بسم الله الرحمن الرحيم يوافق اليوم التاسع عشر من نوفمبر من كل عام الإحتفال باليوم العالمي للمراحيض، والذي دشنته المنظمة العالمية للمراحيض في العام 2001م. حيث يتم الإحتفال به في أكثر من 19 دولة عبر أكثر من 51 فعالية يستضيفها المناضلون والدعاة في مجال الصرف الصحي والمرافق الصحية لإذكاء التوعية وشحذ الهمم لإيجاد وتوفير مرافق صحية، بل ومراجعة ومعالجة الآثار النفسية والصحية التي يتعرض لها ويتحملها الفقراء في كثير من الأحيان نتيجة لعدم كفاية أو إيجاد مرافق صحية. إن هنالك أكثر من 2.6 بليون نسمة (2.600.000.000 مليون نسمة) حول العالم يتبرزون في العراء ويحتاجون إلى مرافق صحية وبصورة عاجلة. إن هذه الفعالية تكتسب زخماً وبعدين سياسي وإجتماعي، لهذا تُشحذ لها الهمم من الأعضاء، والشركاء، والمتطوعين، ومنظمات المجتمع المدني، والمجتمع المحلي، والإعلام. يتزامن ذلك أيضاً مع إنعقاد القمة العالمية السنوية للمراحيض والتي بدأت في ذات العام (2001م) في سنغافورة، وتستضيفها هذا العام دولة الصين. كما يتم الاحتفال بها في السودان بغية التذكير وإذكاء روح العمل الجماعي وخلق برامج عمل من قبل بعض منظمات المجتمع المدني المحلي والدولي والامم المتحدة، والجهات الحكومية الرسمية المعنية، والمجتمع المحلي، والاعلام. ومن هذه الجهات الهيئة القومية للمياه، ووزارة الصحة، ووزارة الري والموارد المائية، ومنظمات الأممالمتحدة "اليونسيف" و "منظمة الصحة العالمية" "ومكتب الأممالمتحدة للشئون الانسانية" والتي تعمل مع الشركاء المعنيين للنهوض بهذه المرافق. إنَّ "الصحة العامة وإصحاح المياه" قد تمَّ إدراجها ضمن مقررات أهداف التنمية الألفية الثمانية – البند السابع (ج) بأن يصل عدد السكان والذين لا يجدون مرافق صحية إلى النصف بحلول 2015م. وفي هذا قد عقدت الكثير من المؤتمرات ورفع العديد من الإعلانات وتوقيع الإتفاقيات بهذا الشأن ومن أهمها إعلان إيثكويني والذي تمَّ التوقيع عليه من قبل كثير من الدول الأفريقية ومن بينها السودان في ديربان بجنوب أفريقيا في العام 2008م، والذي نصَّ على تخصيص ميزانية وقدرها 0.5% على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي لخدمات الصرف الصحي. ووفقا للإحصائيات حتى اليوم فإنه لا يزال لدينا في السودان أكثر من النصف من يعانون في إيجاد مرافق صحية تتوفر لديهم ليقضوا فيها حاجتهم، وخاصة في الريف إذ توضح الإحصائيات أن حوالي 75% يعانون من إيجاد مرافق صحية، وفي المدن فإن حوالي 35% لا يزالون يفتقرون إلى خدمات الصرف الصحي، وربما تزداد هذه النسبة بسبب موجات النزوح نحو المدن عند اضطراب الاوضاع الأمنية. إن الحديث عن إيجاد ماء صالح للشرب لا ينفصل عن توفير المرافق الصحية، وكل منهما يكمل الآخر، وكأولوية أساسية في ترسيخ المبادئ الأساسية للصحة العامة وصحة البيئة والقضاء على الأمراض المنقولة (الملاريا، التايفويد، النزلات المعوية،..إلخ)، وأكثرها نتيجة لتلوث المياه أو التبرز في العراء، كذلك الحد من وفيات الأطفال وخاصة من هم دون سن الخامسة نتيجة لإنعدام هذه الخدمات الأساسية. علينا أن نضع هذه القضايا في قائمة الأولويات والسياسات المنوط بها نهضة البلاد وتقدمها، لتصب في المحافظة والإستثمار في هذا الكادر البشري (المواطن) والذي هو رأس المال الحقيقي لبلده من أجل إيجاد حياة كريمة له، والتقدم والازدهار والرفاهية لنا جميعاً ولمستقبل مشرق بإذن الله. والله من وراء القصد يهدي السبيل،،، حنان الأمين مدثر رئيس منظمة المبادرة البيئية للتنمية المستدامة HANAN EL-AMIN MUDDATHIR [[email protected]]