عندما تذكر رياضة كرة القدم بمدينة القضارف ... سرعان ما تطفو على البال صورة الشيخ أمان ..ذلك الشيخ الوقور.. المتسربل دوما باللباس الأبيض ..والهائم في حب الرياضة... والعاشق لدروبها ومساراتها المختلفة...... الشيخ أمان تاريخ ناصع من العطاء ..والبذل ... ومسيرة عامرة بالتضحيات والانجازات ..امتدت لأكثر من ثمانون عاما.. يسودها التسامح ..والمودة .. والمحبة ...والتجرد من حب الذات ..أو السعي للمناصب ... كان الشخ أمان خير سفير لمدينة القضارف في المحافل الرياضية .. والقائد دوما لمواكب الرياضيين.. في مناسباتهم المختلفة في جميع بقاع السودان ..تكريما له ..وتقديرا لعطائه الثر.. في المحافل الرياضية.... اشتهر الشيخ أمان بصراحته وشجاعته ..وكانت له العديد من المواقف في هذا المجال .. كما كانت له العديد من الإسهامات في العمل الرياضي..فقد كان من أوائل الرياضيين الذين شاركوا في تأسيس نادي الزهور في الثلاثينيات.. ونادي الأهلي في الأربعينات من القرن العشرين... وظل يرعى نادي الأهلي عن قرب حتى وفاته .. كما سعى من خلال علاقاته العريضة.. ومكانته المرموقة.. من توفير الكثير من الدعم للرياضة بالقضارف سواء كان ذلك في جانب المعدات الرياضية للأندية .. أو من خلال توظيف علاقاته بالمسئولين في تلك الفترة لمساندة الاتحاد والأندية بالمدينة. لم تقف إسهامات الشيخ أمان عند الحركة الرياضية بالمدينة فقط ...إنما امتدت إلى العمل السياسي.. والكفاح ضد المستعمر..حيث كان يقود المظاهرات... يهتف بسقوط الانجليز . ويطالب برحيلهم ..دون خوف أو تردد.. وكانت له صولات وجولات في هذا المجال مدفوعا بحب الوطن وإيمانا بعزته وسيادته وكرامته.. كما كانت له مساهمات عدة في الشأن الاجتماعي بالمدينة. وكما كانت في حياة الشيخ أمان الطويلة الكثير من لحظات الفرح ..كانت هناك أيضا لحظات من الحزن العميق تشكلت عند وفاة ابنه أبو حباجه ذلك اللاعب الماهر والذي غاب عن دنيانا في ريعان شبابه.. مخلفا الحزن والأسى في قلب الشيخ والذي ظل يعتصره حتى فارق هذه الفانية... وبالرغم من ذلك لم تفارقه البسمة ..عاش بين الناس يشع الفرح والدعابات الخفيفة التي كانت تزين مجلسه.. ديم النور ذلك الحي العريق لم يغب عن حياة الشيخ أمان ..فقد شهد مسيرته .. منذ بداياتها وحتى نهايتها .. ولقد كان لقبه عند أهل الحي( عم الشيخ) ..فقد كان نعم العم والأب للكل.. شباب وشابات ... صغارا وكبارا... يعطى فيجزل العطاء.. ويحن ويرق للمحتاجين من أبناء الحي .. وذلك بالرغم من عشقه وانتمائه للنادي الأهلي ..النادي الرائد الذي قدم للقضارف العديد من اللاعبين المهرة..وشغف غالبية أهل الحي بنادي الإصلاح قلعة الفن والهندسة.. كان الشيخ أمان... متصالحا مع نفسه... ومع الكل ..وكان هذا سر حب الناس والتفافهم من حوله ... كان صاحب قلب عامر بالمحبة ..يسعى لكل عمل يعلى شأن مدينته .. ويقدم في تفانى وإخلاص عصارة تجربته الثرة لأبنائه الرياضيين في مدينته المحبوبة قضروف سعد .. افتقدت المدينة برحيله صلة الإحسان ..و عظمة الإنسان .. وعلى مثله تراق الدموع الصادقة ........................يرحمه الله.