العلاج بالأعشاب وجد رواجا كبيرا في الآونة الأخيرة، حيث ظهرت بعض الوصفات التي روج لها وكأنها أداة سحرية تقضي على جميع الأمراض المزمنة وغيرها من خلال (جرعة) واحدة أو يبدأ مفعولها السحري من الجرعة الأولى. ولعل الأعشاب هي جزء من منظومة الأدوية المعترف بها في مجال الصيدلة والتطبيب، ولكن ليس كل من هب ودب يمتلك المعلومة والمعرفة اللازمة التي تجعل من تلك الأعشاب دواء ناجعا ونافعا. وقد سمعت ابان زيارتي السودان في مارس الماضي عن علاج سحري جديد ذي مفعول كبير وفعال، يستفيد منه في المقام الأول مرضى السكري بنوعيه، ومرضى الضغط والروماتزم، وآلام العظام والركب وسلسلة من الأمراض. وقد استمعت الى حكايات (خرافية) عن هذا العلاج الذي هو عبارة عن أوراق شجرة غريبة سمعت بها لأول مرة في حياتي، ألا وهي شجرة المورينجا. لقد سمعت العجب عن هذه الشجرة الأسطورة ومفعولها السحري خاصة في المصابين بداء السكري بنوعيه، صارت حديث الناس والمنتديات والمجالس، رووا عنها العديد من القصص (المبالغ) فيها، وترتب على ذلك أن وقع ابن بنت أختي الطفل الصغير المصاب بداء السكري ضحية لتلك الافتراءات والقصص، فرحت اسرته الصغيرة وبدأ يتناول ذلك الدواء العجيب وبالفعل قيل ان نسبة السكر في الدم قد انخفضت الى ما يقارب المعدلات الطبيعية مما اضطرهم الى وقف العلاج دون استشارة الطبيب، ولما كانت الأسرة مقيمة في السعودية فقد أخذوا معهم كمية كبيرة من ذلك المسحوق العجيب المستخلص من أوراق شجرة المورنجا، التي ذاع صيتها وقالو فيها العجائب. وفي السعودية لاحظت الأسرة بعد مدة من استعمال ذلك الدواء العجيب أن الطفل يميل دائما الى النوم والرقاد على السرير وأن نوعا من الوهن قد أصابه، وقرروا مقابلة الطبيب الذي أخضعه لفحص السكر في الدم حيث وجد أن المعدل عالي جدا، وفي الحال تم وصف علاج الحقن بالانسولين الذي كان عليه من قبل استخدام اوراق المورنجا. لقد كان المسكين ضحية لمعتقدات بالية وتصرف غير موثوق به وممارسات خاطئة لا تستند الى أي حقائق علمية أو دراسات يعتمد عليها. هناك العديد من المرضى الذين وقعوا في فخ (المورنجا) التي راجت وفشا أمرها في المجتمع بشكل مخيف، كثيرون صدقوا الأمر وتصرفوا دون الرجوع الى هيئة تثبت أو تنفي صحة تلك المزاعم والنتائج، وكان على المعنيين بالأمر في وزارة الصحة و لا سيما ادارة التثقيف الصحي تناول ذلك الموضوع والاهتمام به وتنوير الجمهور يما يشاع عن (المورنجا)، كما يتوجب على المريض نفسه أو أهله الرجوع الى الطبيب المعالج قبل ايقاف العلاج الموصوف، فإن كانت هناك منفعة مدعومة بنتائج التحاليل يمكن تعديل الجرعة الموصوفة تبعا لتلك النتائج. أما التصرف من دون الرجوع الى هيئة طبية أو استشارية متخصصة فهذا هو عين الجهل والتخلف. alrasheed ali [[email protected]]