محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    سألت كل الكان معاك…قالو من ديك ما ظهر!!!    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أنشيلوتي: فينيسيوس قريب من الكرة الذهبية    هجوم مليشيا التمرد الجمعة علي مدينة الفاشر يحمل الرقم 50 .. نعم 50 هجوماً فاشلاً منذ بداية تمردهم في دارفور    حمّور زيادة يكتب: ما يتبقّى للسودانيين بعد الحرب    عاصفة شمسية "شديدة" تضرب الأرض    مخرجو السينما المصرية    تدني مستوى الحوار العام    «زيارة غالية وخطوة عزيزة».. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان عُمان وترحب بها على أرض مصر – صور    د. ياسر يوسف إبراهيم يكتب: امنحوا الحرب فرصة في السودان    هل ينقل "الميثاق الوطني" قوى السودان من الخصومة إلى الاتفاق؟    كلام مريم ما مفاجئ لناس متابعين الحاصل داخل حزب الأمة وفي قحت وتقدم وغيرهم    الأمن، وقانون جهاز المخابرات العامة    مرة اخري لأبناء البطانة بالمليشيا: أرفعوا ايديكم    تأخير مباراة صقور الجديان وجنوب السودان    الكابتن الهادي آدم في تصريحات مثيرة...هذه أبرز الصعوبات التي ستواجه الأحمر في تمهيدي الأبطال    شاهد بالصورة.. حسناء الفن السوداني "مونيكا" تشعل مواقع التواصل الاجتماعي بأزياء قصيرة ومثيرة من إحدى شوارع القاهرة والجمهور يطلق عليها لقب (كيم كارداشيان) السودان    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    بالصور.. معتز برشم يتوج بلقب تحدي الجاذبية للوثب العالي    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    محمد سامي ومي عمر وأمير كرارة وميرفت أمين في عزاء والدة كريم عبد العزيز    مسؤول بالغرفة التجارية يطالب رجال الأعمال بالتوقف عن طلب الدولار    مصر تكشف أعداد مصابي غزة الذين استقبلتهم منذ 7 أكتوبر    لماذا لم يتدخل الVAR لحسم الهدف الجدلي لبايرن ميونخ؟    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    مقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر.. معلومات جديدة وتعليق كندي    توخيل: غدروا بالبايرن.. والحكم الكارثي اعتذر    النفط يتراجع مع ارتفاع المخزونات الأميركية وتوقعات العرض الحذرة    النموذج الصيني    غير صالح للاستهلاك الآدمي : زيوت طعام معاد استخدامها في مصر.. والداخلية توضح    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    إسرائيل: عملياتنا في رفح لا تخالف معاهدة السلام مع مصر    الجنيه يخسر 18% في أسبوع ويخنق حياة السودانيين المأزومة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    الولايات المتحدة تختبر الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ومسكت دمعتي ! واختلست نظره .. بقلم: سليم عثمان
نشر في سودانيل يوم 14 - 05 - 2012


Saleem Osman [[email protected]]
كثيرون منا ربما لا يعرفون عن الارجنتين سوى لاعبها الفذ دييغو ماردونا ، المدرب الحالي لنادي الوصل الاماراتي ، وأنها دولة متميزة فى كرة القدم وأنها نالت كأس العالم عامي 1978 و1986، وربما علمنا أخيرا باسم لويس مورينو أوكامبو مدعي محكمة الجنايات الدولية (الذي طالب بتوقيف عدد من مسؤولي حكومتنا وفى مقدمتهم السيد رئيس الجمهورية) و أنه من تلك الدولة المجاورة للبرازيل فى أمريكا الجنوبيةن لكننا لا نعرف الكثير عن اقتصادالارجنتين ولا شيئا عن حجم مساهمة الزراعة فى أقتصادها ، ترى ما هو الوضع الزراعي فى هذا البلد الكبير الذي تبلغ مساحته 2،780،092 كم2 ؟.
