فيصل محمد صالح يكتب: مؤتمر «تقدم»… آمال وتحديات    هل تنعش التحرّكات الأخيرة عملية السلام في السودان؟    "إهانة لبلد وشعبه".. تغريدة موجهة للجزائر تفجّر الجدل في فرنسا    الفارق كبير    مدير شرطة ولاية الجزيرة يتفقد شرطة محلية المناقل    السعودية "تختبر" اهتمام العالم باقتصادها بطرح أسهم في أرامكو    العمل الخاص بالأبيض تحقق إنتصاراً كبيراً على المليشيا المتمردة    ميتروفيتش والحظ يهزمان رونالدو مجددا    تصريحات عقار .. هذا الضفدع من ذاك الورل    طموح خليجي لزيادة مداخيل السياحة عبر «التأشيرة الموحدة»    السعودية تتجه لجمع نحو 13 مليار دولار من بيع جديد لأسهم في أرامكو    خطاب مرتقب لبايدن بشأن الشرق الأوسط    مذكرة تفاهم بين النيل الازرق والشركة السودانية للمناطق والاسواق الحرة    عقار يلتقي وفد المحليات الشرقية بولاية جنوب كردفان    سنار.. إبادة كريمات وحبوب زيادة الوزن وشباك صيد الأسماك وكميات من الصمغ العربي    (شن جاب لي جاب وشن بلم القمري مع السنبر)    شائعة وفاة كسلا انطلقت من اسمرا    اكتمال الترتيبات لبدء امتحانات الشهادة الابتدائية بنهر النيل بالسبت    كيف جمع محمد صلاح ثروته؟    اختيار سبعة لاعبين من الدوريات الخارجية لمنتخب الشباب – من هم؟    حكم بالسجن وحرمان من النشاط الكروي بحق لاعب الأهلي المصري حسين الشحات    المريخ السوداني يوافق على المشاركة في الدوري الموريتاني    شاهد بالفيديو.. مستشار حميدتي يبكي ويذرف الدموع على الهواء مباشرة: (يجب أن ندعم ونساند قواتنا المسلحة والمؤتمرات دي كلها كلام فارغ ولن تجلب لنا السلام) وساخرون: (تبكي بس)    شاهد بالفيديو.. الناشط السوداني أبو رهف يلتقي بحسناء "دعامية" فائقة الجمال ويطلب منها الزواج والحسناء تتجاوب معه بالضحكات وتوافق على طلبه: (العرس بعد خالي حميدتي يجيب الديمقراطية)    شاهد بالفيديو.. بصوت جميل وطروب وفي استراحة محارب.. أفراد من القوات المشتركة بمدينة الفاشر يغنون رائعة الفنان الكبير أبو عركي البخيت (بوعدك يا ذاتي يا أقرب قريبة) مستخدمين آلة الربابة    مصر ترفع سعر الخبز المدعوم لأول مرة منذ 30 عاما    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني في السوق الموازي ليوم الأربعاء    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    الموساد هدد المدعية السابقة للجنائية الدولية لتتخلى عن التحقيق في جرائم حرب    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    دراسة "مرعبة".. طفل من كل 8 في العالم ضحية "مواد إباحية"    السعودية: وفاة الأمير سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود بن فيصل آل سعود    والي ولاية البحر الأحمر يشهد حملة النظافة الكبرى لسوق مدينة بورتسودان بمشاركة القوات المشتركة    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يترأس اجتماع هيئة قيادة شرطة الولاية    الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لكشف ملابسات العثور على جثة سوداني في الطريق الصحراوي ب قنا    ماذا بعد سدادها 8 ملايين جنيه" .. شيرين عبد الوهاب    بيومي فؤاد يخسر الرهان    نجل نتانياهو ينشر فيديو تهديد بانقلاب عسكري    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    بالنسبة ل (الفتى المدهش) جعفر فالأمر يختلف لانه ما زال يتلمس خطواته في درب العمالة    شركة الكهرباء تهدد مركز أمراض وغسيل الكلى في بورتسودان بقطع التيار الكهربائي بسبب تراكم الديون    من هو الأعمى؟!    اليوم العالمي للشاي.. فوائد صحية وتراث ثقافي    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصراع فى ابيى ومالات الانفصال ... بقلم: الأستاذة / نازك عبد الحميد هلال
نشر في سودانيل يوم 17 - 10 - 2010


بسم الله الرحمن الرحيم
nazik hilal [[email protected]]
*الصراع فى ابيى
ومالات الانفصال
*[**]الأستاذة / نازك عبد الحميد هلال
الصراعات الاثنية في السودان "ابيى"
يستخدم مصطلح الصراع عادة للإشارة الى وضع تكون فيه مجموعة معينة من الأفراد سواء قبيلة أو مجموعة معينة عرقية أو لغوية أو ثقافية أو دينية أو اجتماعية أو اقتصادية وسياسية أو اى شئ أخر، تنخرط في تعارض واعي مع مجموعة أو مجموعات تسعى لتحقيق أهداف متناقضة فعلاً أو تبدو كذلك(1)
الصراع في تصميمه هو تنازع الإيرادات الناتج عن الاختلاف في الدوافع وتصوراتها وأهدافها وتطلعاتها وفى مواردها وإمكانياتها .....الخ.( 2)
هو يمثل نزاع مباشر ومقصود بين أفراد أو جماعات من اجل المكانة والقوه والموارد النادرة، ويعتبر احد الإشكال الرئيسية للتفاعل، لأنه يستهدف تحقيق الوحدة بين الجماعات حتى وان تم ذلك عن القضاء على احد أطراف الصراع، وهنالك تميز بين المنافسة والصراع، على أن الأخير يتميز بأنه شعوري ومباشر لكنهما يمثلان شكلين من أشكال الكفاح.
