وصف ب"الخطير"..معارضة في السودان للقرار المثير    منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفث: قتل عمال الإغاثة أمرا غير معقول    عثمان ميرغني يكتب: معركة خطرة وشيكة في السودان    والى الخرطوم ينعى نجل رئيس مجلس السيادة "محمد عبدالفتاح البرهان"    قبل قمة الأحد.. كلوب يتحدث عن تطورات مشكلته مع صلاح    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    وفاة "محمد" عبدالفتاح البرهان في تركيا    شاهد بالصورة والفيديو.. فنانة سودانية تحيي حفل غنائي ساهر ب(البجامة) وتعرض نفسها لسخرية الجمهور: (النوعية دي ثقتهم في نفسهم عالية جداً.. ياربي يكونوا هم الصاح ونحنا الغلط؟)    شاهد بالفيديو.. الفنانة شهد أزهري تعود لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي بنيولوك جديد وتقدم وصلة رقص مثيرة خلال حفل خاص بالسعودية على أنغام (دقستي ليه يا بليدة)    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تسخر من الشباب الذين يتعاطون "التمباك" وأصحاب "الكيف" يردون عليها بسخرية أقوى بقطع صورتها وهي تحاول تقليدهم في طريقة وضع "السفة"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    شاهد بالصورة والفيديو.. (فضحتونا مع المصريين).. رجل سوداني يتعرض لسخرية واسعة داخل مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهوره داخل ركشة "توك توك" بمصر وهو يقلد نباح الكلاب    قائد السلام    واصل تحضيراته في الطائف..منتخبنا يؤدي حصة تدريبية مسائية ويرتاح اليوم    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    دعم القوات المسلحة عبر المقاومة الشعبية وزيادة معسكرات تدريب المستنفرين.. البرهان يلتقى والى سنار المكلف    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع قول الله تعالى : (ولا الضالين) .. بقلم: د. عارف عوض الركابي
نشر في سودانيل يوم 22 - 11 - 2011

سورة الفاتحة هي أم القرآن وأفضل سوره ، اختصها الله تعالى بخصائص كثيرة ، وهي السبع المثاني قال تعالى : (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم) وشرع قراءتها في الصلوات ، بل لا صلاة لمن لم يقرأ بها كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام.
ولبعض العلماء كلام جميل في معاني آياتها وتضمنها للمنهج الذي ينبغي أن يسير عليه المسلم في حياته .. مما يزيد الاطلاع عليه في بيان اختيار الله تعالى لها واختصاصها بهذه الخصائص.
وفيها أعظم الأدعية (اهدنا الصراط المستقيم) فسؤال الله الهداية إلى الصراط المستقيم هو أعظم ما يدعو به المسلم ربه عز وجل فعلى ذلك تترتب سعادة الدارين بتوفيق الله تعالى.
وفيها دعاء الله بأن يجنب من يقرأها صراط (المغضوب عليهم) و(الضالين) .. والمغضوب عليهم هم (اليهود) والضالون هم (النصارى) كما ورد تفسير ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام في حديث صحيح بمجموع طرقه وممن صححه شيخ الإسلام ابن تيمية وابن كثير وأحمد محمد شاكر والألباني.
فاليهود ضلوا على علم فقد علموا الحق ولم يتبعوه فغضب الله عليهم ، والنصارى ساروا في معتقداتهم وعباداتهم على جهل فهم ضالون عن الحق واتباعه .
وفي هذا المقال واللذين يلياه أشير باختصار إلى بعض معتقدات النصارى التي تزيد القارئ بينة بأنهم (ضالون) بل غارقون في الضلال كما وصفهم الله تعالى.
فإن من أصول عقيدة النصارى (التثليث) وتفسيره عندهم :
كما في قاموس الكتاب المقدس عندهم : (إله واحد : الأب والابن والروح القدس ، إله واحد ؛ ذات واحدة متساوين في القدرة والمجد ).ويفسرون هذه العقيدة بأن تعليم الثالوث يتضمن ما يلي :1/وحدانية الله .2/لاهوت الأب والابن والروح القدس.3/ أن الأب والابن والروح القدس يمتاز كل منهم عن الآخر منذ الأزل وإلى الأبد.4/ أنهم واحد في الذات والجوهر متساوون في القدرة والمجد.5/ أن بين أقانيم الثالوث تمييزاً في الوظائف والعمل.6/ أن بعض أعمال اللاهوت تنسب في الكتاب المقدس إلى الأب والابن والروح القدس مثل خلق العالم وحفظه، وبعض الأعمال تنسب على الخصوص إلى الأب مثل الاختيار والدعوة ، وبعض الأعمال تنسب خصوصاً إلى الابن مثل الفداء ، وبعض الأعمال تنسب خصوصاً إلى الروح القدس مثل التجديد والتقديس.
