الشريف زين العابدين الهندى كان يتمتع بشخصية مستقلة عن شقيقه حسين بالرغم من ان الراى السائد انه لم يصبح رقما الا بسببه ولكن الواقع يقول انه كان صاحب مواقف مستقلة عن شقيقه ومن الظلم له ان يحسي عليه لاته لم يكن تابعا له كما يعتقد الكثيرون فالشريف زين العابدين لما اجمع عليه الاتحاديون بالبرارى مرشحا للحزب بالدائرة و رفض الحزب ان يعتمد ترشيحه ورشح رحمة الله عليه ابراهيم جبريل رفض زين العابدين قرار الحزب واصر على ترشحه حسب رغبة الاتحاديين بالبرارى ورفع صوته بالصوت العالى مطالبا الحزب بان يحترم حق الاتحاديين بكل دائرة فى اختيار مرشح الحزب وقدم نفسه مرشحا للحزب الا ان موقفه لم يجد قبولا من الحزب الذى كان شقيقه نائبا لرئيسه فكان اول من أصدر فى حقه الشهيد اسماعيل الازهرى قرارا بالفصل من الحزب ببيان من بضع كلمات نشرتها الصحف (لمن يهمهم الامر سلام) وهى الصيغة التى اسصبحت مالوفة كلما قرر الحزب فصل اى عضو فيه بتوقيع الازهرى شخصيا والشريف حسين كان الرجل الثانى فى الحزب الا ان زين العابدين تحدى الحزب رغم قرار الفصل وحقق اصوات تفوق ما حققه مرشح الحزب بفارق كبير الا انه خسر الدائرة للحزب الشيوعى ليفوزمرشحه رحمة الله عليه احمد سليمان لأن تشتت أصوات الاتحاديين هو الذى حسم الدائرة لصالح احمد سليمان بينما كان ما تحصل عليه ابراهيم جبريل من أصوات رغم قلتها كان كفيلا بان يفوز زين العابدين بفارق كبير. . وكانت تلك بداية تفجر قضية الديمقراطية فى حزب الحركة الوطنية والتى لاتزال تشكل هاجس الاتحاديين حتى تشتتوا لشيع واحزاب وانفراط عقد القاعدة الوطنية بعد ان اصبح حزبها تحت قبضة مجموعات تتنازع من اجل السلطة الا من قلة عاجزة عن كتابة تاريخ جديد للحزب يقوم على مبادئ الحركة الوطنية التى اسسها مؤتمر الخريجين. وهى القضية التى بلغت ذروتها منذ ان احكم السيد محمد عثمان الميرغنى قبضته على الحزب فى دكتاتورية لم يشهدها الحزب فى تاريخه والتى اصبحت سببا فى كل الانقسامات التى شهدها ولا يزال يشهده الحزب حتى اليوم كان ثانى موقف للشريف انه رفض قرار الحزب بحل الحزب الشيوعى ذلك الموقف الذى سجل اكبر نقطة سوداء فى تاريخ الشهيد اسماعيل الازهرى والحزب صاجب أهم الانجازات الوطنية والذى كان موقفه مفاجئا لكل التوقعات ان يعلن بشخصه من القصر الجمهورى انه اذا لم يصوت البرلمان لحل الحزب ووأد الديمقراطية سيخرج للشارع ويقود التظاهرات لحل الحزب بنفسه فصوت نواب الحزب على حل الحزب الشيوعى واضعين بذلك ثانى سابقة فى عدم الالتزام بالمؤسسية الديمقراطية حيث ان قرارا كهذا لايصدر الا عن سلطة حزبية مفوضة من القاعدة فى مؤتمر عام لم يشهده الحزب فى تاريخهوكان الشريف ضمن القلة التى رفضت تاييد الحزبلهذه الانتكاسة فى تاريخ الديمقراطية و لكن الشريف اعلن يومها ان حل الحزب هو عدوان على الديمقراطية والحزب قائم على الديمقراطية وان التصويت بحل الحزب