شاهد بالفيديو.. بعد مقتل قائد الدعم السريع بدارفور.. "الجوفاني" يظهر غاضباً ويتوعد مواطني مدينة الفاشر: (ما تقول لي مواطنين ولا انتهاكات ولا منظمات دولية ولا قيامة رابطة الرد سيكون قاسي)    شاهد بالصور.. الحسناء السودانية "لوشي" تبهر المتابعين بإطلالة مثيرة في ليلة العيد والجمهور يتغزل: (بنت سمحة زي تجديد الإقامة)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في بريطانيا يحاصرون الناشط البارز بالدعم السريع الربيع عبد المنعم داخل إحدى المحلات ويوجهون له هجوم عنيف والأخير يفقد أعصابه ويحاول الإعتداء عليهم بالعصا    شاهد بالصورة.. حسناء الإعلام السوداني تسابيح خاطر تخطف الأضواء في يوم العيد بإطلالة مبهرة    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء فاضحة.. حسناء سودانية تستعرض مفاتنها بوصلة رقص تثير بها غضب الجمهور    المريخ يتعاقد مع السنغالي مباي وبعثته تصل تنزانيا    هذه الحرب يجب أن تنتهي لمصلحة الشعب السوداني ولصالح مؤسساته وبناء دولته    مليشيا الدعم السريع تستدعي جنودها المشاركين ضمن قوات عاصفة الحزم لفك الحصار عن منطقة الزرق    إيطالية محتجزة في المجر تعود إلى بلادها بعد فوزها بمقعد في البرلمان الأوروبي – صورة    الخراف السودانية تغزو أسواق القاهرة    كان في وداعها نائب الرئيس للشؤون الرياضية..البعثة الحمراء تغادر الي دار السلام برئاسة كابو    شاهد بالفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع عمر جبريل ينعي القائد علي يعقوب ويؤكد: (لم يتزوج وعندما نصحناه بالزواج قال لنا أريد أن أتزوج من الحور العين فقط وهو ما تحقق له)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابط القوات المشتركة الذي قام بقتل قائد الدعم السريع بدارفور يروي التفاصيل كاملة: (لا أملك عربية ولا كارو وهو راكب سيارة مصفحة ورغم ذلك تمكنت من قتله بهذه الطريقة)    كيف ستنقلب موازين العالم بسبب غزة وأوكرانيا؟    مدرب تشيلسي الأسبق يقترب من العودة للبريميرليج    ترامب: لست عنصرياً.. ولدي الكثير من "الأصدقاء السود"    مسجد الصخرات .. على صعيد عرفات عنده نزلت " اليوم أكملت لكم دينكم"    مواصلة لبرامجها للإهتمام بالصغار والإكاديميات..بحضور وزير الشباب والرياضة سنار افتتاح اكاديميتي ود هاشم سنار والزهرة مايرنو    بالأرقام والتفاصيل.. بعد ارتفاع سعر الجنيه المصري مقابل السوداني تعرف على سعر "خروف" الأضحية السوداني في مصر وإقبال كبير من المواطنين السودانيين بالقاهرة على شرائه    بالفيديو.. تعرف على أسعار الأضحية في مدينة بورتسودان ومتابعون: (أسعار في حدود المعقول مقارنة بالأرقام الفلكية التي نسمع عنها على السوشيال ميديا)    رئيس وأعضاء مجلس السيادة يهنئون المنتخب القومي لكرة القدم    بالصورة.. المريخ يواصل تدعيم صفوفه بالصفقات الأجنبية ويتعاقد مع الظهير الأيسر العاجي    صالون لتدليك البقر في إندونيسيا قبل تقديمها أضحية في العيد    بعرض خيالي .. الاتحاد يسعى للظفر بخدمات " محمد صلاح "    غوغل تختبر ميزات جديدة لمكافحة سرقة الهواتف    "أشعر ببعض الخوف".. ميسي يكشف آخر فريق سيلعب لصالحه قبل اعتزاله    امرأة تطلب 100 ألف درهم تعويضاً عن رسالة «واتس أب»    القصور بعد الثكنات.. هل يستطيع انقلابيو الساحل الأفريقي الاحتفاظ بالسلطة؟    "فخور به".. أول تعليق لبايدن بعد إدانة نجله رسميا ..!    