* يتابع أهل السودان وسط إهتمام إقليمى وعالمى ثمار اللقاء الذى كان من المقرر ان يلتئم بالعاصمة الاثيوبية اديس اببا بين الرئيسين البشير وسلفا أمس الاول الجمعة وتأجل الى يوم أمس , ليس فقط لحسم القضايا العالقة بين دولتى السودان وإنما لانه يتداخل مع الاوضاع الداخلية فى القطرين الشقيقين . * عندما نقول القطرين الشقيقين فإننا لا نقول كلاما سياسيا عاطفيا خاصة وان السياسة هى التى كانت تحكم علاقات الحزبين الحاكمين فى السودان الكبير عندما كانا يحكمان معا وفق القسمة الضيزى التي فرضتها اتفاقية نيفاشا2005م التي باركناها رغم تحفظناعلى بعض بنودها لانها حققت السلام في الجنوب وإنما لان أبناء الجنوب كانوا اخواننا فى السودان الكبير قبل الانفصال . * لذلك لم نمل الدعوة للاتفاق مع حكومة جنوب السودان , وطللنا نبارك أية خطوة نحو الاتفاق معها خاصة اتفاق التعاون الذي وقع عليه الرئيسان البشير وسلفا في سبتمبر2012م ، لكننا للاسف لانكاد نفرح بالاتفاق حتى تبدأ(الفاولات)من الجانبين . * نعلم ان الحكومة اجازت موازنة 2013 م دون ان تضع في مواردها ما ينجم من إتفاق حول(بترول الجنوب) , وأن وزير النفط فى دولة جنوب السودان أحبطنا بتصريحه قبل بدأ المفاوضات بين الرئيسين عندما قال : ان الصادرات النفطيه لن تصل الى الاسواق العالمية قبل ثلاثة اشهر , وان تُجار الحرب وتُجار العملة الصعبة يضعون المتاريس امام طريق الاتفاق المرتقب . * إننا لا ننظر الى هذه المفاوضات من الجانب الإقتصادى رغم أهميته وإنما ننظر إليها وفق رؤية شاملة لمستقبل البلدين والمنطقة والآثار المترتبه على الانسان السودانى فى الشمال والجنوب لتأمين السلام الذى تم وسط مهددات امنيه قائمة فى البلدين لا بد فى الإسراع بمعالجتها وإطفاء نيران فتنتها . * لا يكفى فى هذا إنفاذ الاجراءت الامنيه وإنسحاب قوات الجانبين ونشر آلية الحدود المشتركة فى المنطقة العازله , ولا حتى وقف العدائيات المتداخلة وإنما لا بد من توافر الإرادة السياسية للحل الشامل الذى يتضمن تهيئة الاجواء بوقف النزاعات فى جنوب كردفان والنيل الازرق وحول أبيي . * إن الإتفاق المرتقب بين دولتى السودان الذى نأمل أن يكون قد تم بالأمس يُعتبر خطوة مهمة للتفرغ لإسترداد العافية السياسية والإقتصادية والأمنيه داخل القطرين , وفيما يلى السودان الباقى يهُمنا إستكمال سلام دارفور وتحقيق السلام فى كل مناطق النزاعات ودفع إستحقاقات الإتفاق القومى والتراضى على دستور اهل السودان وإستعجال مُعالجة الإختلالات الإقتصادية بصورة جذرية لوقف تدهور الاوضاع الإقتصادية وإنفلات الاسعار ومحاربة الفساد الإداري والمالي والانتقال عمليا الى دولة كل اهل السودان الباقى .