والذي يتضح من حكاية النصارى لعقيدتهم في الثالوث ما يلي :
يزعمون أن (وحدانية) الله حقيقية وكذلك (تثليثه) حقيقي!! فهو واحد حقيقي وهو في الوقت نفسه ثلاثة حقيقة!! حيث يتميز كل واحد من هؤلاء الثلاثة بأعمال ومميزات ليست من مميزات الآخر ، وهم في نفس الوقت واحد في ذاتهم ؛ أي لهم ذات واحدة!!! وهم متساوون في قدرتهم ومجدهم ، ولم يسبق أحد منهم الآخر في وجوده!!!
إنه شيء محير جداً !!
يقول القس توفيق جيد في كتابه (سر الأزل) : (إن الثالوث سرٌ يصعب فهمه وإدراكه . وإن من يحاول إدراك سر الثالوث تمام الإدراك كمن يحاول وضع مياه المحيط كلها في كفه).!!
ويقول باسليوس إسحق في كتابه(الحق): (أجل إن هذا التعليم عن التثليث فوق إدراكنا ولكن عدم إدراكه لا يبطله).
والنصارى يحاولون جاهدين وباستماتة أن يثبتوا أن التثليث لا يناقض الوحدانية !! وقد ألغوا عقولهم بذلك وأعموا أبصارهم ، فإن الفارق بين التوحيد والتثليث أكبر من الفارق بين السماء والأرض ، ولذلك فقد شهد بعضهم بالحيرة في هذا الاعتقاد .
يقول القس بوطر إضافة لما سبق كما في كتاب (المسيحية لأحمد شلبي) : (قد فهمنا ذلك على قدر عقولنا ، ونرجو أن نفهمه أكثر جلاء في المستقبل حين ينكشف الحجاب ... وأما في الوقت الحاضر ففي القدر الذي فهمناه كفاية).!!
وصدق الله تبارك وتعالى حيث قال : (فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ). حقاً إنهم قد ضلوا كثيراً وهذه معتقداتهم تشهد عليهم بذلك .
((قصة طريفة)) :
قال الشيخ رحمة الله العثماني في كتابه القيم (إظهار الحق) : (أنه قد تنصر ثلاثة أشخاص وعلمهم بعض القسيسين العقائد الضرورية سيما عقيدة التثليث ، وكانوا في خدمته فجاء محب من أحباء هذا القسيس وسأله عمن تنصر؟ فقال: ثلاثة أشخاص تنصروا ، فسأل هذا المحب : هل تعلموا شيئاً من العقائد الضرورية ؟ فقال : نعم ، وطلب واحداً منهم ليرى محبه ، فسأله عن عقيدة التثليث ، فقال : إنك علمتني أن الآلهة ثلاثة أحدهم الذي هو في السماء ، والثاني تولد من بطن مريم العذراء ، والثالث الذي نزل في صورة الحمام على الإله الثاني بعدما صار ابن ثلاثين سنة ، فغضب القسيس وطرده ، وقال :هذا مجهول ، ثم طلب الآخر منهم وسأله فقال : إنك علمتني أن الآلهة كانوا ثلاثة وصلب واحداً منهم فالباقي إلهان ، فغضب عليه القسيس أيضاً وطرده ، ثم طلب الثالث وكان ذكياً بالنسبة إلى الأوليْن فسأله فقال : يا مولاي حفظت ما علمتني حفظاً جيداً وفهمت فهماً كاملاً بفضل الرب المسيح ، أن الواحد ثلاثة والثلاثة واحد وصلب واحد منهم ومات فمات الكل لأجل الاتحاد ولا إله الآن !! وإلا يلزم نفي الاتحاد)أ.ه
وإن النصارى مع حيرتهم في اعتقادهم بالتثليث إلا أنهم ليس لديهم دليل يستدلون به عليه ، وإنما يتحججون بما هو أوهى من خيوط العنكبوت.
وقد ابتدع النصارى هذه العقيدة واخترعوها في عصور متأخرة، وقد (استوردوها) من الأديان (الوثنية) التي كانت تحيط بهم ، فإن من المعلوم أن (التثليث) كان منتشراً في كثير من المناطق قبل أن يدعيه النصارى.
لقد كان (البابليون) هم أول من قال بالثالوث وذلك في الألف الرابع قبل الميلاد ، فجعلوا الآلهة مجموعات وكل مجموعة ثلاثة!!
وتدل الرموز التي اكتشفت عن الثالوث المقدس عند (قدماء المصريين) على مشابهته تماماً للثالوث النصراني سواء في عدد الأقانيم أو في خاصية كل أقنوم منها .
ويقرر بعض الباحثين وجود تشابه كبير بين الثالوث (الهندي) والثالوث النصراني .
وجاء في الكتب (الصينية) أن أصل كل شيء واحد وهذا الواحد الذي هو أصل الوجود اضطر إلى إيجاد ثانٍ والأول والثاني انبثق منهما ثالث ومن هذه الثلاثة صدر كل شيء.
وكان (الفرس) يعبدون إلهاً مثلث الأقانيم مثل الهنود تماماً ، وأيضاً (التتر الوثنيون) عبدوا إلهاً مثلث الأقانيم وعلى أحد نقودهم الموجودة في متحف بطرسبرج صورة هذا الإله المثلث الأقانيم.
