لم يمضي سوى أسبوعا واحدا على نبش مقابر جماعية ونشر صورلعشرات الجثث لضحايا سودانيين وأفارقة آخرين قتلوا في شبه صحراء جزيرة سيناء المصرية حتى تفاجأت الجالية السودانية في مصر -وغالبها لاجئون- بنبأ صادم ؛انه وفات الكاتب السودانية أناهيد كمال في القاهرة في 7 نوفمبر 2011 ف . و توفيت الكاتبة السودانية إثر تناولها لعقار خاطئ أحضرتها من صيدالية تجاور نزلها بحي عابدين بوسط القاهرة . لم تمضي سوى 12 ساعة حتى فارقت الحياة بحسب رواية أصدقائها. وأفادت المعلومات إنها حقنت بمصل (كينين ( قيل لها مضاد لحساسية الجلد وذلك بعد تناولها قبل دقائق لأقراص مهدئة لنزلة برد من ذات الصيدلية ؛ وفجرت لها حساسية حادة. وإنه وفي هذه الحالة ؛ وفقط إذا لم توجد أسباب أخرى مباشرة في تناولها لعقار خاطئ فإن الصيدالاني الذي قدم لها العقار يعتبر أمام القانون مذنب في قتلها بصورة غير متعمدة . ويتمحور مسئوليته في تخطيه حدود واجباته كصيدالني ؛ إذ يتوقف مستوى واجبه تجاه المتعاملون معه على حدود إرشدات الطبيب . ومثلما لا يصح في مهنة الطبابة إمتثال الطبيب ذاته لرغبات المريض دون إعمال فحصه و تشخيص نوعية مصابه الذي بموجبه يقرر طرائق علاجه كتقديم عقار مثلا ؛ فإنه دونما روشتة طبية صادرة عن طبيب ليس على صيدلاني تنفيذ طلب لمريض ؛ أو القيام بمنحه عقارا مستندا على تخمين منه او من المريض. إن ما قام به الصيدالني في حق السيدة كمال عمل منافي لمبادئ مزاولة مهنة الصيدلة. و عليه فإن السلطات المصرية ملزمة بفتح تحقيق في ملابسات وفاة الكاتبة السودانية أناهيد كمال؛ ليطبق العدالة و قد يخفف ذلك الفجعية التي ألمت بعائلتها والسودانيون عامة والمعجبون بكتاباتها من جراء صدمة رحيلها المفاجئ. ويذكر أن السيدة كمال التي وصلت القاهرة قبل يوم من وفاتها بغرض ممارضة زوجها تعد رابع سوداني يقضي عن طريق الخطأ في القاهرة خلال عامين ؛ وقد كان القتلى قبلها من اللاجئين السودانيين الذين هربوا إلى مصر من مناطق النزاع في بلادهم. وبسبب ما يعيشونه في بلادهم من حرب وعدم إستقرار وتدهور مريع في الخدمات العامة فإنه القاهرة تستقبل كل شهر بين 350 -300 سوداني قاصدين مستشفياتها وعياداتها إلا إنهم يتعرضون بإستمرار الى أنماط متعددة من الإستغلال والإهمال ؛ مثلما يتعرض المرضى من اللاجئين السودانيين المقيمين في مصر لصنوف من الإهمال المتعمد وغالبا ما يقضون بها. ورغم إهمال دولته له بل وتهديدها المستمر لحياة جميع مواطنيها ورعاياها في الخارج ؛ ينبغي أن يكون معلوما أن حياة السودانيين حيثما كانوا محل إهتمام وتقدير و إعتبار . يذكر أن الكاتبة أناهيد كمال (36سنة) كانت ضيفة مركز (نبتة) الثقافي في مساء 21جونيه عام 2011 ف للتوقيع على مجموعتها القصصية الأولى الصادرة عن دار ميريت للنشر بالقاهرة والتي أتت بعنوان (متعة الذاكرة). حاولت ببراعتها الادبية إبراز جوانب مهملة في حياة الأقلية اليهودية بمدينة أمدرمان ؛ ومع أن المجموعة التي تضم 21قصة قصيرة أستقبلت بحفاوة كبيرة في الوسط الأدبي والفني إلا إنها منعت من النشر في بلادها ؛ من قبل ( المجلس القومى للمصنفات الادبية والفنية السودانية ) بتهمة "الاساءة الى السودان والتشهير الصريح باسم الدولة " ؛ وقد أعد السودانيون وقتها ذلك الوصف " إثارة للكراهية الدينية وتطرفا من قبل المجلس " لا شك أن رحيلها فاجعة وخسارة للرواية السودانية الصاعدة حديثا وينعي مركز السودان المعاصر في رحيلها الكتابة الأدبية الحرة والفكر الحداثي . مركز دراسات السودان المعاصر قسم الرصد الصحفي 27 نوفمبر 2011 ف