حاول بعض الدراسيين التميز بين الصراع والمنافسة في ضوء الوسائل التي تلجأ إليها الجماعات العدائية في تحقيق أهدافها، فقد عرفماكيفر الصراع بأنه نشاط كلى يتنازع فيه الأفراد مع بعضهم البعض من اجل هدف معين.( 3)
فالبعد السياسي للصراعات القبلية والعرقية في السودان يكاد يمثل الترمومتر في قياس ما هو قبلي وما هو عرقي وجهوى وأثنى من الصراعات الأخرى التي تقع بفعل التنازع على الأرض والموارد الطبيعية وغيرها، حيث يندر خلو الصراعات القبلية من العامل السياسي ويتناسب طردياً في تسجيل أعلى درجات النزاع عنفاً وشده في المجتمعات المختلفة والمجتمعات الانتقالية وفى تناسب عكسي بالمجتمعات الحديثة بانخفاض درجات العنف في تسوية النزاعات.(4)
الصراعات المسلحة هي عمليات متغيرة ومتجددة المسببات والآثار وليست إحداثا سكونية، فقد أثرت خلال العقود الثلاثة الماضية تطورات الإحداث في السودان في طبيعة النزاع تدريجياً، النزاع العرقي- الدينى قد يتحول الى نزاع يتمحور بصورة رئيسية حول الموارد الطبيعية.صاحب ذلك بروز ألازمات الاقتصادية والسعي لكل إطراف النزاع للسيطرة على الموارد الطبيعية بوصفها في نهاية المطاف عناصر مؤثرة في حسم نتائج الحرب الأهلية في السودان.( 5)
فالسودان يعانى ككثير من دول العالم الثالث عامة والأفريقية خاصة من مشكلات اقتصادية - في المقام الأول- وسياسية واجتماعية وبنيات أساسية تنعكس فى شكل معاناة يومية يعانيها المواطنون في سبيل لقمة العيش، وفى شكل انفجارات إقليمية وقبلية واثنية وعدم استقرار سياسي يزيده سوء الاداره وتفاقم حالات الفقر وازدياد الشقة بين الأغنياء والفقراء، وازدياد مشكلات التعليم، فهذه المشكلات وجذور بعضها يعود الى العهد الاستعماري.( 6)
جذور الصراع في منطقة ابيى
ترجع طبيعة الصراع بين المسيرية والدينكا نقوك الى أسباب كسب العيش " الرعي" وعلى الموارد والمصادر الطبيعية الشحيحة في تلك المنطقة، والتحولات السياسية السودانية لعبت دوراً كبيراً في منطقة ابيى وبحر العرب وأصبحت هذه المنطقة نموذج فعلياً وحيوياً لدراسة اثر الحرب على حياة الناس وثقافتهم وانعكاس ذلك على طبيعة حياتهم وتفكيرهم وقيمهم.( 7)
رغم أشارة لجنة خبراء مفوضية حدود ابيى بان الموظفين الانجليز قد اعتقدوا خطا منذ احتلالهم السودان والى عام1905م بأن الرقبة الزرقا هي بحر العرب إلا أن ذلك لا ينفى حقيقة أن المسؤلين في فترة الحكم التركي والدولة المهدية الى جانب أعضاء المسيرية والدينكا، قد كانوا على دراية تامة بان بحر العرب "وليس الرقبة الزرقا" هي الحدود الطبيعية الفاصلة بين مديرية كردفان ومديرية بحر الغزال، وكان هندرسون يعنى بحر العرب عندما أشار الى اهميتة كحاجز بين دينكا بحر الغزال والعرب وتحسينه للعلاقات بينهما مما يتثبت أن المنطقة الممتدة من الرقبة الزرقا الى بحر العرب تقع في أطار الحدود الجغرافية لمديرية كردفان، وكانت المجال الحيوي ومنطقة نفوذ المسيرية.( 8)
من الملاحظ بان الصراع في منطقة ابيى يعود الى فقدان المنطقة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وضعف الهيكل الادارى والسكاني استيطاناً من حيث التاريخ مع عدم تخطيط الحدود لمنطقة ابيى توثيقاً بالخرائط.