وبالتالي فإن من الأمور الواضحة جداً أن مصدر هذه العقيدة الباطلة من (الوثنيين الضالين) قبل النصارى ، وقد حذر الله تبارك وتعالى النصارى من ذلك ، قال تعالى : (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ).
وقال تعالى : (وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ).
وخلال مناقشتي لبعض النصارى في بعض المنتديات فإن حيرتهم واضحة في الإجابة على سؤال : كيف تعتقدون أن الله ثلاثة وأنه واحد في نفس الوقت ؟! وفي مرة أجابني أحدهم وقال : أنتم المسلمون الله عندكم ثلاثة ففي البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) ومع إني أعلم يقيناً أنه يعلم أن هذا من تعدد الأسماء لموصوف وذات واحدة ، خلاف تثليثهم الذي يعني ثلاثة ذوات و(أقانيم) مختلفة وفي نفس الوقت هي واحدة..
وتزداد حيرة النصارى في قضية هي أصل معتقدهم (التثليث) عندما يقرأون في كتابهم الذي يقدسونه وهو بين أيديهم ما يلي :
ورد في (سفر التثنية 4/35) : (إنك قد أريت لتعلم أن الرب إلهنا رب واحد).
وورد في (نفس السفر) أيضاً (6/4) : (اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد).
وفي إنجيل (يوحنا 17/3) أن المسيح عليه السلام قال في آخر أيامه : ( وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ، ويسوع المسيح الذي أرسلته).
والنصوص التي تبطل التثليث من كتابهم الذي بين أيديهم كثيرة ، وهو مما يحكي ضلالهم لأنفسهم ، قبل ان يوضحه لهم غيرهم.
وتوضيح الضلال في اعتقاد (التثليث) أمر لا يقوم به المسلمون لوحدهم بل يشاركهم بعض النصارى في ذلك !! فقد اطلعت على موقع كنيسة في بريطانيا تأسست لتبيين ضلال اعتقاد التثليث وتسعى لإعادة إحياء العقيدة الآريوسية وبالموقع تفاصيل كثيرة عن تاريخ آريوس وآرائه ، وتصحيح للأخطاء التاريخية.
وأختم هذه الحلقة بهذا النقل عن محمد مجدي مرجان وقد كان نصرانياً ثم أسلم في كتابه (الله واحد أم ثالوث) حيث قال : (هكذا تبين لنا مجافاة عقيدة الثالوث لأبسط قواعد العقل والمنطق والحساب ومدى بعدها عن الواقع والحق والصواب) ثم يحكي عن كثير من أقاربه من النصارى الحيرة والتيه بقوله : (أخبَروني أنهم لا يستطيعون فهم كُنْهِ الثالوث المقدس ، وأن كثيرين منهم يعيشون في صراع بين عقولهم وموروث معتقداتهم ، وحين تناقشت في ذلك مع بعض الآباء الكهنة أخبروني أنه يجب الإيمان بالثالوث دون أي تمحيص أو تفكير ، وأنه يلزم التسليم بهذا الاعتقاد تسليماً أعمى ، فعلى المسيحي أن يؤمن ويعتقد أولاً في الثالوث المقدس ، ثم يمكنه أن يجتهد بعد ذلك في فهم ما اعتقد ، فإذا لم يفلح في ذلك فإنه خير له أن يلغي عقله ولا يلغي عقائد الآباء وتراث الأجداد وتعاليم القسوس).أ.ه
لقد عجز القساوسة وفلاسفة النصارى عن فهم هذا الثالوث !! فمن يا ترى يستطيع فهمه غيرهم ؟!! وما موقف البسطاء والعامة من فهمه ؟!! .
ونواصل إن شاء الله في الحلقة الثانية وهي عن ضلالهم من جهة اعتقادهم بالصلب والفداء..
مع قول الله تعالى : (ولا الضالين) (2/3)
د. عارف عوض الركابي
في الحلقة الماضية بينت ضلال النصارى من جهة اعتقادهم بالتثليث ووقف القارئ على نماذج من حيرة بعض قساوستهم في فهم (الثالوث) فضلاً عن عوامهم !! وهذه الحلقة أبين فيها ضلالهم من جهة اعتقادهم بصلب المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام وأن ذلك تم بزعمهم فداء للبشرية من الذنب الذي وقع فيه أبوهم آدم عليه السلام وانتقل إليهم بالوراثة!!!
