتمة , .... لتنقل الانسان من حياة القهر والعبودية , ... الى فضاء الحرية , والمساواة , ...... ولا يتحقق ذلك الا بالعدالة المطلقة , ....لأن العدل : " هو أساس الحكم فى الاسلام " ........ هذا هو جوهر تعاليم ديننا الحنيف , والرسالة الخاتمة , ..... والتى جاءت أصلا لاسعاد البشرية جمعاء , ... كان هذا هو المعنى المعلوم والحقيقى لهذه المبادرة , ..... واستبشر الجميع بذلك خيرا , ...... وكانوا ينتظرون بشوق عظيم , وآمال عراض , لذلك اليوم , ......يوم (لم ) الشمل , ونسيان الماضى البغيض ,, .... والتئآم الجروح , كل الجروح , ....والنظر الى غد مشرق , ...... ولكن : " هيهات , هيهات" ..... قامت " الانقاد " ... ووأدت ذلك كله فى رمشة عين , .... ولم يك باقى على تحقيق هذا الأمل الا شهرين ونصف الشهر ,....... جاءت الانقاد ووأدت ذلك كله , ... ويا ليتها نحت نحو هذا الطريق , المفضى للحل العاجل والوفاق الدائم , ..... لكنها توجهت من أول وهلة الى طريق معوج ,..... طريق مغاير , بل معاكس تماما , لطريق السلامة , والعيش فى حب , ووئآم , ..... فالننظر مادا كان البديل :
(1) تحويل القضية برمتها من مشكلة داخلية , ومطالب جوهرية عادلة , ... تتطلب فيما تتطلب , النظر اليها فى اطار : " القيم الانسانية النبيلة , والمساواة , والعدالة بين أفراد الأمة الواحدة , .......... حولوها الى حرب جهادية " :
( أنظر يا أخى , ... اليس فى ذلك عملية استدعاء سريعة, ومغلفة , وخلق القابلية للتدخل الأجنبى . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ )
(2) تمت التعبئة لهذه الحرب الجهادية, وجندت , وسخرت لها اللآلة الاعلامية , بصورة لم ير لها مثيل , فى مشكلة داخلية , بين أفراد شعب واحد , وأمة واحدة , يجمعهما بلد واحد .
(3) تابعنا ذلك كله يا أخى , ... تابعناه مند البداية , ..... ماكان ظاهرا منها , وماخفى ,......... وربما لا تعلم يا أخى أنها لم تكن حرب عادية , انها كانت , حرب تدميرية ,...... فاقت فى قبحها , وبشاعتها ,.... ما حدث لاحقا , ومثل أيضا فى أهلنا فى دارفور .
( كيف يحدث هذا , ... ومن , ( من ) ..... من دولة ترفع رأية الاسلام ).
تضاعفت الحيرة, وتراكمت الأسئلة : " من أين جاء هولاء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ "
(3) التدخل الأجنبى : كما تعلم يا أخى ويعلم الجميع , أن الانقاد لم تنتظر كثيرا , فقد لجاؤوا الى : " الايقاد " ...... فمادا كانت النتيجة , ... أسفرت عن اجتماع حضره السيد / الرئيس وصدرت عنه المبادىء المشهورة أورد هنا نصين منها ,... لم يردا من بعيد أو قريب فى مبادرة الوفاق الموؤدة , ولم نسمع عنهما من قبل مجىء دولة : " الانقاد " ...... وهما :
* " لا بد من تأكيد حق تقرير المصير لأهل الجنوب لتحديد وضعهم فى المستقبل عبر استفتاء "
* " يجب اقامة دولة علمانية , وديمقراطية فى السودان وضمان حرية الاعتقاد والعبادة وممارسة الشعائر الدينية بالكامل لكل المواطنين,........ كما يجب فصل الدين عن عن الدولة " .................... الخ
(4) مادا حدث بعد دالك : أعلنت الانقاد رفضها للمبادىء وصاحب ذلك كالعادة اتهامات للوسطاء, تبعه كالعادة , هجوما عنيفا , .... وظلت الآلة الاعلامية تردد فى ذلك زمنا طويلا , .... ثم (ثم ) ....مادا ؟؟؟؟؟؟؟ ......ثم يدهب السيد / الرئيس بنفسه لاحقا ويعلن للعالم أجمع موافقته , .... ثم يبصم !!!!!!!