كما ذكر سابقاً، فأسباب الصراع بين المسيرية والدينكا صراع تقليدي سرعان ما تطور الى نزاع في عام1964م لسببين: الأول هجوم الانيانيا [††]في سبتمبر1964م على المدينة الجنوبية قوقريال بمديرية بحر الغزال حيث كان يقيم بعض المسيرية التجار. الثانية في ديسمبر1964م عندما اشتبك الشماليون والجنوبيون في الخرطوم بسبب إشاعات صاحبة تأخير وزير الداخلية الجنوبي في زيارته للجنوب، فكل الصراعات التي سبقت لا تعدو كونها مناوشات وحروب تقليدية أصلها الصراع والتنافس على المصادر الطبيعية من عشب وماء.( 9) وفى عام 1972م وقعت معركة بين المسيرية ودينكا نقوك في بحر العرب، وفى نفس العام تم التوقيع على اتفاقية أديس أبابا بين الحكومة وحركة الانيانيا، قانون الحكم الذاتي للإقليم الجنوبي، الذي كان نتاجاً للاتفاقية نص على أن القبائل الزنجية يمكنها أن تقرر مصيرها بالاستفتاء أما : الانضمام للإقليم الجنوبي أو الشمالي قرر مجلس الشعب القومي الرابع عام 1980م، بأن منطقة ابيى تعتبر ابيى منطقة تمازج زنجي ،عربي بها ثقافة مختلفة وبالتالي رفض الاستفتاء، أما اللجنة التي كونت فيما بعد، قررت تبعية المنطقة لكردفان وأوصت بتنمية المنطقة.(10) وبعد عام 1980م دخلت النزاعات والصراعات بين قبيلتي الدينكا نقوك والحمر"العجايرة" مرحلة جديدة من حيث الكم والكيف، الوسيلة والأسباب، بعد قيام الحركة الشعبية لتحرير السودان حيث تخلت قبيلة الدينكا نقوك عن حركة الانيانيا وانضمت الى الحركة ذات القاعدة العريضة.التحمت قوات الدينكا تحت قيادة مايكل في معركة مع مقاتلي انيانيا مع النوير، لدى عبورهم ارض النوير، وتكبد الدينكا خسائر فادحة تقدر بإلف رجل مما اثر بشكل واضح على أعداد القوة المقاتلة في منطقة الانقوك، توفى مايكل نفسه في ظروف غامضة، وزعم البعض انه انتحر نتيجة للفقد العظيم وسط رجاله، ومن ضمنهم احد إخوانه الذي تخرج مهندساً قبل التحاقه سابقاً بالجيش السوداني وأيد البعض الاعتقاد بأنه اغتيل بيد منافس من بين رجاله.(11)
خلال الأعوام (83 -84 -1985م) حدثت بعض المناوشات بين القبيلتين مما أدى الى عقد مؤتمر للصلح في الفترة من 25 يناير الى فبراير1986م في مدينة الأبيض وكان شروط المسيرية للصلح أن يبتعد الدينكا نقوك عن حركة التمرد وإرجاع أبقارهم من التوج الى ابيى. وفى سبتمبر1986م جاء المتمردون وضربوا مدينة ابيى ولم يفرقوا بين عرب ودينكا، وأخذت حركة التمرد 42 أسير من المسيرية و1000 راس من البقر، وبعد 1986م بدأت ميلشيات العرب تحرك بصورة منظمة مع أبقارهم وحماية أنفسهم من حركة التمرد . وخلال الأعوام (78 -88- 1989م) حدثت مؤتمرات الصلح الداخلية في ابيى ويلاحظ أن اسر كثيرة من قبائل نقوك هجروا ابيى خلال سنين هذه الحوادث وسكنوا في مدن عديدة أهمها القضارف، سنار، الخرطوم، شندى، كريمة، النهود.(12)
هذا التصعيد والدعم الكبير الذي وجده الانقوك من قبل قوات جون قرنق برزت لأول مرة في نهاية السبعينات قيادات عسكرية من أبناء العرب المسيرية الحمر"البقارة الرحل" لمواجهة عدوهم في شكله الجديد، فظهر مصطلح قواتالمراحيل لأول مرة، وهى القوات التي تحمى مراحيل وأماكن الرعي من هجمات قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان تحت غطاء الانقوك ذات التدريب والمزودة بالأسلحة الفتاكة، بعد أن تخلى عدد كبير من أبناء عرب المسيرية الحمر عن مناصبهم العسكرية ليعودوا الى وطنهم لمباشرة التدريب وقيادة أبناء قبيلتهم في مواجهة قوة جديدة مدربة تنتمي الى حركة التمرد في جنوب السودان، وهكذا دخلت منطقة ابيى بحر العرب مرحلة جديدة من النزاع المسلح وثقافة الحرب، مرحلة جديدة فقدت فيها الوسائل التقليدية لفض النزاعات والتعايش السلمي فاعليتها تماماً وانتشر السلاح الحديث إذ بلغ بين قبيلة المسيرية الحمر وحدها 3000 قطعة سلاح وهذا بالطبع عدداً ليس قليلاً وسط مجتمع مدني، فهو كفيل بخلق نوع من الفوضى والخسائر بين قبائل المسيرية الحمر أنفسهم.(13)
طبيعية الصراع بين قبائل الدينكا والمسيرية، اتخذ ثلاثة تحولات جوهرية مما أدى للتطور والتحول في قضية ابيى وهى:
صراع تقليدي
يتمثل في المشاحنات القبلية القاعدية والتي في الغالب السبب فيها التنافس على مصادر الطبيعية.