الهروب من الموت إلى الموت    ترامب معلقاً على إدانة هانتر: سينتهي عهد بايدن المحتال    شرطة مرور كسلا تنفذ برنامجا توعوية بدار اليتيم    4 عيوب بالأضحية لا تجيز ذبحها    قصة عصابة سودانية بالقاهرة تقودها فتاة ونجل طبيب شرعي شهير تنصب كمين لشاب سوداني بحي المهندسين.. اعتدوا عليه تحت تهديد السلاح ونهبوا أمواله والشرطة المصرية تلقي القبض عليهم    نداء مهم لجميع مرضى الكلى في السودان .. سارع بالتسجيل    شاهد بالفيديو.. الراقصة آية أفرو تهاجم شباب سودانيون تحرشوا بها أثناء تقديمها برنامج على الهواء بالسعودية وتطالب مصور البرنامج بتوجيه الكاميرا نحوهم: (صورهم كلهم ديل خرفان الترند)    الإمارات.. الإجراءات والضوابط المتعلقة بالحالات التي يسمح فيها بالإجهاض    الإعدام شنقاً حتى الموت لشرطى بإدارة الأمن والمعلومات    اللعب مع الكبار آخر قفزات الجنرال في الظلام    نصائح مهمة لنوم أفضل    إغلاق مطعم مخالف لقانون الأغذية بالوكرة    شرطة بلدية القضارف تنظم حملات مشتركة لإزالة الظواهر السالبة    التضخم في مصر.. ارتفاع متوقع تحت تأثير زيادات الخبز والوقود والكهرباء    إجتماع بين وزير الصحة الإتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    أمسية شعرية للشاعر البحريني قاسم حداد في "شومان"    عودة قطاع شبيه الموصلات في الولايات المتحدة    محمد صبحي: مهموم بالفن واستعد لعمل مسرحي جديد    خطاب مرتقب لبايدن بشأن الشرق الأوسط    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    من هو الأعمى؟!    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خفايا المؤامرة الإمبريالية الكبرى لنهب بترول الجنوب!!( 3-3) .. بقلم: أبوبكر يوسف إبراهيم
نشر في سودانيل يوم 10 - 09 - 2011


بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:(هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية
هذا بلاغ للناس
بقلم: أبوبكر يوسف إبراهيم*
نواصل في ختام هذه الحلقة وهي الأخيرة التعرض لنظرية المؤامرة التي يراد إجهاضها ومحوها من عقول الأمم المستضعفة وهذا الهدف هو في الأصل جزء من المؤامرة ذاتها وظف له الغرب كثير من وسائل الإعلام العربية والإسلامية زكثير من النخب العلمانية من يتامي الاتحاد السوفيتي السابق الذي بإنهياره أصبح لا ملجأ لهم إلا قبول المهام المشبوهة التي يعرضها عليهم الغرب حتى ولو كانت ضد مصلحة بلدانهم وأمتهم. فلنتابع الآن ما انقطع من موضوعنا:
25) يعرف انه عندما تم انتخاب الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في المرة الأولى وتم تقلده منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ركز في بداية حكمه على مسالة النفط البديل بشدة فهو رجل نفط ونائبه ديك شيني رجل نفط أيضا وقد كان يوما ما جورج بوش حاكما لولاية نفطية هي تكساس ويقول العديد من المتابعين لبداية حكمه انه كان كثير الحديث عن النفط وعن أسعاره ويشهد له بالمتابعة اللصيقة بالتطورات في هذا المجال .. وقد استمع في أكثر من مناسبة صدرت عن مؤسسات أمريكية مستقلة حديث عن ضرورة الاستغناء عن البترول العربي والخليجي لما يمثله ذلك من تهديد للأمن القومي الأمريكي متحججين بان الخصوصية التي تمتاز بها المنطقة العربية والخليجية من ارتباط مباشر بالقضية الفلسطينية تجعل القرار الأمريكي في حرج دائم لان الموقف الأمريكي معروف للجميع انه مساند للكيان الصهيوني ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يغير من هذه الاستراتيجية وهذه النظرة في التعامل مع المتغيرات السياسية على الساحة الدولية وعلى ذات الصعيد وبينما كانت ردود الأفعال تترى على الاتفاق المبدئي بين الحركومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان ، كان مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية والتر كانشتاينر يزور غرب القارة وتحديدا نيجيريا، أنجولا والجابون، وهي للصدفة البحتة دول نفطية لكن أهمية الزيارة تكمن في جانب آخر يتمثل في نظرة الإدارة الأمريكية إلى تلك المنطقة تحديدا وإمدادات النفط من القارة الأفريقية للسوق الأمريكية من بعد دراسات عديدة سبقت أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
