حامدين أبشر عبدالله – بريطانيا يحدث فى كثير من الاحيان ان يكون لدى قطاع واسع من السكان فى مجتمع ما اعتقاد يغينى عن فكره معينه و اعتبارها حقيقه مطلقه لا تقبل الجدال , مما ينجم عن تنفيذها الحاق الاذى و الضرر ببعض فئات المجتمع و اثارة النزاع و الكراهيه بسبب الجهل بالتاريخ و الجغرافيه . فمرفة الحقيقه اصعب مما يفترضه معظم الناس , و اصرار فئه منهم بانهم يحتكرون الحقيقه هو دعوة للكارثه و الدمار . و من امثلة هذه الاعتقادات الفاسده التى كرستها الحركه الشعبيه لدى مواطن الجنوب بتبعية ابيى و مناطق المسيريه الى الجنوب . لقد ادى اعتماد لجنة خبراء مفوضية حدود ابيى على هذه الفكره الخاطئه كمقدمه اساسيه الى الوصول الى نتائج خاطئه و كارثيه فى تاريخ العالم و الذى نجم عنه ظلم فظيع للمسيريه على حساب الدينكا. و يعتبر برتكول أبيى الذى تم توقيعه فى مايو 2004 من ابرز سلبيات السلام الشامل لتناقضه مع مع برتكول مشاكوس و المواثيق الدوليه وكان على حكومة السجم و الفساد بعدم اقحام قضية ابيى فى المفاوضات بعد ان حسم برتكول مشاكوس امرها بابعاد سكان ابيى ، جنوب النيل الزرق و جبال النوبه من استفتاء تقرير المصير بحكم وجودهم فى الحدود الجغرافيه لشمال السودان و التى حددها البرتكول لما كانت عليه فى 01-01-1956 بعد الاستقلال. لقد اخذت الحركه الشعبيه بكل ما تملك من قوه خارجيه و داخليه لاخذ مناطق المسيريه و هى أرض جدودهم وتلك قيمة أجتماعيه متوارثه . مستقله بذلك ضعف و اطماع حكومة المؤتمر للوطنى بتشبسها فى السلطه والبترول والمحافظه على رئيسها المطلوب دوليا بالتنازل عن حدود 1956التى حددها المستعمر و التى تتعارض مع مبدأ اوتى بوسيتيديس (قدسية الحدود الموروثه من الاستعمار) و أن حرمانهم من الأرض التى يعيشون فيها ( 7-8 ) شهور فى العام يعنى أن لا وطن للرحل وهو أمر يتعارض مع القوانين الدوليه وحقوق الانسان والدستور. و أنهم لم يرتكبوا جرماً يعاقبون عليه بحرمانهم من حقوقهم التاريخيه وأرضهم . قد يتساءل القارىء لماذا اتى الكلام متاخر وذلك لاسباب عده اولها ايمانا منا بان الزعيم الراحل جون قرنق قائدآ سياسيا وقد رفع شعارات لا التهميش ولا للظلم ونعم للعدل والمساواه وعمل من اجلها و مات وهو مؤمن بها كما عرفه الجميع وبالذات نحن ابناء المسيريه لذا هرعنا الى استقباله فى مطار الخرطوم. و لكن الزعيم لم يورث هذه الصفات الجميله للحركه الشعبيه بل العكس اخذت الحركه الشعبيه تكيل بكل ما اوتيت من قوه وجبروت على هذه القبيله واراضيها مستقله علاقتها مع امريكا والغرب وهى تعلم تماما بان الدينكا هاجروا الى جنوب كردفان من وطنهم الاصلى اعالى النيل فى فترة الحكم التركى المصرى ليستقروا فى ديار المسيريه وماجاورها من مناطق الى جانب الاقوام الاصليين الذين ينتمون للمجموعات الاثنيه لشمال السودان. السبب الثانى حالة الاحباط واليأس عندنا نحن ابناء المسيريه بسبب عدم وضوح الرؤيا حول مستقبل قضية أبيى وإنعكاساتها على مستقبل التعايش بيننا ودينكا نقوك فى حالة الوحدة أو الانفصال ، من