صراع سياسي
يظهر في شكل الحوار بين الفئات المختلفة، ثم وضع الحلول السياسية والخلاف حول تبعية ابيى الى الشمال أم جنوب السودان.
صراع دولي ايدولوجى
يمثل هذا الصراع أخر تطورات قضية ابيى التي بدأت دولياً، فأصبح الحديث عن ابيى مقروناً باسترقاق العرب الدينكا أو اختطاف العرب لأبناء ونساء الدينكا وهكذا تطورت قضية الصراع بين قبيلة المسيرية الحمر والدينكا نقوك الى قضية دولية مهتمة بها الدوائر العالمية ومراكز الدراسات العالمية، كما يلعب ظهور النفط في المنطقة دوراً كبيراً في هذا الصراع(.14)
لعب الأعلام دوراً فاعلا في قضيه ابيى، رغم أن القضية لم تكن لسنوات طويلة موضوع إعلامي، وذلك لبعد المسافة جغرافيا على وسائل الإعلام لتبلغها، ولعدم انتشار الإعلام السوداني خاصة التوزيع والوجود الفعلي على الأرض، ولكن سعة انتشار القبائل الموزعة في المنطقة كالدينكا والمسيريه والرزيقات وغيرها ساهم في نشر قضية أبيى، أو ما يحدث بين الحين والآخر من المناوشات. ولم تبعث وسائل الإعلام الإعلاميين القادرين على تقصى الحقائق، وبذلك وجدت مادة جاهزة نتيجة للندوات وتصريحات الأطراف المختلفة للنزاع، وتعصب الأطراف المختلفة، وبالتالي لعب الإعلام مؤخرا دوره الفاعل الذي يعبئ مزيد من العواطف مما أعان على زيادة المشكلة في بعض الأحيان، وجعل منها ماده إعلامية كبرى في تاريخ السودان الحديث، ومما زاد من التعقيدات، على الأقل في مستوى فهم الناس لطبيعة منطقة آبيي وجعلها لأول مرة موضوع إعلامي عالمي،ولكن بعد توقيع اتفاقية السلام وغموض النصوص والخيارات، التي وضعت لحل مشكلة أبيي جعلها منطقة تنازع سياسي بين الشمال والجنوب.(15)
عقدت العديد من المؤتمرات لمعالجة الإحداث التي وقعت بين المسيرية الحمر والدينكا نقوك مثل مؤتمر ابيى الأول والثاني وابيم وكادقلى والأبيض لكن من الملاحظ كل تلك المؤتمرات لم تركز على آليات مستمرة لفض النزاع بل ركزت غالبيتها على التعويضات والصلح" حصر الأنفس" والمال وتحديد الديات والاهتمام بالمراحيل ومسارات الرعاة على أراضى المزارعين المقيمين وأماكن استقرار قبائل الرحل في المشائى والمصائف بالإضافة الى توزيع الاراضى بين المرعى،والمزارع وتحديد مواقيت دخول الرحل لمناطق البحرو قيام مؤتمرات سنوية للوقوف على التدابير المتخذة لمنع وقوع الإحداث ،والوقاية منها ومتابعة تنفيذ مقررات المؤتمرات السابقة.( 16)
ابيى والمحكمة الدولية
اصدرت محكمة لاهاى لتحكيم الدولى فى 22/7/2009م حكمها النهائى فى قضية ابيى المتنازع عليها بين الشمال والجنوب ،حي قررت محكمة لاهاى ان لجنة خبراء ابيى لو تتجاوز تفويضها فى ترسيم الحدود الشمالية والجنوبية للمنطقة الا انها قد اشارت الى تجاوز الخباء فى ترسيم الحدود الشرقية والغربية لابيى بعد ان كانت لجنة الخبراء التى تم تشكيلها عقب توقيع اتفاقية نيفاشا بين الحركة الشعبية وحزب المؤتمر الحاكم عام2005م قد وسعت من حدود المنطقة، مما جعل تحديد معالمها اكثر صعوبة وبناء على محكمة التحكيم الدولية فى لاهاى سوف يتم ترسيم الحدود بمنطقة ابيى مرة اخرى مما يعنى انها ستتقلص عما رسمته من قبل لجنة الخبراء بمساحه اقل ويتم اجراء استفتاء شامل فى المنطقة عام2011م على تبعية الاقليم لاى من الطرفين، الشمال او الجنوب عن الشمال او بقائه ضمن السودان الموحد الذى سيجرى فى نفس العام وبذلك يتم ترك الحرية لسكان ابيى للانضمام الى الشمال او الجنوب.(17)
أثر انفصال الجنوب علي أبيي
اعطي قانون الاستفتاء لسكان ابيي ممارسة حق تقرير المصير عبر استفتاء يمارسوه سكان ابيي ولم يحدد من هم سكان ابيي المعنيون بمارسة هذا الحق. اشار تحكيم أبيي الي ان سكان ابييي هم دينكا نكوك بعمدياتهم المختلفة.