ولابد في بداية هذا المقال من تأكيد حقيقة مهمة وهي : أن الديانة النصرانية كلها تقوم على مسألة الصلب ، وأن الدعوة إلى النصرانية تقوم عليها ، إذ ليس في النصرانية أي عامل جذب يمكن أن يجذب به الناس إليها ، وليس فيها ما يمكن أن يتحدث فيه ويقدم للناس سوى هذه القضية التي يركزون عليها تركيزاً شديداً ، وهي مسألة : الصلب والفداء، وذلك بإيحائهم للناس أنهم هالكون مردودة عليهم أعمالهم مغضوب عليهم منذ ولادتهم وقبل أن يولدوا ، مما يجعل الإنسان الجاهل بحقيقة الأمر يحس بثقل عظيم على كاهله من تلك الرزية والخطيئة التي لم يكن له دور فيها، ثم إنهم بعد أن يوقعوا الإنسان فريسة الشعور بالذنب والخطيئة ، وتأنيب الضمير، والخوف من الهلكة ، يفتحوا له باب الرجاء بالمسيح المصلوب ، فيزينوا له ذلك العمل العظيم الذي قام به المسيح لأجل الناس ويدعونه إلى الإيمان به ، فإذا كان ممن لم يتنور عقله بنور الهداية الربانية ونور الإسلام يجد أن هذه هي الفرصة العظيمة التي يتخلص بها ، وما علم المسكين أن الأمر كله دعوى كاذبة وخطة ماكرة للإيقاع به وبأمثاله.
إن أناجيل النصارى المحرّفة قد اختلفت اختلافاً كثيراً وتباينت في ذكر قضية الصلب المزعوم وتفاصيله ، وذلك فيما ذكر فيها مثل : وقت الحكم على المسيح والصلب وكيفيته ووقته وتلاميذ المسيح وغير ذلك ، وقد دونت هذه الاختلافات وهي مجموعة في مباحثٍ في الكتب المتخصصة في ذلك ، ولا تكاد جزئية من أجزاء هذا الحدث إلا وقد اختلفت عليها الأناجيل ، خاصة إنجيل "يوحنا" مقارنة بإنجيل "لوقا ومرقص ومتى".بل العجيب أن بعض النصوص في كتب النصارى تنفي زعم الصلب كما في رسالة بولس إلى العبرانيين من أن المسيح عليه السلام تقدم إلى الله بتضرعات ودموع أن يخلصه من الموت ، وأن الله سبحانه استجاب لدعائه من أجل تقواه.
والنصارى في شك من أمرهم ولم يكونوا على بينة ، وقد قال الله تعالى : (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقيناً بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً) سورة النساء.
وأما قضية الفداء التي تم اختراعها من قِبَل النصارى لنفي السُبّة والعار الذي يترتب على زعمهم واعتقادهم بصلب المسيح ، إن هذه القضية مما يكفي في نقضها : أن جميع النصوص التي يذكرها النصارى في الدلالة على أن الصلب وقع فداءً للبشر ليس فيها نص واحد يعيّن الخطيئة التي يزعمون أن الفداء كان لأجلها !!! وهي خطيئة أبينا آدم التي انتقلت في زعم النصارى إلى أبنائه بالوراثة!!! وكون جميع النصوص لم تحدد هذه الخطيئة فإن هذا مما يؤكد بجلاء أن قضية الفداء من مخترعات النصارى المتأخرين.
ولتوضيح فساد اعتقاد النصارى وضلالهم في زعمهم الصلب والفداء فإني أسوق النقاط التالية وقد ذكرها بعض العلماء الذين ألفوا في هذا الجانب:
1/إن آدم عليه السلام الذي يزعم النصارى أن الصلب والفداء كان لأجل خطيئته قد تاب من خطيئته بقوله عز وجل: ( ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ) سورة طه ، فما الذي يُكَفّر بصلب المسيح؟؟!!.
وقد قبل الله توبته كما أنه عوقب بإخراجه من الجنة وتأثر أبناؤه بالعقوبة .
وقد أورد اليهود في كتابهم المحرف أن الله قال لآدم: (لأنك يوم تأكل من الشجرة موتاً تموت) "سفر التكوين"
وقد وقع هذا لآدم بعد الأكل من الشجرة بإخراجه وزوجته من الجنة إلى الأرض ثم موتهما فيها, فقد عوقبا بذلك , كما ينص اليهود على إخراجهما من الجنة إلى الأرض التي فيها الكد والتعب .
فمن أين أتى النصارى بفرية خطيئة آدم , وأحيوها هذا الإحياء وألبسوها هذا اللبوس؟؟!! .
2) إن ما وقع من آدم عليه السلام هو أكله من الشجرة بإغواء الشيطان له وهذا ذنب منه في حق الله الذي نهاه عن الأكل منها فالذنب بهذا لم يكن يلزم لتكفيره أن ينزل الرب ليصلب على الصليب !! بعد أن يهان ويذل من أجل أن يرضي نفسه !! بل الأمر يكفي فيه قبول التوبة ومغفرة الذنب فقط , وهذا الذي وقع كما نص على ذلك القران الكريم .
3) إن ما وقع من آدم عليه السلام يعتبر يسيراً بالنسبة لما فعله كثير من أبنائه من سب الله عز وجل والاستهزاء به وعبادة غيره جل وعلا, والإفساد في الأرض بالقتل , ونشر الفساد والفتن , وقتل أنبيائه ومحاربة أوليائه إلى غير ذلك ... فهذا أعظم بكثير من خطيئة آدم عليه السلام .
فعلى كلام النصارى : أن الله لابد أن ينزل كل وقت ليصلب حتى يجمع بين عدله ورحمته في زعمهم !!!!!!.