ناحية وعدم وجود خطوات جادة لرتق النسيج الاجتماعى واستمرار التعايش السلمى فى المنطقة من ناحية أخرى ، فضلآً عن الإحساس بالظلم والغبن الناتج عن غياب التنمية وعدم توفر الخدمات الاساسيه. واضف الى ذلك بان المسيريه لم يفوضوا أحداً للتحدث باسمهم فى أى مرحلة من مراحل مفاوضات واتفاقيات بروتوكول أبيى أو خارطة طريق أبيى ولذلك - ولأسباب أخرى – و أننا أبناء المسيريه ببريطانيا واروبا نرفض رفضا قاطع قرار التحكيم . واننا أيضاً نحمل المؤتمر الوطنى والحركه الشعبيه أية خسائر فى الارواح والممتلكات فى الماضى وفى المستقبل. لعل ما جرى فى هذا الايام من الحركه الشعبيه ورئيسها سالفكيرو نخب قبيله الدينكا الآن لم تعد تتمتع بالاحترام والتقدير والمصداقيه من المسيريه و ايضآ ابناءها فى الخارج كما فى الماضى ، خاصة بسبب تصريحاتهم السلبيه عن الاستفتاء والحدود وتصخير الصحفيين الارزقجيه للاساءه للقبيله وتراثها ومحاولة ربط القبيلة بالمؤتمر الوطنى لكى يكسبون تعاطف المجتمع الدولى فى اى خطوه يقومون بها ضد المسيريه. والمسيريه بريئون من هذا المؤتمر اللعين وسيساته وهم يعلمون هذا تمام وذلك بسبب تهميش حكومه المؤتمر الوطنى لهم وعدم مشورتهم فى القضايا والاتفاقيات التى تخص منطقتهم . و أنه الى جانب ذلك غياب التنميه والخدمات الأساسيه بالمنطقة رغماُ عن الأستثمارات البتروليه الضخمه وكذلك رغماً عن نصيبهم فى عائدات البترول منذ عام 2005م الذى نص عليه بروتوكول أبيى واتفاقية السلام الشامل ، فإن الحكومه لم تشركهم أو تشاورهم فى أى مرحله من مراحل المفاوضات حول ملف أبيى ، بل عتمت على الأمر ولم تقم بالنشاط الأعلامى اللازم . كما أنه لم يتم إطلاعهم على حيثيات حكم هيئة التحكيم الدوليه وما يترتب عليه وما يلزمهم القيام به و أنهم تركوا فريسة للاجتهادات والافتراضات و بالاضافه الى ذلك لم يشفع لهم أن ولايتهم (السابقة ) غرب كردفان قد ذوبت مهراً لاتفاقيه السلام الشامل. تضافرت عدة عوامل وظروف ضد المسيريه ، منها اطماع حكومة المؤتمر الوطنى فى البترول و اطماع ابناء الدينكا فى الحركه الشعبيه فى اراضى المسيريه داخل حدود1956متناسيين بان منطقة أبيى هى أرض جدودهم ولابد من البقاء فيها أحياءً او امواتاً وتلك قيمة أجتماعيه متوارثه والأرتباط بالمنطقة تفرضه طبيعة حياة الترحال والحياة الأقتصادية بما أن حكم هيئة التحكيم الدوليه قد أقر بأن الخبراء قد تجاوزوا صلاحياتهم فى بعض الحالات ، وحيث أن قرار هيئة التحكيم كان فى مجمله وفى حقيقته حل توفيقى بين الحكومة والحركه الشعبيه وليس بين دينكا نقوك والمسيريه ، وأنه لم يأخذ فى الأعتبار مداولات الطرفين شريكى نيفاشا ولم يحدد حدود أبيى وفقاً لما قدم من وثائق ومستندات ، فإن هذا القرار قد أعتبره المسيريه انه ظالم ( حسبما توقع ذلك القاضى عون الخصاونه ) و أعتبروه انه يفتقد الموضوعيه والمهنيه مما اضر كثيراً بقوته وبضرورة إحترامه ، و لذلك نرى أن ذلك يقدح فى نزاهة المحكمين وحيادهم . وهو الأمر الذى نراهة أنه ينطبق أيضاً على تقرير الخبراء . لعله