السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    باريس يسقط بثلاثية في ليلة وداع مبابي وحفل التتويج    جماهير الريال تحتفل باللقب ال 36    جواو موتا يزور الاولمبي يحاضر اللاعبين ويباشر مهامه الثلاثاء    المريخ يكثف تحضيراته بالاسماعيلية ويجري مرانين    مصر تدعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام العدل الدولية    قرار مثير لمدرب منتخب السودان    الروابط ليست بنك جباية وتمكين يا مجلس!!    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقدم فواصل من الرقص الهستيري على أنغام أغنية الظار السودانية (البخور طلقو لي لولا) وساخرون: (تم تهكير الشعب المصري بنجاح)    ضربات جوية مُوجعة في 5 مناطق بدارفور    شاهد بالصورة والفيديو.. سائق حافلة "صيني" يثير ضحكات جمهور مواقع التواصل بالسودان وهو يهتف داخل سيارته: (يلا يلا راجعين خرطوم وبل بس)    نائب رئيس مجلس السيادة يلتقي وفد مبادرة أبناء البجا بالخدمة المدنية    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية ترقص وتتمايل داخل سيارتها على أنغام الفنان الراحل ود الأمين: (وداعاً يا ظلام الهم على أبوابنا ما تعتب)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الأحد    عضو مجلس السيادة نائب القائد العام الفريق أول ركن شمس الدين كباشي يصل الفاو    شاهد بالفيديو.. الناشط السوداني "الشكري" يهاجم الفنانة نانسي عجاج بعد انتقادها للمؤسسة العسكرية: (انتي تبع "دقلو" ومفروض يسموك "السمبرية" وأنا مشكلتي في "الطير" المعاك ديل)    شاهد بالصورة والفيديو.. بطريقة "حريفة" ومدهشة نالت اعجاب الحاضرين.. سائق سوداني ينقذ شاحنته المحملة بالبضائع ويقودها للانقلاب بعد أن تعرضت لحريق هائل    نتنياهو مستمر فى رفح .. إلا إذا...!    عراقي يصطحب أسداً في شوارع بغداد ويُغضب رواد منصات التواصل    السيسي: لدينا خطة كبيرة لتطوير مساجد آل البيت    ترامب شبه المهاجرين بثعبان    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    الهلال يحسم لقب الدوري السعودي    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    عاصفة شمسية "شديدة" تضرب الأرض    هل ينقل "الميثاق الوطني" قوى السودان من الخصومة إلى الاتفاق؟    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    مسؤول بالغرفة التجارية يطالب رجال الأعمال بالتوقف عن طلب الدولار    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    النموذج الصيني    غير صالح للاستهلاك الآدمي : زيوت طعام معاد استخدامها في مصر.. والداخلية توضح    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس أوباما والرئيس البشير وبينهما الوزير مكيافيلي ... بقلم: ثروت قاسم
نشر في سودانيل يوم 03 - 06 - 2009


[email protected]
مكيافيلي وكيسنجر
على الطاولة الملاصقة لسرير نوم أوباما تجد كتابين ، يقرأ في واحد منهما كل ليلة قبل أن ينوم ، أو قبل أن يقوم بواجبه نحو ميشيل المحننة المدلكة المكبرتة.
الكتاب الأول " الأمير" بقلم مكيافيلي . الكتاب الثاني " الدبلوماسية" بقلم كيسنجر.
أنت تعرف ، يا رعاك الله ، المدرسة المكيافيلية التي تدعو لفصل السياسة عن الاخلاق , والتي تقول بان الغاية تبرر الوسيلة , حسب نظرية مؤسسها الوزير الايطالي مكيافيلي ( 1564- 1642 ) , والذي يخالف ارسطو وافلاطون . ولكن دعني اشرح لك شيئاً عن مبدأ كيسنجر في السياسة , الذي يسير على هديه أوباما.
كيسنجر معجب بمترنيش وبسمارك وستالين .
هل تذكر سؤال ستالين " كم فرقة عسكرية يقود البابا؟ ".
