تحاول ايران تعويض الفقدان المؤكد للنظام السوري الذي كان يشكل جزء مكملا للهلال الشيعي الممتد الي لبنان و الذي تكون بعد سيطرة حكومات موالية لايران علي الحكم في العراق بعد الغزو الامريكي للعراق في العام 2003, و اصبح العراق من ضمن مناطق نفوذ ايران بعد ان كان دولة معادية خاضت ضدها حربا امتدت ثمانية اعوام في عهد صدام حسين , و تريد ايران ان يكون السودان هو نقطة الوصل لدعم حزب الله الحليف الايراني الاكبر في الشرق الاوسط , بسقوط النظام السوري سيصبح طريق الامداد الي لبنان طويلا مرورا بالبحر الاحمر و مصر و ليست خيارا لايران فهي اكثر ذكاء من ان تسمح بان تكون هي هذه النقطة , ستتضر علاقات السودان مع دول الخليج بشكل بالغ بسبب قيام السودان بهذا الدور لايران, ما سيؤثر علي الاستثمارات الخليجية في السودان الامر الذي سيشكل ضغطا اقتصاديا لا يمكن للبلد تحمله . تبلغ الاستثمارات الخليجية 16مليار دولار و اهمها الكويت , قطر , السعودية و الامارات . و تبدوا اطراف في الحكومة السودانية غير مدركة لمدي حساسية العلاقة الايرانية مع دول محيطها العربي (الخليجي علي وجه الخصوص) و الاسلامي بالاضافة للدول الغربية, فالعلاقات الايرانية الخليجية حساسة للغاية لاسباب تاريخية و دينية غاية في التعقيد اضافة لاستراتيجية ايران المبنية علي توسيع نفوذها حتي داخل دول الخليج بالتأثير الطائفي , الامر الذي يتسبب في توترات داخل هذه الدول , ايران تقدم للسودان خدمات في المجال العسكري و هي حليف لروسيا و الصين و الاخيرة قدمت للسودان فرصة لتجاوز العقوبات الامريكية المفروضة منذ بدايات الانقاذ عبر الاستثمار في النفط , لكن علي المستوي الاقتصادي لا يمكن للسودان ان يتسبب في برود سياسي مع الدول العربية قد يؤثر علي الاستثمارات المقدرة . و الاكثر خطورة ان تعتبر دول الخليج علاقتها مع السودان غير استراتيجية في مواجهة ايران , ففي الشرق الاوسط الجديد اصبح الاستقطاب الطائفي هو الابرز و اصبح الامر اكثر بروزا بعد الدعم الايراني اللامحدود للنظام السوري سينقسم الشرق الاوسط الي قسمين . قد يستفيد السودان من العلاقة مع ايران في المدي القريب و لكن الضرر علي المدي الطويل سيكون فادحا و لا يمكن معالجته بسهولة ان لم تتدارك الحكومة الامر, و تعيد النظر في نوع العلاقة مع ايران, و لا تسمح لايران ان تجد هذا المنفذ عبر البحر الاحمرعلي حساب علاقة السودان مع محيطه, افضل الخيارات هو الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع ايران مع البقاء علي مسافة آمنة منها . مجدي محمد علي sheikh idris arka [[email protected]]