كنت أشاهد ذات صباح فيلما وثائقيا فى قناة الجزيرة الوثائقية عن الزراعة فى الأرجنتين وهالني أن 60% من دخلها القومي يأتي من زراعة محصول الصويا ، وحده، الذي تصنع منه الزيوت وأعلاف الحيوانات ، وعلمت أن الارجنتين تعتبر واحدة من أهم البلدان التي تنتج الصويا ثم إن 90٪ من إنتاجها يصدر إلى الخارج ، وما تبقى يستهلك في السوق المحلية، ويتنوع نشاط السكان فى ذلك البلد ، لكنه يتركز على الزراعة ، فهي من أكبر منتجي المواد الغذائية في العالم ، وتنتج القمح والذرة ، الى جانب الصويا ، ودوار الشمس ، وقصب السكر ، وتمتلك الارجنتين ثروة حيوانية كبيرة من الابقار والاغنام ، والماعز ، وتنتج القليل من البترول ، (حالها يشبة حال السودان فى الزراعة والثروة الحيوانية والنفط، لكنها تتفوق علينا كثيرا فى هذه الجوانب) وتستخرج الأرجنتين الفحم ، والحديد ، والفضة ، وتمتلك بنية من الصناعات الخفيفة، أفضل بكثير من واقع الصناعات فى بلدنا.فاذا كنا قد فشلنا فى كرة القدم الذي نجحت فيه الأرجنتين ودولا عديدة ولا نحلم بوصول المونديال حتى عام 2090 ربما ، فلماذا لا ننجح فى الزراعة وموارد بلدنا لا تحصي ولا تعد؟.
قلت فى نفسي بعد مشاهدة تلك المادة الوثائقية ، فى تلك القناة ، وفى ذهني ما ال اليه حال الاقتصاد الوطني بعد انفصال الجنوب ،هل بامكاننا العودة الى ما قبل استخراج النفط؟ الذي كان فى جانب كبير منه نقمة على البلد ، وليس نعمة عليها أن نقوم باحياء مشروع الجزيرة ،والقطن الذي كان فى يوم من الأيام ذهب السودان الأخضر، وأن نزرع ما يكفي حاجتنا من القمح فى الشمالية ونهر النيل وغيرها ؟ونصدر للاخرين ونهتم بالصمغ العربي الذي تهتم به الولايات المتحدة الأمريكية ؟ وكثير من دول العالم لأنه يدخل فى صناعاتها ؟ قلت : ربما توجد مؤشرات على أنه يمكننا عبور أزمتنا الخانقة دون نفط أو بوجود القليل منه لو جعلنا الزراعة حرفة رئيسية بالاستراتيجيات والخطط والمشاريع العملية الجادة والطموحة، لا بالشعارات وحدها، خاصة شعار النفرة والنهضة الخضراء الكذابة البراعة.
نقلت وسائل الإعلام السودانية مؤخرا عن وزير العلوم والتقانة، عيسى بشري قوله : أن السودان يخطط لزراعة مليوني فدان بشجرة ( الجاتروفا) (الذهب الأخضر الجديد ربما للسودان ) لينتج مليوني طن سنوياً، من الوقود الحيوي ، الأمر الذي يضع الدولة خلال الأعوام القليلة القادمة حسب الوزير :ضمن قائمة أكبر الدول المصدرة لهذا النوع من الوقود فى العالم ، والذي يعد من البدائل السريعة والمناسبة في إطار التوجه العالمي للوقود الحيوي ، و الوقود الحيوي هو الطاقة المستمدة من الكائنات الحية سواء النباتية أو الحيوانية منها، وهو أحد أهم مصادر الطاقة المتجددة، على خلاف غيرها من الموارد الطبيعية مثل النفط والفحم الحجري وكافة أنواع الوقود الإحفوري، و هو وقود نظيف يعتمد انتاجه في الاساس على تحويل الكتلة الحيوية سواء كانت ممثلة في صورة حبوب ومحاصيل زراعية ،مثل الذرة وقصب السكر أو في صورة زيوت مثل زيت فول الصويا وزيت النخيل ،وشحوم حيوانية ، الى ايثانول كحولي أو ديزل عضوي،مما يعني Yمكانية استخدامها في الانارة وتسيير المركبات وإدارة المولدات، ويتم الحصول على الوقود الحيوي من التحليل الصناعي للمزروعات والفضلات وبقايا الحيوانات ،التي يمكن إعادة استخدامها ، مثل القش والخشب والسماد ، وقشر الارز، وتحلل النفايات ، ومخلفات الاغذية ، التي يمكن تحويلها الى الغاز الحيوي عن طريق الهضم اللاهوائي، و الكتلة الحيوية المستخدمة كوقود يتم تصنيفها على عدة أنواع مثل النفايات الحيوانية، والخشبية والعشبية ، كما أن الكتلة الحيوية ليس لها تأثير مباشر على قيمتها بوصفها مصدر للطاقة، ومن مزايا الوقود الحيوي رخص تكلفته وإمكانية إنتاجه في أي وقت وفي اي مكان ، بسبب توافر مواده الاولية وعدم تقيدها بأي عوامل جغرافية أو طبيعية ، وهي ميزة كبرى تفتقدها مصادر الطاقة الاخرى المتجددة .
