صحة الانسان هي اغلى ما يملك وهي بالفعل كما القول السائر (تاج على رأس الأصحاء لا يراه الا المرضى)، والسلامة الصحية تقتضي كيفية استعمال الدواء والعلاج الموصوف بواسطة الطبيب المختص، وعدم استعمال أي دواء الا بتعليمات الطبيب وحسب الارشادات، وهذا ليس من قبيل (المبالغة) او (المغالاة) ولكن ذلك من صميم اساسيات العلاج، ذلك لأن أجسام البشر تختلف في نواحى كثيرة مثل الوزن والعرق (الجنس) والوراثة والقابلية للمرض وقوة المناعة ودفاعات الجسم وتحمله، لذلك تتفاوت ردود الفعل لكل جسم فيما يتعلق بتعاطي الدواء وما يجري من تفاعلات والأعراض التي تعرف بالآثار الجانبية وهي يتفاوت حدوثها وحدتها وفقا للمعطيات الخاصة بكل شخص وبحسب الامراض التي قد يعاني منها، مثل الأمراض المزمنة مثل (السكر وضغط الدم المرتفع). لذلك فقد حرص مجلس وزراء الصحة العرب واتحاد الصيادلة العرب على أن تتضمن كل عبوة دواء تصرف من جميع الصيدليات قصاصة (ورقية) تحتوي على التعليمات التالية: ان هذا دواء الدواء مستحضر يؤثر على صحتك والستهلاكه خلافا للتعليمات يعرضك للخطر. اتبع بدقة وصفة الطبيب وطريقة الاستعمال المنصوص عليها وتعليمات الصيدلي الذي صرفها لك. الطبيب والصيدلي هما الخبيران في الدواء وفي نفعه وضرره. لا تقطع مدة العلاج المحدد لك من تلقاء نفسك. لا تكرر صرف الدواء بدون وصفة طبية. لا تترك الدواء في متناول أيدي الأطفال وعلى الجميع الحرص على اتباع تلك الارشادات الهامة والواجب تطبيقها، فالدواء بالفعل كالسم، بل هو سم يعمل في المرض، ورحم الله الدكتور التجاني الماحي الذي قال: الدواء سم فان لم يجد مرضا يعمل فيه فانه يجد صحة (يعمل) فيها، وأردف قائلا: كثرة الدواء للجسم كالصابون بالنسبة اللملابس ينظفها ولكن يبليها، لذلك علينا عدم استخدام الدواء الا بوصفة طبية، ولأن الجرعة محسوبة فان تجاوز الجرعة الموصوفة له مخاطر وعواقب وخيمة على صحتنا، والجرعة تختلف من شخص لآخر، وهنا تحضرني طرفة فقد قيل ان احدهم (أمي) كما أنه يجهل مفعول الدواء، طلب منه الصيدلي تناول قرص (حبة) واحد في اليوم، ولكنه أخذ ثلاثة اقراص (حتة واحدة) فانتابته نوبة (هبوط) وهرع به الى (الطوارئ) أي الاسعاف، وبعد العلاج سأله الطبيب لماذا خالفت تعليمات الصيدلي واخذت ثلاثة حبات؟؟؟ فما كان منه الا ان رد على الطبيب بكل براءة: والله يادكتور قلت أكتر العلاج علشان اتعافي بسرعة، عليه يجب التقيد بالجرعة ووقتها، قبل/بعد الأكل، كما أنه ينصح بتناول العلاج (الأقراص) مع كمية كافية من الماء، وقد قرأت ذات مرة كلام غريب ارجو ان يفتينا فيه الأخوة الصيادلة والأطباء وهو أن تناول الفلفل الحار (الشطة) قبل تعاطي العلاج بقليل يعمل على تفعيل دور الدواء ويزيد من مفعوله، فهل هذه المقولة صحيحة؟؟؟؟؟ وفي الوقت نفسه فان هناك بعض المشروبات تثبط وتبطل مفعول الدواء، وقد اكتشفت تلك الحقيقة أثناء اصابتي بالملاريا، فقد علمت ان (العرديب) حسب تجربة ناس السودان يستعمل كعلاج فعال للملاريا، فكنت وأنا بالمستشفى بالسعودية اتناول كميات كبيرة منه، مما أدى الى بطلان مفعول العلاج، ولقد جربوا معي عدة علاجات ولكن بدون جدوي، ولم اكتشف تلك (الحقيقة) الا بعد ان قرأت في الصحف السودانية تحذير أو تنبيه من وزارة الصحة لمرضى الملاريا من عدم تعاطي (العرديب) اثناء تناول علاج الملاريا، والسؤال ايضا موجه الى ذوي الاختصاص. كما أن هناك في السودان تصرف قد يعرض الناس للخطر وهو أن يستخدم مريض العلاج الموصوف لمريض آخر لأنه يشتكي من نفس الأعراض التي يعاني منها ذلك المريض، وهذا تصرف خاطئ الى حد كبير وله مخاطر وخيمة ويعرض المرء للخطر لأن تطابق الاعراض لا تعني الاصابة بنفس المرض لتشابه اعراض الأمراض، وهناك من اعتادوا على الاكثار من المسكنات مثل (البنادول) وغيره من المسكنات المتداولة، وتناول المضادات الحيوية (الحلوية) كما يقول بعض الأشخاص البسطاء، لأن عواقبه خطيرة على صحة الانسان وقد يؤدي الى اجهاد الكلى أو اصابتها بالفشل لاسمح الله. وخطورة استخدام وتناول الأدوية دون وصفة طبية أو استشارة طبيبك المختص الذي يشرف على علاجك تكمن في أن هناك بعض الأدوية يمنع تعاطيها مع دواء أخر، فقد يكون المريض يستعمل دواء حسب وصفة معينة ولكنه يتعاطى دواء آخر يتناوله من الصيدلي دون علم طبيبه وقد يتفاعل ذلك الدواء مع الدواء الموصوف داخل الجسم وينتج عن ذلك مادة سامة أو ضارة بصحته. او قد يؤثر ذلك الدواء على ضغط الدم/مستوي السكر في الدم انخفاضا أو ارتفاعا، اذا كان ذلك الشخص مصابا بمثل تلك الأمراض الحساسة لذلك النوع من الدواء. وهناك ما يعرف بمضادات الاستعمال أو (الاستطباب) وهي الحالات التي يمنع فيها استخدام الدواء المعين بواسطة من يعانون أمراضا معينة، وكمثال نقول لا يستخدم (العرديب) كعلاج لمن هو مصاب مثلا يالملاريا أو ارتفاع ضغط الدم، على سبيل المثال فقط، وهذه المعلومات نجدها مضمنة في ورقة استعمال الدواء المرفقة مع علبة أو صندوق الدواء. وهناك نقطة هامة وهي العلاج بالأعشاب والنباتات الطبية، ففي هذه الحالة يجب ايضا أخذ الوصفة من خبير بالأعشاب وعلم التداوي بها مع استشارة الطبيب، لأن المحك هنا هو ليس جدوى العلاج بالاعشاب لكن الأمر الهام هو الجرعة ومدى (سمية) الأعشاب المعنية، وكما هو معلوم فان أي عشب يحتوي على (السم) بنسبة معينة (الا نبات الحرجل الذي يستخدم في السودان فقد قيل انه العشب الوحيد الخالي من أي نسبة سموم، وايضا السؤال موجه لذوي الاختصاص) من السموم وعلى الشخص المريض الذي ينوي العلاج بتلك الأعشاب التأكد من صلاحيتها لحالته وخلوها أو احتوائها على النسبة المسموح بها، كما أن هناك بعض الأدوية ذات المفعول الحساس على الجهاز العصبي فينصح عدم تناولها لمن يريد سياقة سيارة أو تشغيل المعدات الثقيلة وغيرها. وعلى المريض اتباع ارشادات الطبيب المتعلقة بتعاطي مثل تلك الأدوية. عموما ينبغي الحذر والحيطة وعدم التهاون في مسألة تعاطي الدواء بدون وصفة (روشتة) من الطبيب، كما علينا أن نحفظ الأدوية في مكان مأمون حسب التعليمات بعيدا عن متناول الأطفال لتفادي العبث بها وتناولها وتعرضهم لمضاعفات خطيرة نتيجة لتناول جرعات صغيرة أو بيرة منها. وكذا التأكد من صلاحية الأدوية للاستعمال بالاطلاع على النشرة المرفقة مع الدواء أو قراءة تاريخ انتهاء صلاحية الدواء الموضحة في علبة أو قارورة الدواء المصروف. ودمتم معافين سالمين في حفظ الله ورعايته. alrasheed ali [[email protected]]