ما تزال قضية المناصير تراوح مكانها وما تزال الحكومة في ضلالها القديم من تسويف ومماطلة وتضليل للرأي العام ؛ ففي الوقت الذي ينتظر فيه المناصير تعويضاتهم وتعمير مشاريعهم الزراعية وبناء ما دمره سد مروى من منازل ومباني خدمات التعليم والصحة وغيرها في هذا الوقت يخرج علينا المكتب الصحفي لرئاسة الجمهورية بتعميم صحفي جاء نصه كالآتي: (منح رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير المتأثرين بقيام سد مروي بمنطقة المناصير مبلغ عشرين مليار جنيه لمعالجة أوضاعهم بالمنطقة. وأكد المكتب الصحفي لرئاسة الجمهورية في تعميم صحفي تحصلت (الأهرام اليوم) أمس (الخميس) على نسخة منه أن إجراءات صرف الحقوق لمواطني المنطقة شارفت على الانتهاء. وأشار إلى أن إجراءات صرف الأموال تمت في هدوء تام بعد أن تحددت الحقوق لكل شخص عبر لجنة قانونية من مستشارين من وزارة العدل وضعت صيغة لدفع الحقوق عبر لجنة تم تكوينها من ولاية نهر النيل ومناديب من المواطنين. وعبَّر مواطنو المنطقة عن رضائهم على تصديق رئيس الجمهورية وحرصه على إنصافهم، معلنين شكرهم لمجهودات والي الولاية اللواء الركن الهادي عبد الله واللجان التي قامت بتحديد الحقوق وتنظيم عملية الصرف. ونبهت المصادر إلى أن التخطيط جار للاستفادة القصوى من المساحات الزراعية والأراضي الخصبة في الولايات الزراعية المختلفة ضمن خطة للأمن الغذائي والاهتمام بالتصنيع الزراعي لتقليل التكلفة ومحاربة الفقر. وتتضمن الخطة جذب المستثمر من الخارج للاستثمار في مشروعات زراعية واسعة. وتوقعت مصادر مطلعة أن تكون الأجواء التي أنشأها مشروع سد مروي على مختلف الأصعدة دافعاً لقيام بقية مشروعات السدود في الشريك والسبلوقة وغيرها والتي ستحقق أهدافا تنموية عالية. وأشارت المصادر إلى أن مشروع سد ستيت على نهر عطبرة الذي تم التوقيع على اتفاقية إنشائه ستمتد آثاره الإيجابية لمسافات بعيدة في شرق السودان بولاية كسلا ومناطق نهر عطبرة بولاية نهر النيل) . انتهى (الأهرام اليوم) العدد رقم بتاريخ 24/9/2010 . من الواضح إن التعميم الصحفي المذكور لم يكن الغرض منه شرح حال المناصير (المعروف) الذين ينتظرون عدالة السماء وإنما الغرض إرسال رسائل اطمئنان للضحايا الجدد من قيام السدود وتجلى ذلك بصورة واضحة في آخره عن توقع ما اسماه مصادر مطلعة أن تكون الأجواء التي أنشاها مشروع سد مروى دافعا لقيام بقية مشروعات السدود في الشريك والسبلوقة وغيرها . هنا سؤال الذي يفرض نفسه هل فعلا وفر سد مروى أجواء (على حسب التعميم) يمكن أن تكون دافعا لقيام بقية السدود ؟؟! الإجابة بدون أدنى تفكير لا ؛ لان ما فعله سد مروى بالمتأثرين لا يشجع احد ولا يمثل تجربة جيدة يمكن الاقتداء بها . فالمناصير منذ أن تم إغراقهم في 27/8/2008 حتى الآن لم يقبضوا إلا الريح والوعود السراب رغم تعميم مكتب الرئيس الصحفي الذي تحدث عن أشياء يكذبها واقع المناصير المعاش . ونواصل Elrasheed Taha [[email protected]]