رسالة من أبناء البجا إلى نائب رئيس الجمهورية على عثمان طه حول مجزرة وظائف المواصفات بمدينة بورتسودان بقلم: عثمان هدلول في حادثة لا تعبر إلا عن استيطان العقلية الاستعلائية والاستعمارية فى ذهن لبعض من هم في السلطة والاستمرار فى نهج سوء استخدام السلطة والنفوذ وتشويه سمعة الدولة السودانية ودمغها بالفساد استبعدت هيئة المواصفات والمقاييس بالاستعانة بجهاز الأمن ثمانية من أبناء البجا كان قد تم اختيارهم من قبل لجنة الاختيار بولاية البحر الاحمر ضمن أربعة وعشرون اخرين من ابناء الولاية فى وظائف فى مدخل الخدمة بالدرجة التاسعة بفرع هيئة المواصفات والمقاييس بمدينة بورتسودان حيث رفضت الهيئة نتيجة المعاينات التى اعتمدتها لجنة الاختيار فرع بور تسودان وأعلنت على موقع لجنة الاختبار الاتحادية وموقع الهيئة عن استيعاب قائمة أخرى معظم الاسماء من خارج الولاية ماعدا واحد من ابناء البجا فى تطور لاحق علمت بان حتى البجاوى الوحيد تم استبعاده بدعوى انه يشغل وظيفة بوزارة الزراعة بالرغم من الإعلان عن اسمه ضمن الخريجين الذين تم استيعابهم على الموقع الرسمى للجنة الاختيار الاتحادية وبدأت فصول القصة المثيرة عندما أرسلت لجنة الاختيار الاتحادية خطاب الى لجنة الاختيار الفرعية بولاية البحر الأحمر تطلب منها إجراء المعاينات لاختيار خمسة وعشرون من الخريجين لشغل وظائف بالدرجة التاسعة مدخل الخدمة بهيئة المواصفات والمقاييس مكتب مدينة بورتسودان وبدات اللجنة الفرعية فور استلامها خطاب اللجنة الأم بالإعلان عن الوظائف وشكلت لجنة أخرى لإجراء المعاينات ضمت فى عضويتها ممثلين عن لجنة الاختيار وجهاز الأمن وهيئة الواصفات والمقاييس وبدا جيوش العطالى من الخرجين من أبناء الولاية فاق عددهم الخمسمائة خريج فى التقديم للوظائف و كل واحد منهم يمنى النفس ان يتم اختياره حتى يتمكن من مساعدة اسرته وتامين مستقبله وعلى مدى شهور زحف هؤلاء فى صفوف طويلة خلال فترة المعاينات التى اتبعوا خلالها كل الجوانب المهنية والإجرائية والقانونية تحت أشراف لجنة الاختيار وبعد انتظار وترقب للخرجين واسرهم ظهرت نتيجة المعاينات فى شهر اغسطس الماضى حيث تم استيعاب اربعة وعشرون خريج من ابناء الولاية من بينهم ثمانية من ابناء البجا السكان الاصليين للاقليم الشرقى ولكن يبدو ان وجود ثمانية من ابناء البجا فى القائمة لم يروق لمدير جهاز الأمن بولاية البحر الاحمر ومدير هيئة المواصفات فى مدينة بورتسودان حيث اعلنوا رفضهم لنتيجة المعاينات التى اعتمدتها لجنة الاختيار الولائية بدعوى ارتكاب لجنة المعاينات مخالفات ومع العلم ان افراد لجنة المعاينات لم يتم محاسبة اى فرد منهم حتى الان وقام عدد من افراد جهاز الامن بتمزيق القائمة التى تم الإعلان عنها بلوحة الإعلانات وتدخل وزير الحكم المحلى بالولاية وأصر على اعتماد النتيجة والاعلان عنها ، كما مارس جهاز الامن ضغوطا على إدارة اذاعة البحر الاحمر حتى لايتم اعلان نتيجة المعاينات ايضا تدخل وزير الاعلام بالولاية واصدر قرارا بالإعلان عن النتيجة وبالفعل تم الاعلان عن نتيجة المعاينات التى كان يريد لها جهاز الامن ومدير المواصفات ان تكون معاينات صوريه وبعد ان تم الاعلان رسميا عن نتائج المعاينات التى أجرتها لجنة الاختيار الولائية عبر لوحة الإعلانات الخاصة بمكتب العمل بمدينة بورتسودان و عبر وسائل الأعلام المحلية ، فوجئ الجميع فى الثالث والعشرين من شهر أغسطس الماضى بلجنة الاختيار الاتحادية وهيئة المواصفات المركزية تعلن على موقعها فى الانترنت عن استيعاب قائمة أخرى من خارج الولاية استبعد منها ابناء البجا تم اعدادها على أسس عرقية وفرز اجتماعي وتم ذلك ليعيد الى الأذهان مشاهد الصراع القديم بين السلطات المركزية والولائية التى يبدو ان نصوص الدستور الانتقالي والاتفاقيات المختلفة التي أقرت اعتماد نظام الحكم الفدرالي لم تفلح فى وضع حد من تغول المركز على حقوق الأقاليم والتى بسببها حمل السلاح ضد المركز من حمل من المناضلين من ابناء اقاليم فى كل من الشرق ودارفور والجنوب والنيل الازرق وجبال النوبة كما دفعت هذه الممارسات عدد من ابناء السودان الذين يأسوا من التغير الى تعريض انفسهم الى مخاطر كبيره قد تودى بحياتهم وذلك باللجؤ الى اسرائيل عبر محاولات التسلل اليومية الى اسرائيل عبر الحدود المصرية معالى السيد نائب الرئيس على عثمان طه نحن نوجه لك هذه الرسالة وأنت تقود برنامج الراعي والرعية نضع أمامك هذه القضية نقول ان أهم قيمة يجب ان تتوفر فى هذا البرنامج العدالة الاجتماعية تنتهك بولاية البحر الأحمر عبر أشخاص يستغلون نفوذهم وإمكانيات الدولة لتحقيق مكاسب لهم ولعشيرتهم وننمى ان تكون هذه الحادثة التى تورط فيها جهاز مهمته حفظ الأمن وحماية المواطن مجرد تصرفات فردية وليست سياسة دولة . Osman Hadlol [[email protected]]