26) كانشتاينر الذي كان قد صرح في إحدى المرات أن نفط أفريقيا أصبح يشكل أهمية قومية استراتيجية للولايات المتحدة وأن هذه الأهمية تتزايد بمرور الزمن كان من خلال زيارته هذه للقارة الأفريقية ينفذ بداية الاستراتيجية الأمريكية الجديدة فيما يتعلق بتنوع مصادر البترول وإبعاد الولايات المتحدة من مسلسل الضغوط النفسية والسياسية والاقتصادية من قبل العرب والمسلمين بقيادة المملكة العربية السعودية (حسب ما تررده دائما مؤسسات اللوبي الصهيوني ) .. هذه الأهمية فصلها تقرير آخر لمجموعة African Oil Policy Initiative Group، وهي مجموعة تضم عددا من أركان الصناعة النفطية مع تواجد لبعض الإدارات الحكومية، ومع أنها لا تحمل صفة رسمية ، إلا أن صلتها وثيقة بدوائر القرار بدليل أن هذه المجموعة طرحت كتابا أبيض لمقترحات للإدارة كي تتبناها. وكان من المتحمسين لحضور المؤتمر الصحافي الذي طرحت فيه الخطوط العريضة لهذا الكتاب الأبيض كانشتاينر نفسه.
27) وذات االمجموعة اقترحت على إدارة الرئيس جورج بوش أن تقوم بتشجيع عمليات التنقيب عن النفط عبر القارة الأفريقية، وأن تعلن أن منطقة خليج غينيا منطقة حيوية للمصالح الأمريكية، وأن تستصحب إعلانها هذا بإقامة وجود عسكري نشط عبر إنشاء قيادة فرعية لخدمة هذه المنطقة وقد تم ذلك بالفعل من خلال توقيع اتفاقية جبال النوبة السودانية والتي بموجبها أصبح لأمريكا وجود أمريكي في المنطقة رغم نفي الحكومة السودانية .
هذا التوجه استند على حالة التصاعد التي بدأت طلائعها في الصناعة النفطية الأفريقية منذ انتهاء فترة الحرب الباردة، عندما فتحت الكثير من الدول الأفريقية أبوابها أمام استثمارات الشركات الأمريكية، وساعد في ذلك التطور التقني حيث يمكن للحفارات أن تعمل في البحار وعلى عمق ثمانية آلاف قدم، إضافة إلى أن تلك المنطقة تواجه الساحل الشرقي للولايات المتحدة، الأمر الذي يعطيها ميزة قرب جغرافي تنافس بها منطقة الشرق الأوسط.
28) الاعتقاد السائد أن هذا الاهتمام المتعاظم بنفط أفريقيا يعود بصورة رئيسية الى التغييرات التي شهدها العالم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية ، بروز السودان كدولة بترولية يمكن أن تكون مصدرَا مهما لحاجة أمريكا للنفط , وتنامي الدعوات لتنويع مصادر الإمدادات النفطية الأجنبية التي تعتمد عليها الولايات المتحدة، خاصة وأن منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر خزان الإمداد الرئيسي أصبحت موبوءة بمناخ معاد للولايات المتحدة يمكن أن يؤثر على تدفق إمداداتها كما حدث من قبل. الميزة التي تتمتع بها الدول الأفريقية النفطية، من وجهة نظر هؤلاء، انها متفرقة لا يضمها رابط تاريخي أو ثقافي مشترك، الأمر الذي يجعلها أبعد من تتضامن لتبني سياسة نفطية موحدة مثلما تفعل أوبك مثلا في قضايا الإنتاج والأسعار، كما أنها أقل عرضة لحدوث اضطرابات سياسية فيها في وقت واحد، خاصة لعدم وجود قضية ذات بعد عاطفي كما هو الحال مع الدول النفطية الشرق أوسطية والقضية الفلسطينية. علاوة على ان المنظمات الكنسية المؤيدة لأمريكا تنشط في القارة الإفريقية طولا وعرضا و يقل النشاط الإسلامي في القارة الأفريقية ..