تصريحات رئيس الجمهورية طمانت المسيرية بان لهم الحق في ممارسة الاستفتاء الذي يفضي اما الي وحدة مع الشمال او الجنوب.
اذا أثمرت نتائج ٍاستفتاء الجنوب الي خيار الانفصال قطعا سوف يصوت دينكا نكوك الي الانضمام اليها أكثر من الشمال، انفصال الجنوب قد يدفع بعض حركات دارفور الي الاستقواء بحكومة دولة جنوب السودان الوليدة خاصة ان المنطقة قد شهدت حوادث استهداف عسكري من قبل حركة العدل والمساواة، في محاولة لنقل الحرب الي العمق الكردفاني.
اذا انفصل الجنوب سيقطع الطريق علي المسيرية بالتمتع بحق الرعي في وسط وحنوب ابيي مما يضطر المسيرية الحمر التوجه غربا حيث الاحتكاك والصراع مع الرزيقات او الاتجاه شرقا حيث الاحتكاك مع المسيرية الزرق ويتجدد القتال القديم حول المياه والمرعي.(18)
فالمشكلة في منطقة أبيى أن قرار هيئة التحكيم الدولية في لاهايليس مرضياً عنه من كلا المجموعتين الأساسيتين في المنطقة: دينكا نقوكوالمسيرية، فالمجموعة الأولى تظن أن حقول البترول في هجليج قد أخذت منهابغير حق، والثانية تعتبر أن الحدود الشمالية التي ضمت إلى أبيي قد توغلتكثيراً في مناطقهم وحرمتهم من الأراضي ذات المياه الوفيرة التي يعتمدونعليها في سقي بهائمهم وقطعانهم زمن الخريف،وفي ذات الوقت فإن إضافةالمنطقة الشمالية لا يخلو من مشكلة بالنسبة للدينكا لأنه يعطي المسيريةالذين يعيشون في تلك المواقع حسب تفسير الحكومة حق التصويت في الاستفتاءحول تبعية المنطقة لبحر الغزال أو إلى جنوب كردفان، فهم يخشون من تصويتالمسيرية لصالح الانضمام إلى كردفان. ولكن الحركة الشعبية لا تقر بهذاالحق للمسيرية على أساس أنهم رحل ولا يقيمون في المنطقة بصورة دائمة فلاينطبق عليهم ما نصت عليه اتفاقية السلام الشامل «السودانيون الآخرونالمقيمون في منطقة أبيى»، ورغم الاتفاق على قانون استفتاء أبيى إلا أنتحديد من سيصوت في الاستفتاء بجانب «أعضاء مجتمع دينكا نقوك» ما زالعالقاً وأحيل البت فيه إلى مفوضية الاستفتاء التي ستحدد معايير الإقامةالتي تؤهل صاحبها لحق التصويت في الاستفتاء. وقد يبدأ تمرد مسلح جديد فيكل من جنوب كردفان والنيل الأزرق بسبب عدم الرضى عن تنفيذ الاتفاقية التيتخصهما وستقوده عناصر الحركة الشعبية التي جاءت إلى السلطة في الولايتينبقوة السلاح، وربما تدعم الحركة مثل هذا التمرد خاصة إذا كان الانفصالمتوتراً ومضطرباً بين طرفي الاتفاقية.(19)
الإنفصال يعمق المشكلة فى منطقة أبيي، ففي حال دعم الحركة الشعبية لإنفصالها سوف يتطور صراع دموي، بدأت نذره منذ الآن برفض أبناء المسيرية لقانونإستفتاء أبيي ولقرار التحكيم بلاهاي، وهو غير ملزم من ناحية قانونية سوىلأطرافه (الحكومة والحركة الشعبية). فلا دينكا نقوك ولا المسيرية كانواطرفاً في النزاع، وبالتالي لم يصدر حكم التحكيم في مواجهتهم.(20)
رؤية مستقبلية لإمكانية التعايش السلمي
إن الدراسات المستقبلية بصورة عامة تعنى معرفة ما كان من قبل وما هو الآن، وتحليله حليلاً سلمياً للوصول الى ما ينبغي أن يكون من الإمكانيات المختلفة والأهداف والوسائل .الإمكانيات تتضمن القرارات السياسية والدبلوماسية والعسكرية والمالية والموارد الاقتصادية، أما الوسائل فهي أساس الإنسان ثم الأدوات والأجهزة والمعدات في حين تتلخص الأهداف في العوامل المحركة لهذا الإنسان مستغلا الإمكانيات والوسائل.(21)
رؤية مستقبلية لإمكانيات التعايش
