تأسس تجمع دول الساحل والصحراء أو (س . ص) فى 4 -6 فبراير 1998م بطرابلس عاصمة الجماهيرية العربية الليبية ، أثر مؤتمر القمة الذي شارك فيه رؤساء دول كل من مالي، تشاد، النيجر، السودان وليبيا ومندوب عن رئيس بوركينا فاسو، و بناءا على مبادرة من الرئيس الراحل معمر القذافي وتوسع التجمع وتزايد عدد المنضوين تحت هذا التجمع الى ان صار 28 دولة.. فبالإضافة للدول المؤسسة: ليبيا، بوركينا فاسو، مالى، النيجر، تشاد، السودان. نجد الدول التى انضمت بعد التأسيس: إفريقيا الوسطى، إريتريا، جيبوتى، جامبيا، السنغال، بنين، كوت ديفوار، مصر ، غانا، غينيا بيساو، ليبيريا، المغرب، نيجيريا، سيراليون، الصومال، توجو، تونس غينيا، جزر القمر، ساوتومى وبرنسيب، الجابون.. ويقدر إجمالى مساحة الدول الأعضاء فى التجمع ب 512 مليون كيلومتر مربع، وإجمالى عدد سكانه ب 400 مليون نسمة (48% من إجمالى سكان القارة الإفريقية تقريبا). وتشكل الزراعة المورد الاقتصادى الأساسى للدول الأعضاء (75% من الناتج الإجمالى) ويعمل فى ذلك القطاع 65% من اليد العاملة.. قرر التجمع فى بداياته إلى تحقيق الأهداف التالية : 1)إقامة اتحاد اقتصادي شامل وفقاً لإستراتيجية تنفذ من خلال مخطط تنموي متكامل مع مخططات التنمية الوطنية للدول الأعضاء وتشمل الاستثمار في الميادين الزراعية والصناعية والاجتماعية والثقافية وميادين الطاقة. 2) إزالة كافة العوائق التي تحول دون وحدة الدول الأعضاء عن طريق اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الأتي - تسهيل تحرك الأشخاص ورؤوس الأموال ومصالح مواطني الدول الأعضاء. _ حرية الإقامة والعمل والتملك وممارسة النشاط الاقتصادي. _ حرية تنقل البضائع والسلع ذات المنشأ الوطني والخدمات. 3) تشجيع التجارة الخارجية عن طريق رسم وتنفيذ سياسة الاستثمار في الدول الأعضاء. 4) زيادة وتطوير وسائل النقل والاتصالات الأرضية والجوية والبحرية فيما بين الدول الأعضاء عن طريق تنفيذ مشاريع مشتركة. 5) موافقة الدول أعضاء التجمع على إعطاء مواطني الدول الأعضاء نفس الحقوق والامتيازات المعترف بها لمواطنيها وفقا لدستور كل دولة. 6) تنسيق النظم التعليمية والتربوية في مختلف مستويات التعليم والتنسيق في المجالات الثقافية والعلمية والتقنية. وقد أضيفت بشكل ضمنى أهداف جديدة للتجمع اتسمت بالصبغة الأمنية، وذلك بمقتضى الميثاق الأمنى الذى تمت الموافقة عليه فى اجتماع بالعاصمة التشادية نجامينا 16 17 سبتمبر 1999 وشملت الأهداف الإضافية ما يلى: التعاون فيما بين الدول الأعضاء من أجل حفظ السلم والأمن لكل منها. إنشاء مكتب دائم للتنسيق فى هذا الشأن. تطوير التعاون فى مجالات الأمن العام والتصدى لظواهر التهريب والهجرة غير المشروعة والجريمة المنظمة وتجارة المخدرات وتهريب السلاح. تبادل المعلومات بصفة دورية فيما من شأنه تدعيم الاستقرار فى الدول الأعضاء. وان نظرنا الى الحقبة التاريخية لهذا التجمع الدولى والتى تصل الى 15 عاماً لم نجد تحقيق اى من الاهداف الأساسية ال (6) او الاضافية فلم يتم تأسيس إتحاد اقتصادى لاجل التنمية فى هذه الدول والتى تتميز معظمها بالضعف الإقتصادى والتطور التنموى فى المجالات المتعددة .. كما لا زالت هناك معوقات سياسية وقانونية وإجرائية تحول دون وحدة هذه الدول فلم توضع صيغة إجرائية لتنقل مواطنى هذه الدول بحرية ولا بضائعها بل حتى ربط التجمع مع بعضه عبر وسائل النقل الاقل تكلفة كالسكك الحديدية او النقل البرى ..