29) وفي ختام جولته تلك عقد كانشتاينر مؤتمرا صحافيا سئل فيه إذا كانت جولته تهدف إلى تشجيع إيجاد بدائل أفريقية لنفط الشرق الأوسط فرد بما معناه أن السوق النفطية العالمية متطورة بما فيه الكفاية، وأن عوامل الأسعار ومنافذ الترحيل والنقل تحدد من يشتري ممن، مضيفا انه في الوقت الذي تمثل فيه الإمدادات النفطية الأفريقية 15 في المائة من واردات النفط الأجنبي إلى السوق الأمريكية، فانه خلال العامين أو ثلاثة المقبلة فان النسبة سترتفع إلى 18 أو 20 في المائة ثم ترتفع مع مرور الأيام إلى أكثر من ذلك كثيرا ، كما تشير التوقعات، لكن عوامل السوق هي التي ستحكم في النهاية. واللاعبون الأساسيون من تجار النفط وشركاته سيحددون اتجاهات السوق حسب بيئة العمل التي تناسبهم والربحية التي يمكنهم تحقيقها.
30) السودان والوضعية الجديدة: يعرف انه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر تغيرت الأمور كثيرا على ما كانت عليه والسودان لا يتجزأ من العالم الكبير الذي تأثر بشكل أو أخر اتاح الفرصة المؤاتية للولايات المتحدة الأمريكية ان تضع يدها على السودان وبذلك تتقدم الاستراتيجية الأمريكية إلى نقطة أكثر تقدما من ذي قبل مكن للإدارة الأمريكية بقيادة جورج بوش الابن العديد من النجاحات لصالح الولايات المتحدة أجملها في الآتي:
حل مشكلة الجنوب السوداني
تحديد من يحكم السودان.
تأمين موارد السودان لصالحها.
فتح قواعد جديد في القرن الإفريقي – قواعد عسكرية واقتصادية بالدرجة الأولي لتلعب أدوارا شتي في المخطط الاستراتيجي الأمريكي ويعرف أن المنطقة غنية بالبترول مع ملاحظة قرب انتهاء ونضوب البترول الخليجي
تأمين المياة العذبة للكيان الصهيوني , كما أن وضع أمريكا يدها علي السودان يجعل من إسرائيل دولة صناعية كبري من خلال الأراضي السودانية البكر وفتح أسواق جديدة للموارد والصناعات الإسرائيلية في القارة الأفريقية. ووفقا للتقديرات التي أوردها المبعوث الرئاسي الأمريكي جون دانفورث حول حجم احتياطي النفط في السودان وتقديره له ما بين مليار الى أربعة مليارات برميل، فان هذا الاحتياطي يضع السودان في المرتبة الرابعة أفريقياً ان لم ينافس الكونغو على المرتبة الثالثة من ناحية الاحتياطيات، علما بأن التركيز حتى الآن على الاكتشافات التي قامت بها شيفرون في السابق، بينما المسئولون السودانيون يتحدثون عن وجود شواهد بترولية في كل واحدة من ولايات السودان الستة والعشرين، وهو ما ينتظر السلام لتتدفق الشركات الأجنبية باستثماراتها ومعداتها، وليس البترول فحسب بل هناك حديث كان قد أثاره احد ضباط الأمن في عهد الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري ان الخبراء الأمريكان عندما جاءوا إلى السودان لاكتشاف النفط فيه اكتشفوا أيضا كميات هائلة من اليورانيوم من النوعية النادرة الوجود مع شكوك بان الولايات المتحدة استغلت انشغال السودانيين بالحروب الأهلية وبمساعدة الحدود الشاسعة والممتدة استخرجت اليورانيوم وصدرته إلي أمريكا والذي لا يمكن نفيه ان أمريكا تعلم علم اليقين أن الأراضي السودانية البكر تخفي بداخلها كنوز قل أن توجد مثلها في الدول المحيطة به من الدول العربية والأفريقية..