نتج من التعايش السلمي والتنوع الثقافى بين المسيرية والدينكا سياسياً واجتماعياً واستراتيجياً في بروز آليات فض النزاعات والمحاكم الأهلية التقليدية القبلية، وذهب بعض مثقفو المسيرية بتسمية بعض هذه الآليات بمجالس البرامكة[‡‡]، وبخصوص المحاكم تعتبر قراريها حاسمة وعادلة للطرفين المتنازعين، بغض النظر عن موضوع النزاع، ولكن إذا ارتأى السلطان المحلى للانقوك او الناظر المحلى للمسيرية او بعض المتضررين بحق استئناف قرار المحكمة الأهلية فيحق لهم الاستئناف لعموم سلطان دينكا انقوك اوعموم سلطان المسيرية، ومن ابرز نتائج آليات فض النزاع القبلي هذه أنها قامت بإطلاق سراح سجناء أحداث 1965م- 1964م بإصدار عفو عام عن ما تسبب في القتل وخلافه من كلا الطرفين.(22)
تعتبر منطقة ابيى بوتقة للتمازج وتفاعل ثقافي ، وان الدينكا والمسيرية ظلوا يتمازجون عنصريا وثقافيا لقرون بالرغم من مرارات التاريخ التي شهدها السودان، و ينبغي أن ينظر الى المنطقة كمنطقة تمازج مستقبلي رمزا للوحدة الوطنية وبالتالي تتطلب قدرا كافيا من الاهتمام من الحكومة المركزية. ويرى أن مواطني ابيى من الدينكا يطلبون أن يدبروا أمورهم بأنفسهم وان يشعروا بان وجودهم في كردفان ليس وسيلة للضغط عليهم وهذا يعنى أن يكون بعض الإداريين ورجال البوليس والمعلمين من أبناء المنطقة وذلك حتى لا يفهم المواطنون أن صلتهم الوحيدة بالحكم كانت عن طريق زعماء القبيلة كما اقتراح أن يتم ترفيع ابيى إلى المنطقة تابعة لمحافظة جنوب كردفان برعاية خاصة من المركز لضمان استمرارية برامج التنمية وتوفير الثقة.(23)
نتيجة للتداخل والتجانس المتبادل بين القبيلتين فلم يقف عامل اللون او العرق في قضية التزاوج بينهم، وامتد هذا التآخي في أنماط العيش، فالقبيلتين لا اهتمام لهما بوجود البترول في المنطقة بل هنالك تطلعات لتنمية المنطقة من المتعلمين من أبناءها وذلك نسبة لارتفاع ألامية لديهم، وبالتالي يسعون لتنمية المنطقة في المجال الاقتصادي والسياسي. ولكن وجود الاتفاقيات الأخيرة وتبنى الحركة للبرتوكول خلق إشكالية التسابق نسبة لوجود الموارد الطبيعية مما أدى دافع للحركة بالتحرك نحو الشمال للسيطرة على أراضى ليست تابعة أصلا لمنطقة ابيى، وبالتالي فرص التعايش بين القبيلتين موجود إذا لم تصعد حركة تحرير السودان الوجود العسكري في المنطقة.(24)
من الملاحظ بان مظاهر التعايش السلمي والتنوع الثقافى بين القبيلتين امتد الى ثقافة الأزياء فقد تأثر الانقوك بلبس الجلابية والطاقية وحذاء المركوب الى ما بعد نهر كير الى اعالى النيل وغرب الاستوائية الى أدغال الجنوب فلم يتوقف عند حدود ثقافات الانقوك بل امتد الى القبائل الأخرى الموجودة في المنطقة مثل دينكا بور والشلك وغيرهم بينما تأثر المسيرية في ثقافة لأزياء بارتداء طواقى النخبة التي يلبسها سلاطين الانقوك كنمط اجتماعي للتلاقح الثقافى والتعايش السلمي والتنوع العرقي بين عموم هذه المجموعات وإذا نظرنا للآلات الموسيقية الشعبية التراثية كعنوان للتعايش السلمي والتنوع الثقافى بينهما، فهنالك بعض الآلات أخذتها الانقوك من المسيرية، ومن المعلوم بان المسيرية لم يتدخلوا دينيا في معتقدات الانقوك ألا بمقدار التداخل الثقافى والتجاري والتأثير الذي جعل العديد من أبناء الانقوك يختارون الإسلام ديانة لهم عن طواعية وليس عن أكراه، وإذا كان الانقوك يعتبر بان البقر كائن مقدس ، فأن المسيرية أخذت المذهب الوسطي وهو الافتخار بالماشية، البقر خصوصاً، فعندما كانت الانقوك تطلق بعض أسماءهم على أبقارهم مثل شول ونيال ...الخ كانت المسيرية تطلق أسماء على أبقارهم مثل الحمرا وضواية والتور اب حجل وهى صفة للإنسان الشجاع، كانت هذه المباهاة البينية بينهما تدل على مدى تقدير القبيلتين للماشية عامة والبقر خاصة كمورد اقتصادي وعنوان اجتماعي.