السيوعى هو موقف يخرج على مبادئ الحزب ولم يكن هذاموقف شقيقه الشريف حسين الامر الذى يؤكد استقلاليته عن مواقف اخيه ليسجل بذلك موقفا وطنيا كان سيجنب البلاد ما شهدته من انقلابات عسكرية اصبحت موضة للاحزاب العقائدية فكان ذلك القرار بمثابة تشييع للقيم الديمقراطية فى الحركة السياسية السودانية اذ لم يعد هناك حزبا مبرأ من الاعتداء على الديمقراطية. او المشاركة فى ذلك. ثالث المواقف المشهودة للشريف وكنت شاهدا بل ومرتبا له فلقد رتبت بحكم علاقتى بالشريف وانتمائى للحزب الشيوعى فى ذلك الوقت رتبت لحوار بين بعض قيادات الحزب والشريف حول اهم القضايا الوطنية شارك فيه من الحزب المناضل محمد ابراهيم نقد عضو المكتب السياسى انذاك والمناضل مصطفى احمد الشيخ رحمة الله عليهما ومن الاحياء امد الله فى عمرهم ومتعهم بالصحة والعافية الزميلان خليل الياس واحمد خليل امد الله فى عمرهماومتعهم بالصحة والعافية حيث تواصل الحوار فى اكثر من لقاء بفندق الواحة الخرطوم وتناول الحوار الهم الوطنى فى كل قضاياه الكبيرة ولما اتضح ان رؤية الشريف لاتختلف او تتعارض الا فى جزئيات بسيطة غير مؤثرة مع رؤية الحزب الشيوعى سارع نقد وقال للشريف لماذا لا تنضم اذن للحزب الشيوعى ما دمت على اتفاق معنا فى اهم القضايا وهنا قال له الشريف لو اننى فعلت ذلك لجئتكم وحدى ولن يصحبنى احد ولن يفيدكم انضمام فرد ولكنى فى الحزب الاتحادى يمكن ان العب دورا اكبر فى هذه القضايا فقاعدة الحزب الاتحادى لا تختلف معكم فى جوهر القضايا ويالها من مفارقة فلقد جاءت مواقف الشريف فى الهم الوطنى اكثر ثباتا وقوة من مواقف الحزب الشيوعى فى الدفاع عن وحدة الوطن فالحزب الشيوعى لا يعفى من مسئوليته فى تمذيق السودان يوم انساق مع التجمع فى القبول بحق تقرير المصير والتجمع لايملك اى قوة تساهم فى صنع الاحداث بينما بقى الشريف وحده بين الزعماء رافضا لهذه الخطوة التى مذقت السودان وتتهدده اليوم بما هو اكبر واخطر. والشريف نموذج خاص للقيادى الذى يحترم المؤسسية وليس من ذلك النوع من القيادات التى تنصب نفسها فوق الجميع دون تفويض لهذا فانه عندما طرح مبادرته رفض ان تكون المبادرة باسم الحزب لانه كما قال ليس مفوضا من الحزب وان ولايته كامين عام انتهى اجلها بانتهاءالفترة المؤقته التى كلف فيها بالامانة العامة لهذا فانه لا يحق له ان يعلن المبادرة باسم الحزب الاتحادى الديمقراطى ولهذا كان مستنكرا للتجمع أن يسمى السيد محمد عثمان الميرغنى رئيسا للحزب وهو يؤكد فى حديثه المسجل ان الحزب منذ ان توفى الازهرى لم ينتخب له رئيسا وان وجوده على راس التجمع بصفته رئيسا وممثلا للحزب هو انتهاك لقاعدة الحزب التى لم تفوضه ليتحدث باسمها وليقبل حق تقري المصير وطالبهم بان يعلنوه ممثلا لشخصه ولهم ان ينصبوه رئيسا ان ارادوا ولكن بصفته الشخصية وليس الحزبية او بزعامته للطائفية كما استنكر عليه ان يعترف بحق الجنوب