غير أن ميزة الوقود الحيوي الكبرى التي يؤمل تطويرها والتوسع فيها ، انه يمكن إنتاجه من الطحالب المائية ومن نباتات اخرى سريعة النمو ،وغير ذات قيمة غذائية مثل الجاتروفا كما هو التوجه الحالي فى السودان .
وأبرز الدول التى تستخدم الوقود الحيوي كطاقة بديلة للنفط ،اميركا والبرازيل والمانيا والسويد وكندا والصين والهند ، وفى امريكا مثلا يستخرجون من الذرة والصويا الوقود الحيوي ، وفى أوربا من اللفت ، و في البرازيل من قصب السكر ، و في جنوب شرق آسيا من زيت النخيل ، وتتمثل أنواع الوقود الحيوي فى الغاز الحيوي والايثانول والديزل الحيوي ، لكن قطعا مثل هذا التوجه لا يرضي منتجي ومصدري النفط فى العالم ،باعتباره بديلا جيدا للنفط ، و بإعتباره طاقة نظيفة صديقة للبيئة أكثر من البترول ، و زيادة الطلب على هذا النوع من الطاقة هو بسبب الاحتياجات المتزايدة على الطاقة نظرا لارتفاع تكاليف النفط ، والرغبة في الحصول على مصادر طاقة نظيفة والرغبة في زيادة الدخول الزراعية في البلدان المتقدمة، ومن باب أولي أن يلج بلدا فقيرا كالسودان، الى عالم هذه الطاقة ،حتى يجنب شعبه شرور مشاكل نقص النفط ، وإرتفاع تكلفة إنتاجه أو استيراده ولا يعني هذا بحال من الأحوال عدم أهتمام الدولة بزراعة السلع الغذائية الاستراتيجية خاصة القمح والذرة والدخن ،لان تجاهلها يعني أيضا زيادة عدد الفقراء والجوعي ،فى السودان ، وقد اعتمدت العديد من الدول معايير لتعزيز التنمية المستدامة لإنتاج الوقود الحيوي واستخدامه، وأبرزها الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وقد أصدرت الوكالة الأوربية لمعايير الطاقة المتجددة في عام 2009، معيارًا يتطلب أن تكون 10% من وقود النقل مستمدة من الطاقة المتجددة بحلول عام 2020، ويعتبر هذا المعيار هو المعيار الأكثر شمولية، كما يتطلب هذا التوجيه أن تكون انبعاثات الغازات الدفيئة أقل ب 50% من الغازات المنبعثة من الوقود الإحفوري، وذلك حتى سنة 2017، كما لا ينبغي أن تتم إنتاج النباتات المنتجة للوقود على أراضي ذات قيمة عالية في التنوع البيولوجي، وأن لا تقلل من كربونية التربة.ونأمل أن تراعي الجهات المختصة كل هذه الأمور حين الشروع بشكل جدي فى هذا المشروع الحيوي الهام والذي هو بالطبع لن يكون حلا سحريا لمعضلات إقتصادنا الذي بدأ الترنح ولكنه يساهم فى دعمه بقدر.
وقد صرح وزير العلوم والتقانة، عيسى بشري، بأن السودان على مشارف أن يكون خلال الأعوام القليلة القادمة من أكبر الدول المصدرة للوقود الحيوي بعد إنفاذ الخطة الجارية لزراعة مليوني فدان بشجرة الجاتروفا لإنتاج مليوني طن سنويا(لا ندري متى ستبدأ عمليات الزراعة بصورة فعلية ،وكم من وقت نحتاجه حتى زراعة كل هذا الكم من الأشجار، وكيف ستروي ؟ كلها أسئلة سيجيب عليها المختصون ، ولكننا بعد اكتمال عمليات الزراعة نحتاح نحو خمسة أعوام حتى نجني الثمار ) .