4) إن صلب المسيح الذي هو الله في زعمهم !! تعالى الله عن قولهم قد تم بلا فائدة تذكر, وذلك لأن خطيئة آدم ليست على بال بنيه ولا تقض مضاجعهم كما هو معلوم وهو الواقع ، إنما الذي يقلق الإنسان ويخيفه : ذنوبه وجرائمه وهذه لا تدخل في كفارة المسيح في زعمهم .
5) إن الأنبياء السابقين ليس فيهم من ذَكَرَ خطيئة آدم وسأل الله أن يغفرها له مما يدل على أنها من مخترعات النصارى .
6)إن الأنبياء السابقين والدعاة والصالحين قبل المسيح بناء على اعتقاد النصارى هذا كانوا يدعون إلى ضلالة وقد أخطأوا الطريق إذ لم يرشدوا الناس إلى حقيقة تلك الخطيئة ويوعوهم بخطورتها كما يفهمها النصارى !!!.
7) إن الأنبياء السابقين وعباد الله الصالحين كلهم هالكون إذ لم تكفر عنهم تلك الخطيئة , لأنه لا يتم تكفيرها إلا عن طريق المسيح المصلوب في زعم النصارى .
8)إن بين آدم وعيسى عليهما السلام زمناً طويلاً , فمعنى ذلك أن الله بقي متحيراً كل هذه المدة إلى أن اهتدى إلى الوسيلة التي يعقد المصالحة فيها بينه وبين الناس !!! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
9) إن الخطيئة وقعت من آدم عليه السلام فلا تنتقل إلى أبنائه ولا يستحقون هم العقوبة عليها ,لأنه لا أحد يعاقب بذنب غيره بل هذا ينافي قواعد العدل ، وقد نص الله عز وجل على هذا في القران الكريم بقوله : ( ألا تزر وازرة وزر أخرى) سورة النجم . وكذلك ورد في التوراة المحرفة : (لا يقتل الآباء عن الأولاد ولا يقتل الأولاد عن الآباء كل إنسان بخطيئته يقتل ) سفر التثنية.
10)هل من العدل أن يعاقب غير المذنب؟! والمسيح في زعم النصارى ابن الله !! فهو ليس من جنس بني آدم بزعمهم فكيف يعاقب بدلاً عن آدم وذريته وهم بشر ؟؟!! ودعواهم أنه تقمص الجسد البشري لا يزيل هذه الحقيقة لأنه ليس من جنس البشر حسب كلامهم .
11) أن المسيح في زعم النصارى ابن الله !! فأين الرحمة التي جعلت الله في زعمهم يشفق على عبيده وخلقه ويترك ابنه للعذاب والبلاء والإهانة واللعن والموتة الشنيعة ؟!!
12) في زعم النصارى أن المسيح هو ابن الله وهو الله وأن المصلوب المهان الملعون – تعالى الله عن قولهم وتقدس – هو الله جل جلاله وتقدست أسماؤه فهل يوجد كفر أعظم من هذا وافتراء على الله أكبر من هذا؟!! (سيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم ) سورة الأنعام.
13) هل يليق أو يعقل أن ينزل الله جل جلاله وتقدست أسماؤه من عليائه وعرشه ويسمح لأبغض أعدائه إليه وهم اليهود قتلة ألأنبياء , والرومان أن يهينوه ويعذبوه ويصلبوه؟!! ثم هو يفعل هذا لماذا ؟!! لأجل أن يرضي نفسه؟! لأجل عبيده؟! لأجل من؟!!
هذا مما لا يمكن أن يقال ويقبل بحال من الأحوال , بل يجب أن يستعاذ بالله من الشيطان الرجيم عند مرور مثل هذا الخاطر والوسواس ، ويقال : سبحانك هذا بهتان عظيم!!!
14) حسب عقيدة الفداء لدى النصارى يكون أعظم الناس براً وفضلاً على النصارى خصوصاً والبشرية عموماً : اليهود والرومان والواشي بالمسيح , لأنهم هم الذين تحقق على أيديهم في زعم النصارى الهدف الأسمى الذي جاء من أجله المسيح "المخلّص" وهو الموت على الصليب !!.
15) إن جميع تحركات المسيح ودعوته وفق اعتقاد النصارى في الصلب والفداء لم تكن إلا تمثيلاً أحسن المسيح أداء الدور فيه!!! مما جعل اليهود يغضبون عليه , فيعلقونه على الصليب .
والنقاط السابقة ومثلها الكثير توجه لقول المتأخرين من النصارى الذين حددوا الخطيئة وهي بزعمهم : أكل آدم من الشجرة ، أما على كلام المتقدمين من النصارى الذي لم يحددوا الخطيئة فإنه يقال لهم :
إن المراد من كون المسيح كفارة للخطايا أحد أمرين: تكفير لخطايا الناس التي اقترفوها في الماضي , أو التي سيقترفونها في المستقبل , وكلاهما باطل ، أما الخطايا الماضية فلا تستحق هذا الفداء الإلهي في زعمهم , وقد كان يتم تكفيرها بالتوبة والقربان لدى اليهود قبلهم وكان كافياً.
