أيها المارون بين الكلمات العابرة أحملوا أسماءكم وانصرفو واسحبوا ساعاتكم من وقتنا وانصرفوا وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة، وخذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا أنكم لن تعرفوا أيها المارون بين الكلمات العابرة منكم السيف، ومنا دمنا منكم الفولاذ والنار ومنا لحمنا منكم دبابة أخرى، ومنا حجر منكم قنبلة الغاز، ومنا المطر وعلينا ما عليكم من سماء وهواء فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا. (شهيد الكلمة والقلم الشاعر محمود درويش). أيها الشعب السوداني العظيم. على خلفية مطالبة طلاب دارفور لإدارة جامعة الجزيرة بتطبيق القرار القاضي بإعفائهم من رسوم التسجيل، بحسب ما جاءت به إتفاقيتي أبوجا والدوحة، إلا أن إدارة الجامعة كان لها تفسير مخالف يعفيها من تطبيق ذلك القرار، وبالتالي يلزم طلاب دار فور بدفع الرسوم، الأمر الذي دفع بهم إلي إعلان الإعتصام، والتوقف عن الدراسة، فلجأت إدارة الجامعة للحل الأمني الذي نتج عنه حتى الآن اعتقال العشرات واستشهاد الآتية أسماءهم: 1 الصادق يعقوب عبد الله المستوى الثاني، كلية العلوم الزراعية الدفعة 34. 2 أحمد يونس نيل المستوى الأول، الدفعة 35. 3 مبارك سعيد تبن المستوى الثاني، الدفعة 34. 4 عادل أحمد حماد المستوى الثاني، الدفعة 34. أيها الشعب السوداني الثائر. درج نظام الجبهة الإسلامية القومية ومنذ استيلائه على السلطة الديمقراطية المنتخبة على استهداف الطلاب والشباب باعتبارهم رأس الرمح في مصادمة الدكتاتوريات، فكانت ضربة البداية جامعة الخرطوم فدفعت الشهيدة التاية، والشهيد بشير، والشهيد محمد عبد السلام، والشهيد محمد موسي بحر الدين، وبقية شهدائها حياتهم مهرا للحرية والكرامة. وسارعلى ذات الدرب شهداء جامعة الفاشر، ونيالا، وبورتسودان، والدلنج، وجامعة الجزيرة، وغيرها من قلاع العلم والصمود. أيها الشعب السوداني الصامد. تعلمون أن قتل الأمة في قتل طلابها، لأنهم شباب اليوم، ورجال المستقبل، فعمد هذا النظام إلى تصفيتهم، وقمعهم، وتعذيبهم، واعتقالهم، وترهيبهم، وشق صفوفهم، وإفراغ الجامعات من رسالتها العلمية ليصنع جيل جاهل يمكن التحكم فيه لخدمة أهدافه الشريرة، إلا أنه فشل في إخماد جذوة النضال، والمقاومة فلجأ إلى القتل، والسحل، والتنكيل لإسكات أصواتهم. أيها الشعب السوداني الأبي. إن العنف المبالغ فيه والغير مبرر الذي واجه به النظام المجرم طلاب دار فور بجامعة الجزيرة وراءه سبب خفي، يتمثل في انسلاخ قطاع كبير من طلبة وطالبات دار فور من عضوية المؤتمر الوطني وانحيازهم إلي قضايا الشعب السوداني العادلة، مما أربك النظام، وقام بتصعيد حملته الأمنية لتشمل جامعة الزعيم الأزهري، وجامعة الخرطوم، وربما امتدت هذه الحملة المسعورة إلى جامعات أخرى وذلك بطرد الطالبات والطلبة منها متذرعا بعجزهم من سداد الرسوم. لهذا، تؤكد الجبهة السودانية للتغيير الآتي: 1 إدانتها القوية لهذه الجرائم البشعة والجبانة التى يرتكبها النظام بحق أبناء الشعب السوداني العزل إلا من سلاح الكلمة والاحتجاج الحضاري. 2 إن هذه الوحشية والهمجية تعكس مدى إرتعاب هذا النظام الدموي من الكلمة المعارضة، ولما وصل إليه من وحشية، وعنجهية، وصلف، واستهتار بمصير أبناء الشعب السوداني الذين هم حملة شعلة مستقبله ومعاول بناء نهضته. 3 التنديد والإدانة في تمادي النظام، واعتماده منهج القتل، والتصفية، والتعذيب لقمع وترهيب معارضيه. 4 القمع الوحشي الذي لا يقيم اعتبارا لحقوق الإنسان، والقيم والأعراف الدولية. 5 إن الاعتقال، والقتل على السحنة، والهوية، والجهة تؤكد عنصرية النظام، والتمادي والإصرار على تدمير ما تبقى من نسيج إجتماعي، وسلم أهلي. وعليه: تناشد الجبهة السودانية للتغيير منظمة الأممالمتحدة، والمنظمات الإقليمة، ومنظمات المجتمع المدني، وكل المنظمات المعنية بحقوق الإنسان اعتبار ما حدث بجامعة الجزيرة جريمة إرهابية تتطلب الإدانة والمساءلة والعقاب، كما تناشد الأجهزة العدلية أن تتطلع بمسؤولياتها وتباشر التحقيق الفوري وتقديم المسؤولين والجناة إلى العدالة. كما تستنفر الجبهة السودانية للتغيير قواعدها وكل قطاعات الشعب السوداني ممثلة في منظماتها، وأحزابها، ونقاباتها بأن تدين هذا السلوك الإجرامي والبربري بحق الطلبة العزل وتصعد من مقاومتها حتى يسقط هذا النظام البغيض. عاش نضال الشعب السوداني الصادق حمدين مكتب اعلامي للجبهة السودانية للتغيير