بسم الله الرحمن الرحيم الميت الحى بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل إسطورة الإبداع السودانى العظيم زيدان إبراهيم . يوم أبكانى سيف الجامعة عندما تغنى أبكى جبار الليالى هده طول صراع كم من أمال مر الخداع ! وأنا أقول : وكم من حلو أمنيات تستعصى بالإمتناع ! بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى عثمان الطاهر المجمر طه / باريس الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ودقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوانى إجعل لنفسك ذكرى فالذكرى للإنسان عمر ثان هكذا الزمن يجرى بنا سراعا وتمضى الإيام والشهور ومضة تخالها ساعة ففى مثل هذه الأيام رحل عناعندليب الفن والجمال ولم أدر مع زحمة الأشغال والعيال وزحمة المسؤوليات والإرتباطات والإلتزمات أن العام قد مر وهرعت إلى الفضائيات ألتمس الراحة والسلوى علنى أرتاح قليلا وأستجم من عناء حمل ثقيل ويوم طويل وإذا بى أتابع حفل تأبين العندليب الذى أقامته شركة تساهيل للأنشطة المتعددة بالتعاون مع قناة النيل الأزرق بإشراف الأستاذ طارق كبلو وبرعاية مدير تساهيل دكتور خالد الكتيابى والحفل فى الحقيقة لمسة إنسانية رائعة ولفتة سودانية هائلة فى محراب الوفاء والثناء نقول هذا حتى لا نتهم بأننا نرى الشوك فى الورود ولا نرى الندى فوقها إكليلا وحتى لا نبخس الناس أشيائهم فتغنى كوكبة من المطربين بأجمل أغانى الراحل المقيم وكان أقربهم إليه المطرب الشاب محمد فضل الذى أجاد وهو يتغنى برائعة زيدان بقيت ظالم ثم تلاه المطرب وليد زاكى الدين الذى تجاوب معه الجمهور كثيرا وتلاه المطرب خالد الصحافه الذى أبدع برغم أنه فى البداية لم يكن راضيا عن أداء الأوركسترا ثم تلاه جمال فرفور الذى هيج الجمهور بقلبك ليه تبدل ليه صد وتحول يا آخر حب وأول ثم تلاه المطرب سيف الجامعة طبعا لقد أبدع جميع المطربين الذين تغنوا فى ليلة الوفاء لكن أبكانى سيف الجامعة وهو يبكى زيدان برائعته الميت الحى أبكانى بكاءا حارا عندما صاح أبكى جبار الليالى هده طول صراع تذكرت صراع زيدان من أجل بلوغ المجد لا تحسب المجد تمرا أنت أكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا تذكرت صراع زيدان مع المرض وموقف حمد الريح منه وموقف السلطة منه لهذا صدقت فيه قصيدة الملهم الرائع إبراهيم ناجى الميت الحى وحقيقة كم من أمال مر الخداع ولكم تمنيت لو أستمع إلى زيدان وهو يغنى آخر أغنية أغنية الوداع ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ! كم من حلو أمنيات تستعصى بالإمتناع ! ولا أملك إلا أن أودع القارئ بهذه المرثية التى رثيت بها عندليب الفن والجمال والجلال يوم وفاته . فى رثاء زيدان إبراهيم تركناك غريبا عديما فى بلاد سيناء تركناك وحيدا فى أرض الأنبياء تتلفت أين الأصدقاء أين الوزراء أين الأمراء أين الكبراء أين الكبرياء أين الإباء أين الأحباء أين الرحماء أين الأعزاء فى فمى غثاء فى صمت نبيل تسيل دموع البكاء دماء فى بطء تموت ولا عزاء تبحث عن كوب ماء وعن لقمة العشاء فى عز الشتاء وتسأل من الذى يدفع ثمن الدواء وعن مستشفى الشفاء الذى يستضيف الفقراء هؤلاء الذين لا يجدون غير الرثاء وعدوك فى غباء بنقلك لمركز الأطباء تأخروا فى المنح والعطاء وفى البذل بسخاء فأسرع الموت فى خفاء خلسة جاء عجلان بالرثاء هكذا جاء القضاء صدمنا أثير الفضاء بعد أن بعثرنا حيارى فى العراء أصحيح قتلناه قتلنا أمير الغناء قتلنا أغلى ما نملك من أعزاء فليس غريبا علينا إغتيال الأحباء قتلناك ياآخر العظماء قبل أن تصلى العشاء وتلقى نظرة للسماء وترفع الأكف بالدعاء آه لقد حطمنا أحلى قيثارة غناء لا لشئ إلا لأننا بخلاء فى المؤتمر الوطنى أغنياء بل أثرياء لكنهم جبناء كالببغاء يرددون كل صبح ومساء الوفاء لأهل العطاء زيدان ألا يستحق العطاء داوى نارى وإلتياعى قف تمهل فى وداعى دمعة الحزن التى تسكبها فوق ذراعى حقيقى ما يهم الناس من نجم خبا بعد إلتماعى ذهبت قبل أن تودعنا تركتنا يتامى تركتنا حزانى لم تغن لنا آخر أغنية فى آخر أمسية يا آخر أمنية كنت الحلم والخيال يا أحن الرجال يوم مت مات كل الجمال osman osman [[email protected]]