من هنا جاء رفضنا لقرار هيئة التحكيم الدوليه وبذلك يرفض المسيريه لترسيم المنطقة . ويبدو أن هذا الرفض قد استند أيضاً على ما أثاره القاضى عون الخصاونه حول قرار هيئة التحكيم حول أبيى . وبعد ذلك خرج علينا المؤتمر الوطنى متبجحين امام العالم باننا اخذنا مناطق البترول و حققنا السلام - ملعون البترول والسلام معا فى سبيل حقوقنا و اراضينا. أما موضوع أستفتاء منطقة أبيى بالتزامن مع استفتاء الجنوب ، فهو الأخر يشكل قنبله موقوته ، إذ أن حرمان المسيرية الذين يقضون حوالى 7-8 شهور سنوياً فى منطقة بحر العرب من حق الأستفتاء ، ينطوى على مخاطر لذا نطالب من مجلس الامن وجميع منظمات حقوق الانسان بالقوف مع المسيريه ضد الحركه الشعبيه و المؤتمر الوطنى . لان اذا تم فصل الجنوب بعد الاستفتاء وفقآ للحدود الخبراء متانسين حدود التى نصى عليها الاستعمار فى تحديد القاره الافريقيه اى أنه إذا صارت الحدود دوليه ستؤدى إلى حرمانهم من " حقوق الرعى التى تقوم عليها حياتهم منذ قرنين من الزمان أن الحقوق التقليدية لهم في المنطقة لم تكن وقفا على رعي الماشية فقط انما هنالك حقوق اخرى تاريخية وتقليدية منها تملك الاراضي والزراعة والصيد والتجارة التقليدية وتجارة المواشي وتجارة الخشب والحطب والفحم وانتاج الصمغ وعسل النحل وصيد الاسماك وانتاج جلود الابقار والحيوانات والزواحف الخلوية وغيرها وهو في مجمله نشاط اقتصادي واسع خلال فترة بقاء المسيرية في منطقة ابيي ومصدر دخل مقدر لعديد من اسر المسيرية في تلك المنطقة. وايضآ فيه هلاك للماشيه (ابقار – ضان – ماعز) والتى تقدر 9572843 من الثروة الحيوانية، ومما يؤدى الى هلاك لانسان المسيريه الذى يعتمد كليآ على هذه الثروة فى الماكل والمشرب والتالى ، فانه يعتبر ضد قوانين حقوق الانسان والقوانين الدوليه والتى يجب ان لا تفرق بين عرق و لا لون و لا دين , فى اهلاك القبيله وثرواتها. مستقبل السلام والتعايش القبلى فى منطقة أبيى مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتطبيق الحدود الاداريه الداخليه التى رسمتها القوى الاستعماريه بين مستعمراتها – و الاتفاق على بروتوكول يكفل حقوق دينكا نقوك التقليدية فى منطقة أبيى كالمعهود تاريخياً وبصوره قاطعة لا تتأثر بالوحدة او الانفصال. واخيرآ اناشيد أبناء المنطقة وابناء كردفان خاصه ابناء الوطن عامة المؤهلين داخليا و خارجيا بمختلف تخصصاتهم وقدراتهم وعلاقاتهم العامه وغيرها للوقوف ضد مخططات الحركه الشعبيه الرامى استغلال المجتمع الدلى باخذ جزء من الاقليم مراعى المسيرية ، وكذلك ضد المؤتمر الوطنى الذى يسعى للتنازل باسم المسيريه من اجل البترول والسلطه. واذا ما صدقت النوايا وسادت روح الحكمه والعقل ، بعيدآ عن قيادت الحركة الشعبيه من ابناء الديتكا ، وقيادت المؤتمرالوطنى من ابناء المسيريه فإن السلام والتعايش القبلى لابد قادم فالمنطقة جسر السلام بين الشمال والجنوب ، فضلاً عن أن القبيلتين لهما مصالح مترابطه ومصير مشترك ، تربطهما علاقات اجتماعيه واقتصادية تاريخيه ممتدة عبر الزمان