والجاتروفا هى شجرة يبلغ ارتفاعها من 5 الى 8 امتار ، فروعها غليظة وأروراقها بيضية وعريضة ،ثمارها عبارة عن كبسولة طولها 2الى 3 سم ،وتزهر فى ابريل وتؤتي ثمارها فى مايو ، ويمكن زراعتها فى التربة الصحراوية الرملية ولا تحتاج الشجرة الى ري كثير ولا الى تسميد ولا أى مواد عضوية أخري وهي نبته معمرة ،تنتج عند عمر (ثلاث سنوات) كمية من وقود الديزل، وتنمو شجرة الجاتروفا أيضا في المناطق الاستوائية وتتحمل درجات حرارة عالية تفوق ال (48) درجة مئوية، وتنمو في أمطار بحد (250) ملم في العام وهو حد لا يصلح للمحاصيل الزراعية، وتزرع الجاتروفا ، من البذرة أو الشتلة أو العقلة في أحواض أو مساطب، وتسقى أما بالري التنقيطي أو الرش أو الأمطار ،ويستمر إنتاج الجاتروفا حتي العام (40-45) من عمر الشجرة، و تحتوي بذور الجاتروفا علي زيت بنسبة (30-35%) ويحتوي هذا الزيت علي 21% زيوت مشبعة و79% زيوت غير مشبعة ،وهو زيت آمن بيئيا والزيت لا يصلح للاستخدام الآدمي، و يخلط أيضا مع زيت الديزل والكيروسين بنسب متفاوتة كما يستخدم أيضا في التلميع وصناعة الصابون و بعض الاستخدامات الصناعية الأخري ، في ديسمبر 2008، أنجزت أنجزت أحدي شركات الطيران فى نيوزيلندا أول اختبار لطائرة تجارية في العالم باستخدام وقود مصنع جزئيًا من الجاتروفا، وقد تم إجراء اختبار الطيران خلال اثنتي عشر ساعة طيران، وقد أقلعت الطائرة من مطار أوكلاند الدولي، و تم استخدام مزيج من الوقود الحيوي ووقود الجاتروفا بنسبة 50:50 وزودت بها أحدي طائرات البوينج ومع ذلك فإن المهتمون بسلامة البيئة يطالبون عند إنتاج الوقود الحيوي الالتزام بالمعاهدات الدولية والقوانين الوطنية المنظمة مثل (جودة الهواء ومصادر المياه وأساليب الزراعة الحديثة والعلمية ) وشروط العمل وما إلى ذلك، كما يجب أن تصمم وتنفذ عمليات إنتاج الوقود الحيوي بحيث تشمل جميع أصحاب المصالح في عمليات التخطيط والمراقبة، كما يجب أن يقلل الوقود الحيوي من انبعاثات الغازات الدفيئة مقارنة بالوقود الإحفوري ،و يجب أن يشجع إنتاج الوقود الحيوي على الممارسات التي تؤدي إلى تحسين التربة والتقليل من تدهورها ، وجب إنتاج أنواع الوقود البيولوجي بأكثر الطرق فعالية من حيث التكلفة، مع الالتزام بتحسين كفاءة الإنتاج والأداء في جميع مراحل تقيم أداء الوقود الحيوي ،وأهم شئ عندنا فى السودان كما فى بقية انحاء العالم ، أن لا يؤثر إنتاج الوقود الحيوي على الأمن الغذائي.
و توفر زراعة الجاتروفا فى بعض الدول العالم فوائد للمجتمعات المحلية فهي تتطلب أيدي عاملة كثيفة لالتقاط الثمار،. مما يوفر فرص عمل في أجزاء من المناطق الريفية خاصة فى الهند وأفريقيا، وفى السودان ننتظر أن تسهم زراعة مساحات واسعة من الجاتروفا فى حل جزء من مشكلة البطالة التى تؤرق شبابنا وتسهم فى توظيف عدد مقدر من المهندسين الزراعيين وغيرهم سواء فى عمليات الزراعة أو أنتاج الوقود الحيوي نفسه، كما أن هذا النوع من الوقود سوف يساهم أيضا فى دفع وتيرة الاقتصاد السوداني كما فعل مشروع سكر كنانة بانتاج كميات من الايثانول وتصديره الى دول الاتحاد الأوربي وقال مصدر مسؤول بالمصنع قبل سنوات أن طاقة المصنع سترتفع إلى 200 مليون لتر من الإيثانول سنوياً بحلول 2013 تري كم يمكن أن تجني خزينة الدولة إن أعدنا لمشروع الجزيرة سيرته الأولي وإن اهتممنا بزراعة القمح فى الشمالية ؟وزهرة الشمس والسمسم فى القضارف ؟ العودة الى ما قبل تدفق النفط فى السودان، أى التوجه الى الزراعة وفق رؤية ثاقبة ومدروسة هو التوجه السليم ،الذي نحتاج اليه ليخرج بلادنا من كبواتها ،لا انتظار عائد يأتي الينا من تصدير نفط الاخرين.