وكان مهندس السلام المستر دان فورث كان قد صرح في بداية المرحلة الاولى للاتفاق السوداني قائلا " أن تحقيق السلام يمكن أن يحول السودان إلى دولة نفطية مهمة ولكنه لم يكشف عن دور الشركات الأمريكية التي زارت السودان سرا وجهرا لتحديد لعب دور كبير في المرحلة القادمة"
. ومما يجدر ذكره ان السودان ولأسباب تاريخية يصنف ضمن مجموعة الدول الأفريقية جنوب الصحراء، وهنا يمكن لعامل الجغرافيا أن يلعب دورا في ضمه لأي من هذه المجموعات. أحد الخيارات أن ينضم الى مجموعة غرب القارة مع المنتجين الآخرين مثل نيجيريا، وأنجولا والجابون. فحقول النفط توجد في الداخل بعيدا عن منافذ التصدير، وإذا كان السودان يصدر نفطه من خلال ميناء بشائر على ساحل البحر الأحمر وبواسطة خط أنابيب بامتداد 1610 كيلومترات ، فإن مد خط أنابيب من مناطق الإنتاج الى تشاد ليرتبط بالخط الذي يحمل النفط التشادي عبر الكاميرون وبامتداد 1050 كيلومتراً يمكن أن يصبح خيارا بنفس المسافة أو أقل مع الفارق أن النفط المنقول عليه سينتهي في غرب القارة في مواجهة الساحل الشرقي للولايات المتحدة مباشرة ,علاوة على ان السودان يمكن ان يسهم مستقبلا في مساعدة اثيوبيا وارتيريا في مجال النفط سواء بالتنقيب او بمد الأنابيب لتدفق النفط السوداني مما يساهم في التنمية الشاملة التي وضعت صورتها منظمات الامم المتحدة والتي وجدت انه لا مكان غير السودان بالنسبة لجيرانه في المساعدة بل الخروج من نفق المجاعات الي بر الامان بالتنمية المستدامه وبرعاية غريبة ايضا تخدم المصالح الأمريكية.
31) النفط الإفريقي واستراتيجية تغييب البعد العربي : وفي نظرة سريعة إلى خريطة القارة الأفريقية توضح التقارب الجغرافي للدول الأفريقية جنوب الصحراء المنتجة للنفط. فهناك أولا نيجيريا في غرب القارة تليها إلى الشرق منها الكاميرون، ثم إلى الجنوب منها غينيا الاستوائية، ثم الجابون، والكنغو وأنجولا، وهو ما يعطي معنى لمقولة أن خليج غينيا الذي تطل عليه هذه الدول يمكن أن يصبح منطقة إمداد رئيسية للنفط الخام للولايات المتحدة، خاصة إذا وضع في الاعتبار عامل القرب الجغرافي للساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية. ونبدأ بنيجيريا التي تعتبر أكبر منتج للنفط في القارة، اذ تضخ حاليا 1.7 مليون برميل يوميا بسبب قيود أوبك على الإنتاج، وهو ما يمكن أن يصبح قضية في اجتماع المنظمة الشهر المقبل. وتذهب من هذا الكميات حوالي 875 ألف برميل يوميا الى الولايات المتحدة، مما يجعل نيجيريا خامس مصدر للنفط الخام إلى السوق الأمريكية أو ما نسبته 9.7 في المائة من إجمالي الواردات الأمريكية من النفط الأجنبي. وهناك أيضا أنجولا التي تعتبر ثاني أكبر منتج في القارة بإنتاجها الذي يبلغ في المتوسط 750 ألف برميل يوميا تصدر 40 في المائة منها الى الولايات المتحدة لتصبح تاسع مزود لواشنطون بالنفط الخام، ثم تأتي الجابون في المرتبة الثالثة، وهي منتج قديم صغير يتراوح إنتاجها في حدود 330 ألف برميل ، تصدر منه للولايات المتحدة ما نسبته 44 في المائة من إنتاجها. أما رابع المنتجين فهو الكنغو، ورغم بدئه الإنتاج منذ الخمسينات، إلا أن إجمالي إنتاجه لا يصل الى 270 ألف برميل يوميا يصدر منها الى السوق الأمريكية 38 ألفا مما يجعله يحتل المرتبة 18 في قائمة الدول التي تصدر النفط الخام الى الولايات المتحدة، ثم الكاميرون التي تأتي في المرتبة الخامسة في قائمة المنتجين الأفارقة وإنتاجها في حدود 85 ألف برميل يوميا، وأخيرا غينيا الاستوائية، التي بدأت تبرز خلال السنوات الخمس الأخيرة كمنتج له وزنه في ميدان الغاز الطبيعي ووفرة الكهرباء، الأمر الذي ستكون له انعكاساته الإقليمية أكثر من كونها منتجا رئيسيا للنفط الخام.
