تواترت الانباء ان القنصلية السودانية في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية تعد ترتيباتها لانشاء تنظيم جديد للجالية السودانية من شأنه العبور بهذه الجالية من محطتها القديمة الى محطات تحفها الظلال من كل جانب .. خصوصأ وان القيادات القديمة التي جثمت على صدور المغتربين عددآ من السنين لم تفلح في معانقةالنجوم .. وعجزت تمامآ في تقديم اي نوع من انواع الخدمات لمعشر المغتربين وهي ومع الخدر اللذيذ الذي اصابها كانت تأبى ان تنزاح من موقعها بل كانت تصر على البقاء من اجل اغتناء المزيد من الغنائم !! هذه القيادات التي وجدت نفسها في غفلة من الزمن تمسك بمقود السفينة حتى كاد ان يبتلعها اليم تنشد الوثوب مرة اخرى لترمي جتتها في احضان التنظيم الجديد لاسيما وانها وبعد ان انتابها شعور بالفناء وبدأ هذا الشعور ينساب في اوصالها راحت تجثوا بمنكبيها وتركض خلف السراب وتهرول بغية الوصول الى غايتها وامتطاء السفينة والامساك بمقودها من جديد ذلك دون ان يعتريها اي خجل او حياء حيث ألقت بسنين فشلها وراء ظهرها وظنت ان المغتربين في جدة نسوا او تناسوا تلك المهاترات التي كانت تصدر من عقولها الفجة .. ولكن فأن البطون دائمآ تلفظ (الغث) او (الفاسد ) من الطعام !! هناك اسئلة يمكن طرحها على هذه القيادات الفجة والتي تلهث وراء الغنائم بشتى السبل والوسائل مع اليقين التام ان الاجوبة عليها معروفة للجميع حيث ان القيادات التي امتلكت زمام الامور كل هذه السنوات تدرك تمامآ ان مدينة جدة التي ترقد على شواطئ البحر الاحمر تضم في حناياها ارتالآ من السودانين الذين سطعت نجومهم في سماء المدينة من خلال ابداعتهم الطبية والهندسية والاقتصادية والاجتماعية والصحفية وغيرها من المهن الرفيعة .. وهم الاجدر والاحق بأعتلاء هذه القيادة .. الا ان الاحقاد الراقدة في اعماق القيادات القديمة اعمت بصيرتها في النظر الى حجم هذه (الكوكبة) المنيرة .. خصوصآ و ان الاعتقاد الراسخ في اذهانها هو ان مثل هذه القيادة لا يتبوأها الا من يرتمي بين ضلوع احزاب نمت وترعرت في جوف الظلاف ؟! وهي في نفس الوقت تعتقد ان المؤهلات الطبيعية للوصول الى مثل هذه الصدارة هي الجنوح الى الدهاء المشوب بنوع من الغلاظة ورداءة الانفس ..وهذه القيادات القديمة كانت تظن ان (الخبث) الساكن في اعماقها يمكنها من حجب اضواء القمر !! هذه القيادات وبأصرارها على البقاء كانت تحسب وتعتقد ان اية قوة في الارض لا يمكن ان يطيح بها من فوق هذا (التل ) .. ولانها مثل الحشرات التي تطفح في المياه الاسنة فأنها جزمت ان سمومها يمكن ان تفتك او تقتل اي مخلوق او كائن يريد الاقتراب منها .. ولكنها اخطأت في هذا الاعتقاد ذلك لان مدينة جدة تكتظ بدهاقنة من السودانين الذين رسموا خيوط ابداعتهم في لوحات جميلة ما زالت جدار المدينة واسوارها تتزين بها ومازالت هذه الزمرة من المبدعين السودانين يحتفى بهم في كل اركان المدينة كان المغتربون في مدينة جدة يتحرقون شوقآ في انتظار هذا اليوم الذي تتساقط فيه القيادات القديمة للجالية مثل اوراق الخريف ..وكانت المشاعر تترنم بأنشودة الحياة كلما دنا هذا الموعد او اقترب .. حتى اتى هذا الزخم الانيق من طاقم المسؤولين في القنصلية وعلى رأسهم السفير(خالد) ونائبه(عصام) والمتوثب دومآ نحو الافاق اخونا (الشروني ) الذي ادركته عن كثب وهو يتفجر مثل الينابيع العذبة تروي جدب الارض وينفح مثل الطير في اغصانه .. وثلاثتهم مثل الفراشات يحلقن في الفضاء لينثرن الحب للجميع وفي خضم هذه الاجواء الهادرة بدأت القيادات القديمة للجالية تتمايل مثل الزوارق التائهة في لج البحر ففقدت بوصلتها فتتقازفها الامواج .. وفي هذا المناخ الصادح بالفرح الجميل لابد من افساح المجال للشباب الزاخربالحيوية حتى يدلفوا ابواب القيادة في التنظيم الجديد للجالية بعد ان اوصدتها تلك القيادات الهرمة مثل (قرشوم) و(حاتم ) و(السماني) .. هذا الثالوث الذي يشبه ثالوث (الفقر) و(المرض) و(الجوع) .