nazeer ebrahim [[email protected]] كتب الأستاذ يوسف عبدالمنان عبر عموده بصحيفة المجهر "خارج النص" يوم 17.12.2012، مُتسائلاً أو مُسائلاً اتحاد الكُتّاب السودانيين عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس للاتحاد والتي نُشرت اسمائها في الصحف اليومية، وأريد هنا أن أوضح بعض ما يفيد: 1- اللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس ليست مدعوة لأولى اجتماعات الاتحاد كما أشار المقال المذكور، بل هي مدعوة للتحضير للمؤتمر السادس للاتحاد في ميلاده الثاني، وهنا يظهر استناد الكاتب لفرضية خاطئة قادته للكثير من الأخطاء كان الأجدى أن يتداركها بمزيد من التدقيق في نص الإعلان، وبالتالي كان يمكن له أن ينأى بنفسه عن حرج الاتهام بالجهل والعجلة التي تورث الزلل. 2- فشل الكاتب في تصنيف بعض اسماء اللجنة التحضيرية لا يؤكد فقط بعده الكثير عن فعل القراءة، ولكنه يؤكد كذلك جهله بأبسط أدوات المعرفة خصوصاً الحديثة منها، فأدوات المعرفة لا تقف عند آلة البحث قووقل والتي يبدو واضحاً عدم امتلاك الكاتب قليل معرفة بها، ولكنها تتعداها لوسائط عديدة منها المواقع الالكترونية والمدونات والدوريات والإصدارات غير الدورية والصحف الالكترونية والمنتديات الاسفيرية، فالكاتب ذو الحرفة لا يقول لا أعرف فلاناً، ولكنه يقول لم أقرأ لفلان، ولكن يبدو أن الأستاذ يوسف لا ينظر إلا تحت قدميه وطريقه لو يعرف، ملئ بالقاذورات والحفر. 3- التعميم الفطير الذي شاب مقال الكاتب ينبئ عن سطحية في تناول الموضوع، فكيف يجوز أن نقول هؤلاء الكُتّاب"لايعرفهم القارئ السوداني"، هذا تعميم تتعدى فطارته حاجز اللاموضوعية نفسها، فالقارئ السوداني يا هداك الله ليس كتلة واحدة يقرأ نفس الكراسات التي يقرأها غيره، هناك القارئ السوداني الذي تشعره الصحف السيارة الموجودة في الخرطوم اليوم بالاكتئاب، للضعف الفكري والمهني لبعض الكُتّاب وللحصار والرقابة التي ذهبت بكثير من ميراثها، وهناك القارئ الذي لا يقرأ إلا المدونات الإلكترونية وهناك القارئ الذي لا يقرأ إلا الصحف العالمية، بالمناسبة هناك القارئ الذي يقرأ اللوحات والبورتريهات والصور ويزور فقط المعارض الفنية، ولم يكترث يوماً لمقال في صحيفة يومية، فما هو تعريفك للقارئ السوداني، وما هو تعريفك للكاتب؟. 4- وجدت الكاتب يتسائل عن شروط الانتماء لاتحاد الكُتّاب، وهذا سؤال مشروع لمن جاء دار الاتحاد وسأل عن دستوره أو شروط الانتماء إليه، ولكنني أجده سؤالاً يُعزّز الاتهام بجهل الكاتب بأبسط الطرق لتلقي المعرفة، فالإجابة على هذا السؤال لا يتم تلقيها عن طريق طرح الأسئلة في المقالات اليومية، ولكن يمكن تلقيها عبر متابعة شؤون الاتحاد ومناشطه منذ ميلاده الثاني أقلّه، فالإجابة لمن يهمهم الأمر، وليس لمن يسألون بغرض. 5- يجب أن يعلم الكاتب أن اللجان التحضيرية للمؤتمرات أو لأي مناشط أو مشروعات أو خطط، يُدعى لها أناس ذوي اختصاصات متنوعة(multidisciplinary team)، ليس مهمتها الكتابة أو السعي وراء إثبات أنهم كُتّاب، بل مهمتها التحضير لبرنامج فيه تحضيرات لوجستية، ومالية وخدمات وتجهيز أوراق، وتدقيق نصوص، وتوثيق وضيافة، وهي مهام تحتاج لمهارات معينة لو يدري كاتب المقال، نعم ربما تكون اللجنة التحضيرية خاصة بأعضاء الاتحاد ولكنها ليست بالضرورة تستدعي للذهن عناوين الكتب على أرفف المكتبات. 6- السؤال المهم الذي طرحه الكاتب دون أن يقصد بل ربما صاغه بطريقة تنم عن التعجب أكثر منه التساؤل، والذي نجد الإجابة عليه تمثل نقطة إيجابية في المقال، هو "ربما لهؤلاء مهمة أخرى"، نعم لبعض هؤلاء مهمة أخرى غير الكتابة، ولو قرأت أو حضرت مؤتمرات اتحاد الكُتّاب السابقة، لعرفت أنه يضم في عضويته، التشكيليون، الرسامون، المدونون، كُتّاب الصحف، الصحفيون، المصورون، الشعراء، والعديد من أصحاب العمل الإبداعي ممن يحق لهم الإنتماء لاتحاد الكُتّاب، ولكن هناك شروط أخرى قد تحرم بعض هؤلاء من العضوية، ومنها المشاركة في حكم استبدادي، أو المساهمة بالقول أو الفعل في أنشطة إجرامية أو استخدام السلطة بما يضُرُّ مصلحة الناس أو الوطن وإلى آخره من الشروط. ختاماً أنا لا أكتب هذا المقال نيابة عن اتحاد الكُتّاب فلجنته التنفيذية تستطيع أن ترد وربما بأفضل مما فعلت، ولكن ما دعاني للرد، العجلة التي انتابت كاتب المقال فجعلته يهرف بما لا يعرف. والسلام ختام البراق النذير الوراق عضو اتحاد الكُتّاب السودانيين