وأما الخطايا المستقبلية فلا يستطيع النصارى أن يزعموا أن صلب المسيح مكفر لها لأن ذلك يعني إباحتها, وعدم ترتب العقوبة على ذنب من الذنوب مهما عظم , وفي هذا إبطال لدعوة المسيح ودعوة الحواريين وبولس إلى تنقية النفس من الآثام والخطايا وفتح للإباحية والفجور والكفر!!.
مع العلم أن تكفير الخطايا إذا أطلق لا يراد به سوى ما وقع فيه الإنسان من الآثام وهي الخطايا الماضية، إذ التكفير من كفر أي : ستر وغطى ولا يكون ذلك إلا فيما وقع وحدث.
وصدق الله القائل :(أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً..) وإننا نقرأ في كل ركعة في الصلاة قوله تعالى : (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) فما أعظم الضلال الذي تقوم عليه النصرانية !!!.
وبناء على هذه العقائد فإنهم يعيشون في شكوك وأوهام يكتمها كثيرون منهم ويصرح بها بعضهم ، وممن صرح بهذه الحيرة النصراني : ( ج . ر. و.ستوت ) في كتابه "المسيحية الأصلية" حيث افتتح الكلام عن معنى الصليب بقوله : ) ولكن لا أجسر أن أتناول الموضوع (يعني معنى الصلب ) قبل أن أعترف بصراحة بأن الكثير منه سوف يبقى سراً خفياً , ذلكم لأن الصليب هو المحور الذي تدور حوله أحداث التاريخ ؟! ويا للعجب كيف أن عقولنا الضعيفة لا تدركه تماماً ولا بد أن يأتي اليوم الذي فيه ينقشع الحجاب وتحل كل الألغاز, ونرى المسيح كما هو ...)
ثم يقول في آخر الكلام بعد فلسفة مطولة : ( ومن المدهش أن هذه القصة الخاصة بيسوع ابن الله الذي حمل الخطايا ليست محبوبة في عصرنا الحاضر, ويقال عن حمله خطايانا ورفعه قصاصها عنا إنه عمل غير عادل وغير أدبي وغير لائق ويمكن تحويله إلى سخرية وهزء ...)
ثم قال : ( وفوق الكل يجب أن لا ننسى ( أن الكل من الله ) نتيجة رحمته ونعمه المتفاضلة ، فلم يفرض على المسيح قصاصاً لم يكن هو نفسه مستعداً له فإن الله ( كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه) فكيف يمكن أن يكون الله في المسيح بينما جعل المسيح خطيّة لأجلنا ؟.هذا ما لا أستطيع أن أجيب عنه. ولكن الرسول عينه (ويقصد بالرسول بولس الذي كان له الدور الأكبر في تحريف الديانة النصرانية)يضع هاتين الحقيقتين جنباً إلى جنب, وأنا أقبل الفكرة تماماً كما قبلت أن يسوع الناصري هو إنسان وإله في شخص واحد .وإن كانت تبدو ظاهرياً على شيء من التناقض , لكني أراه في عمله كما أراه في شخصه , وإن كنا لا نستطيع أن نحل هذا التناقض أو نفك رموزهذا السر فينبغي أن نقبل الحق كما أعلنه المسيح وتلاميذه بأنه احتمل خطايانا بمعنى أنه احتمل قصاص الخطيّة عنا كما تُعَلِّمنا الكتب )أ.ه
وإننا لنعجب غاية العجب من هذا الاعتراف بعدم معقولية هذه العقيدة ثم الإصرار عليها , فهذا غاية الضلال والانحراف , وكان الأولى بهم إذ لم يعقلوا هذه المسائل أن يبحثوا في مصادرها حتى يظهر لهم الحق , فإن تلك المصادر أساس الانحراف والضلال الذي يوجد لدى النصارى سواء في ذلك : الأناجيل أو الرسائل الملحقة بها .
ويقول عبد الأحد داوود وقد كان كاتباً نصرانياً ثم أسلم : (إن من العجيب أن يعتقد النصارى أن هذا السر اللاهوتي وهو خطيئة آدم وغضب الله على الجنس البشري بسببها ظل مكتوماً عن كل الأنبياء السابقين ، ولم تكتشفه إلا الكنيسة بعد حادثة الصلب).
ونواصل بإذن الله في الحلقة القادمة وهي الأخيرة وستكون في ضلالهم من جهة الكتاب المقدس لديهم.