كيسنجر هو رسول البراجماتية والواقعية في ادارة السياسة الخارجية لأمريكا . هل تذكر نكسون ومصالحته للصين , تحقيقأ للمصلحة الامريكية ؟ كان كيسنجر مهندس تلك المصالحة وعرابها ! كيسنجر عدو لدود ( لحكاية ) نشر الحرية و الديمقراطية والمثل والقيم العليا الأمريكية , التي كان ولا يزال يدعو لها كارتر . هل سمعت رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي جيمس جونز , الذي يعد ويرسم السياسة الخارجية الامريكية , يفاخر , نعم يفاخر , بأنه يسأل ويتلقى النصيحة من كيسنجر في كل صغيرة وكبيرة ؟ هل رأيت اوباما يتكبكب في الترحيب بشيخه كيسنجر في البيت الابيض , بمجرد مغادرة ناتانباهو له , ويودعه حتي باب سيارته , في ريدة تفوق ريدة الحمام لوليدها ؟
الغاية
الغاية النهائية او الجائزة الكبري في نظر اوباما هي اعادة انتخابه رئيسأ في نوفمبر عام 2012 . وقد بدأ اوباما حملته الانتخابية في 21 يناير 2009 يوم تسلمه السلطة من ايادي بوش . وفي سبيل ان يفوز اوباما بالجائزة الكبري , فقد وضع خطة طريق كيسنجرية مكيافلية تبقيه في دست الرئاسة بعد العام 2012 . وفي سبيل الوصول الي هذه الغاية , فكل الوسائل مبررة حسب مبدأ مكيافيلي . وعليه يجب أزاحة الاخلاق عن طريق خطة الطريق , وسفلتتها بالمصالح وفرشها بالمنافع المشتركة .
ثم هل سمعت أوباما يدعو للتغيير ؟ وهل عرفت ماذا يقصد بالتغيير ؟ التغيير عنده يدابر سياسة بوش الأبن التي كانت ( تدعو ) لنشر الحرية والديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان والشفافية . التغيير في نظر اوباما هو انتهاج سياسة كيسنجرية مكيافلية براجماتية واقعية جديدة مبنية على اشاعة الاستقرار واستتباب الامن والسلم . لا يريد اوباما ان يعطي دروس عصر للدول في الحرية والديمقراطية . بل يبني سياسته الجديدة حصرياً على المصالح والمنافع المشتركة . اوباما واقعي يركز حصريأ علي النتائج والخواتيم وعلي افعال الدول ونشاطات حركات المقاومة . وهو ليس بالمثالي الذي يهنم بدغدغة مشاعر الجماهير في العالم بالشعارات والمثاليات .
مسطرة أوباما
اوباما على مبدأ كيسنجر الذي يسعى لتأمين المصالح القومية للبقرة المقدسة ( اسرائيل ) ولأمريكا في ظل نظام دولي متوازن ولكن بقيادة امريكا.... الأولى بين قوى متساوية ومتصالحة . وليست قوى متدابرة ومتنافرة . بالنسبة للبراجماتيين والواقعيين مثل أوباما وكيسنجر، تلك السياسة سوف تقود حتماً الى فترات طويلة من السلم والاستقرار وتبعد المشاحنات والحروب .
ينفي أوباما عن نفسه أنه من الصليبيين او الأفانجليين او الايدلوجيين , ولا يدعي ان الله سبحانه وتعالى يتكلم اليه كما كان يهذي بذلك الرئيس السابق بوش . نشر الحرية والديمقراطية والقيم والمبادئ الامريكية حول العالم لا تمثل بالنسبة لاوباما أي اولوية . المسطرة الوحيدة التي يقيس عليها أقواله وأفعاله هي مسطرة المصالح المشتركة . المكيافلية والكسنجرية , وشيلني وأشيلك ، وحك لي ضهري ، احك ليك ضهرك , وفصل تام للاخلاق عن السياسة .... هذه هي سياسة أوباما الجديدة . والتغيير الذي يتكلم عنه اثناء حملته الانتخابية وبعد تسلمه السلطة ، تغيير من الايدلوجية الى البراجماتية . لن يتورع اوباما من بيع حبوبته الكينية في سبيل تحقيق مصالحه او مايراه في مصلحة امريكا ومصلحة اسرائيل . خصوصأ وقد بدأ من الان حملته الانتخابية لاعادة انتخابه في عام 2012.
