ما وددت أن أكتب في موضوع تصريحات السيد الدكتور المستشار مصطفى عثمان اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية عمر البشير,حول وصفه للشعب السوداني بالشحاتين ,لولا كثرة الحديث والكتابة حول هذا الموضوع بين الوسط السوداني , وذلك لآنه كما قيل قديماً ( إذا أتتك مذمتي من ناقص ٍ فاعلم بذلك إني كامل ) فمثل هذه التصريحات المشبعة بالغرور والإستعلاء والهوان السياسي , لا تنقص من قدر الشعب السوداني في شيء, ولكن إن كان البعض من الشعب السوداني لم يدرك حقيقة هذا النظام فليدركوا الآن , وإن هذا هو مجرد غيض من فيض جرائم هذا النظام الذي من كافة أفعاله في السودان يدل على أنه نظام إستعماري جميع قادته يشعرون بأنهم لا صلة لهم بهذا الشعب سوى مصالح إستعمارية يحققونها من مص دماء الشعب السوداني , وواضح من تصريحات المستشار أنه يتحدث بلهجة المحتلين الغزاة , ولكن لماذا الآن فقط يستنكر الذين إستهجنوا هذه التصريحات ؟! منْ منكم أتى بهذا النظام الى السلطة حتى يعطي نفسه الحق في محاسبة أركان سلطته على أفعاله أو أقواله ؟! كيف لك يا الشعب السوداني تحاسب أو تسائل من ليس لك سلطة عليه ؟ وهل الذين يتحدثون الآن عن إهانة السيد المستشار للشعب السوداني كانوا طوال فترة عمر الإنقاذ يعتقدون أن نظام الإنقاذ له أخلاق سياسية وحس وطني وغيرة على الوطن عندما إغتال إرادة الشعب السوداني بإنقلاب عسكري على سلطة منتخبة ديمقراطياً ؟؟! ماذا كنتم تتوقون من اللصوص عندما يقتحمون دار أحدكم في جنح الظلام ؟؟ ثم أن هنالك شواهد عدة تدل على فساد هذا النظام وكراهيته وحقده على الشعب السوداني , أذكر على سبيل المثال لا الحصر , بيوت الأشباح التي عرفها الشعب السوداني في ظل نظام الإنقاذ حيث يتم فيها التعذيب والإذلال والإغتصاب والقتل , فهل تعتقدون أن بيوت الأشباه يمارس فيها النظام هذه الأفعال ضد أعداء أجانب أم بحق أبناء الشعب السوداني ؟؟ أم كان هؤلاء يعتقدون أن بيوت الأشباه هي مجرد أسطورة إختلقها الذين يعارضون هذا النظام ؟!أم كانوا يرون أن الذين يتم تعذيبهم وإهانتهم وقتلهم في بيوت الأشباه وإن كانوا سودانيين لكنهم سودانيين من الدرجة الثانية وبالتالي لا يهم ما يفعله النظام بهم , تماماً مثلما فعل النظام بأطفال دارفور بعدما دخلت حركة العدل والمساواة مدينة أمدرمان وأغلب الشعب السوداني ظل صامتاً ومنهم من رقص مع الرئيس البشير ؟؟ ومن الشواهد أيضاً درب نظام الإنقاذ ما يعرف بالدبابين , وهو يفاخر بهم ويراهن عليهم , فهل تم تدريب هؤلاء لقتال الجيش المصري الذي إحتل حلايب في عهد الإنقاذ وما زال فيها ؟؟ أم لمحاربة الجيش الأثيوبي الذي يحتل أراضي سودانية في زمن الإنقاذ ؟؟ لا , لم يتم تدريبهم لقتال هؤلاء أو أولئك , ولكن تم تدريبهم لقتال الشعب السوداني . الإنقاذيون حركوا قواتهم المسلحة لضرب مواطنين مدنيين عزل خرجوا في تظاهرة سلمية في مدينة بورتسودان وقتلوهم بدمٍ بارد , وبنفس الطريقة أطلقوا نيران بنادقهم على مواطنين سودانيين عزل أغرق الإنقاذيون أراضيهم وشردوهم فخرجوا في مظاهرية سليمة ليعبروا عن غضبهم في كجبار ظناً منهم أن نصوص الدستور الإنتقالي نص على حرية التعبير وبالتالي سيحميهم , ولكن فات عليهم أنهم في ظل نظام دكتاتوري عنصري ,لا يحكمه قانون ولا دين أو أخلاق ,وأطلقوا عليهم نيران بنادقهم يحصدون منهم نفراً كريماً من أبناء الشعب السوداني. لا بل قضية دارفور التي ما زالت مأساة أهلها جارية , وأن هنالك شعوب في هذا العالم لم يعرفوا أن هنالك دولة إسمها السودان إلا بعد ظهور مجازر دارفور حيث إرتكب نظام الإنقاذ وأعوانه المأجورين جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي وجرائم حرب وفككوا النسيج الإجتماعي لمواطني هذا الإقليم الذين منذ قرون يعيشون في تآخي ,وألصقوا بالسودان عار العنصرية , ولكثرة ما كذبوا ونافقوا وتاجروا بالكراهية للآخر صار العديد من الشعب السوداني لا يحس أو يشعر بمعاناة بعضهم البعض كأمة واحدة بل الكثيرون ما زالوا يرقصون مع الرئيس عمر البشير على جماجم أهل دارفور وأهل جنوب السودان وأهل شرق السودان وأهل كجبار في الشمال , ويدافعون عنه أمام محكمة الجزاء الدولية . أن الإنقاذيين قد أوصلوا السودان كدولة موحدة الى حافة الإنهيار والتفكك بهذه الممارسات الإستعمارية البغيضة فهل الجميع لم يلاحظ ذلك حتى الآن وفقط ما ظهر لهم من مساوىء هذا النظام تصريحات سيادة المستشار الإنقاذي ؟! آن الأوان أن يستفيق الجميع .. آن الأوان لثورة شعبية شاملة لإجتثاث هذا النظام المجرم من جذوره.. آن الأوان للشعب السوداني أن يقول لا للإستعمار لا للإستبداد لآ للذل والهوان.. وإلا من يرضى بالذل والهوان لا يشتكي ممن يستعبده . ونقاتل بالقلم نعم ولكن كما قال المتبني : السيف أصدق أنباءاً من الكتب ِ في حده الحد بين الجد واللعب . فلنكن عمليين وهيا الى الإنتفاضة الشعبية لإنقاذ السودان من الإنقاذ المشؤوم فنحن أبناء هذا الجيل قدرنا أن نواجه هذا الفساد فلنتحمل مسئوليتنا التاريخية برجولة ودعونا من الولولة والعويل ولنلتحق بإخوتنا الذين الآن يقاتلون هذا النظام في ميادين القتال ومن لم يستطع حمل السلاح فليخرج الى الشارع ويقول للظلم والإستبداد لا . يعقوب آدم سعدالنور أمين أمانة التخطيط الإستراتيجي