أرجو أن اساهم فى الاجابة على سؤال الاستاذة منال محمد الحسن(الاغتصاب من المسؤول ؟ ) وأعتقد أن الاجابة تقتضى تحليل دوافع ارتكاب هذه الجريمة فالدافع الاول هو الكبت الجنسى وهو ليس الدافع الوحيد والا لارتكب كل الشباب الذين لا يستطيعون الزواج هذه الجريمة واذا فرضنا أن الذين يرتكبونها شباب يفتقرون الى التربية والتنشئة السليمة والوازع الدينى فالمسؤول عن ذلك أسرهم والسؤال الذى يطرح نفسه لماذ فشلت هذه الاسر فى تربية ابناءها والاجابة على هذا السؤال تقتضى الحديث عن متطلبات التربية فالتربية عملية معقدة جدا فلا يكفى أن تحث ابنك على الصلاة والصوم واداء شعائرالدين الحنيف فيشب هذا الابن صالحا ولا يتورط فى هذه الجريمة فالحاجة للجنس حاجة حيوية بيلوجية كالماء والهواء والغذاء فحاجات الانسان تأخذ شكل هرمى تبدا بالاحتياجات الضرورية وهى اولا الاكل والشرب والسكن والجنس بعد البلوغ وهذه الحاجات اتسعت الان لتشمل السيارة والموبايل ثانيا الحاجات الاجتماعية كالحاجة للاسرة والاصدقاء والعلاقات الاجتماعية ثالثا الحاجات النفسية وهى ما تعرف بحاجات تحقيق الذات وهى التعليم و العمل والاشباع الوظيفى والاحساس بأنك مفيد للاخرين وتتمتع باحترامهم والشعور بالكرامة والحرية فاذا وجد الشاب اشباع لجميع هذه الاحتياجات عدا الاشباع الجنسى فأنه يصبر على الكبت لرغبته الى حين تحقيق ذلك عبر الطرق الشرعية والقانونية اما اذا لم تلبى الحاجات الضرورية التى ذكرتها فلا نتوقع منه الصبر عليها وفى قول نسب الى الامام مالك ان الانسان اذا جاع لا يؤتمن على نفسه لان الجوع كافر ثم أن توفير هذه الاحتياجات يتطلب أن يتوفر لكل الاسر الحد الادنى الذى يحفظ الحياة الكريمة لها والذى يمكنها من اشباع حاجات ابناءها وبناتها وهو السبيل الوحيد الذى يعصمهم من ارتكاب الجرائم وعلى راسها جريمة الاغتصاب اذا الفقر هو سبب البلاء وهو مسئولية الدولة واذا فشلت الدولة فى تجفيف الفقر والحد من انتشاره فعليها أضعف الايمان أن تضع القوانين الرادعة لمرتكبى هذه الجريمة فلا يعقل ان يعاقب الجانى بالسجن لبضع سنين فالاعدام هو العقوبة المناسبة فالذى لا تعصمه التربية يعالجه القانون ان اعدام بعض مرتكبى جرائم اغتصاب الاطفال فى السودان فى السنوات الاخيرة تم بسبب ان الاغتصاب صاحبته جريمة القتل ولا يعاقب القانون السودانى المغتصب بالاعدام وقد تم تعديل قانون الاسرة والطفل مؤخرا لمعاقبة مرتكبى جرائم اغتصاب الاطفال بالاعدام ولم تطبق هذه العقوبة حتى الان رغم انتشار هذه الجريمة بمعدلات عالية تكاد تكون على مدار الاسبوع أما أغتصاب النساء فى السودان فالقانون الجنائى لا يعاقب الجانى بالاعدام ولا ادرى السبب ولا مبرر للرافة بهولاء الشواذ فجريمة مثل تشويه وجه الفتيات بماء النار والتى ازدادت فى الاونة الاخيرة بالسودان يعاقب عليها القانون الايرانى بأن تقوم الضحية بدلق ماء النار على وجه الجانى قصاصا فجريمة اغتصاب أمراة أسوا من جريمة قتلها اذن يمكن الاجابة على سؤال الاخت منال محمد الحسن من المسؤول عن الاغتصاب ؟ أنهم الحكام برميهم المواطنين فى بئر الفقر والحرمان والقول لهم اياكم اياكم ان تبتلوا بالجرائم وكذلك بتهاونهم فى انزال العقوبة الرادعة على مرتكبى هذه الجريمة فالحكم أمانة أبين السماوات والارض والجبال ان يحملنها وحملها الانسان أنه كان ظلوما جهولا والرسول الكريم يقول ان أمرنا هذا ويعنى السلطة لانوليه من يطلبه لكن الجهل يدفع بالبعض للسعى اليه بالانقلاب العسكرى سبحان الله هذا وعلى الله قصد السبيل esam gezooly [[email protected]]