ولقد أدى التزاوج بين المسيرية والدينكا الى توطيد روح التاخى والتعاطف بينهما حتى تجاوزت العلاقة بينهما مصطلح التعايش السلمي والتنوع الثقافى الى مصطلح أخوة المسار والمصير.فهنالك الكثير من أبناء المسيرية يتحدثون لهجة دينكا نقوك بطلاقة، وهؤلاء هم الذين استقروا تماما في بلاد الدينكا وتزاوجوا من نساء الدينكا.(25)
من الملاحظ بان التعايش السلمي لم يتوقف في الإطار الثقافى والاجتماعي فحسب وإنما امتد الى الجوانب الاقتصادية، فالمسيرية الذين استقروا في ما بعد نهر كير وفى عمق بحر الغزال منحهم الانقوك أراضى زراعية بحكم النسب، وأبناء الانقوك الذين رحلوا شمالاً وعملوا رعاه في ضواحي بابنوسة او المجلد و الميرم فقد كانت تأتيهم نسبهم من المواشي حسب ما يلية العرف بين القبيلتين واستطاع بعض من أبناء الدينكا نقوك أن يفتحوا لهم مشاريع تجارية شمالا في بلاد المسيرية مما أدى الى انتشار التجارة بين الطرفين.
يرى الباحث أن الفكرة الأساسية وراء مقترح التعايش السلمي هو أن يخلق في أوساط المسيرية الحمر ودينكا نقوك منطقة سلام مشتركة تكون نموذجا لإعادة الإرث التاريخي والاجتماعي بين القبيلتين ،ومن ثم، يمكن تطبيقه على مناطق نزاع أخرى في السودان،ويتضح مما ذكر سابقا، بأنه هنالك إمكانية للتعايش السلمي بين المسيرية ودينكا نقوك وان على القبيلتين التجاوز عن مرارات الماضي وذلك بوضع رؤية مستقبلية.
الخاتمة
تميزت العلاقة بين المسيرية الحمر ودينكا نقوك بخصوصية وذلك نتيجة للتشابة بين القبيلتين ،ألا أن النزاع بينهم عمل على تغير العلاقة سبياً.
أن التعايش السلمي هو وسيلة يمكن من خلالها إيجاد حل للنزاع والحروب بين القبيلتين، وبالتالي لابد من تفعيل برنامج التعايش السلمي بين المسيرية الحمر والدينكا نقوك وذلك من خلال أحياء ودراسة الأبعاد الاجتماعية والثقافية بين القبيلتين وإظهار الإرث التاريخي بينهما و القوميات الأخرى المتواجدة في المنطقة.
نتيجة للموقع الاستراتيجي لمنطقة ابيى تنبع الأهمية السياسية الذي يسنده وجود النفط مما يساعد على تطوير الصناعة والزراعة والثروة الحيوانية التي تعتبر مصدر تفاخر بين القبيلتين.
ويجب تفادى الدور السالب للطرح الاعلامى اتجاه قضية ابيى وخاصة الصحف اليومية فضلا عن دور الأعلامى المرئي والمسموع.
النتائج
· إحياء الإرث التاريخي التي تعد أحدى آليات تنفيذ برنامج التعايش السلمي بين القبيلتين ،وقد أثبتت نجاحها خلال النشاطات الثقافية والاجتماعية التي تقوم بها المسيرية الحمر ودينكا نقوك.وان ينظر للمنطقة كمنطقة تمازج مستقبلي ورمز للوحدة الوطنية ،وبالتالي تتطلب قدر من الاهتمام من حكومة المركز.
· الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي مرت بها القبيلتين كان لهما الأثر في النزاع الذي شهدته المنطقة.
· من الناحية الاقتصادية يجب أن تتم خطوات وإجراءات للاستفادة من خيرات المنطقة.
· أجراء دراسات جدوى للمشاريع المقترحة وذلك لمساهمتها في تحقيق الاكتفاء الذاتي لسد الاحتياجات المحلية للقبيلتين.
التوصيات :
· ضرورة توصل القبيلتين المسيرية الحمر ودينكا نقوك إلى إيجاد صيغة مصالحة لتقوية الروابط الاجتماعية والثقافية بينهم.
