حزب جبهة العمل الإسلامي الأردني" أنموذجا " حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن من الأحزاب ذات الرؤية الإسلاميةالعلمية الواضحة ويحظى باحترام كبيرمن الناس لمواقفه المعتدلة ولتأصيله الفكري لمفهوم الشورى والديمقراطية من منظور اسلامي وفي محاضرة للدكتور اسحاق الفرحان "الرئيس السابق للحزب القاها في عمّان تناول موضوع التّعددية السياسية والأحزاب وبيّن أن ّموقف الحزب يتمثل في عدد من المبادئ هي: 1- الإيمان بأنّ الله سبحانه وتعالى خلق النّاس مختلفين متعاونين، وجعلهم شعوبا وقبائل ولغات والوانا بهدف التعارف والتعاون لا التنافر والتقاتل فتعدد الأديان والمذاهب الفلسفية والأيديولوجيات أمور تتناسب مع الناس وطبيعتهم . 2—التّعددية تكون في البرمج والوسائل والآليات وليست في التبشير بدين جديد أو ايديولوجية مختلفة عن عقيدة الأمة ودينها وهويتها ، فالإسلام عقيدة وفكر وحضارة للمسلمين وفكر وثقافة وحضارة لغير المسلمين من الموطنين. 3—البشر يختلفون في قدراتهم العقلية والجسمية والنفسية مع أنهم متشابهون خلقا ونوعا وهذه الفروق الإنسانية هي التي تبرز طبيعة الاختلاف في تفكير البشر واجتهاداتهم ؛ وهنا تبرز مشروعية التّعددية السياسية والحزبية في الاجتهاد البشري في ايجاد البدائل والحلول والطروحات الهادفة لتحقيق الأهداف الكبرى. وفي ضوء المبادئ السابقة يرى حزب جبهة العمل الإسلامي أن مفهوم التّعددية يتبلور في الأمور الآتية أ—التّعددية معناها حرية المجتمع أفرادا وجماعات في حق الممارسة السياسية ضمن القوانين والأطر الدستورية دون تمييز بسبب الجنس أو الدين أو اللغة أو العرق، ويبنى على هذا الحق؛التّعدديةالحزبية القائمة علىبرامج سياسية محددةفي إطار الثوابت المتفق عليها والقوانين المرعية، وهذه الأحزاب تعتبر مؤسسات وطنية تتنافس في خدمة الأمة ومصالحها وعقيدتها وثوابتها بحيث لا تؤدي هذه التعددية الى التفرقة وتفتيت وحدة الأمة ونشر العصبية والجهوية والتشرذم والتجزئة. ب—هذا يقتضي أيضا أن تؤكد الأمة من خلال ميثاق وطني على الثوابت عقيدة وأمة ووطنا ،وعلى القواسم المشتركة بين سائر القوى السياسية مثل هوية الأمة وثقافتها العربية والإسلامية والاحتكام لشرع الله وتطبيقه مع التأكيد على الحريات العامة وسيادة القانون ودولة المؤسسات. ج—الاشتراك الإيجابي في التعددية الحزبية عن طريق "حزب جبهة العمل الإسلامي" وعدم الممانعة في إنشاء أي حزب سياسي يتقيد بثوابت الأمة والدعوة إلى التّعاون بين الأحزاب السياسية في الأمور المتعلقة بدائرة الاتفاق في البرامج التي تخدم مصالح الأمة العليا مع عدم اللجوء الى تجريح الهيئات والأشخاص ةوالدعوة الى حل الخلافات عن طريق الحوار مع مراعات أدب الاختلاف في الرأي والتي تعززه الأخلاق الإسلامية في التعامل. د—وقاية التعددية واليمقراطية من احتكار السلطة ومعارضة الدكتاتورية الحزبية والتسلط بحجة الوصاية والإرث التاريخي أواحتكار الحقيقة بحكم المنصب الديني أو الطائفي أو غير ذلك. ثم أهمية العمل على نشر العدالة بين الناس وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص بين المواطنين. وقد استطاع " حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن " بهذه المفاهيم الواعية والطروحات الواقعية أن يكون عنصر استقرار في الحياة السياسية وأن يكون حزب تجمع وتوحد يرتفع فوق العصبيات الإقليمية والطائفية كما استطاع الحزب أن يتخطى كل المطبات والحواجز والفخاخ التي حاول أعداء الإسلام الايقاع به فيها .،بالإضافة الى أنّتجربة الحركة الإسلامية في الأردن بعامة قد قدمت الصيغة الإسلامية المعاصرة التي تجمع بين الأصالة الإسلامية والتمسك بالثوابت وبين الاستجابة للمستجدات والمتغيرات على الساحة السياسية في البلاد وهذا ما عجزت عنه الحركة الاسلامية في السودان بل لم تكن مؤهلة لذلك فكرا وتربية وتخطيطا واستشرافا للمستقبل فضلا عن فهم الوقع المعيش. مازال "حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن"يعمل على تأصيل ممارسة العمل الإسلامي السياسي المعاصر ليكون معززا للمسيرة الشورية الديمقراطية وليكون أنموذجا متفردا عمليا ناجحا في المنطقة العربية والاسلامية على مستوى الفكر والوعي والمؤسسات والممارسات مع ما يتبع ذلك من تأكيد على حرية الإنسان وكرامته وحقوقه ، وترسيخ دولة المؤسسات لتطبيق مبادئ تكافؤ الفرص والعدالة في الحكم والحقوق والواجبات. [email protected]