كان منقوش في جينة " آدم " إنو يطلع يوم نيريري، جون كنياتا، باتريس لوممبا، نيلسون مانديلا ودكتور جون. كان منقوش في الأهرامات دكتور جون الحي ما مات لو الثورة عشانه قوية تعمل وتهدف للحرية كانوا بخافوا البعملوا ضده يوم ما تقوم في "حلفا " خلية. (2) عندما حطت الطائرة التي كان تقل المفكر الوطني المناضل الشهيد الدكتور جون قرنق دي مبيور مطار العاصمة "الخرطوم "عند الساعة الخامسة ونصف من يوم الجمعة الموافق الثامن من يوليو 2005م ، كانت السحب تتجمع هي الآخرى بجانب ما يقارب (6) ملايين سوداني يعشقون رؤية رجل قد لا تستطيع حواء السودانية مرة أخرى أنجاب شخص يحمل صفاته ومزاياه لحين القيامة، هذا هو اعتقادي الشخصي، وريثما وصل القائد جون قرنق أرض الساحة الخضراء بعد زيارة قصيرة للنادي الكاثوليكي " مقر حزب المؤتمر الوطني" تساقطت الأمطار في أنحاء متفرقة من الخرطوم، ومدن آخرى في السودان. و السماء لا تستجيب للباطل، لذا كان عليها أن تمطر في ذات اليوم والتوقيت، كيف لا؟ ود. جون قرنق يحمل مشروعاً فكرياً كان بإمكانه أن ينقذ السودان من أزماته وعلله وأمراضه المستوطنة منذ خروج المستعمر، بل وليس السودان وحده بل كل القارة السمراء" أفريقيا" التي يحاصرها الفقر والمرض والجهل. (3) مشروع قرنق " السودان الجديد" قائم على الوحدة الطوعية المبنية على أسس جديدة قوامها التنوع والتعدد و العدالة والمساواة والحرية، مشروع قرنق يهدف إلى محاربة العنصرية والجهوية والتطرف والتخلف والجهل والمرض، مشروع قرنق كان سينقل السودان من دولة الشمولية والخوف والحرب والفساد والجباية إلى دولة الرعاية والرفاهية والخدمات واحترام الكرامة الإنسانية، لذلك كان الاستقبال في حد ذاته استفتاءً شعبياً بأنّ المشروع الذي يحمله قرنق هو المخرج للسودانيين كافة بمختلف انتماءاتهم الأيديولوجية والعرقية والدينية. (4) ولد جون قرنق من رحم المعاناة.. عاش حياة البؤس والشقاء وهو في مقتبل الطفولة، تيتم وأبواه على قيد الحياة.. كان جون قرنق يرى نفسه في كل طفل يلعب في الطريق وهو لا يضع حوله شيئاً من الملابس والتي كانت تعد نعمة عظيمة على صبي في مثل سنّه، لذا أصبح قرنق سياسياً ومفكراً مختلفاً عن بقية ساسة السودان ومفكريه، لذلك أستطاع قرنق أن يشخص الأزمة السودانية ويضع لها الحلول الجذرية. (5) ونيابة عن جون قرنق في حضوره رغم الغياب نطرح بعض الأسئلة المشروعة، نبدأ بالسؤال للأستاذ علي عثمان محمد طه نائب الرئيس، لماذا نقض حزبكم العهد وتماطل في تنفيذ ما اتفق عليه في ضاحية نيفاشا، ولماذا رفض ترسيم الحدود ولمصلحة من يعمل لعرقلة الاستفتاء، وكيف ترك حزبكم الحبل على الغارب للمدعو الطيب مصطفي ليصدر " غفلته" في زمن " الانتباهة" ويزرع الكراهية والحقد بين الشمال والجنوب وعندما استنفذت أغراضه أوقفتموه، ثم نسأل الرفيق القائد سلفاكير ميارديت لماذا فشلت حكومة الجنوب في تقديم خدمات تنموية لرفاق النضال في المنطقتين ( جبال النوبة، الانقسنا)؟، ونتجه بالسؤال للدكتور لام أكول لماذا تعاونت مع المركز ضد مصالح الجنوب وأنت الذي وعدت قرنق أن تكون أميناً ومنحازا لقضايا شعب الجنوب؟، ونستوضح الدكتورة تابيتا بطرس الوزيرة السابق للصحة لماذا لم تنقلي المستشفيات إلى الريف بدلاً أن يأتي أهل الريف إلى المدينة لتلقي العلاج؟، وسؤال أخير للرفيق ياسر عرمان لماذا انسحبت من الانتخابات وأنت الأقرب للفوز؟... أسئلة بعضها لا ينتظر إجابات.. ويبقي جون قرنق.. رؤية لا تموت... ودمتم!! Gamer Dlman [[email protected]]