32) دور اللوبي الصهيوني في إبعاد البعد العربي من السوق الدولية للنفط:المنطقة العربية في النظرة الأمريكية تمثلها حقيقة المملكة العربية السعودية لاعتبارات عديدة أهمها النفط ومع زيادة الرغبة الشعبية الخليجية العارمة في ابعاد القوة العسكرية الامريكية من المنطقة لما سببته من مشاكل للعرب والمسلمين جعل الولايات المتحدة الأمريكية في تعاملها مع المملكة العربية السعودية تخفي أحقادها وضغائنها وراء ظهرها وما جاء مسئول سعودي رفيع المستوى إلا وكتبت صحف "اللوبي" اليهودي في أمريكا بتشجيع من الإدارة الأمريكية عن أوضاع حقوق الإنسان المزعومة في السعودية الدور الكبير الذي آلت على نفسها السعودية ان تلعبه في . وكل هذا بسبب مساعدة العالم الإسلامي في كافة الجوانب الاجتماعية والتعليمية والدعوة الإسلامية التي هي مربط الفرس في "أجندة" العداء الغربي للمملكة التي ترى أن هذا واجبها. في حين أن أولويات الرئيس بوش بالنسبة إلى المنطقة هي "النفط ثم النفط ثم النفط" وأخيرا أمن إسرائيل. وقد وصف مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق لشئون الشرق الأوسط ادوارد جيرجيان العلاقات السعودية الأمريكية بأنها استراتيجية ومهمة للجانبين. مع اشتداد المواجهات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كانت تصريحات المسئولين السعوديين تثير حنق رئاسة الوزراء الإسرائيلية باعتبار أن المملكة تمثل الثقل العربي علاوة على مكانتها الرمز..
استطاع الإعلام أن يسخّف من فكرة وجود مؤامرة على الأمة الإسلامية إلى حد بعيد، خصوصا مع ذلك الوهج الذي حظي به الإعلام في العقد الأخير. حيث باتت وسائل الإعلام هي السيد المسيطر على عقول البشر، والعامل الرئيس في فرض رؤيتهم للأشياء.
33) نظرية المؤامرة بين الصحة والنفي: الواقع أنَّ المؤامرات بقصد المكر بالخصوم والنيل منهم هي جزء من طبيعة البشر منذ أن عُهِدَ لهم وجود اجتماعي على الأرض. ولا يعني هذا أنّ المؤامرة تقف وراء كل تصرف أو كل حدث يقع في الدنيا، ولكنه من الخطأ تماما تجاهلها عند وجود دواع لها وشواهد عليها، وخاصة إذا ما تضافرت الأدلة معا مشيرة إليها كما هو الحال في كثير من الأحداث القائمة في عالمنا اليوم. والفيصل بين صحة أيّ حكم من زيفه، هو توفر الدليل الذي يرشد إلى تحديد طبيعة الحدث، أسبابه، والظروف المحيطة به. وبدون ذلك تختلط الأمور، ولا يعُد ممكنا التمييز بين الحكم الصحيح من الفاسد.