هل سمعت يا رعاك الله، خطبة أوباما أمام الاوربيين في براغ في مطلع ابريل ؟ وبعدها للعالم الاسلامي من انقرة ؟ ما هي الكلمة المفاتحية التي كررها عشرات المرات لكل من القى السمع وهو شهيد ؟ كانت هذه الكلمة هي : المصالح . نعم المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة . وبعد ذلك بمراحل ذكر، وعلى استحياء ، المثل والقيم المشتركة . ولكن المصالح أولاً وثانياً وعاشراً.
الخمج
هل سألت نفسك لماذا اختار أوباما القاهرة لكي يلقي خطبته للعالم الاسلامي والعربي ؟ ولماذا قرر البدأ بالسعودية قبل حضوره للقاهرة ؟
اراد اوباما ان يوضح للعالم الاسلامي والعالم العربي انه يدعم النظام في السعودية وكذلك النظام المصري , وانه قد دفن مبدأ بوش الذي كان يدعو للفوضى الخلاقة , ولنشر الحرية والديمقراطية في العالم العربي , وتحويل دوله الى ديمقراطيات حرة . ديمقراطية وستمنستر "ما فينا" في الدول العربية . نعم للاستقرار ، نعم للحكومات العربية الموالية لامريكا ، نعم للحكومات العربية التي تسمع الكلام . نعم للأنظمة العربية "القوية" التي لا تسمح ب الخمج . ومرحباً مرحباً بالاستقرار . أما الحرية والديمقراطية فيوم القيامة العصر .
الرئيس البشير
طبعاً اعلاه موسيقى موازرتية في اذان الرئيس البشير ، الذي بدأ يعرض أمام المرآة ... " اوباما اخوي... اوباما ياهوي... اوباما سيروه..." .
وفرح الرئيس البشير . وينبغي له ذلك . رغم ان الله لا يحب القوم الفريحين .
سياسة اوباما في السودان هي الابقاء على الرئيس البشير حاكماً حتى انفصال جنوب السودان عن شماله في أو قبل العام 2011 . وبعدها نشوف؟ نقطة علي السطر . وقضي الامر الذي كنتم فيه تستسفيان . ورفعت الاقلام وجفت الصحف .
وعليه فسوف يعمل اوباما على فوز الرئيس البشير في انتخابات 2010 الرئاسية . ويقنع الخال سلفاكير بعدم الترشح والانتظار لكذا شهر , وبعدها يصير رئيس جمهورية السودان الجديد, من نيمولي الي الجبلين , ومن كادوقلي الي الكرمك .
وطبعاً أمر القبض سوف يظل مرفوعاً كقميص عثمان . ولكن سوف يسمح اوباما للرئيس البشير بالسفر خارج السودان , حتى لنيويورك لمخاطبة الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر القادم . لن يسمح اوباما بقرصنة طائرة الرئيس البشير . بالنسبة لأوباما، الرئيس البشير صمام أمان للاستقرار في السودان , وبالاخص في دارفور والجنوب . وسوف يعمل اوباما , بمساعدة شقيقه الرئيس البشير , على وقف اطلاق النار في دارفور واستتباب الاستقرار في دارفور الكبرى .
اللعبة اسمها : الرئيس البشير وفوق رأسه امر القبض .
واذا حاول الرئيس البشير ان يلعب بديله , ولم يسمع الكلام ، فسوف يرفع اوباما قميص عثمان "امر القبض" . وقد اعذر من انذر وعلى نفسها جنت براقش .
اذاً يمكنك ، يا رعاك الله ، ان تهنئ الشعب السوداني من الان بانتخاب الرئيس البشير رئيساً للجمهورية في انتخابات عام 2010 .