فى تقرير المصير باسم الحزب مع انه لم يفوض من الحزب وحجته فى ذلك ان الحزب الاتحادى الديمقراطى لم يعقد اى مؤتمر عام منذ استشهاد زعيمه الازهرى ينتخب فيه رئيسا كما ان الاعتراف بحق تقرير المصير لابد ان يصدر عن مؤتمر عام للحزب وهو مالم يحدث ولا يمكن لفرد لم ينتخبه احد ان يتخذ قرار بهذه الخطورة وترتب عليه تمذيق البلد ولكن الشريف فسر موقف السيد محمد عثمان بانه تصرف بعقلية زعيم طائفة تاتمر بامره لهذا فان رئاسته للتجمع وموافقته على حق تقرير المصير يمكن ان يكون تصرفا مقبولا لو انه اعلنه باسم طائفة الختمية لانه يملك ان يقرر باسمها منفردا ولن يواجه مشكلة فى هذا لان كل حوارات الطائفة يخضعون لقراره وبايعوه على ذلك ولكن الحزب ليس طائفة .ولعل اخطر ما اعلنه الشريف حول مواقف الميرغنى الفردية لما نظم فى الاغتراب ما اسماه مؤتمر الحزب فى المقطم والذى اختار له ممثلى الاسرة ورجالات الطائفة والذى نصب فيه نفسه رئيسا منتخبا من المؤتمر كما جاء فى اجندته مع ان وثائق المؤتمر وتسجيلاته بالصزت والصورة ان من اختارهم الميرغنى بشخصه من اتباعه والذين ضموا من لا علاقة لهم بالحزب مع ان مستند ما اطلق عليه مؤتمر عام الحزوب بالمقطم توضح انه لم يجرى اى انتخاب له بل المفارقة الكبيرة انه فى الوقت الذى تشمنت اجندة المؤتنر انتخاب رئيسا للحزب ومع ان هذا الى سكى بمؤتمر الحزب دجون اى تفويض من قواعد الحزب ضمن على رلاس اجندته انتخاب رئس للحزب ومع ذلك وقبل مناقشة اجندة الاجتماع اقسم المؤتمرون ولاءهم التام ومبايعتهم للسيد محمد عثكان الميرغنى ووصفوه برئيس الحزب قبل ان ينتخب ولو زورا فى هذا المؤتمر المزعوم ف اى انتخاب تم حتى يصفوه بالرئيس و المؤتمرون أدوا قسم المبايعة لهرئيسا قبل مناقشة الاجندة والتى بينها انتخاب الرئيس حيث اقسمله الناخبون قبل الانتخابات فى شخصه وطاعته بصفته رئيسا قبل ان يفتتح المؤتمر وبهذا كان شرط البيعة هو التاهيل للمشاركة فيما سمى بمؤتمر الحزب. لهذا كان رأى الشريف ان السيد محمد عثمان الميرغنى كون لنفسه حزبا خاصا به وقال له ان يسميه حزب الميرغنى او حزب الشعب الديمقراطى. ولكنه ليس الحزب الاتحادى الديمقراطى حمزب الحركة الوطتية الذى لم يعرف المبايعة حتى فى عهد الازهرى المجمع علىزعامته من كل اعضاء الحزب. هكذا كانت مواقف الشريف وهى تتحدث عن نفسها مما يؤكد انه ليس سياسيا متخاذلا كما يتوهم من لا يعرفون حقيقة مواقفه و زعيما وطنيا مناضلا لمواقفه من اجل الوطن و.يبقى كما قلت انه ليس مبرأ من السلبيات والتى تضرر منها الحزب وهو ما ساتناوله فى الحلقة الاخيرة من هذه السلسلة ملحوظة هامة: فيديو الحوار الذى سجلته مع الشريف فى عام 96 عام المبادرة بالقاهرة وقبل عودته للسودان الان متاح فى اليو تيوب فى عشرة اجزاء ومن يرغب فى الاطلاع عليه يطلب(حوار النعمان مع الشريف زين العابدين الهندى) alnoman hassan [[email protected]]