( أنظر يا أخى دولة ترفع رأية الأسلام , . .. ترفض الحل عن طريق الوفاق الوطنى , ...ثم تشعلها حربا شعواء ضد مواطنيها ,..... ثم تلجا هى بنفها لتطلب التدخل الأجنبى . )
* ما هذا الذي نراه , ونشاهده , .... يا أخى هل هذا هو الاسلام ,........ هل ما يجرى هناك , ... فى دولتنا الحبيبة , " السودان " ..يعبر تعبيرا صادقا عن تعاليم ديننا الحنيف والرسالة الخاتمة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(4) نكبة اخواننا فى دارفور العظيمة : بالرغم أن اتفاق نيفاشا تم عن طريق تدخل ونفود أجنبى ,.... تسبب فى استدعائه , وخلق القابلية له , - ( كما سبق دكرنا ) – تعامل الانقاد الغريب والشاد مع القضية ,... والتى كانت على بعد خطوات من الحل السلمى , الوفاق العادل , ..... وبالرغم من ذلك , فقد استبشر الناس بها خيرا , ....... وللأسف الشديد , لم يدم ذلك الفرح طويلا , ..... فقد فوجىء العالم بتكرار دات الحرب التدميرية ضد اخواننا أهل دافور العظيمة , وبدات عمليات, القبح والبشاعة , المعروفة للناس ,.......وقد تم توثيقها بشكل لا يترك مجال للشك , أو الطعن فى وقائعها .
* وفى هذا المقام يجب أن لا ندهب بعيدا, .... بل نكتفى بما حققته , واثبتته لنا لجنة مولانا الدكتور / دفع الله الحاج يوسف والمشكلة من قبل السيد رئيس الجمهورية , ..... اتفق هذا التقرير مع لجان التحقيق الأخرى ( دولية /اقليمية ).... فى وصف ما حدث بأنه : " عمليات اغتصاب وعنف جنسي واعدا مات عشوائية وحرق وتدمير كامل للقرى المعتدى عليها...."
* بالرغم من أن لجنتى الأمم المتحدة والجامعة العربية بما فيها لجنة الدكتور/ دفع الله الحاج يوسف , ... اتفقوا بعدم العثور على دليل يثت جريمة ما يسمى : " التطهير العرقى , .....الا أن الأخير أشار فى تقريره بند (18-7 ) الى حالة واحدة , تتمثل فيه وقوع , هذه الجرية النكراء , والتى تعد بحق , أم , الجرائم كها , ...... وفيما يلى النص :
* " ....مؤدى ما ثبت من وقائع , هو أن ما تم فى منطقة كاس ترحيل لسكان : " أم شوكة " و " مراية " .... بلا وجه يبيحه القانون الدولى , والمحلى , ...... وان عملية نزوح قبائل الفور من تلك المناطق تم بالقوة , .... وبتطبيق عناصر : " جريمة النقل القصرى " على هذه الوقايع , ..... ترى اللجنة أن الجريمة تم ارتكابها فى تلك القرى . "
( ووصى التقرير بمتابعة التحقيق , .. وجبر الضرر , ومحاكمة مرتكبى الجرم .)
* ونتابع الرسالة : ( أرجو الى أشير هنا الى ان هذه الرسالة الطويلة , تنطوى على متابعة شاملة وتفاصيل دقيقة لكل ما اغترفته , دولة الانقاد من فظايع فى حق البلاد والعباد , ...... لم تترك فى ذلك شاردة , ولا راردة , .... الا أتى عليها , .......... وما عرضته منها أعلاه , وما سوف , أواصل , تقديمه منها , لا حقا, ... لايمثل , الا قدرا يسير , فقد اختصرته مع تصرف , شديد .
..................... ونواصل :
* وجدت الاجابة ل. " من أين جاء هؤلاء , ..... ولكن :
awad sidahmed [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.