لم يتم تنفيذه ! بل لا يتميز مواطنى هذه الدول كوجود اجنبي بأى من الامتيازات والحقوق .. وبالسبت الماضى عقدت قمة إستثناية بالعاصمة التشادية " انجمينا " حضرها الرئيس عمر البشير وعدد من رؤساء مجالس الوزراء هدفت إلى تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين الدول الأعضاء، ومكافحة مشكلات الفقر والجوع والتصحر، ورفع معدلات التنمية فى دول المنطقة، وإيجاد حلول سلمية للنزاعات فى القارة الإفريقية. وافقت القمة الاستثنائية لتجمع دول الساحل والصحراء الافريقية في اجتماعها في العاصمة التشادية على ثلاثة مقترحات ومبادرات تقدم بها رئيس الوزراء المصري هشام قنديل وضمتها إلى البيان الختامي للقمة . وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط ان المبادرة الاولى طرحت عقد اجتماع لوزراء دفاع دول التجمع من أجل مناقشة القضايا التي تخص السلم والأمن والاستقرار وأمن الحدود وضبطها في المنطقة . واوضحت الوكالة ان المبادرة الثانية تضمنت مقترح إنشاء مركز إقليمي لمكافحة الإرهاب تستضيفه مصر، فيما كانت المبادرة الثالثة لتحقيق الأمن الغذائي ومواجهة الجفاف في منطقة الساحل الأفريقي . واشارت الى ان فريق من الخبراء الافارقة يعكفون حالياً على إعداد تقرير حول الأوضاع والتحديات الغذائية والزراعية بالمنطقة . يبدو جلياً أن ( س.ص ) تجمعا قويا فى تشكيلته وتنوعه واهدافه ان نفذ منها 25% خلال السنوات الماضية بل كان سيكون له اثرا عظيما فى وحدة تكتله او وحدة اى دوله على حدا ( السودان - مالى مثالا ) وكان بلاشك سيساهم مساهمة فعالة فى تغيير مفاهيم الانفصال الذى حدث بين دولتى السودان ( القديمه والحديثة ) وفى تسهيل الترابط الاقتصادى والاجتماعى والثقافى والسياسي وازالة التناقضات الايدلوجية لهؤلاء الدول الاعضاء مع العوائق والفوارق التى تحول بين الشعبين او بين تلك الشعوب ..!! وانا بحثنا عن مقومات النجاح لهذا الإتحاد نجد انه توجد مجموعة من العوامل والاعتبارات المحفزة للدول الإفروعربية الإعضاء كى تسعى بقوة نحو إتحاد اقتصادى وتنموى يساهم بصورة فاعلة فى نجاح هذا التجمع وفى نهضة اعضائه وتطورهم بلادهم .. ومن أبرز هذه العوامل: 1- التقارب الجغرافى.. فالغالبية العظمى إن لم تكن كافة دول القارة لا تفصل بينها حدود طبيعية تضاريسية، بل هى فى أغلبها الحدود الهندسية التى وضعها الاستعمار. 2 تشابه النظم السياسية ..فى المرحلة الحالية اكتسحت القارة الإفريقية موجة الديمقراطية وظهرت بعض آليات تطبيق الديمقراطية حتى وإن كانت تتسم بالصورية فى بعض المراحل او رغم وجود طفيف لنظم الحزب الواحد ونظم الحكم العسكرية. 3 وجود رأى عام مشجع لعملية الاتحاد.. حيث تتعطش الشعوب الإفريقية إلى أى خطوة تجمعها أو تقربها من بعضها بعضا. 4 وجود تجانس ثقافى، خاصة بعد ظهور وشيوع ثقافة الفضائيات وشبكة المعلومات الدولية (الإنترنت). 5 الاشتراك فى التطور التاريخى والاجتماعى فقد عانت كافة الدول الإفريقية من الاستعمار ومن الصعوبات الاقتصادية فى الفترة التالية على الاستقلال، ومن تراكم الديون ومن سلبيات التبعية الاقتصادية لدول الاستعمار السابق وسيطرة دول الغرب الحالية كما تشترك جميعها فى الاهتمام بتجنب الآثار السلبية للعولمة ومحاولة إظهار الاهتمام بحقوق الإنسان وسيادة القانون والشفافية والمساءلة والمحاسبة لهاضمى الحقوق الإنسانية . 