وبما أنّ موضوع تآمر الغرب على الأمة الإسلامية والعربية والأفريقية ، هو أهم المواضيع المثارة وأكثرها حساسية لدى الحديث عن نظرية المؤامرة، رأيت ضرورة الوقوف عليه وتجليته تحديدا وأنا أعرض للمؤامرة الكبرى لنهب بترول جمهورية السودان ودولة جنوب السودان الوليدة.
كنت قد شهدت لقاء جمع عددا من المثقفين والأكاديميين، كان محور اللقاء فيه: هو الفرق بين الحضارة والمدنية، وقد تعرضت شخصيا للنقد الشديد من بعض الحاضرين من أصحاب الفكر والقلم، عندما قلت أن المدنية والتي تتناول الأشكال المادية عموما وتتضمن أنواع التكنولوجيا المختلفة هي مما ينبغي على الأمة الإسلامية والعربية تحصيلها، بغض النظر عن مصدرها، شرقية كانت أم غربية، لأنه وكما يقال العلم لا وطن ولا جنسية له، وهو يخضع لمفهوم قول النبي الكريم "أنتم أدرى بشؤون دنياكم". إلا أنّ الغرب يريد أن يلزمنا بتجرع ثقافته وحضارته التي نمتلك منها ما يكفينا وما يثرينا عن اللهاث وراءه بدلا من تزويد أمتنا بما ينفعها ويدفع عجلة التطور المادي فيها إلى الأمام. بل يسعى الغرب حثيثا على ضمان حرمان الأمة ومنعها من تحقيق التقدم التقني والعلمي اللازمين لها للحاق بركب التطور المادي العالمي ولردم الهوة الواسعة بين الشرق والغرب.
نعم لقد رأيت وجوها تمعرّت وتغير لونها عند إنهائي لمداخلتي، وبدأ بعضهم بشن هجوم عاصف يزبد فيه ويرغي على القائلين بأن الغرب يتآمر على الأمة وأن علينا إزالة هذه الفكرة من نفوسنا وعقولنا، والكفّ عن إلقاء التهم جزافا على الغرب.
ولحسن الحظ أن وزيرا سابقا من أرض النيلين كان حاضرا ذلك المجلس فقال: أنا لا أريد أن أدخل في محاكمة نظرية المؤامرة، ولكن في نفس الوقت أود أن أدلو ببعض تجاربي بهذا الصدد، كوني كنت في مركز يسمح لي برؤية الأمور بشكل دقيق:
فقد شاركت بمؤتمر عالمي، عقد إثر انهيار الاتحاد السوفياتي للتقنيات والتحديث التكنولوجي، وعلى الرغم من التكلفة الباهظة لدخول المؤتمر والتي بلغت آنذاك 50000 دولار لأي مشارك من العالم الثالث، في نفس الوقت الذي كانت فيه مجانية للمشاركين من أوروبا ولمندوبي الشركات والجامعات الغربية، فقد منحتني حكومتي المبلغ المذكور، وكنت شاهدا في المؤتمر على قراراته والتي كانت ملخصة في ثلاثة نقاط محورية هي:
ضرورة بذل الدول الغربية كل الإمكانيات المتوفرة لمنع تسرب أي من العلماء في الاتحاد السوفياتي سابقا والذين يقدرون بحوالي 11000 عالما إلى أي من بلدان العالم الإسلامي وخصوصا البلدان العربية.
على الشركات التقنية في العالم الغربي إبقاء بحوثها أمينة ومحروزة بعيدة من أن تصل إليها أيدي الدول العربية والإسلامية.
عدم نقل التكنولوجيا إلى العالم العربي والإسلامي ولو لم تكن مرتبطة بالسلاح ومتعلقاته.
كما أضاف في معرض حديثه أنه في بدايات اكتشاف النفط في التسعينيات في السودان، قامت الحكومة برصد ميزانية لشراء مصاف نفطية من ايطاليا حتى تستفيد من عوائد النفط بشكل أفضل، وقد قامت الحكومة آنذاك بعقد اتفاقية مع شركة ايطالية وبإشراف مباشر من الحكومة الإيطالية، ودفع لها المبلغ اللازم لنقل المعدات، وبعد 8 سنوات من المماطلة تمّ إلغاء الصفقة تماما بدلا من الوفاء بمستحقات العقد!
