كلام الناس *مثلما قلنا ان الأزمة الاقتصادية لايمكن عزلها عن مجمل الأزمات الاخرى ‘ خاصة تفاقم النزاعات في النيل الازرق وجنوب كردفان وابيي واستمرار الخلافات بين دولتي السودان و...الخ ‘ فانه لايمكن عزل ما يجري في الشارع السوداني عن مجمل الاختناقات السياسية والاقتصادية. *وكما لايمكن معالجة الازمة الاقتصادية باجراءات تسكينية ومهدئات جزئية مؤقته ‘ فانه لا يمكن معالجة ما يجري في الشارع السوداني عبر الاجراءات التسكينية الظاهرية التي تستهدف وقف العرض الظاهر بدلا من التصويب نحو المعالجة الجذرية. *نحن مع الاتجاه الداعي لتمليك المواطنين الحقائق ‘ وقد نبهنا لذلك منذ اعلان نتيجة الاستفتاء على مصير الجنوب ‘ نبهنا قادة القطاع الاقتصادي في لقاء اعلامي مشهود للآثار المترتبة على خصم ايرادات (بترول الجنوب) من الموازنة العامة لكنهم انكروا ذلك حينها. *اذن ليس في الامر مفاجأة ‘ وكان من اللازم التحسب لكل ما يمكن ان يترتب على انفصال الجنوب والاتجاه بجدية نحو تسوية سياسية شاملة مع اهل السودان الباقي بدلا من الدخول في معارك جديدة زادت الطين بلة كما حدث بالضبط. * للأسف ما زال بعض قادة الحزب الحاكم يفسرون ما جرى وما يجري في الساحة السودانية وفق نظرية المؤامرة ويلجأون لشماعة التآمر الخارجي الذي تقف وراءه امريكا واسرائيل او الى شماعة التآمر الداخلي التي لايمكن ان تقنعهم هم انفسهم!!. *تصريحات نائب رئيس الحزب الحاكم محمد مندور المهدي القائلة بوجود(ناس لابسه تي شيرتات حمراء تنقل اللساتك بالدفارات والبكاسي من مكان لمكان وبتعمل تخريب) نموذج لمثل هذا التفكير المضحك المبكي ‘ فلا يمكن ارجاع كل ما ماجرى في الشارع السوداني الى تحرك الحزب الشيوعي السوداني او حزب الامة القومي او حتى حزب المؤتمر الشعبي ‘ حتى وان حاول هذا الحزب او ذاك استغلال ماجرى لصالح اجندته الحزبية. *لذلك فاننا مع الداعين لتمليك الشعب الحقائق مع استصحاب آراء الاخرين الذين يمثلون اهل السودان الباقي للخروج من هذه الدوامة القائمة بأقل قدر من الخسائر بدلا من استمرار سياسة تحميل المواطنين وحدهم كل اعباء الفشل السياسي والاقتصادي والاصرار على استمرار سياسات العناد والانفراد سبب كل الاختناقات والاختلالات الماثلة. //////////////