سمانتا باورز
الدكتورة سمانتا باورز، المستشارة في مجلس الامن القومي الامريكي، تعمل على وضع اللمسات الاخيرة لسياسة ادارة اوباما في السودان للسنوات الاربع , وربما الثمانية القادمة. والمرجعية الحصرية لهذه السياسة هي مصلحة امريكا ومصلحة اسرائيل والمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة . وترجمة ذلك على أرض الواقع تعني الابقاء على الرئيس البشير رئيساً للجمهورية لكي يضمن الاستقرار، مع اخفاء أمر القبض وراء الظهر ، ورفعه عند اللزوم . وداعاً للفوضى الخلاقة ، وداعاً للقوة الخشنة والتدخل العسكري ، وداعا لحظر الطيران فوق دارفور، وداعاً لمقاطعة نظام الخرطوم ، وداعاً لتعطيل شبكة المحمول وداعاً لمنع تصدير البترول السوداني . ومرحباً مرحباً بنظام الانقاذ "القوي" وبالبشير رئيساً له , حتى يبعد شبح الاسلاميين ويضمن الاستقرار في دارفور ، ويضمن انفصال الجنوب عن الشمال في سلاسة وهدوء . هذا هو المبتدأ والخبر للسياسة الأمريكية التي تعمل الدكتورة باورز على بلورتها .
وانت معها في مكتبها تلاحظ انها تلعب في اياديها بأربعة عساكر مطاطية كقطع الشطرنج . ومكتوب على العسكري الأول حرف A وعلى العسكري الثاني الحرفN وعلى العسكري الثالث حرف Z وعلى العسكري الرابع الحرف M . وتسألها في بلاهة عن كنه هذه العساكر المطاطية . فتقول لك أنهم نتاج اللعبة الكومبيوترية التي تلعبها عن نظام الانقاذ ومآلاته. وتؤكد باورز ان ادارة اوباما على قلب رجل واحد خلف الرئيس البشير وفوق رأسه امر القبض . ولن يسمحوا، تحت اي مسوغ، بازاحته او القبض عليه . انه رجلهم في الخرطوم ، على الأقل حتى العام 2011.
ولكن لعبتها الكومبيوترية تقترح البدائل لخلافة الرئيس البشير، اذا لم يسمع الكلام او اذا حدث له اي مكروه ، لا قدر الله . والأعمار بيد الله ، واعقلها وتوكل , علي الطريقة الامريكانية .
اما العسكري A فهو سماحة الشيخ علي عثمان محمد طه . ولكن التقارير تقول انه مريض ، رغم انه مقنطر في لستة اوكامبو مما يحسب في ميزان حسناته ، حسب مصطلح المصالح الامريكي . وتعطيه باورز احتمالية 50% ليخلف البشير ، اذا دعى الداعى .
اما العسكري N فهو الدكتور نافع على نافع . ومما يحسب له انه مقنطر ايضاً في لستة اوكامبو , ويحسب له ايضاً انه رجل عنيف مصدام سوف يبسط سيطرته ويكون دكتاتورا نافعاً للمصالح الامريكية في السودان , فيعم الاستقرار في البلاد , وتعود منازل الاشباح للظهور من جديد لأعداء نظام الخرطوم وأعداء إدارة اوباما واسرائيل . ولكن مما يحسب عليه وضده ان الرئيس مبارك يشوف العمى ولا يشوف العسكري N في السلطة . فلذلك , ولاهمية مبارك في المنطفة , فان لعبة الكومبيوتر تعطيه 45% فقط .
اما العسكري Z فهو البروف الزبير بشير . ومما يحسب في ميزان نقاطه الموجبة ان اياديه وارجله وكل عضو في جسده من قمة رأسه الى اخمص قدميه يقطر بدم الجنوبيين . هو معطون في دم الجنوبيين . وذلك سوف يسهل السيطرة عليه اذا خلف الرئيس البشير على السلطة . ومما يؤسف له انه لا يوجد على لائحة اوكامبو . وتقول التقارير انه مقبول من ذئاب الانقاذ واسماكه القرشية . ويعطيه الكمبيوتر احتمالية 4% ليكون خليفة للرئيس البشير.