· عقد المزيد من الندوات والمؤتمرات والمنتديات لكي تتوصل القبيلتين لإلية للحد من النزاع وذلك لإحياء وإبراز روح التعايش السلمي والإخاء بين القبيلتين.
· تكوين لجنة أمنية مشتركة للحفاظ على الأمن ومعالجة الافرازات السابقة.
· مساعدة الإدارة الأهلية من الطرفين للمساهمة لوضع الحلول التي تتناسب مع الطرفين.
· تتدخل الدولة لإحداث تنمية حقيقية لصالح مواطن المنطقة والانتفاع بثرواتها من اجل بناء الدولة الحديثة وإخراج المنطقة من الفقر والتخلف الاقتصادي وذلك عن طريق الاستفادة من عائدات النفط للمساهمة لتنمية المنطقة.
· تفعيل الاتفاقيات والمعاملات القديمة حول مسار الرحل والتعايش أثناء فترة الصيف وذلك للمساهمة في حل مشكلة المراحيل.
قائمة المراجع :
1/ إسماعيل صبري مقلد – العلاقات السياسية الدولية – دار السلاسل – الكويت - 1987 م- ص223.
2/ جيمس دورتي- روبرت بالستغراف – النظريات المتضاربة في العلاقات الدولية- ترجمة: وليد عبدالحى- كاظمة للنشر والترجمة والتوزيع – بيروت - 1985م- ص140.
3/ عبد الوهاب الطيب البشير – مرجع سابق – ص13.
4/ على احمد حقار – البعد السياسي للصراع القبلي في دار فور – شركة مطابع السودان للعملة المحدودة – الخرطوم- 2003م- ص102.
5/ محمد سليمان محمد- السودان: حروب الموارد والهوية – دار عزة للنشر والتوزيع – الخرطوم – 2006م – ص164.
6/ إدريس سالم الحسن – مرجع سابق – ص221.
7/ ابوالقاسم قور- مرجع سابق – ص102
8/www.sacdo.com
مشكلة ابيى ومبدأ قداسية الحدود الموروثة من الاستعمار – نقلاً عن موقع الجالية السودانية بواشنطون.
9/ معاوية محمد أبو قرون- مستقبل التعايش السلمي بمنطقة ابيى :دراسة حالة البروتوكولات اتفاقية السلام 2005م- بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير- جامعة جوبا- مركز دراسات السلام والتنمية- الخرطوم – ديسمبر2005م- ص24.
10/ عبد الرحمن أرباب- ما بعد اتفاقية نيفاشا: رصد وتحليل لمسار مشكلة ابيى – مركز دراسات الراصد- شركة مطبع السودان للعملة – يونيو 2008م – ص23.
11/ فرانسيس دينق- صراع الرؤى :نزاع الهويات في السودان – مرجع سابق – ص302.
12 / أبو القاسم قور- الأبعاد التاريخية لمشكلة ابيى – مرجع سابق – ص127
13/ المرجع السابق – ص130.
14/ أبو القاسم قور – مرجع سابق – ص137
15/ الصادق الفقية- مقابلة – بمكتبة - المركز العالمي للدراسات الأفريقية- الخرطوم-27/8/2008م
16/أبو القاسم قور – مرجع سابق- ص142
17/بدر الدين بخيت موسى – ابيى ما بعد محكمة التحكيم الدائمة – مجلةالدفاع العربى المشترك، شئون سياسية- العدد73 –يناير 2010م –ص150
18/ حسين إبراهيم كرشوم - مآلات انفصال جنوب السودان علي المناطق الثلاثة – ورقة قدمت فى ندوة" تقرير المصير الحق والواجب" – مركز السودان للدراسات الاستراتيجية – يونيو 2010م.
19 /www.jazeratsai.com/forum/showthread.php?t=8006- تداعيات انفصال جنوب السودان بالنسبة للشمال- الطيب زين العابدين–الأحد، 27 ديسمبر 2009.
20/www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=197827- السودان ونذر التفكك (مخاطر الإنفصال على دولتي الجنوب والشمال) –احمد عثمان –الديمقراطية والعلمانية فى مصر والسودان – الحوار المتمدن
21/ محمود حسن احمد- مستقبل التكامل الليبي السوداني – الملف الدوري رقم12 – الخرطوم – مركز دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا- فبراير2002م – ص9
22/www.arkamani.org- التنوع الثقافي بين المسيرية ودينكا نقوك – الآمال والألم – بقلم: محمود الدقم
23/ أبو القاسم قور – مرجع سابق – ص142
24/ عبدالجليل ريفا – مقابلة -مكتبة- جامعة أفريقيا العالمية- مركز البحوث الأفريقية- 28/8/2008م
25/www.arkamani.org- التنوع الثقافي بين المسيرية ودينكا نقوك – الآمال والألم – بقلم:محمود الدقم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.