مع قول الله تعالى : (ولا الضالين) (3/3)
د. عارف عوض الركابي
في الحلقة الأولى من هذه الحلقات بينت ضلال النصارى من جهة اعتقادهم (التثليث) ووقف القارئ على نماذج من حيرة بعض (قساوستهم) في فهم الثالوث فضلاً عن عوامهم !! وفي الحلقة الثانية بيت ضلالهم من جهة اعتقادهم صلب المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام وأن ذلك تم بزعمهم فداء للبشرية من الذنب الذي وقع فيه أبوهم آدم عليه السلام وانتقل إليهم بالوراثة!!!وفي هذه الحلقة أشير إلى ضلالهم من جهة كتابهم المقدس لديهم بعهديه القديم والجديد ، وهذه الحلقات الثلاث هي إشارات موجزة ومختصرة يتبين بها بوضوح وجلاء تام (ضلال) النصارى .. ويزداد بصيرة من يقرأ في كل ركعة قول الله تبارك وتعالى في أم الكتاب (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) .. يزداد بصيرة وإدراكاً لضلال النصارى وبعدهم عن الحق والعمل به.
وإذا كان التثليث والصلب والفداء هي من أصول الديانة النصرانية فللقارئ أن يعلم أن الكتاب المقدس لدى النصارى لا يوجد فيه ذكر هذا (الثالوث) فليس في الكتاب المقدس ذكر (الله الإبن) وليس فيه ذكر (الله الروح القدس) !! وليس ذلك فحسب ؛ بل إن الكتاب المقدس الذي بين يدي النصارى ليس فيه تحديد الخطيئة التي كان صلب المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام بزعمهم لتكفيرها!!
فكيف تكون هذه أصول في العقيدة النصرانية وليس لها ذكر في الكتاب المقدس؟! وكيف تكون قضية الصلب والفداء هي أكبر قضية لدى النصارى وعليها تقوم النصرانية ولا يوجد في الكتاب المقدس بيان وتحديد لهذه الخطيئة ؟!
في الكتاب المقدس يقرأ النصارى وصف الله تعالى بالنقائص !! كالعجز!والتعب!والندم!والتأسف! والجهل وعدم العلم! وفي كتابهم المقدس يقرأون وصف بعض أنبياء الله بالأوصاف السيئة ! ويقرأون تناقضات كثيرة .. فما هو ممنوع ومحرم في سفر تجده حلالاً وجائزاً في سفر آخر والعكس !! بل تناقضات واختلافات حتى فيما أوردوه من نسب المسيح عيسى عليه السلام!!واختلافات في قضايا أساسية من الأحداث التي مرت بالمسيح !واختلافات في أرقام أشياء محددة بين سفر وآخر ! مما يجد من يريد إحصاءه كلفة كبيرة ومشقة.
ومن باب ذكر أمثلة لما ذكرت فإني أورد ما يلي :
( حزن الله وأسفه لخلق الإنسان( !!في سفر التكوين الإصحاح السادس 57 : (ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض .وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شريرٌ كل يوم .فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض . وتأسف في قلبه. فقال الرب أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته .الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء. لأني حزنت أني عملتهم.
( ندم الله على شره ) في صموئيل الثاني الإصحاح الرابع والعشرين 15-16 : (فجعل الرب وبأً في إسرائيل من الصباح إلى الميعاد فمات من الشعب من دان إلى بئر سبع وسبعون ألف رجل . وبسط الملاك يده على أورشليم ليهلكها فندم الرب عن الشر وقال للملاك المهلك الشعب كفى .الآن رد يدك).
(تعب الرب وحاجته للاستراحة) في سفر التكوين الإصحاح الثاني 13 : (فأُكمِلَتْ السماوات والأرض وكل جندها. وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل.فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل .وبارك الله اليوم السابع وقدسه.لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقاً)
(عجز الرب عن مصارعة يعقوب) ! في سفر التكوين الإصحاح الثاني والثلاثين 2230 وفي الإصحاح الخامس والثلاثين 915 فيه ما لا ينقطع العجب بعد قراءته عن وصف الرب بالعجز حيث صارع يعقوب حتى الفجر!! تعالى الله عن قول الظالمين علواً كبيراً.
(حاجة الرب لعلامة لئلا ينسى( يقرأ النصارى ذلك أيضاً في الكتاب المقدس لديهم في سفر التكوين الإصحاح التاسع 1117 .. والخلاصة في ذلك : (وقال الله هذه علامة الميثاق الذي أنا واضعه بيني وبينكم ........فمتى كانت القوس في السحاب أُبصرُها لأذكر ميثاقاً أبدياً ....).
(لا يعلم الرب ما غاب عن عينيه )! في سفر التكوين الإصحاح الثالث 89 : (وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار.فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة. فنادى الربُّ الإلهُ آدمَ وقال له أين أنت. فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فاختبأت .فقال من أعلمك أنك عريان.هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها).
ولعل هذه النقول كافية في بيان ما يشتمل عليه الكتاب المقدس لدى النصارى من وصف للرب بالنقائص تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً .. ولو تدبر عقلاء النصارى هذه الأمثلة وتأملوها لأدركوا أن الكتاب الذي بين أيديهم قد حُرّف ، وبدل فيه وغير ، فكيف تقبل عقولهم أن يكون ربهم الذي خلقهم وأوجدهم بهذه الصفات التي لا يقبلونها هم وصفاً لأنفسهم ؟! ولا يقبلون أن يوصف بها بعضهم ؟!
