مرة أخرى يعيد توقف سنابل عن البث التساؤل المشروع لجمهورها وهو اين ذهبت سنابل وما سبب إحتجابها ؟ إن كل ما يعلمه الناس أن البث كان قد توقف في مطلع أبريل الماضي لفترة قصيرة عن باقة القنوات المؤلفة من : الفضائية السودانية ، أنغام ، النيلين ، سنابل بسب عدم دفع مستحقات الإشتراك في القمر الصناعي (قلف سات) ثم عادت القنوات الأربعة لتعمل حتى نهاية أبريل ثم لتتوقف سنابل وحدها وتستمر القنوات الثلاثة الأخرى في العمل . هذا هو مبلغ علم الناس لكن ماذا حدث بعد ذلك ؟ الله أعلم ، فلا إدارة القناة سعت لتوضيح الحقائق ولا الإعلام سعى بدوره للكشف عن الأسباب . لقد تمنيت في مقال سابق لي قبل عدة أشهر أن تجتاز القناة بداياتها المتعثرة لكي تنطلق إلى افاق أرحب كونها تجربة رائدة ومبشرة وأبديت بعض الملاحظات على أدائها منها ضرورة أن يكون للقناة برامجها الجماهيرية التي تجعلها تتواصل مع مشاهديها وأن تعمل على الانعتاق من دائرة التكرار الممل التي وقعت فيه القناة . ما لاحظته بعد ذلك أن القناة بدأت تتحسس رويدا رويدا طريقها فأدخلت برنامج (مع الأصدقاء) الذي كان يبث كل خميس وكان الهدف منه هو التواصل مع الاطفال وللحقيقة فقد حقق البرنامج نجاحا كبيرا تشهد على ذلك سيل المكالمات التي كانت تنهمر عليه مما يؤكد تعلق الأطفال به . لكن في المقابل يبدو أن هناك مشكلة ما تتمثل في مسألة الدعم المادي للقناة والتى ربما أقعدت القناة من إنطلاقتها وهنا يبرز سؤال مشروع : هل يعقل أن يخوض رجل إعلامي كبير مثل الأستاذ معتصم الجعيلي مثل هذه التجربة بدون أن يكون قد درس جدواها وأقتنع بأنها تجربة مأمونة العواقب ، خاصة وأن للرجل تجربة سابقة في قناة هارموني ربما شابها شيء من الإخفاق لكنه أدرك بالتأكيد ايجابياتها وسلبياتها ؟ هل خذله البعض ياترى بتقديم الوعود بالدعم ثم نكصوا ؟ مع العلم بأن الرجل تصدى لضربة البداية بإنشاء القناة مصطحبا معه مجموعة من المبدعين المتميزين الذبن قدموا أعمالا رائعة قياسا على الإمكانيات المتاحة . لكن دعونا نقرأ المسألة من جانب أخر فقد قرأت على صفحة القناة في الفيس بوك ما يمكن ان يدحض مسألة عدم توافر الدعم المادي وهو أن القناة إستوردت أجهزة ومعدات جديدة لها من الخارج وأنها بصدد تعيين كوادر جديدة ، مما يعني أن القناة قد تجاوزت مرحلة البدايات المتعثرة إذن ما سبب التوقف ؟ الإجابة عند أهل الشأن ، إلا إذا كان المراد بالتوقف الإستعداد لإنطلاقة جديدة . لقد تمنيت دائما أن تكون لأطفالنا قناة سودانية خالصة تمنحهم ما يعينهم على مقاومة الاستلاب الحضاري الذي تقدمه القنوات الاخرى وتزودهم بالثقة بأنفسهم وبوطنهم عبر جرعات من التربية الوطنية والأجتماعية خاصة لأؤلئك القابعين في المنافي والمهاجر. رغم كل ذلك لا يزال لدينا الامل بأن تعود سنابل قوية ومبشرة بالخير لنغني للغد الباسم (بكره لينا) . Mohammad Ali [[email protected]]