6 تشابه القدرات العسكرية والاقتصادية حيث تتسم الإمكانيات العسكرية والاقتصادية للجانب الأعظم من دول القارة بالضعف الشديد باستثناء دول قليلة مثل مصر والجزائر فى الشمال، وكينيا شرقا، ونيجيريا غربا، وجنوب إفريقيا جنوبا. وكذلك، تشترك الدول الإفريقية فى التطور الذى شهدته فى النزاعات والحروب وطريقة إدارة الصراعات.. الداخلية والحروبات الأهلية ..! رغم هذا العوامل المحفزة ومقومات النجاح إلا انه للاسف لم يصل هذا التجمع الى اهدافه او ما ترنو اليه الشعوب التى تقع تحت لوائه ...!! فظل هذا التجمع يجتمع كل دورة انعقاد تماما كلقاء تفقدى بين الرؤوساء يتسامرون فيه ويتحاورون ويقترحون ولكن .. لا ينفذون .. ووليس ذلك فقط بسبب الدور السلبي لتنفيذ القرارات المنبثقة من كل قمة ولكن ايضا لتوفر العديد من التحديات والمعوقات نوجزها فى النقاط التالية : - اننا نجد حاليا أن غالبية الدول الإفريقية لا تزال تمر بمرحلة انتقالية من النظم العسكرية أو نظام الحزب الواحد إلى النظم التعددية المنتخبة ديمقراطيا. - كما انه ليس من المعتاد والسهل أن تفصل دول القارة بين العلاقات السياسية من جانب والعلاقات الاقتصادية من جانب آخر، وهو ما أبطأ وتيرة التعاون داخل بعض التجمعات فعلى سبيل المثال، تعرضت مسيرة تجمع المغرب العربى للعراقيل نتيجة للتضارب القائم بين سياسات الدول الأعضاء، وكذلك التكامل المصرى السودانى فى بعض الفترات. - وعلى صعيد السياسات، فإن دول القارة لا تضع استراتيجيات بعيدة المدى، خاصة فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادى البينى، حيث تتعطل العلاقات نتيجة لتغير الحكومات من وقت لآخر، وهو الأمر الذى استمر إلى أن دخلت العديد من الدول الإفريقية حديثا فى دائرة الاستقرار السياسى. - كذلك، تجدر الإشارة إلى عدم التوافق بين سياسات الاقتصاد الكلى، وهو ما قد يكون له تأثيرات سلبية وأضرار تلحق بالأنشطة الاقتصادية فى الدول الأعضاء، نتيجة للتغييرات التى ربما تطرأ على إحدى دول المجموعة. - كذلك هناك حاجة إلى التوفيق بين السياسات الاقتصادية، والمالية، والنقدية بصورة كاملة، بداية بضمان قابلية تحويل العملات فيما بين الدول الأعضاء، ثم يتبع ذلك توحيد أسعار الصرف، ثم الوصول إلى عملة موحدة فى نهاية المطاف ولقد حققت العديد من العملات قدرا من القابلية للتحويل على المستوى الإقليمى، الأمر الذى يشجع عملية التجانس النقدى ويعزز التجارة البينية الإقليمية. ومن المنظور الثقافى، تفتقد الكثير من الدول الإفريقية لما يعرف بثقافة التكامل الاقتصادى اللازمة لإنجاح جهود التكامل الاقتصادى فى القارة فعلى سبيل المثال، مازالت الأسواق الإفريقية تفضل المنتج المستورد من خارج القارة، وتفضل الشركات الإفريقية التعامل مع شركات دول الاستعمار السابق على أن تتعامل مع نظيراتها الإفريقية. ايضا هناك عوامل أخرى تعوق تحقيق الاتحاد والاندماج الكامل والاندماج، من أهمها ما يلى: أ مشكلات النقل والمواصلات، حيث مازالت البنية الأساسية لقطاع النقل والمواصلات فى حاجة إلى تطوير على مستوى القارة بأسرها. فمن المعروف أن غالبية شبكات المواصلات والنقل كانت تتجه فى اتجاه واحد من قلب القارة إلى موانئ الشحن إلى خارجها نحو أوروبا والأمريكتين وبالتالى نجد اليوم أن تجمع الساحل والصحراء على سبيل المثال يفتقد شبكات نقل ومواصلات تربط بين دوله وكذلك تقف محدودية البنية الأساسية لقطاع النقل والمواصلات كعائق رئيسى أمام التوسع فى التبادل التجارى حيث ترتفع تكاليف النقل، مما يقلص من فرص نمو التجارة البينية بين الدول الأعضاء. ب هناك تباين واضح بين دول التجمع. ومن أبرز الأمثلة على التفاوت فى الأوضاع الاقتصادية داخل التجمع فالمواطن الليبى مثلا حيث يتخطى دخل الفرد 4500 دولار سنويا، فى حين أن السودان الجديد كدولة فقيرة لا يتعدى دخل الفرد بها من 300 دولار سنويا. فوبذا يتضح أن مراعاة مستوى التقدم الاقتصادى أمر لازم للوصول بتجمع ( س.ص) الى الالتقاء فى نقاط الالتقاء بالمراحل ال 6 المختلفة لاهدافه و التى حددها التجمع فى اول قمه له منذ 15 عشر عاماً. -- Salih Abdelrahman Salih Salih Abdelrahman Salih [[email protected]]