كما كان الوزير قد سبق وأعطى مثالا وقع معه أثناء عقد مؤتمر في مصر بخصوص التعاون بين مصر والسودان في الشؤون الزراعية، فعرض قائلا للفريق المصري أنّ نيل السودان طويل وأراضيها خصبة تنفع تماما لزراعة القمح، وبالتالي نعقد اتفاقا نزود مصر بقمح السودان فقيل له "هص...إلا القمح، دى بتاع غيرنا اللي فوق، منقدرش نتحدث فيه، فقفل على الموضوع لو سمحت".
ولن أزيد كثيرا على تلك النماذج الصارخة السابقة الذكر، إلا بعضا مما هو مستفيض بين عموم المسلمين للدلالة على ما أذهب إليه:
فمن هدم دولة الخلافة الإسلامية التي كانت رمز وحدة الأمة ومكمن قوتها، والتي وقفت بالمرصاد لبيع فلسطين لليهود، سوى بريطانيا وفرنسا!؟
ومن قسّم بلاد المسلمين ووضع بينها حدودا وهمية تقسم العشيرة والعائلة الواحدة بين سوري ولبناني وسعودي وعراقي سوى بريطانيا وفرنسا!؟
ومن دعم دولة إسرائيل وأمدّها بالمال والسلاح لفرض هيمنتها وترسيخ وجودها في العالم الإسلامي إلا أمريكا وبريطانيا!؟
ومن احتل العراق وانتهك حرماته وهدم مساجده ونهب ثرواته سوى أمريكا وبريطانيا!؟
ومن ارتكب تلك المجازر الوحشية في أفغانستان والشيشان وشرد أهاليهما سوى روسيا سابقا وأمريكا وحلفاؤها لاحقا!؟
ومن الذي يدعم حكومات الطغيان في البلاد العربية وفي آسيا الوسطى وفي عموم الشرق الأوسط الكبير سوى أمريكا وبريطانيا وفرنسا كل بحسب تبعية هذا الحاكم أو ذاك له!؟
ومن الذي يمنع تلك الجيوش الجرارة في العالم الإسلامي من الانقضاض على دولة إسرائيل وإنهاء عربدتها في فلسطين، ومن يشلهم عن نصرة أهل الفلوجة الميامين الأبطال إلا جلاوزة الغرب في بلاد المسلمين!؟
وخلاصة القول هي إن كل ما سبق يضع بصمة لا يمكن تجاهلها على عداوة الغرب وخصومته وتآمره على الأمة الإسلامية، محاولا إبقاءها كسيحة مع أنها أعز الأمم، تتضور جوعا وهي أغنى الأمم، مجزأة مبعثرة مفككة الأوصال وقد وحدها ربها بقوله "وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون".
إن تآمر الغرب على الأمة الإسلامية هو حقيقة واضحة لا لبس فيها ولا مراء، ولن يستطيع المضبوعون بالغرب وثقافته والخاضعون لإرادته من إخفاء الشمس في صدر السماء في يوم صيف مشرق.
ومن هنا كانت وسائل الإعلام تحاول العبث في عقول أبناء الأمة، محاولة تدجينهم مع واقعهم، تدفعهم لتصور أن الغرب متقدم بسبب ذكائه وحسن فهمه ونشاط حركته وعلو همته، وأن المسلمين والعرب متخلفون بسبب بلادتهم وكسلهم ورغبتهم في رمي مشاكلهم على ظهور الآخرين. ومن يدري، فلعلّ هذا التوجه من وسائل الإعلام هو جزء من المؤامرة وهو ما تشير إليه أدلة كثيرة لا يتسع المقام لسردها الآن، وقد تأتي تباعا في مقالات أخرى. ولا يعني هذا أن كل شيء يحصل في الكون ناتج عن المؤامرة، أبدا ليس هذا هو المقصود، إنما حيث توفر الدليل لزم إصدار الحكم المناسب، وإلا بات الأمر مجرد عبث لا طائل منه.
إنتهى..
عضو رابطة الاعلاميين بالرياض


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.