*على لسان أحدى الطبيبات:
دخلت علي في العيادة عجوز في الستينات بصحبة ابنها الثلاثيني. لاحظت حرصه الزائد عليها حتى فهو يمسك يدها ،و يصلح لها عباءتها ،ويمد لها الأكل والماء، بعد سؤالي عن المشكلة الصحية، وطلب الفحوصات ،سألته عن حالتها العقلية ،لان تصرفاتها لم تكن موزونة ،ولا ردودها على أسئلتي، فقال: إنها متخلفة عقليا منذ الولادة، تملكني الفضول فسألته، فمن يرعاها ؟ قال: أنا، قلت :والنعم ولكن من يهتم بنظافة ملابسها وبدنها ؟قال :أنا، أدخلها الحمام وأحضر ملابسها ،وأنتظرها إلى أن تنتهي، وأصفف ملابسها في الدولاب ،وأضع المتسخ في الغسالة ، وأشتري لها الناقص من الملابس، قلت :ولم لا تحضر لها خادمة ؟ قال :لأن أمي مسكينة مثل الطفل ،لا تشتكي ،وأخاف أن تؤذيها الشغالة ، اندهشت من كلامه ،ومقدار بره وقلت :وهل أنت متزوج قال:نعم الحمد لله، ولدي أطفال ، قلت: إذن زوجتك ترعى أمك؟..قال :هي ما تقصر وهي تطهو الطعام وتقدمه لها ،وقد أحضرت لزوجتي خادمه حتى تعينها، ولكن أنا أحرص أن أكل معها حتى أطمئن لأنها أيضا مريضة بالسكر ! زاد إعجابي، ومسكت دمعتي ! واختلست نظره إلى أظافرها فرأيتها قصيرة ونظيفة ، قلت أظافرها؟قال :قلت :لك يا دكتورة هي مسكينة ،طبعا أنا. نظرت الأم اليه وقالت :متى تشتري لي بطاطس ؟ قال :أبشري الحين (أوديك) البقاله !طارت الأم من الفرح وقامت (تناقز) الحين الحين ، التفت الإبن وقال : والله إني أفرح لفرحتها ،أكثر من فرحة عيالي الصغار، (سويت نفسي اكتب) في الملف حتى ما يبين أني متأثرة !وسألت ما عندها غيرك ؟قال :أنا وحيدها لان الوالد طلقها بعد شهر ،قلت :اجل رباك أبوك قال :لا جدتي كانت ترعاني وترعاها وتوفت الله يرحمها وعمري عشر سنوات ،قلت: هل رعتك أمك في مرضك ؟أو تذكر أنها اهتمت فيك؟ أو فرحت لفرحك أو حزنت لحزنك ؟ قال: دكتورة أمي مسكينة طول عمري ،من عمري عشر سنين ،وأنا شايل همها وأخاف عليها وأرعاها.
كتبت الوصفة وشرحت له الدواء.
مسك يد أمه وقال :يله الحين البقاله. قالت :لا نروح مكة ، استغربت قلت لها ليه تبين مكة ؟ قالت :بركب الطيارة ! قلت له هي ما عليها حرج لو لم تعتمر ليه توديها وتضيق على نفسك؟ قال :يمكن الفرحة اللي تفرحها لا وديتها أكثر أجر عند رب العالمين من عمرتي بدونها.
خرجوا من العيادة وأقفلت بابها وقلت للممرضة : أحتاج للراحة ، بكيت من كل قلبي ،وقلت :في نفسي هذا وهي لم تكن له أما . فقط حملت وولدت لم تربي لم تسهر الليالي ،لم تمرض لم تدرس، لم تتألم لألمه ،لم تبكي لبكائه ،لم يجافيها النوم خوفا عليه، لم ولم ولم، ومع كل ذلك كل هذا البر!
تذكرت أمي وقارنت حالي بحاله ، فكرت بأبنائي ، هل سأجد ربع هذا البر؟؟
مسحت دموعي وأكملت عيادتي وفي القلب غصة.
عدت لبيتي وأحببت أن تشاركوني يومي.
قال تعالى في سورة الإسراء ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًاۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.