إن تحديد درجة العنف بناء على هوية الضحية هو أعلى درجات السياسة العنصرية الاحداث كشفت ان النظام مستعد لاستخدام القتل والإبادة حتى النهاية ضد مواطنى الهامش ليس بسبب حملهم السلاح، وإنما حتى لو تظاهروا سلماً. نفذ النظام مجزرة دموية في نيالا كان من ضحاياها اكثر من ثلاثة عشر قتيل ، منهم اطفال قصر من طلاب المدارس وعدد من المصابين تجاوز عددهم المائة وخمسين. لقد عبرت هذه المجزرة الوحشية، التي استخدم فيها الرصاص الحى ضد أطفال ومواطنين عزل، ليس فقط عن العنف غير المحدود والقمع المنفلت من أي عقال الذي يواجه به النظام معارضيه، وهو ما استخدمه في تصديه للمظاهرات الاحتجاجية الأخيرة في كل مدن السودان، وإنما أيضاً عن استعداد النظام لاستخدام القتل والإبادة حتى النهاية ضد مواطني الهامش ليس بسبب حملهم السلاح، وإنما حتى لو تظاهروا سلماً. لقد فقد النظام كل ذريعة لوجوده، وسقطت وانفضحت كل أكاذيبه، ولم يتبقى له سوى العصبة العنصرية يحاول أن يشيد عليها قاعدة لحشد التأييد له ولاستمرار وجوده. إن تحديد درجة العنف بناء على هوية الضحية هو أعلى درجات السياسة العنصرية. أن ما قام به المواطنون في نيالا هو جزء لا يتجزأ من التظاهرات والاحتجاجات السلمية التي انتظمت مختلف انحاء السودان، وكل ذلك يمثل حلقة من حلقات الثورة السودانية التي ستتصاعد حتى إسقاط النظام مثله مثل ما سبقه من أنظمة الطغيان والفاشية في بلادنا وجوارها. إن التصدي الفعال لمجزرة نيالا، لا يكون بالشجب والإدانة فقط، ولا بالسقوط في فخ العنصرية المضادة، وإنما بتوحيد كافة قوى المعارضة، في كل مكان، وبتنظيم الصفوف وبتصعيد النضال لمواصلة الانتفاضة فى كافة مدن السودان وأريافه وقراه، في المركز والهامش سوياً، لهزيمة النظام الفاشي.