اما العسكري M فهو الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل. ويقول الكمبيوتر ان العسكري M مرشح وفاقي، سوف يتفق عليه الجميع في حالة لم يصلوا الى اتفاق بخصوص الثلاثة عساكر اعلاه. كما ان اعدائه ليسوا في شراسة اعداء الثلاثة عساكر اعلاه. ورغم ذلك لم تستطع لعبة باورز ان تعطيه اكثر من احتمالية 1% ليخلف الرئيس البشير.
وتستمر الدكتورة باورز في اللعب بالعساكر الاربعة في اياديها وهي تنظر الي شاشة الكمبيوتر في مكتبها الانيق في البيت الابيض.
دارفور
سياسة اوباما الجديدة في دارفور مؤسسة علي قاعدة بناء ائتلاف اقليمي واسع يمتد من تشاد إلي اريتريا إلي يوغندة والصومال , لإزالة بؤر الاحتقان بدلا من صب الزيت على النار , وبمرجعية الحوار على أساس المصالح المتبادلة . بدلا من مرجعية المواجهة والقوة الخشنة .
سؤال أخير؟ هل يمتلك اوباما الاستعداد والرغبة والارادة وبالاخص المقدرة لاحداث نقلة نوعية في العلاقة الامريكية- السودانية رغم انف وضد رغبات اللوبيات الدارفورية في واشنطون ؟
هنالك البعض ممن يشكون في ذلك ؟
وهنالك ممن يعتقدون ان اوباما سوف ينتهج سياسة ميكافيلي- كيسنجر المبنية على المصالح المتبادلة والحوار الهادئ , وبعيدأ عن المثاليات .
وهنالك طرف ثالث يؤمن بأن اوباما سوف تكون له سياسته الخاصة التي سوف تعلنها الدكتورة سماناتا باوزر في الصبح .
موعدنا الصبح . أليس الصبح بقريب ؟.....
الفيل وضله
زار السودان في اواخر شهر مايو الماضي السيناتور اساكسون والسيناتور كوركر من لجنة العلاقات الحارجية في مجلس الشيوخ الامريكي . وكانت الزيارة بهدف التعرف على مشكلة دارفور على الأرض , وزيارة معسكرات اللاجئين , ومناقشة الوضع مع المختصين. وقد اولم الجنرال صلاح قوش للزائرين الكريمين ونحر لهم الذبائح ليلة الاثنين الموافق 25 مايو "ثورة مايو" في الهواء الطلق , وعلى نغمات الموسيقى والرقصات السودانية . ورغم ذلك فقد اشتكى السيناتور اساكسون بان السودان بلد جاف " بدون خمر" وامتلأت كروشهم بالعصائر والكولات والقهوة والشاي , وغابت البيرة الساقطة , ولم يظهر النبيذ المعتق , ولا وجود للاسكوتش ويسكي .
ولكن بيت القصيد تجده في المقالة التي كتبها السيناتور اساكسون في جريدة الدستور في اتلانتا "عاصمة ولاية جورجيا وبلدة الرئيس كارتر" بعد رجوعه من الخرطوم . فقد ذكر السيناتور بان الطريق المؤدي من الخرطوم الى واشنطون لتحسين العلاقة بين البلدين به علامات مضيئة على نظام الخرطوم الاهتداء بها للوصول سالماً الى واشنطون. فما هذه العلامات المضيئة في نظر السيناتور؟
سوف تستغرب عندما تعرف أنها كلها , الا واحدة , تخص جنوب السودان , وليس دارفور. ذكر السيناتور من هذه العلامات الاتي:
أولاً: الاستمرار في تنفيذ اتفاقية السلام الشامل.
ثانياً: اجازة التشريعات الخاصة بحرية الصحافة " يقصد الصحف الموالية للحركة الشعبية".
ثالثاً: التراضي مع حكومة جنوب السودان.
رابعاً: اجازة اتفاقيات ثنائية بين الشمال والجنوب لتوزيع عائدات البترول ..... " لاحظ لم يذكر توزيع السلطة".
وأخيراً وآخراً تعاون نظام الخرطوم مع المنظمات الطوعية العاملة في دارفور.
