* ونحن نحتفل مع منظمة الأغذية الزراعية بالأمم المتحدة باليوم العالمي للغذاء الذي يصادف السادس عشر من أكتوبر من كل عام نجد أنفسنا أحوج ما نكون إلى العودة الى التعاونيات التي جعلتها المنظمة شعاراً لهذا العام تحت عنوان (التعونيات الزراعية..مفتاح غذاء العالم). * لسنا في حاجة إلى التذكير بما كان يتردد في أجهزتنا الإعلامية وصحفنا وفي الخطاب السياسي من أن السودان يمكن أن يكون سلة غذاء العالم ، ولا إلى شعارات الإنقاذ مثل(ناكل مما نزرع) التي هزمتها بسياساتها الإقتصادية التي ظللنا ننبه إلى ضرورة مراجعتها وإحداث إصلاح إقتصادي جذري لأنها فارقت مقتضيات العدالة الإجتماعية والإقتصادية وإستحقاقات المواطنين في الرعاية والخدمات الضرورية. * نعلم أن إستمرار النزاعات في بعض مناطق السودان الباقي فاقم الأوضاع الإنسانية فيها لكن معلوم أيضا أن هذه النزاعات هي ثمرة من ثمرات الخلافات السياسية وجور السياسات الإقتصادية التي تبنت نظرية السوق الحر دون مراعاة لظروف المواطنين وأوضاع البلاد ولم تفلح الصناديق الأجتماعية في محاصرة الآثار السالبة لهذه السياسات بل تركت الحبل على غارب السوق الأمر الذي أدى إلى إنفلات جنوني للأسعاربعيداً حتى عن أخلاقيات السوق الحر إلتى يراعيها سدنتها في بلدانهم الرأسمالية. * للأسف تم القضاء على الحركة التعاونية التي كانت فعالة في محاصرة أسباب الغلاء عبر الجمعيات التعاونية التي كانت منتشرة في الاحياء وفي مواقع العمل، وعندما إشتدت الضائقة المعيشية على المواطنين إبتدع أهل الإنقاذ تجربة مواقع البيع بالأسعار المناسبة للمواطنين كما أعادت تجربة توزيع السكر عبر اللجان الشعبية في شهر رمضان المعظم لكن اللجان الشعبية عجزت عن توصيل كل حصص المواطنين بإنتظام وبعض المواطنين لم يستلموا سوى الحصة الأولى ولا احد يعلم لمن بيعت حصتهم ولمصلحة من؟. * لذلك فإننا نطالب بإحياء الجمعيات التعاونية في الأحياء وفي مواقع العمل وأن بتم التعامل معها بعد إعتمادها وتسجيلها مباشرة بلا وسطاء لضمان وصول السلع والحاجات الضرورية للمواطنين بأسعار معقولة ومنضبطة ومنتظمة. * بهذه المناسبة لابد من إشادة مستحقة لجمعية حماية المستهلك التي ظلت كالسيف وحدها تحارب الغلاء وجشع الجشعين عبر وسائل متعددة، ونأمل أن تنجح في إنفاذ مشروعها الهادف إلى توصيل خراف الأضاحي للمواطنين بالأسعار التي بشرت بها في الأحياء وفي مواقع العمل لتقدم النموذج والقدوة للعمل الإيجابي الذي ينفع الناس بعيداً عن الشعارات الجوفاء. * إن المواطنين عامة وفي مناطق النزاعات خاصة في أمس الحاجة الى مشروعات إجتماعية خدمية رائدة من بينها إحياء الجمعيات التعاونية وتحفيز الجمعيات التعاونية الزراعية لللإسهام بحق في تلبية حاجة المواطنين من الغذاء ومحاصرة أسباب إرتفاع الأسعار ليس بمناسبة اليوم العالمي للغذاء وإنما نريدها سياسة مستدامة لصالح الإنسان السوداني. نورالدين مدنى [[email protected]]