وندرك الضلال الذي عليه أصحاب هذه الديانة عندما نجد التناقضات العلنية الكثيرة في كتاب واحد !! فتعدد الزوجات ممنوع كما في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس 7:2 ، بينما هو حلال وقد كان لإبراهيم ويعقوب وداود وسليمان عدة زوجات كما في سفر التكوين (16 : 13) و(25: 1) و(32 :23) وأخبار اليوم الأول (3 :19) والملوك الأول (11 : 13) وفي أحكام : القصاص والختان ورجم الزاني وغيرها تجد التناقض بين حلها وحرمتها في هذا الكتاب !!ويقرأ النصارى في كتبهم أصنافاً وألواناً من الأوصاف السيئة التي نسبت لبعض الأنبياء ، فيقرأون عن سكر نبي الله نوح وشربه الخمر حتى أبصره حام وجاء أبناؤه فستروه!! وذلك في سفر التكوين (9: 2027) ويقرأون في الملوك الأول (11: 413) أن سليمان عبد الأصنام .. ويقرأون في مثل ذلك الكثير .. بل يقرأون في نسب المسيح ما يلي :
في إنجيل متى أن المسيح ابن 1/يوسف ابن 2/يعقوب ابن 3/متان ابن 4/ اليعازر ابن 5/ أليود ابن 6/ أخيم ابن 7/صادوق ابن 8/عازور ابن 9/الياقيم ابن 10/ ابيهود ابن 11/ زربابل ابن 12/شألتئيل ابن 13/ يكنيا ابن 14/ يوشيا ابن 15/ آمون ابن 16/منسى ابن 17/ حزقيا ابن 18/أحاز ابن 19/يوثام ابن 20/عزيا ابن 21/يورام ابن 22/يهوشافاط ابن 23/أسا ابن 24/أبيا ابن 25/رحبعام ابن 26/سليمان ابن 27/داود.
هذا نسب المسيح حسب ما ورد في إنجيل متى : (1_16) ولنا أن نتوقع ما هو نسب المسيح في إنجيل لوقا ؟!وكلا الإنجيلين كما هو معلوم ضمن الكتاب المقدس عندهم!!!
إن نسب المسيح في إنجيل لوقا: (3_ 23) كما يلي :
المسيح ابن 1/يوسف ابن 2/هالي ابن 3/متثاب ابن 4/لاوي ابن 5/ملكى ابن 6/ينا ابن 7/ يوسف ابن 8/متاثيا ابن 9/عاموص ابن 10/ناحوم ابن 11/حسلي ابن 12/نجاي ابن 13/مآث ابن 14/متاثيا ابن 15/شمعي ابن 16/يوسف ابن 17/يهوذا ابن 18/يوحنا ابن 19/ريسا ابن 20/زربايل ابن 21/شألتئيل ابن 22/نيري ابن 23/ملكى ابن 24/أدى ابن 25/قصم ابن 26/المودام ابن 27/ عير ابن 28/يوسى ابن 29/اليعازر ابن 30/يوريم ابن 31/متثات ابن 32/لاوي ابن 33/شمعون ابن 34/يهوذا ابن 35/يوسف ابن 36/يونان ابن 37/الياقيم ابن 38/مليا ابن 39/مينان ابن 40/متاثا ابن 41/ ناثان ابن 42/ داود.
والاختلافات التي بين النسبين كثيرة وقد كانت محل عناية لبعض المتخصصين في قضية الاختلافات والتناقضات بين الأناجيل التي يحويها هذا الكتاب المقدس عند النصارى ..
ومساحة المقال محدودة وإلا فإن الكثير في هذا الجانب مما أرى أنه ينبغي ذكره في هذا السياق ، والمقصود ذكر نماذج لما يحويه هذا الكتاب الذي أخبرنا ربنا سبحانه وتعالى بتحريف أهله له سواء بالتغيير والتحريف أو الزيادة أو النقصان .. فكان هذا التحريف من أسباب ضلالهم ، ومن يقرأ شيئاً مما ذكر في هذه الحلقات الثلاث في التثليث والصلب والفداء والكتاب المقدس لدى النصارى يزداد يقينه بوصف الله تعالى لهم وبما شرحه رسوله الكريم في الحديث الذي ذكرته في الحلقة الأولى بما نردده في خاتمة أم القرآن الكريم سورة الفاتحة من دعاء عظيم أن يجنبنا الله تعالى صراط المغضوب عليهم و(الضالين) وهم النصارى .. هداهم الله للحق .. وثبتنا عليه .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مادة المقالات جمعت من عدة مصادر أبرزها :
اليهودية والنصرانية للدكتور سعود الخلف
إظهار الحق رحمة الله العثماني
عارف الركابي [[email protected]]
نشرت بصحيفة الانتباهة
http://alintibaha.net/portal/index.php?option=com_content&view=article&id=4111:-----l-r-l2--3r&catid=121:2011-07-13-18-23-14&Itemid=540
http://alintibaha.net/portal/index.php?option=com_content&view=article&id=4484:-----l-r-l33r&catid=121:2011-07-13-18-23-14&Itemid=540


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.