ولا كلمة عن المشكلة "دارفور" التي زار بخصوصها السودان. ترك السيناتور الفيل وطفق يطعن في ضله "الجنوب" , وكأنه يدعو لأن يحل القوم مشكلة الجنوب أولاً. وعندما ينفصل الجنوب عن الشمال في هدوء وسلام قبل أو في عام 2011، يلتفت القوم لمشكلة دارفور وعلاجها.
سؤال ؟
كون الاتحاد الافريقي لجنة عليا " لجنة امبيكي " لتقديم مقترحات لحل مشكلة دارفور . ويترأس اللجنة الرئيس السايق لجنوب افريقيا وتضم في عضويتها رئيس جمهورية نيجيريا السابق ورئيس جمهورية بورندي السابق ووزير خارجية مصري سابق وقاضية مرموقة من زامبيا .. وتعاون اللجنة مجموعة من خبراء القانون الدولي المرموقين ..
الخال سلفاكير بوصفه النائب الاول لرئيس الجمهورية هو رئيس اللجنة القومية بخصوص التعامل مع المحكمة الجنائيه الخاصة بدارفور ؛ والخال سلفاكير له مكتب في الخرطوم بصفته النائب الاول ومكتب في جوبا بحكمه رئيس حكومة الجنوب ..
تساءل الاستاذ احمد ماهر وزير خارجية مصر السابق وعضو اللجنة : لماذا اصر الخال سلفاكيرعلي مقابلة اللجنة في جوبا مقره كرئيس لحكومة الجنوب ، وليس في الخرطوم مقره كنائب اول لرئيس الجمهورية ؟
سؤال ؟ وتتبعه اسئلة اخري لماذا يصر الخال سلفاكير علي مقابلة كل الزوار من خارج السودان , والذين يصلون الخرطوم بخصوص مشكلة دارفور , في مكتبه في جوبا وليس في مكتبه في الخرطوم ؟
ياتري ماهي الاشارات التي يريد ان يرسلها الخال سلفاكير للمجتمع الدولي ..؟؟
بريطانيا
لا اعرف لماذا لم يضرب نظام الانقاذ الطبل لكلمة وزير الخارجية البريطاني المستر ديفيد ميلباند التي القاها يوم 21 مايو في اكسفورد بعنوان : مستقبلنا المشترك في بناء التحالفات وكسب التأئيد .. اكد الوزير في كلمته تركيز حكومته علي خيار القوة الناعمة والدبلوماسية بدلا من القوة الخشنة والتدخل العسكري في معالجة الصراعات ، خصوصا في المناطق التي تكون فيها المصالح الانسانية عرضة للخطر . وضرب مثلا بدارفور وجنوب السودان . اكد الوزير الحاجة لبذل جهود مشتركة بين الغرب والعالم الاسلامي لمعالجة المظالم سواء ان كانت اجتماعية او سياسية او ثقافية , والتي تدفع المحبطين للعنف والارهاب . ولكنه للاسف لم يشر الي اسرائيل عند ذكره لهذه المظالم , بل اشار الي اطلال وقلاع الصليبيين المدمرة في الوطن العربي , والتي تقف شاهدا علي العنف الديني الذي كان سائدا في العصور الوسطى . كما اشار الي تجربة العراق وقواتها التي تركت احساس بالرفض والمرارة وعدم الثقة .. ونسي او تناسي الوزير ان مشكلة فلسطين كانت السبب الحصري لغزو العراق ولتفجيرات سبتمبر !! وتفجيرات انفاق لندن مدريد . واكد الوزير رغبة حكومته في اصلاح الماضي وبناء المستقبل علي اساس جديد من المصالح المشتركة ، ويشمل ذلك التوجه نظام الانقاذ الاسلامي في السودان ..
راجع مبدأ اوباما المذكور اعلاه !
هل تستغرب بعد ذلك من شكوي اوكامبو لطوب الارض بان حكومة صاحبة الجلالة لا تعطي اي اولوية لتفعيل امر قبض الرئيس البشير ؟ وغدأ سوف يشكو اوكامبو لنجوم السما بان ادارة اوباما متواطية مع الرئيس البشيير . سوف يجد اوكامبو نفسه اباطه والنجم . ماذا تسمي هذه اللعبة يا هذا ؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.