قال عياض بن خليفة رايت (عمر) عام الرمادة وهو اسود اللون ولقد كان ابيض كان رجلا عربيا ياكل السمن واللبن فلما امحل الناس حرمها حتى يحيوا فاكل الزيت حتى غير لونه وجاع اكثر. عن اسلم قال: كنا نقول لو لم يرفع الله سبحانه وتعالى المحل عام الرمادة لظننا ان (عمر) يموت هنّاً بامر المسلمين. عن عبد الملك عن ابن عمر قال: قال (عمر) بن الخطاب رضوان الله عليه: من استعمل رجلا لمودة او لقرابة لا يستعمله الا لذلك فقد خان الله ورسوله والمؤمنين. عن الاوزاعي ان (عمر) خرج في سواد الليل فراه طلحة رضي الله عنه فذهب عمر فدخل بيتا ثم دخل بيتا آخر فلما اصبح طلحة ذهب الى ذلك البيت واذا بعجوز عمياء مقعده فقال لها: ما بال هذا الرجل يأتيك؟ فقالت انه يتعهدني منذ كذا وكذا يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الاذى فقال طلحة: ثكلتك امك طلحة اعثرات (عمر) تتبع. عن نافع عن ابن عمر قال: قدمت رفقة من التجار فنزلوا المصلى فقال (عمر) لعبد الرحمن بن عوف: هل ان تحرسهم الليلة من السَرْق فباتا يحرسانهم ويصليان ما كتب الله لهما فسمع (عمر) بكاء صبي فتوجه (عمر) نحوه فقال لامه: اتق الله واحسني الى صبيك ثم عاد الى مكانه فلما كان من آخر الليل سمع بكاءه فاتى امه، فقال ويحك اني لاراك ام سوء مالي ارى ابنك لا يقر منذ الليلة: قالت يا عبد الله قد ابرمتني منذ الليلة انا ارغمه عن الفطام قال: ولم؟ قالت: لان (عمر) لا يفرض إلا للفطيم قال: وكم له؟ قالت: كذا وكذا شهراً قال: ويحك لا تعجليه فصلى وما يستبين الناس قراءته من غلبة البكاء فلما سلم قال: يا بؤساً ل(عمر) كم قتل من اولاد المسلمين ثم امر مناديا فنادى ان لا تعجلوا صبيانكم عن الفطام فإنا نفرض لكل مولود في الإسلام وكتب بذلك للافاق ان يفرض لكل مولود في الاسلام. عن المسيب بن دارم قال: رايت (عمر) بن الخطاب رضوان الله عليه يضرب رجلا ويقول حملت بعيرك ما لا يطيق. عن زيد بن اسلم عن ابيه قال قلت ل(عمر): إن في الظهر لناقة عمياء قال (عمر) ندفعها إلى اهل بيت ينتفعون بها قال قلت: كيف وهي عمياء؟ قال: يقطرونها بالإبل قال قلت كيف تأكل من الارض قال: أردتم والله اكلها. عن قيس بن الحجاج قال: لما فتح (عمر) مصر اتى اهلها الى عمرو بن العاص حين دخل بؤنة من اشهر العجم فقالوا له: ايها الامير ان لنيلنا هذا سنة لا يجري الا بها فقال لهم: وما ذاك؟ فقالوا له: إنا إذا كانت ثلاث عشرة ليلة نحوا من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين ابويها فارضينا اباها وحملنا عليها من الحلي والثياب افضل ما يكون ثم القيناها في النيل فقال لهم عمرو: ان هذا شيء لا يكون في الاسلام وان الاسلام يهدم ما كان قبله فاقاموا بؤنة وابيب ومسرى لا يجري قليلا ولا كثيرا فكتب الى (عمر) بن الخطاب رضي الله عنه فكتب اليه (عمر): انك قد اصبت بالذي فعلت ان الاسلام يهدم ما قبله وكتب بطاقة داخل كتابه وكتب الى عمرو اني قد بعثت اليك بطاقة داخل كتابي هذا اليك فالقها في النيل اذا وصل كتابي اليك فلما قدم كتاب (عمر) رضي الله عنه الى عمرو بن العاص فاذا فيها مكتوب:((من عبد الله (عمر) امير المؤمنين الى نيل مصر اما بعد فان كنت انما تجري من قبلك فلا تجر وان كان الله الواحد القهار هومجريك فنسأل الواحد القهار ان يجريك)) فالقى البطاقة في النيل قبل يوم الصليب بشهر وقد تهيأ اهل مصر للجلاء والخروج فانه لا تقوم مصلحتهم فيها الا بالنيل فلما القى البطاقة اصبحوا يوم الصليب وقد اجراه الله تعالى ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة فقطع الله تلك العادة عن اهل مصر الى اليوم. [email protected]